أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم الدايني - هذيان وفقر في اروقة السياسة














المزيد.....

هذيان وفقر في اروقة السياسة


جواد كاظم الدايني

الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قصة كل فشل تبدأ بصاحبه حين يخطأ في وزن وحساب وتقدير الامور, وقد يحدث ذلك إما بسبب قلة المعلومات والشحة في المعطيات النظرية, أو يحدث بسبب خطأ في تقدير الفاشل لنفسه او لقدراته, واعتقد ان رئيس وزراء العراق نوري المالكي هو من النوع الثاني, يمكن ان تكشف سيرته السياسية ذلك بسهولة, فهي تبدأ من لايته الاولى التي ضاق فيها طعم السلطة ثم ولاية ثانية ببداية ماكرة, كانت خدعة مؤتمر اربيل, واخيرا منهجية ثابتة في تبرير فشله دائما من خلال تحميله لفاشلين مثله. انجازاته لا تعتمد معايير النجاح المنطقية, لان عليه فقط عن يعلن عن مشاريعه فحسب, وليس بالضرورة ان تنتهي او يكون لها جدوى! . نجاح المالكي الوحيد " قبل زيارته الاخيرة " لاوباما والفقيه لم يكن بمقياس وطني بل كان بمقياس ايراني وامريكي, ذاك النجاح حفز المالكي كثيرا على سياسة تسقيط خصومه السياسيين وشجعه على اعادة تفصيل الدولة ومؤسساتها على مقاسه الجديد, وهو ينتظر الولاية الثالثة ليخيط جبة السلطة بشكل نهائي. فقدانه لهذين المقياسين هو من يفسر سلوكيات المالكي الاخيرة التي كانت حماقات بنكهة هزلية, فهو اول من يرتكب الحماقة ثم يعود ويشتريها, في ملف الانبار مثلا يترك تلك المدينة ضحية للإرهاب والظلم والاهمال الامني واللامبالاة, ليعود بعد ذلك ويشرد الالاف ويهدم منازل الناس كطريقة عبقرية لمكافحة الارهاب الذي لم يعد مشكلة دولة بل مشكلة شخص يفتقرالى الحكمة, واحتكاره للسلطة قد تظهر المسألة الامنية مسألة شخصية بالنسبة للمالكي وهو يتعامل معها على هذا الاساس واعتقد ان هذا ما كان يفعله صدام, ولو انه يجيد فن الاصغاء لكان كفيلا بتجنب كل تلك الخسائر بدلا من تحميل ميزانية الدولة كلفة تلك الحماقة, وأنا " شخصيا " اقترح ان تخصص فقرة ثابتة في ميزانية الدولة تسمى بفقرة " الحماقات" تخصص لها مبالغ كافية, لان نظرة بسيطة لخياراتنا نجد ان القائمة يمكن ان تطول بأكثر مما نتصور.
من يحترم نفسه جيدا هو فقط من يتكلم عن الاخرين بأحترام أياَ كان ذلك الاخر وأياً كان الخلاف, خاصة اذا كان خصما لا يقل عنك شيئاً, ذلك هو نبْل الاخلاق الذي ضيعه المالكي بلهاثه وراء السلطة. الطريقة التي تكلم فيها عن الصدر يكشف افتقاره لثقافة النقد السياسي, فهو لم يذكر الصدر بموقف او سلوك بل تكلم بطريقة تسقيطية فقيرة وبائسة, حقا هذا هو هذيان السلطة الذي يدفع به لأدانة عجزه دون ان يلتفت لذلك, وإلا كيف يمكن ايضا ان نقرأ تصريحه عن انفجار سيطرة الحلة عندما يتهم الفلوجة بها وهو يحاصرها منذ اشهر, سوى انه يفقد زخم التبريرات السخيفة التي يسوقها لفعلته في الانبار وبتصريحات يعول فيها على العقل الطائفي. أخطر تجليات ذاك الهذيان تكرار دعواته لتعطيل البرلمان وهذا يصب ايضا في مشكلة الاحترام بالنسبة له فهو يرغب ان يقوض نظاما كان السبب في وصوله الى السلطة, كما انه وقائمته المساهمان الاكبر في تعطيل مؤسسات الدولة اما بالترهيب او بالاغراء وهو المستفيد الوحيد من أمانيه بالسلطة الواحدة.
عندما افكر في لنكولن وغاندي ونوري باشا السعيد وجورج واشنطن, ادرك عبثية ان يقال ان المالكي هو " رجل دولة " ولا اشك ان حاشيته من المنظرين لهذه التفاهة, لديهم قصور في فهم معنى الرجولة ومعنى الدولة, اشياء كثيرة يمكن ان تخطر في بالهم عن الرجولة, غير الصدق والامانة والالتزام والعدل والحكمة, تروق لهم كذلك الدولة التي يتحكم فيها حمودي ومهدي وعباس البياتي والسوداني وعبعوب " صاحب الصخرة " والدباغ" السمسار " ومفتش الصحة والعيساوي, بدلا من النظام المؤسسي للدولة الذي تتحكم فيه اماني شخصية للسيد المالكي. سوف يتسبب العيب المصعني السياسي في العراق في تكديس " بالات " من السياسيين الذين تعيبهم ثقافة وتاريخ يأتي قادته من غياهب العبث, عاهة السياسي انه لا يجيد الاصغاء للاخرين لانه يعتقد ان فكره الالمعي لا يمكن ان يجاريه رأي الاختصاص, لذا فأن لغتهم السياسية مخزية تنم عن فقر وعوز سياسي وثقافي, وقد يصل الامر لدرجة العوق في النطق, لان منظومة النطق البشري تعتمد على السمع, فالانسان يطور قدراته اللغوية عبر حياته, فهو يسمع اولا ثم تأتي مهارة الكلام. لا اعرف سر تلك الاقدار التي ترسل الينا دائما سياسيين صم وبكم ثم علينا ان ندفع ثمن هذيانهم.
Monday, March 17, 2014



[email protected]



#جواد_كاظم_الدايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة التسامح الديني
- نبوءة سياسية
- الدولة الموعودة
- الإسلام والسياسة والحمق
- الجزيرة ...... و- جلاب القرية -
- هوية ...... بدل ضائع
- الشيوعية ليست كفراً والحاداً
- ايران داخل سجون القبانجي
- مرسي العراقي ونوري المصري اشكالية الماضي وعبثية الحاضر
- سلطة صماء ومعارضة بكماء
- ربيع آخر


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم الدايني - هذيان وفقر في اروقة السياسة