أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - إمارة قطر..والي عكا يعود















المزيد.....

إمارة قطر..والي عكا يعود


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 14:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إمارة قطر..والي عكا يعود
كثيرا ما نسمع عبارة عمل درامي ، ويمكن تعريف الدراما باختصار على انها "فن الحياة "، فهى تتناول المجتمع والانسان وقضاياه الحياتية والشكل الفنى الذي تريده الانظمة الحاكمة ، فهى فقد تجسد مرحلة تاريخية بعينها من مراحل تطورالمجتمع والانسان ، فكل مرحلة حضارية لها اعمالها الدرامية التى تجسدها وقد تأتي منسجمة مع حالات وعي الانسان لذاته او للعالم الموضوعي والواقعي المحيط به ، فجميعنا نجيد فن الدراما ، ولكن كلا منا على طريقته وبواسطة ما يمتلكه من ادوات ومقتضياتها ، ولإكتمال المعنى والمقصود لابد من توافر عناصر الدراما " النص -التمثيل-الوسائط " ولإنجاح اي نص جيد لابد ان يكون هناك المشخصتية الاكفاء ممن يمتلكون الوسائط ، كالفكر والاحساس والصوت والحركة والسكون والصمت ، للتعبير عن حدث ذو دلالة في الحاضر والماضى .
وهنا تستحضرني لاحد الفلاسفة تلك المقولة " إن الوضعية الغنية بالتصادمات تعتبر المادة الاساسية للفن الدرامي " ، فكلما زادت الصراعات وخرجت عن نطاق قوانينها الموضوعية وحتدمت بين الاخيار والاشرار ازدادت مادة الدراما ، لتعكس اهدافا فكرية تفوق التسلية والصورة الفوتوغرافية ، لتجسد القيم والظواهر الحضارية ، وهنا تتجلى الاستخلاصات عندما ينفعل معها الجمهور طواعية ، وينظر على انه جزء منها وشريك فعلي في كل مشاهدها بل هي رمز من رموز كفاحه وأمانيه ، وخاصة عندما تقدم إجابة منهجية واقعية واعية عن ما يدور في ذهنه ، وعن ما يمكن ان يكون عليه عالمنا المعاصر ، وهنا تكون الدراما حققت هدفها ومهمتها المزدوجة " الفكرة والرسالة - المتعة والجمال " ، لتجعلنا نقول ونؤكد ان الدراما هي فن الحياة وجوهرها .

اذا تعالوا نستعرض شئ منها لنربطه باحداث معاصرة مؤثرة ، فنحن هنا نستعين بنص مشهد لشخصية فيلمية قد تخالف واقع الشخصية التاريخية الحقيقية في سيرتها الذاتية نفسها ، لكي تضيف ببعدها الدرامي نموزجا من نمازج الخيانة يمكن الاستدلال به على ما يحدث الان .

اين السلاح ؟...اين السلاح ؟؟... خيانه ...خيانه..!!
من فينا لا يتذكر هذا المشهد " خائن عكا " من فيلم الناصر صلاح الدين
، وهو يأمر بإلقاء السلاح في البئر، ليسمح بالغزاة الصليبيين دخول عكا واحتلالها لتكون نقطة انطلاق المستعمر ، ثم يظهر بعدها وهو يصب الخمر للقادة الغزاة وهم فرحين بالنصر المزيف على يد خائن ، قائلين ان المعركة لو استمرت على هذه الوتيرة سوف تكون نزهة .

فعندما نرى ما يقوم به امراء قطر اتذكر هذا المشهد بإستمرار، فوالي عكا مازال حي لم يمت ، يتآمر على الوطن ، فاتح ابواب امارته للاعداء ، خائن لعروبته وجيرانه واهله وعشيرته ، لا يتوارى عن اي فعل من اجل نصرة الاعداء ، فكما فعل خائن عكا وتآمر مع الصليبيين لاحتلال القدس ، وإعلاء كلمة الصليب كما كانوا يدعون ، التي كانت في حقيقة امرها من اجل ابعاد دنيوية اقتصادية بحتة لينتفع من ورائها طبقة قليلة بل اقل من القليلة وقفوا وراء اندلاعها والبسوها قلنسوة ومسوح النازع الديني ، واخفوا بدهاء الاهداف الحقيقية والنيات المعلنة في سفور القصد من ورائه ، واشاعوا جو نفسي وعقلي مشبع بالروحنيات المصطنعة ليجرفوا الجميع عن المطامع الغير معلنة ، معلنين ان وجودهم في الاساس الدفاع عن فئات من الاقليات التي زعموا انها مضطهدة وعند الدخول ماذا فعلوا بتلك الاقلية؟! بدأوا بها وابادوهم .

