أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مهند الكاطع - هندسة بقايا وطن !














المزيد.....

هندسة بقايا وطن !


مهند الكاطع

الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 23:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تعتمد هندسة العمليات (Process Engineering) على عاملين أساسيين هما (الحرارة) و (الضغط) ، والعلاقة بين العاملين هي علاقة طردية ، حيث يزداد الضغط بأزدياد الحرارة والعكس صحيح ، والمهندس الناجح هو ذلك الذي يستطيع تحقيق موازنة بين العاملين وإجراء ما يمكن تنفيذه ليصل لدرجة حرارة مطلوبة وضغط مطلوب يحقق له أفضل النتائج في أستمرارية العمل وجودة المنتج المطلوب ، فما علاقة كل ذلك بالأستبداد وحرية الشعوب ؟!

أعتقد أن الشعوب المتحمسة والملتهبة تمثل (الحرارة) في حال إسقاط مفهوم هندسة العمليات على ثورات الربيع العربية ، بينما تمثل الأنظمة الأستبدادية القمعية عامل (الضغط) ، وأعتقد أن شخص الحاكم المستبد(بشار الأسد نموذجاً) يمثل المهندس الفاشل ، والذي أثبت واقع الثورة السورية عدم قدرته على إدارة عملية التحول الطبيعي الذي كان لا بد أن يحدث في سوريا منذ عقودِ من الزمن عاشها تحت سيطرة النظام الأستبدادي (الضغط) على حساب الشعوب التي بقيت أصواتها خافتة في ظل الإستكانة للأمر الواقع عبر سياسة النار والحديد التي حكمت المجتمع طول عهد النظام الأسدي من الأب إلى الأبن .
تأثرت سورية بحراك شعوب المنطقة بشكل سريع ومباشر ، حيث كانت تختزن سعرات حرارية عالية كامنة في صدور أبناءها الذين لاقوا الذلّ والهوان ، وأُمتهنت كراماتهم ، وحُرموا من أبسط حقوقهم الأجتماعية والثقافية والسياسية والأقتصادية ، وباتوا عبيداً في مزرعة تلك العائلة التي بنت كل شئ لها ولمصالحها الخاصة وزمرتها المقربة ، وبات الوطن لا وطن ، والشعب لا شعب ، والحياة لا حياة في ظل سيطرة الأستبداد على كل مناحي الحياة وقيامه بتدمير كل شئ جميل فيها .
أرتفاع درجة الحرارة لم يعد ينفع معه المهادنة والمساومة والصبر ، ولم يعد هناك بُدّ من خروج الشعب يصرخ بالحرية وأسقاط الأستبداد ، لتخرج معه كل تلك السعرات الكامنة منذ عقود ، فأرتفعت أصوات الشعب ، وأرتفع لهيب أصوات الحق ،وغلت الصدور والعقول منتظرةً اللحظة التي يسقط فيها (ضغط) الأنظمة الفاسدة كحالة طبيعية للحفاظ على ما تبقى (من الوطن) وكسبيل لعدم تدهور الأوضاع أكثر من هذا التدهور .
المهندس الفاشل الذي تعمل أن يتلقى أوامر التشغيل من الخارج ، دون أن يكون له الخيار بأتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب قرر أن يُنفذ أوامر من يريد لعملية الحياة أن تتدمر كلها ، فبدأ بأستخدام أشد أنواع الضغط والقهر ،فرفع من وتيرته أمام حرارة العب ، ولكم أن تتخيلوا ماذا يحدث في حال أرتفع (الضغط) و ( أرتفعت الحرارة) !!!! سيحدُث بكل تأكيد الأنفجار الذي سيودي بالجميع في حال لم يتنازل أحد العاملين أمام الآخر ليعود الأستقرار ، فإما إستقرار بذل في حال تراجع الشعب أمام الأستبدادوإما أستقرار بكرامة إذا تراجع الأستبداد أمام صوت الشعب ورضخ له .
في الأفق لا بوادر لتراجع الأستبداد ، و لا لتراجع صوت الكرامة ، فتزداد كل يوم مساحات الدمار والأنفجار لنصل بالتالي لوطن لم يتبقى منه أي شئ صالح ، ولا أي شكل من أشكال الأستمرارية .
بشار الأسد دفع بالوطن إلى الهاوية بعد أن كان على حافتها ، وأصبحت اليوم بعض جهات المعارضة تلعب دوراً سلبياً أتجاه الشعب ، وتضيفُ ضغطاً جديداً عليه ، مما يقودنا إلى قناعة مطلقة بأنه سيتم تدمير كل شئ قريباً ، وقد تبقى بذرة هنا أو هناك لا ندري في أي مكان سقطَت وهوت تنتظر بعد كل هذا الدمار سحابة تحمل لها بركة تنقذها من الهلاك الأبدي ، لتزهر من جديد في فضاء موحش مقفر مُخيف كان في الأمس (بقايا وطن) .




#مهند_الكاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على مقابلة المدعو .. بولات جان !
- عبد الباسط سيدا .. يسقطُ في مُستنقع البعث الكُردي !
- من تل برك .. محافظة الحسكة .. توثيق إنتهاكات قوات الحماية ال ...
- الثورة الأوكرانية أسقطت القناع عن خذلان العالم للسوريين !
- أستمرار أنتهاكات حزب العمال الكردستاني .. بلدة المناجير في م ...
- توثيق إنتهاكات قوات الحماية الكردية الحليفة للنظام في سوريا
- النظام السوري يُحسِنُ استخدامَ الورقة الكردية!
- صمود تل حميس ... يهزم قوات الحماية الكردية !
- أكذوبة الإدارة الذاتية في -غرب كردستان-
- لست من دعاة الفيدرالية ولا القومية في سوريا !
- آلهة الكذب المميزين
- الفيدرالية ... رفضها في سوريا .. وقبولها في اليمن !
- الإحصاء الإستثنائي في محافظة الحسكة 1962
- الحركة الكردية في سوريا ... ماضي و حاضر
- مواجهات في مدن الجزيرة السورية .. من المستفيد .. رؤية تحليلي ...
- إرهاصات الخطاب الكردي في ظل الثورة السورية .... وجهة نظر عرب ...
- 12 آذار بين أنتفاضة قامشلو ... وأحداث القامشلي
- ما بعد أحداث القامشلي .... رؤية واقعية
- الرد على ماجاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مهند الكاطع - هندسة بقايا وطن !