أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمر ابوركبة - مأساة وطن















المزيد.....

مأساة وطن


سمر ابوركبة

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ان هناك الكثير من الظواهر السلبية التي أخدت في الانتشار داخل ساحتنا الفلسطينية وخاصة بعد الأحداث الدامية في حزيران 2007 وان واحدة من هذه الظواهر هي غياب مشاركة التنظيمات او الفصائل في اي من الانشطة السياسية .
بخلاف ما يروج له البعض فان حركة حماس بإمكانها ادارة الحكم في غزة لأمد بعيد ولكن هي الان مطالبة بالتخلص من هذا الحكم لمصلحة الشعب الفلسطيني .
لم تعد المبررات الواهية التى تسوقها حكومة حماس تقنع الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، بعد أن أوصلته تلك الحكومة إلى طريق مغلق لا يصل به سوى إلى جحيم الأسعار الباهظة ، والكراهية وعدم الثقة بالخارج، نتيجة سياسة المصلحة الشخصية التى تنتهجها حماس، بمعزل عن الشعب التى تركته وحدة يجنى مساوئ وأشواك تلك السياسة التي أغلقت كل الأبواب أمام الشعب الذى بقى وحده أسيرا للمعاناة، بينما حماس ورجالها يعيشون فى عالم آخر بمعزل عن الشعب ومعاناته التي فاقت الحدود بسبب خطايا حماس بالداخل والخارج معا، ولم تعد الأسباب التى تسوقها حماس للأسر الفلسطينية فى قطاع غزة لحثهم على تحدى الظروف المعيشية الصعبة التى تراكمت بفعل ممارسات الاحتلال وسياسته بدعوى «ابتزاز وتركيع شعبنا، تجد نفعا أو قبولا واقتناعا أمام طوفان ارتفاع السلع والاسعار باطراد مستمر ضاعف من معاناتهم وزاد من أسباب إنهاكهم،حيث لم يأت على سكان غزة وقت قلقوا فيه من تغول ارتفاع السلع أكثر من الوقت الحالي.
وقد ساعد ذك على تنامى موجة الغضب فى أو ساط المواطنين الفلسطينيين بقطاع غزة بعد أن عجزت حكومة حماس عن توفير ادنى متطلبات الحياة الإنسانية لشعب يعيش ما بين سندان الحصار الإسرائيلى ومطرقة تراجع علاقات غزة بالخارج مما ساهم في تراجع نفوذها بالداخل أيضا، وأصبح الشارع الغزى يعيش أسوا الأحوال التى لم يشهدها حتى خلال الحروب الإسرائيلية.
مصر تبنى جدارًا على حدوها.. ما هي المشكلة؟؟ أليس من حق كل دولة في العالم أن تحمى حدوها وتؤمنها من دخول الإرهابين ومهربي المخدرات وتجار الهجرة غير الشرعية؟؟ الشيخ القرضاوي أفتى وقال أن بناء جدار على حدود مصر مع قطاع غزة حرام شرعًا.. فما الذي حرّمه؟؟ وما دخل الإسلام أو المسيحية أو اليهودية أو أي دين آخر فى هذا الامر؟؟ وهل حلال تهريب الاسلحة بكل أنواعها واشكالها والمخدرات والبشر عبر الحدود؟؟ هل الحلال أصبح حرامًا والحرام صار حلالاً من وجهة نظر شيخنا الجليل المحترم؟؟ إن بناء جدار على حدود مصر مع غزة لا علاقة له بالحلال والحرام وإنما هو لحماية أمن مصر القومي وحدودها حتى لا تبقى -سداحًا مداحًا- لتجار الأسلحة والمخدرات والمتطرفين من كافة الجنسيات والتنظيمات. يقولون أن بناء الجدار سوف يمنع وصول المواد الغذائية واحتياجات سكان غزة اليومية ومستلزمات معيشتهم الضرورية عبر الأنفاق الموجودة تحت الأرض على الحدود بين مصر وغزة.. وسؤالي هنا.. هل الجحور والأنفاق المظلمة هي كل ما لدى قيادات حماس لتقديمه وتحقيقه لسكان قطاع غزة؟؟ هل سكان غزة ليسو بشرًا يستحقون العيش في النور وليس الجحور مثل الفئران؟؟ أليس من حقهم أن يجدوا كافة احتياجاتهم بطريقة عادية في محلاتهم ومتاجرهم وأسواقهم بدون النزول تحت الأرض وعمليات التهريب؟؟ لقد قلّبت في كل كتب التاريخ والمراجع ودوائر المعارف فلم أجد في تاريخ البشرية بأكمله شعبًا واحدًا من شعوب الأرض يحفر الأنفاق على الحدود ويمدها لكى تصل إلى أرض دولة أخرى من أجل شراء رغيف عيش أو كيلو سكر أو علبة سجاير أو تهريب قنبلة أو مسدس؟؟ لماذا كل هذا الهوان والذل الذي جلبته حماس على الشعب الفلسطيني؟ أين وعود قياداتهم التي قطعوها على أنفسهم أمام سكان القطاع؟ أين وعودهم للشعب الفلسطيني بتحويل غزة إلى جنة وفردوس من النعيم على الطريقة الإسلامية يعمها الرخاء والاكتفاء الذاتي صناعيًا وزراعيًا واقتصاديًا وكافة المجالات الأخرى!! إنه من المخجل والعار توجيه اللوم الشديد لمصر وانتقادها لأنها تريد حفظ حدودها من تجار المخدرات والأسلحة والمتطرفين والإرهابين الذين يستهدفون مصر وشعبها. إن اللوم يجب أن يُوجه إلى قيادات حماس المُقالة لأنهم أولاً سرقوا حكم غزة من السلطات الفلسطنية الشرعية وفرضوا سطوتهم وجبروتهم على سكان القطاع بطريقة غير شرعية أو قانونية أو ديمقراطية. وثانيًا لأنهم لعبوا بورقة الإسلام والمشاعر الدينية مثل إخوان الخراب في مصر فخدعوا الناس البسطاء، لأنهم تصوروا أن العدل سوف يسود والرخاء يعم أرجاء القطاع والنتيجة أنهم صاروا بفضل عبقرية وذكاء وحرص وخوف حماس عليهم يعيشون مثل الفئران على ما يأتي لهم من مصر عبر الجحور والأنفاق المظلمة!! إنني على يقين وثقة أن الشعب الفلسطيني في غزة يستحق قيادة أخرى غير حماس جديرة به تخرجه من الكهوف والأنفاق والجحور المظلمة إلى النور والعيش بكرامة مثل بقية خلق الله.. والحل لمحنة سكان غزة هو التمرد على حماس والانقلاب على قياداتها والعودة للانضمام مرة أخرى مع بقية أبناء الشعب الفلسطينى في الضفة الغربية تحت قيادة السلطات الشرعية، ثم التفاوض بشجاعة ورجولة وصدق مع الاسرائيليين للوصول إلى سلام حقيقي دائم يخرجهم من هذه الأنفاق الكئيبة والجحور المظلمة الذي يريد القرضاوي وغيره من الإخوان المسلمين والمتاجرين بالإسلام أن يعيشوا فيها إلى الأبد بينما هم يعيشون في قصورهم الضخمة معززين نريد ان نعرف "هل حصول قيادات حماس على عمولات أو رسوم تحصيل للسماح ببناء هذه الأنفاق حلال أم حرام؟؟ وهل موت الأطفال وصغار السن تحت أكوام التراب وهم يقومون بحفر هذه الأنفاق حلال أم حرام؟؟
لا زلت اذكر هذه الصورة السوداء والتي لم تستنكرها حركة حماس حتى اليوم ولم تعتذر للشعب الفلسطيني علي جرائمهم فهي تصر علي عداء الشعب الفلسطيني تاركة سلسة الجرائم التي ارتكبتها جراء الانقلاب تنهش في الجسد الفلسطيني ..

