أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - من اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر














المزيد.....

من اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 12:39
المحور: الادب والفن
    


عند استعراض الجوانب الإشكالية في الخطاب النقدي العربي المعاصر ، تبين وبوضوح : إن العلاقة مع الآخر قد شكلت الحلقة المهمة في مسيرة النقد العربي في السنوات الاخيرة ، لذلك ليس من المستغرب أن يجد القارئ إن جل الإشكاليات التي رافقت مسيرة هذا النقد كانت تصب في مدار نوع العلاقة مع الوافد النقدي ، بدءاً من استقبال المنتج الوافد وما تمخض عنه من إشكاليات : الترجمة وتباين النصوص المترجمة فيما بينها ، وعدم ملاحقتها لما يصدر في الساحة الغربية ، وغموض لغة الترجمة , ومرورا بإشكاليات المصطلح النقدي الذي تحولت إلى مايشبه الفوضى تمثلت في : تعدد المصطلحات وتناسلها إلى الحد الذي يصعب السيطرة عليها ، فضلا على غياب التنسيق العربي الجاد لوضع المصطلحات الموحدة , وغياب المعجم المصطلحي الذي يوازي ما وضع في الغرب ، كل تلك الإشكاليات انعكست بصورة أو بأخرى على المتن النقدي العربي مما جعلت منه متنا غريبا عن الواقع النقدي , فهو أما ان يقتصر على التنظير , أو يسرف في محاكاة النقد الغربي , أو يتمثل في مجموعة نصوص تتسم بالغموض والضبابية والخلط والتلفيق والادعاء ، مما جعل هذا النقد ـ بوصفه حصيلة لما تقدم ـ يقف على قطيعة مع التراث العربي , ويبتعد عن فهم القارئ ، ثم انه لا يحمل خصوصية محددة فلا هو بالنقد العربي الخالص ، ولا هو بالنقد الغربي .... انه يقف خارج الثقافات على رأي ادوارد سعيد الذي مر ذكره .
لذلك يمكن الاستنتاج , بأن ليس ثمة منهج نقدي عربي يجمع مقولات ذلك المتن, لذلك فان أهم ما شخص في مسيرة هذا البحث الطابع الفردي والاجتهادي , وغياب العمل الجماعي والتنسيق الذي من شأنه ان يقدم رؤية موحدة يمكن للباحث او القارئ الخروج منها بنتيجة واضحة.
وعلى الرغم من إن النقد العربي في السنوات الاخيرة تكشّف في أعمال مهمة ورائدة ، وأفصح عن أسماء معروفة أسهمت في إثراء الحركة النقدية المعاصرة, إلا إن تلك الجهود ما زالت تظهر سلبيات ومآخذ لا يتمنى الباحث أن تشكل ملمحا ثابتا , أو أن تتحول إلى سمة ملازمة للخطاب النقدي تستمر طويلا ، لا سيما ان النقد العربي يعكس واقعاً ثقافيا غير منفصل عن الحراك الثقافي في العالم بأسره .
لذلك نرى إن النقد العربي مطالب بأن يسعى جاهدا في بلورة رؤية نقدية عربية منبثقة من رحم الثقافة العربية , ومتفاعلة مع الثقافات الأخرى , فقد أصبح من الضروري أن لا يصر على تبني المقولات الغربية وحدها ، وإنما يسعى إلى استخلاص ما يصلح من تلك المقولات ليمزجها بإرثه النقدي الأصيل ، وليخلق من ذلك المزيج نقدا ينسجم مع الحداثة النقدية في العالم اكمله ، فمن غير المستنكر الانتفاع من الاخر ، لكن قبل ذلك يجب معرفة الذات ، لكي يتسنى للناقد التعامل مع مقولات الاخر تعاملا نقديا . فمن المؤكد ان النقد العربي المعاصر لا يمكن ـ بأي حال من الاحوال ـ ان يلتزم موقفا حديا معارضا او مؤيداً وهو يروم التجديد ، فلا خطاب المعارضة يمكن ان يحقق التحديث مثلما لا يمكن لخطاب التبعية ان يفعل ذلك ، اذ ان خطاب المعارضة ينطلق من المستقبل ليولي وجهه نحو الماضي ، وبذلك يؤكد عجزه عن الممارسة النقدية في الحاضر ، اما خطاب التبعية فانه ينطلق من المستقبل ايضا لكنه يدير ظهره للماضي ليؤكد هو الآخر عجزه عن الممارسة النقدية .
ومن الضروري ان توجه الجهود وبصورة جماعية وتنسيق جدي لرسم خطة عمل واعدة تبدأ من تنسيق الجهود لترجمة ما يصدر في الغرب , ومسايرة الجديد من الأفكارعن طريق التواصل بين المجمعات التي انشئت في اكثر من دولة عربية ، ثم العمل بصورة جدية على صناعة المعجم المصطلحي العربي مثلما هو الحال في المعاجم العالمية المشهورة . وفضلا على ما تقدم فإن الحاجة ماسة الى تكثيف الجهود من اجل تقديم المقولات النقدية الغربية وعرضها للقارئ العربي بصورة مفهومة ، وبصياغات عربية ، مثلما كان الحال في بدايات القرن العشرين حينما عرض الكتّاب والفلاسفة المصريون خصوصا ادق النظريات الفلسفية والنقدية بصورة جعلتهامأنوسة للقارئ العربي , فما مطلوب من الكتاب والمفكرين العرب اليوم هو مخاطبة القارئ , والابتعاد عن النفس النخبوي والحس المتعالي ، فذلك لا يتفق وهدف المعرفة مطلقا .



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - من اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر