أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عمر الداوودي - حلبجة وخمس حكايات...















المزيد.....

حلبجة وخمس حكايات...


عمر الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 03:17
المحور: القضية الكردية
    


حلبجة او هلبجة هي مدينة في كردستان العراق، تبعد عن محل سكني ساعتين وهي تقع في موقع القلب من جسد الكرة الارضية..هي شهيرة جدا لاتحتاج تعريفا،، سمعت الاف الحكايات عن سكانها وكان لنا أقارب قضوا هناك اختناقا ولا نعرف حتى قبورهم،، اختفوا من الوجود نهائيا !!...هكذا بكل سهولة!!..اختفوا !!..في كل سنة من ذكرى اغتيال حلبجة اقدم حكاية واحدة من حكاياتها ولكني وبحسبة بسيطة انتبهت الى عدم كفاية سنوات العمر لتدوين خمسة الاف حكاية لذا قررت ان اجعل السرد شاملا لاربع او خمس حكايات حقيقية لهولوكوست حقيقي لم تنل حق قدرها في الظهور الى العلن..الكلام الانشائي غير ذي جدوى في موضوع حلبجة،، النحيب غير كاف،،، الشعر غير واف،، بث النشيد الوطني من قبيل المزايدة،، رفعها كشعار تعرية للساسة والسماسرة،، جعلها هوية يحتاج ان تعيش لحظة مواجهة عمر خاور للموت،، محاكمة علي حسن المجيد كانت من قبيل ذر الرماد في العيون،، كان يجب الحكم عليه بالسجن خمسة الاف عام او خمسة ملايين عام مع وضعه في زنزانة تصنع له خصيصا وتوضع في المقبرة التي تضم رفات اطفال حلبجة مع توفير العناية الصحية له لكي يعمر اطول مدة ممكنة،،، كنت احب لو انه اعدم في اليوم خمسة الاف مرة وهو ما يناله الان عند القاضي العادل الاوحد بأذنه تعالى ،،، كنت اتمنى تشكيل لجنة تعمل باشراف قضاة التحقيق والنيابة لعشرة اعوام لمعرفة جميع المجرمين،،، كنت اتمنى لو اتبع قرار اعدام علي حسن المجيد قرار اخر في الشق المدني من الدعوى بتحميل نظام الحكم الحالي في بغداد لدفع تعويض خمسة ملايين دولار على الاقل لكل ضحية ،، ولكن ماذا نقول؟!...اختزلت الجريمة في مجرم واحد هو علي المجيد!!..الجريمة ارتكبها العالم...بقواها العظمة والصغرى ضد مدينة صغيرة نسبيا ،،، يجب ان تعتذر تلك القوى الكبرى التي لا تملك في قواميسها مفردات الاعتذار ابدا،،، ككرد ومنذ صغرنا يقول لنا اهلينا لا تسكب النفط على النمل،،، ان ذلك عمل نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام وسكب علينا ما هو اشد من النفط فتكا بملايين المرات واعتبرنا اقل واحقر من النمل والصرصار حتى!!،، من احرقنا لم يكن مسلما،،، لم يكن يملك ذرة واحدة من مليار جزيئة من الرجولة حتى،،، احرقنا ميشيل عفلق بكلماته التي زرعها خصيصا ضد الكرد ليعلي بها من شأن عروبته الداعرة،، عداءنا ليس مع العرب،، هؤلاء ضحايا مثلنا،،، خمسة الاف حكاية وحكاية في خمسة الاف ليلة وليلة لا تكفي لسرد الجريمة كاملة وشهرزاد وشهريار واحد غير كاف،، الامر ليس حكرا على من مات واختفى الامر اشد قسوة على من بقى وبكى لعقدين كاملين بعينين فقدتا الابصار نهائيا،،، كنا نعمل في بغداد ايام العطل كعمال بناء وفي كل مرة كنت ابصر شيخا كبير السن يزاحم الشباب صباحا في الاسراع الى سيارة الحمل التي تأتي لتحمل العمال الى العمل،، دفعني الشيخ بقوة وكنت قد تشبثت بالعربة واسقطني،،، كان قويا،، وذهب هو للعمل وانا فقدت الفرصة في المساء شاهدته صدفة واعتذر مني بربته على كتفي وبكلمة واحدة او كلمتين (بمبورة نمزاني-اعذرني لم اقصد) بعدها تصادف ان عملنا معا في موقع عسكري كان قد تعرض للقصف سابقا في بغداد كنا نزيل الانقاض كان الشيخ يتغذى لوحده ويصلي لوحده ،، يعمل لوحده،، وحتى لو شاركنا العمل ما كان يتكلم كثيرا،،، سألت الاخرين عنه قالوا لي انه هكذا دوما،،، الاتعرف؟!،،، فقد اربعة اولاد وخمس بنات وزوجته في حلبجة !!،،، جميع افراد عائلته،،، اغرب الغرائب التي اكتشفتها فيه هو انه كان يعمل باخلاص ويبذل اقصى جهد وفي حال تأخرت اجورنا ليوم واحد كان ينسى بأنه لم يستلم اجرة الامس!!..بعد شهر من العمل في الموقع جاء ضابط برتبة ملازم يبحث عنه....اين الحجي؟!،،، جئت له باجرته لعشرين يوما !!..كان يعمل ولا يدري لمن يعمل ولاجل ماذا يعمل !!..احيانا كان يشتري لعبة اطفال ويعطيها لطفل صغير من اطفال الشوارع !!..في بعض الاحيان كنت اسمعه يتكلم مع نفسه ويضحك !!،، وحين اقترب منه يعود للصمت مجددا !!،،، كان يحب الاطفال بشدة ،،صباح احدى الايام كان منشرحا جدا وبشوشا وكانت السماء تمطر بغزارة سمعته وكنا فوق عمارة شاهقة نعمل مع اسطه بغدادي فيلي كان يحبنا ككردي شريف انبهرنا جميعا من الشيخ الصامت اذ رأيناه مطلقا العنان لصوته الشجي وهو يغني احدى اغاني حسن زيرك !!،، وفجأة انقطع صوته ولم يصل منه السمنت الينا وصاح الاسطه ولم يعد ولم يجب ذهبت اليه ولم اجده ونظرت لاسفل العمارة وكانت هناك جمهرة!!،، مات الشيخ!!،، سقط من العلو الشاهق!!،،،، اعتقد انه انتحر لاني لم اره ابدا سعيدا الا في ذلك اليوم الغريب!!...هذه كانت حكاية من حكايات حلبجة،،، لم يعيش المرء ان ماتت الاعزة والاحبة؟!..له الحق ان اختار الموت طريقا لنهاية العذاب...لن انسى دموع أمير سليم الهورامي ،،، الهوراميهذا هو الان مراسل احدى الفضائيات الكردية في اقليم كردستان،، وايضا تعرفنا على البعض في بغداد ،، دموع امير كانت من نوعين!!،،، دمع عادي في حالة الحزن حين كانت تدمع عيناه ودموع اخرى غريبة كنا نظنها بكاءا ولكنها لم تكن كذلك!!..كان امير قد اصيب بالكيمياوي في حلبجة عام 1988 وترك السلاح الكيمياوي اثره في عينيه فكانت عيناه تدمعان بشدة بين وقت واخر !!،، سرد لي الاف القصص التي تجرد الانسان من عقله بسماعها...كانت هذه ثاني الحكايات،،، في العام الماضي وبعد ربع قرن من الفراق عاد شاب لا يعرف الكلام بالكردية الى عائلته او بالاحرى الى من تبقى من عائلته الكردية في حلبجة بعد ان قضى ربع قرن في كنف عائلة فارسية قد اتخذته ولدا قبل ربع قرن!!،،، الشاب كان يشبه اخاه الكردي،،، وضمته والدته بجنون وكانت تصيح انه يشبه اباه!!،،، اين ابيك لماذا لم تجلبه معك!؟...الاب مات في احدى مستشفيات طهران،،، ربته عائلة فارسية،،، مثل حكاية يوسف وموسى عليهما السلام،، الحكاية الرابعة عن رجل بعثي رفيع الدرجة ربى فتاتين في بيته في بغداد فتاتين صغيرتين منذ ان كان عمرهما سنتين وكانت فاقدتي البصر اعتنى بهما لانه اشفق عليهما،واخذهما لخارج العراق واعاد اليهما البصرواصبحت الاعين الزرقاء تبصر من جديد ولكن على ابوين جديدين!!،، كانتا تؤام ،،، وكان هو وزوجته عاقرين واتخذاهن ابنتين لهما وبعدها رزقا باطفال اخرين وكانا يعتبران ذلك من معجزات الفتاتين الصغيرتين!!..ولما عثر ذويهما الحقيقيين عليهما وبمساعدة الاب المتبني نفسه !!،، امتنعت الام المتبنية عن تسليمهما الى ذويهما وكان الاثنين يبكيان بشدة ويرجون ذوي الفتاتين وقد اصبحتا في العشرين عام 2008 لكي يتركوهما معهما!!..الفتاتين فقدتاكلية اي احساس بالكردية لا بل لم تكنا سنيتين اصلا اصبحتا فتاتين شيعيتين...ومتدينتين،،، وتصليان على تربة من كربلاء!!،، ورغم ذلك كانتا تقولان بأنهما تشعران بسحر الامرأة الكردية التي تأتي كل مرة وتضمهما،،، وتشعران بشيء الغريب ازاءها!!..لا ادري ان كان مكسيم جورجي قد حصل في زمانه حدث مثل حدث حلبجة حين الف رواية دائرة الطباشير القوقازية؟!!...هذه كانت الحكاية الرابعة علما ان العائلتين اصبحا قريبين من بعضهما وكأنهما من عائلة واحدة،،الفتاتين كانتا محظوظتين لانهما وقعتا بيد مؤمن ال فرعون،،،، هو تماما كان كذلك الرجل البعثي كان مؤمن ال فرعون باخلاقه ،، الحكاية الخامسة عن اب وام وستة اطفال ظن الابوين حين هربوا من دارهما لحظة ضرب حلبجة بالكيمياوي بأنهم اصبحوا بمنأى عن الخطر وقضوا ليلتهم في العراء ولكن بقرة عمياء من اثر السلاح الكيمياوي داست بارجلها على طفلين من الاطفال وهم نيام فقتلتهما بعد ساعة من البكاء الحاد دون النجدة من احد !!..كان الابوين قد ناما الى الابد فقد كانا قد اصيبا بغازالاعصاب او بأي نوع غريب من انواع الغاز الذي جرب بشدة على خير بشر الارض...الاطفال الاربعة الباقين كانوا يبكون ويصرخونلايام في ذلك الحقل الموحش وكل اصبح يسير نحو مصدر البكاء الاتي من الاخر ومسكوا ايدي بعضهم البعض لوحدهم وفي مكانهم دون حراك قرب جثة والديهم وشقيقيهم الصرعى وفي النهاية بقي منهم واحد فقط يسرد للاطباء في طهران حكاية ما حصل لهم ولم يعد الابصار اليه ابدا ،،، حلبجة جرح الزمان بطعم ولون كردي،،، تحكي حكاية جلاد بعثيقذروحكاية ضحية بريئة ،،، حلبجة كانت كربلاء الكرد بحق ومن قتل في حلبجة هم اخر من كان قد نجى من بقايا الطف....او كربلاء،،، حلبجة كانت جريمة ارتكبت عن سبق اصرار وتخطيط وقصد ارتكابها في 16/3بالتحديد وعمدا لانه يسبق عيد نوروز بخمسة ايام كي تصادر البسمة على الوجوه الى الابد،،، اعظم عمل قام به الكرد اليوم هو اعلان حلبجة محافظة لتكون شوكة في اعين بقية جراء كلاب مجرمي بغداد....ولتذهب الرواتب الى الجحيم...لا نريد راتبا يأتينا من اشخاصا يفكرون مثل ما كان يفكر عفلق المجرم ودراوشته ومريديه...لا نريد راتبا من ايادي لئيمة،،، الشيخ العجوز حين رمى بنفسه من فوق العمارة قبل عقدين من الان كان قد عمل لشهر كامل ولم يستلم اجرته ومن اجرته اشترينا له الكفن ومن اجرته ايضا استقلنا سيارة واعدناه لحلبجة ومن ماله اقمنا عليه مأتما وبكينا عليه بلغة واحدة فقط...لتكنالحكاية القادمة عن حلبجة حكاية كرامة يحفظها من يبكي بقلبه وروحه على حلبجة.



#عمر_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيطان وحيتان !!
- الحرب جنون ولكنها تعقل المجانين احيانا !!
- اعتلال التلال
- مجتمعنا يفرقنا !!
- في الحقيقة والواقع...لم تعد هناك حقيقة ولا واقع !!
- السياسة وصندوق والدي القديم !!
- اي رقيب.....ليست مجرد قصيدة ؟!
- اعطني معاشي ....فأنا مدين..ولم اعد وطنيا
- كم يوسفا في البئر ؟!
- رهانات خاسرة
- القانون في قفص الاتهام !!
- شكرا لغبائكم...توقيعي ليس للبيع..!!
- دكتور آتيلا...صدى صوت مرتد من ألم الماضي
- مهمة في غاية السرية !!
- مات مرتين....او عدة مرات !!
- انت سجين سياسي...لهذا تستحق راتبا !!!
- الرهان الخاسر !!
- سهم الفقراء الحالي...عالي وغالي !!!
- لاوطنية الوطنية...ووطنية ال لا وطنية !!
- الظل وظل الظل !!


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عمر الداوودي - حلبجة وخمس حكايات...