فمن يتمعن بما يحدث حولنا الان يتأكد له بما لا يدع مجالا للشك بأن الرجل قد عاد ، ويمارس هوايته " الغدر-الخيانة " وقلة الاصل حتى مع اقاربه ، فهو الذي انقلب على اهله وعشيرته فعزلهم ، ليكون خادما للغزاة الجدد القدامى ، ليس هذه المرة حماة الصليب بل حماة الهيكل ، تمهيدا لإقامة مملكة بيت المقدس الصهيونية ، فصهيون واتباعه من الخونة اصبحوا على علم اليقين بان المخطط لن يتم إلا عن طريق تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ، لتصبح المنطقة على شكل كنتونات وإمارات صغيرة متقاتلة فيما بينها ، ضعيفة ارهقتها الحروب والنزاعات الدينية والطائفية والمذهبية .

فإمارة قطر تسخر الان كل امكانياتها لتحقيق هذا المخطط ، فنجدها تفتح اراضيها لبناء قواعد عسكرية لصالح كارهي الوطن والامة ، تحت حجة اتفاقيات وبروتوكولات تبيحها العلاقات الدولية ، كذلك نجدها تدعم كل الجماعات والحركات التي تخدم هذا المخطط وتستتر خلف المعارضة لانظمة الحكم في البلاد المجاورة لها والبلاد العربية وخاصة مصر ، وخير مثال على ذلك دعمها الجنوني لتنظيم جماعة الاخوان المسلمين الارهابية في مصر ماليا واعلاميا ، فقناتها الفضائية الجزيرة صنيعة المخطط نجدها تسخر كل اوقات بثها للحدث المصري ، وكأنها انشأت خصيصا لهذا الغرض ، لتظهر مصر " حكومة-جيش-شرطة-قضاء " في ابشع صورة ، بهدف تشويه صورة مصر خارجيا ، واثارة الفتنة والانقسام ليكون الاقتتال داخليا ، فالمخطط لن يكتمل الا باضعاف مصر سياسيا واقتصاديا ، وبسقوط مصر في اتون حرب اهلية طاحنة وهذا هو المراد ، ومن فينا لا ينسى دور قطر في ما حدث للعراق وما يحدث الان على ارض سوريا ، فالصورة خير شهيد على ذلك .

ولكن نقول لهم في عجالة عندما انطلق صلاح الدين لتوحيد الامة تحت راية واحدة ولتحرير بيت المقدس كانت شرارة الانطلاق وقتها من مصر فكان التحرير ، وعندما انطلق السلطان المنصور قلاوون لاستكمال المهمة انطلق ايضا من مصر ، وعندما اراد السلطان الاشرف السير على درب الاباء والاجداد بتطهير البلاد من الاعداء والخونة ، كذلك انطلق من ارض الكنانة مصر ، فالتاريخ صادق لا يكذب مهما حاولوا اخفاء بعض صفحاته .

فإذا كان التاريخ يؤكد سقوط الصليبيين وعودة القدس وعكا وطرابلس ودمشق وحماة والكرك وغيرها الى احضان الكيان العربي ، فنحن نؤكد جميعا بانه سوف تكتب صفحات من نور لتضاف الى مجلد التاريخ كسابقاتها ، وقد كتبت بقلم البطولات والانتصارات سنستشهد فيها بفشل مخططهم الجديد القديم ، لنتخلص ممن هم على شاكلة خائن عكا كما صوره لنا الفيلم ، وملاحقته اينما حل وفضح خيانته ، والالقاء به في مزبلة التاريخ ليكون عبرة ودرس لمن تسول له نفسه ان يبيع الوطن والامة .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا..مشهد جورجيا،اوكرانيا،وسايكس بيكو
- مصر الثورة لا تصالح .. محاكم ثورية لا جنائية
- الاخوان..يرقصون على انغام قطبية قرضاوية
- مصر..بين الجلاء الاقتصادي والاحتكارات الكبرى
- هل اخطأ عمر موسى ؟
- الدستور.. تكريس البورجوازية والبيروقراطية لبقاء السيطرة الاح ...
- الدستور.. والجهل بمفهوم الاقتصاد
- سقف الدين الامريكي.. معركة كسرعظم
- حكومة الببلاوي..بين القدرة والرؤية والحلول
- متناسيات مرسي..مازلنا نحمل وزرها
- سوريا.. بين بوتين وسايكس بيكو جديد
- مصر الثورة ..بين الدبلوماسك والانتلجنتسيا والبروليتاريا.
- البرادعي..بين الافلاطونية والواقع
- قطر.. القرضاوي والبوطي وجهان لعملة واحدة
- مرسي..حصاد الفكر القطبي
- مرسي ..بين هاملت ويوليوس قيصر
- مرسي..يذكرنا بجحا الضاحك المضحك
- اردوغان.. بين الحلم واتفاقية لوزان
- قانون تنمية اقليم قناة السويس.. مشروع تاجر البندقية
- مرسي.. بين الكاريزما والانجازات والتسول


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - إمارة قطر..والي عكا يعود