أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال ابو لاشين - الشعب الاسرائيلى و معركة الحرب والسلام















المزيد.....

الشعب الاسرائيلى و معركة الحرب والسلام


جمال ابو لاشين
(Jamal Ahmed Abo Lasheen)


الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما تعيش إسرائيل في حرب متواصلة تخادع بها شعبها، وتشعره دوماً بالخطر المحدق بها بقصد تحويله لشعب مجند وآلة للقتل والتدمير تحت شعار أمنها وتفوقها، هي ببساطة تجعله لا يدرك أي معنى للسلام الحقيقي وللتعايش السلمي، ويصبح جسده كالمريض بفقر الدم فلا فرق بين مريض يحتاج دماً ليتعافي وبين أمة مجندة تحتاج دماءً لإراقتها لتعي سبب وجودها، وقوتها، لكن في حالتها يكون الفارق أنها تفقد إنسانيتها، وتكره من حولها، وتبقى في خوف على مصيرها.

لم تكن حرب العام 1948 والسبعة جيوش العربية المشاركة بها سوى ذريعة لإسرائيل، فالدول العربية المشاركة كلها لم تكن مستقلة وقائد الجيوش كلها كانت بريطانيا، فلم يكن المقصود بالحرب القضاء على إسرائيل إنما أرادت بريطانيا أن تخلق حالة العداء، والافتراق النهائي بين الفلسطينيين مسلمين ويهود، وليكتمل المشهد كان يجب للإسرائيليين أن يعيشوا بسيفهم، وهذا لن يتم إلا بتعميق مأساة اليهود في شتاتهم أو في محرقتهم أو في حالة العداء الشديدة للعرب والإسلام رغم كل نماذج التعايش السابقة بين المسلمين واليهود سواء على أرض فلسطين، أو في الدول العربية، أو الأندلس التي بقي فيها المسلمين سبعة قرون تعايشوا خلالها مع اليهود أفضل مما تعايش اليهود مع المسيحيين، وعندما غادروا الأندلس غادروها سوياً.

أجيال منذ العام 1948 إلى يومنا هذا، واليوم هناك سبعة ملايين لاجئ فلسطيني في دول العالم والمحيط العربي، ولا توجد آمال لدولة فلسطين التي اعترفت بها أكثرية الدول في الأمم المتحدة فالقوة لاتزال أعلى من القانون الدولي ، ولا نزال نعاني ليس من تشبثنا وصمودنا على الأرض ومن دفعنا يومياً شهداء وجرحى ودمار فحسب بل ومن ثمن ما تعيه اسرائيل لبقائها وتعلمه لأجيالها من العدوان والحرب ، فمن المحرمات أن ترى نفسها في حالة من السلام والرخاء لأنه هكذا أريد للشعب الإسرائيلي أن يدرك.

هم يقدرون جيشهم الذي حكمهم منذ قيام اسرائيل، لأنه المدافع عن وجودهم، وسيطرتهم، فعشرون عاماً من المفاوضات غيب الشعب الإسرائيلي عن دائرة الفعل، وتوارى خلف خوفه من الغد الذي صوره له قادته ليسلبوا إراداته في صنع السلام، والأدهى أنه حوله لمجتمع أكثر شراهة في حرق ما حوله بعد أن أطلق العنان لمستوطنيه في تدمير فرص السلام، وهدم أي ديمقراطية تنشدها إسرائيل.

لقد شعر الإسرائيليون بعد أوسلو بالكثير من التغير، وأحسوا برياح السلام، وازدهرت لديهم الأعمال، وهذا باعترافهم، وأصبحت تلك النتائج مثار حديثهم فماذا فعل قادتهم ؟ قادتهم أرادوا تغيير المعادلة، واختاروا تفجير موضوع حفر الأنفاق أسفل القدس، ونقلوا الصور ليشاهدها العالم، فكان الصدام العسكري بين جنود من السلطة، وجنود من جيش إسرائيل، وهذا ما أراده ( بنيامين نتيناهو ) تفجير الوضع برمته والعودة لمربع الحرب ومن يجب أن يسيطر ؟ وكيف تفرض اسرائيل على الطرف الأضعف حدود تفكيره ووعيه التاريخي والسياسي والاقتصادي والجغرافي ؟ أرادت أن تعطي السلطة الوطنية الفلسطينية درساً في تقليص حجمها وطموحاتها .

