أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راهبة الخميسي - على نفسها جنت براقش















المزيد.....

على نفسها جنت براقش


راهبة الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 05:11
المحور: المجتمع المدني
    



لقد جعلوا من العراق أضحوكة لدول العالم أجمع، سحقاً للعقول المنخورة والمهترئة التي تمسك بعصاً متخلفة لتجلد الحريات والحقوق، ولتدفن الإنسانية، وتوأد الطفولة التي هي أعذب مراحل العمر عند الإنسان، إنه أمر مخز لايستوعبه العقل البشري ونحن في قرن التحضر وزمن المساواة، وليس قرار وزير العدل حسن الشمري إلا إنتهاكاً صارخاً وتصريحاً بالاغتصاب، نعم إنه إغتصاب للفتاة بعمر الطفولة مع سبق الاصرار، وإن العراق الذي وقع على إتفاقية سيداو التي تنص أغلب بنودها وموادها على إحترام المرأة وعدم إنتهاك إنسانيتها وعلى مساواتها مع الرجل بالحقوق والواجبات، يقف في خانة المسائلة الدولية، والامم المتحدة، ومسائلة المنظمات الانسانية العالمية، وينحدر بالمجتمع العراقي للدرك الأسفل، إنها جريمة العصر ضد حقوق المرأة والطفولة، وهي بنفس الوقت إنتقاص واضح من الرجل العراقي نفسه، فمن ذا الذي يتقبل ما أسمته الفتوى مفاخذة أو ضم أو ملامسة الرضيعة؟ إنها إهانة للرجل مابعدها إهانة فالذي يمارس هذه الافعال ليس هو بإنسان سوي على الاطلاق، لابد وأن يكون مريضاً نفسياً محملاً بالعقد والخلل التربوي المخيف، إنها ممارسات قذرة مقززة يقشعر البدن لمجرد السماع بمسمياتها، فهل يريدون أن يحقنوا شريان العراق بمرض نفسي خطير يصيب شخصية الفرد فيه؟ إنها والله لمهزلة كبيرة، وهي بنفس الوقت ستكون سبباً في أن يلفضهم رجال ونساء العراق على السواء، سيما وأن البلد مقبل على الانتخابات بعد أيام معدودات، فهل سيبقي الشعب العراقي هؤلاء السماسرة يغرقون البلد في مستنقع التخلف والهمجية؟
وهل من المعقول أن يتهم بعض الشيوخ (الموقرون) نساء العراق الرافضات لقانون الاحوال الشخصية الجعفري، بأنهن شاذات وأباحيات؟ أليس هذا الاسلوب تعنيف لفظي ضد المرأة؟
وهل نسي العراق أنه وقع على مادة تنص مايلي:
(اتخاذ المناسب من التدابير التشريعية وغيرها، بما في ذلك ما يقتضيه الأمر من جزاءات، لحظر آلتمييز ضد المرأة؛
و اتخاذ جميع التدابير المناسبة، بما في ذلك التشريع، لتعديل أو إلغاء القوانين والأنظمة والأعراف والممارسات القائمة التي تشكل تمييزا ضد المرأة؛
وإلغاء جميع أحكام قوانين العقوبات الوطنية التي تشكل تمييزا ضد المرأة).
وتتخذ الدول الأطراف في جميع الميادين، ولا سيما الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التدابير المناسبة، بما في ذلك التشريع، لكفالة تطور المرأة وتقدمها الكاملين، وذلك لتضمن لها ممارسة حقوق الإنسان والحريات الأساسية والتمتع به على أساس المساواة مع الرجل.
ووقع أيضاً المادة 5
والتي يقول نصها:
تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة، لتحقيق ما يلي:
أ- تعديل الأنماط الاجتماعية والثقافية لسلوك الرجل والمرأة، بهدف تحقيق القضاء على التحيزات والعادات العرفية و الممارسات الأخرى القائمة على فكرة دونية أو تفوق أحد الجنسين، أو على أدوار نمطية
للرجل والمرأة؛
ب- كفالة أن تتضمن التربية الأسرية تفهما سليما للأمومة بوصفها وظيفة اجتماعية والاعتراف بالمسؤولية المشتركة لكل من الرجال والنساء في تنشئة أطفالهم وتطورهم، على أن يكون مفهوما أن مصلحة الأطفال هي الاعتبار الأساسي في جميع الحالات.
أما المادة 16
فتنص مايلي:
1 - تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في آافة الأمور المتعلقة بالزواج والعلاقات الأسرية، وبوجه خاص تضمن، على أساس تساوي الرجل والمرأة
أ-نفس الحق في عقد الزواج
ب-نفس الحق في حرية اختيار الزوج، وفي عدم عقد الزواج إلا برضاها الحر الكامل
ج- نفس الحقوق والمسؤوليات أثناء الزواج وعند فسخه
د- نفس الحقوق والمسؤوليات كوالدة، بغض النظر عن حالتها الزوجية، في الأمور المتعلقة بأطفالها؛ وفي جميع الأحوال، تكون مصالح الأطفال هي الراجحة.
ه-نفس الحقوق في أن تقرر بحرية وبشعور من المسؤولية عدد أطفالها والفترة بين إنجاب طفل وآخر، وفي الحصول على المعلومات والتثقيف والوسائل الكفيلة بتمكينها من ممارسة هذه الحقوق؛
و- نفس الحقوق والمسؤوليات فيما تعلق بالولاية والقوامة والوصاية على الأطفال وتبنيهم، أو ما شابه ذلك من الأنظمة المؤسسية الاجتماعية، حين توجد هذه المفاهيم في التشريع الوطني؛ وفي جميع الأحوال
تكون مصالح الأطفال هي الراجحة؛
ز- نفس الحقوق الشخصية للزوج والزوجة، بما في ذلك الحق في اختيار اسم الأسرة، والمهنة، والوظيفة؛
ح- نفس الحقوق لكلا الزوجين فيما يتعلق بملكية وحيازة
الممتلكات، والإشراف عليها، وإدارتها، والتمتع بها، والتصرف فيها، سواء بلا مقابل أو مقابل عوض ذي قيمة.
2 - لا يكون لخطوبة الطفل أو زواجه أثر قانوني، وتتخذ جميع الإجراءات الضرورية، بما فيها التشريع، لتحديد سن أدنى للزواج ولجعل تسجيل الزواج في سجل رسمي أمرا إلزاميا.
وهل فكر الشمري ومؤيديه بالمادة 21 والتي تقول:
1 - تقدم اللجنة تقريرا سنويا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بواسطة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، عن أنشطتها، ولها أن تقدم مقترحات وتوصيات عامة مبنية على دراسة التقارير والمعلومات الواردة من الدول الأطراف. وتدرج تلك المقترحات والتوصيات العامة في تقرير اللجنة
مشفوعة بتعليقات الدول الأطراف، إن وجدت.
2 - يحيل الأمين العام تقارير اللجنة إلى لجنة مرآز المرأة، لغرض إعلامها.
الى أين سيصلون ببلدنا الذي أوشك قبل عشرات السنين أن يوازي الدول المتحضرة؟
وأين هي حقوق الطفولة من قرار تزويج طفلة بعمر تسع سنوات، وطفل بعمر خمسة عشر سنة؟
وهل أفرغ العراق من العقول الحكيمة لتترك دفة القرار بأيدي العابثين؟
كيف سيكون النظام العائلي، والعلاقة التفاعلية في زواج طفل عمره خمسة عشر عاماً مع طفلة عمرها تسع سنوات؟
والله لإنها بئس المهازل.
وأخيراً وليس آخراً، لاتسكتي أيتها المرأة العراقية الباسلة، إشجبي وأرفضي، تظاهري وطالبي الامين العام للامم المتحدة، وطالبي كل المنظمات الانسانية في كل العالم، وبشتى الطرق لمحاسبة المسؤولين على القوانين اللامسؤولة التي يخضون المرأة العراقية لها قسراً، إحمي نفسك وإحمي بنتك وحتى إبنك من هذه الكارثة، وفكري كيف ستكون تركيبة الانثى التي ستمر بكل مراحل حياتها لانتهاكات أقسى من القتل والموت؟ ختان... مفاخذة...ملامسة...زواج بتسع سنوات...أم قاصر عمرها عشر سنوات حملت وعانت من مخاض وولادة أو نزف أو إجهاض، ورضاعة الابن الذي ستلده، ثم رعايته والسهر عليه، ثم ستخضع لقرارات إرضاع الكبار مثلاً، وكلها أمور تدعو للتقيؤ وتثير الإشمئزاز،
هي نفسها طفلتك التي تحلم كل يوم أن تقتني لعبة باربي، أو تكافئينها بقطعة حلوى أو تسمحين لها بمشاهدة أفلام الكارتون توم وجيري، أو اللعب في الشارع مع أطفال الجيران!!!
ناهيك عن التبعات التي يحملها هذا القرار في خفاياه من غايات خطيرة تهدف حتى لتفريغ العراق من المكونات والاديان والمذاهب التي لاتقر أو بالأحرى لاتجيز شرائعها التزويج دون بلوغ سن الرشد، وبذلك سيفر الكثيرون من البلد هرباً بسبب هذا القرار الخطير ومايحمله شمولهم به من مشاكل أسرية كبيرة وخطيرة.
أما أنتم أيعا المسؤولون المسعورون... فعلى نفسها جنت براقش !!!
راهبة الخميسي- السويد
17 مارس 2014



#راهبة_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبچة بين الأمس واليوم
- مبارك آذار الصابرات
- الى كوردستان
- ألعودة ألوهمية
- الجزء الثاني لليلة ننار الرابعة في مالمو
- الدكتور خزعل الماجدي يضيء أمسية ننار في مالمو جنوب السويد
- التيار الديموقراطي في جنوب السويد يعقد مؤتمره الثالث
- الى أين ياعراق
- لا للعنف ضد المرأة
- المرأة العراقية .. وقانون الأحوال الشخصية
- وقفة وطنية
- جولة الحسم ورايات السلام في الخامس من أكتوبر
- جولة الحسم و رايات السلام


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راهبة الخميسي - على نفسها جنت براقش