بنيامين نتيناهو يجذب إسرائيل من ديمقراطيتها الأوروبية التي كانت تنشدها إلى عمق جديد متطرف، ويسانده المستوطنون في غلوه الديني، إنهم يمزقون مجتمعهم بشعارات دينية لا تناسب واقع إسرائيل، ولا المجتمع الإسرائيلي الذي يساق لشعار " يهودية إسرائيل " كالخراف، " الفاتيكان " دولة لا تتعدى 0.4كم2 وهي مركز روحي للمسيحيين الكاثوليك ،وهي ليست دولة بالمعنى المعروف وتم الاعتراف بها نتيجة صراعات أوروبية وبالأحرى مسيحية خصوصا البروتستانت والكاثوليك، وإيران الإسلامية تصبغ نفسها بصبغة الإسلام ولا تمثله لأنه لا يمكن الجمع بين الدولة السياسية والدينية فلا يمكن أن يحصر الدين في دولة، والدولة لا يمكن أن تحاصر بديانة وهذا ما لا يدركه الإسرائيليون بعد ، وهم يحاولون اختراع مفهوم جديد للدولة السياسية والدينية.

يهودية اسرائيل شعار رغم رمزيته الدينية إلا أنه يعبر عن تراجع ليس في واقع التعايش مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، بل مع فلسطينيي الداخل الذين يحملون المواطنة الإسرائيلية، هو شعار لتمزيق المجتمع الإسرائيلي الذي حافظ على تماسكه لفترة طويلة، وهو شعار يعبر ليس فقط عن الانعزال والغيتو خوفاً من الحرب إنما من السلام الذي سعى جنرالات إسرائيل لعدم منح شعبهم وقتاً ليجربوه ويتذوقوا نسيمه، وبالتالي كان على الجنرالات أن يعرقلوا الوصول إليه بأن يضعوا يهودية إسرائيل أعلى مربع مطالبهم وكأن الجلاد بدا خائفا من الضحية.

الفلسطينيون بداية لم يلقوا له بالاً وأهملوه وكأنه لم يطرح، إسرائيل بدورها استوعبت هامشية الاعتراف بيهوديتها لدى الفلسطينيين، وضغطت عليهم للاعتراف، ونحن بدورنا أدركنا أنه توجه سياسي طاغي في إسرائيل وليس له علاقة بالدين، والهدف منه حشر المفاوضين في الزاوية وفتح معركة لم ترد في خاطرهم ، خصوصاً وأننا بعد عشرين عاماً من التفاوض لازلنا نصطدم بالمطبات الإسرائيلية الواحد تلو الآخر والخطورة في تلك المطبان ليس في طرحها وإنما في التبني الدولي لها خصوصاً في أمريكا التي دفع الفلسطينيون والعرب ثمن تفردها في النظام العالمي الجديد.

لقد باتت منطقتنا أشبه ببركان اندفعت حممه ولا أحد يعرف متى تتوقف، وأصبحت المتغيرات أسرع مما يتوقع الجميع، والفوضى باتت في كل مكان، والإسرائيليون يضغطون الفلسطينيون بكل قوتهم فاللحظة مواتية، والأمريكان بدورهم يتابعون الضغط فهم لا يقبلون الفشل لأن الصراع الدولي حاضر حتى في مفاوضات التسوية، والأمريكان يدخلون للمرة الأولى منذ سنوات بهذا الزخم في العملية السياسية، التي طالما هربوا منها وتركوها ولم يكلفوا أنفسهم عناء الانغماس فيها، هم يتخبطون في الساحة العربية والدولية بقوة، ويصارعون للإمساك بالأطراف جميعاً ومن ضمنها القضية الفلسطينية كمفصل رئيسي في منطقة الشرق الأوسط.

والفلسطينيون يدركون أنهم لا يملكون رفاهية التنازلات المجانية، وغير مقتنعين بمسعى إسرائيل نحو السلام، ورغم ذلك يواصلون المفاوضات لئلا يتهموا بتعطيل المسيرة السياسية، ويتساءلون هل نعترف بيهودية اسرائيل، أم يهودية بني إسرائيل أم يهودية الأمة الإسرائيلية، أم الشعب الإسرائيلي، ولا يجدون إجابة فأي اعتراف بيهودية الدولة أو الشعب الإسرائيلي كلاهما خطأ ويجب أن نقف ضد أي اعتراف بهما فالأولى لها علاقة بالأرض، والثانية لها علاقة بالمواطنة، أما الأمة الإسرائيلية فهو الإدعاء الصهيوني الذي استخدم الدين واليهودية لجذب اليهود في العالم تحت مسمى ( أمة ) لأنه في عصر القوميات التي انتشرت في أوروبا والعالم أرادات الصهاينة الاقتراب من مفهوم القومية باستخدام ( الأمة والدين ) لتجميع اليهود ، والاعتراف الفلسطيني بالأمة ويهوديتها لن يضيف لإسرائيل شيئا وهى التي أسست دولة إسرائيل تحت هذا الشعار الذي اختفى عمدا تحت شعار الديمقراطية وحقوق الأقليات لتنال إسرائيل بذلك اعترافا دوليا بها.

فلم يكن وعد بلفور يعنى دولة بل ( وطن قومي للشعب اليهودي) ولو كان قصد دولة لجاءت في نص الوعد ، وفى قرار التقسيم كان نصه دولة يهودية ودولة عربية والقدس تدول ، فإذا كانت اليهودية تقابل العربية فالقرار يتحدث عن امة أو قومية يهودية وليس عن ديانة ، وإذا ساق الإسرائيليون قرار التقسيم ليثبتوا وجهة نظرهم فعليهم التراجع 23%بعد تسليم الضفة والقطاع لتبقى إسرائيل في حدود أل 55% التي أقرها قرار التقسيم وهو مايناسب حل قضية اللاجئين حلا عادلا، ولكن ماتقصده إسرائيل هو مصادرة هذا الحق بادعاء يهوديتها فهل بعد كل هذا سيبقى المستوطنون وجيشها الذي دخله الآلاف من غلاتها يسوقونها تحت شعارات حولتها لمطالب ووضعتها على رقابنا في سبيل إغلاق باب التعايش والوصول لحل سلمى .



#جمال_ابو_لاشين (هاشتاغ)       Jamal_Ahmed_Abo_Lasheen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد المرأة العالمي ووعي المرأة
- الأغوار الفلسطينية والحل الأمني
- إسرائيل اليهودية ... تكسب الأعداء
- العلاقة الأردنية الفلسطينية .. بين الوصاية والسيادة
- غزة تغرق ورواتب موظفيها
- عبد الله الحوراني ذاكرة الانقسام .. والحرب على غزة
- انتفاضة الأقصى والمفاوضات
- مخطط برافر... بين صمود أهالي النقب وخفايا أمن إسرائيل
- سنة أولى إخوان
- التسوية السياسية ...الطريق المسدود
- نكسة حزيران...التحول الكبير
- نكسة حزيران ... التحول الكبير
- في الذكرى ال65 للنكبة .. انهيار القيم في إسرائيل بداية النها ...
- عيد العمال ..وثورة في الانتظار
- إسرائيل من التفرد للشراكة الإستراتيجية
- لماذا كثرت التساؤلات حول سيناء ؟!
- في الثامن من آذار .. المرأة وتساؤلات مشروعة
- دولة فلسطينية برؤية إسرائيلية
- محور إيراني ومحور تركي وتمزق عربي
- عالم آخر ممكن .. ولكن !


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال ابو لاشين - الشعب الاسرائيلى و معركة الحرب والسلام