صورة سحق الشهيد سميح المدهون في شوارع غزة من الصور المؤلمة التي لا يمكن لأي فلسطيني ان ينساها وصورة تمزيق صور الرئيس ابو عمار والرئيس ابو مازن ووضعها تحت الاقدام من الصور السيئة وصور اطلاق الرصاص تجاه الاقدام وإصابة الشباب بعاهات دائمة ترافقهم لحتى اليوم من الصور المؤلمة صور سرقة المؤسسات وتدميرها ونهبها من الصور المؤلمة ..

صورة قمع ابناء شعبنا وتعجيزهم وتركهم احياء عاجزين دون شفقة ولا رحمة من الصور المؤلمة التي لا يريد أن يراها قادة حركة حماس وصور قمع شباب فتح وإهانتهم في زنازين الامن الداخلي من الصور المؤلمة التي لا يريد أن يعترف بها السيد خالد مشعل ورئيس حكومة غزة السيد اسماعيل هنية ..
يوم 16 - 6 يوم مؤلم في حياتي وحياة ابناء شعبنا في غزة .. ويوم اسود في حياة الشعب الفلسطيني حيث ترك هذا اليوم مساحة كبيرة من الالم والدموع وحققت حركة حماس انتصارها علي جثث القتلي والدم الفلسطيني فهذا الانتصار المهزوم هو انتصار السيف علي الدم.
هذا الانقسام الاسود وهذا اليوم الكئيب الذي ما زالت تمارس حركة حماس نفس سياستها الي هذا اليوم ضاربة بعرض الحائط كل الفرص لتحقيق مصالحة تعيد للمواطن كرامته وتحفظ حقوقه في العيش بحرية فوق تراب وطنه والسعي الي تحقيق وحدة حقيقية لمواجهة الاحتلال ومصادرة الاراضي والعمل علي قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة والقدس عاصمتها ..
صورة بشعة اقصاء الموظفين من اماكن عملهم ووضع فراشين كانوا يعملون بمكاتبهم مدراء عليهم وصورة سرقة ونهب غزة مستمرة حتى اليوم .. صورة وصورة وكل يوم صور جديدة مؤلمة لا يمكن أن يتصورها الفلسطيني .. ويرفضها العالم وبين هذه الصور المؤلمة صورة حراس الحدود في غزة التي استنسخت في هذا الزمن تحت بساطير اوسلو سيء السمعة ..

الصورة البشعة مكتملة بكل أشكالها وبكل بشاعتها وما زالت مستمرة حيث تكتمل الدائرة .. وتزداد معاناة ابناء الشعب الفلسطيني في غزة من جراء الانقلاب وممارسات حركة حماس التي تفوق التصور البشري من قمع وقتل وإهانة وملاحقة واعتقال للمواطنين متسترين باسم الدين وتحت شعارات واهية باتت مكشوفة لشعبنا وما رفض استمرار حكم حماس لغزة وتفردها بالقرار وإعلاء الصوت لبعض الشرفاء والعقلاء في حركة حماس ومعارضتهم لسياسات الحركة في غزة يعد تجربة مهما اليوم ولا بد من اتساع هذه التجربة ومواصلة النقد للفساد المالي والإداري والأمني والإعلامي الذي تمارسه حماس في غزة ..

ان الاصوات الوطنية الفلسطينية التي تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية في غزة باتت تعلو اليوم حيث يرفض شعبنا بشكل واضح استمرار الانقسام وسيطرة حركة حماس علي غزة ..

الصورة السيئة والمؤلمة اليوم هي صورة الانقسام الذي لا يمكن ان ينساه شعبنا او محاولة تجميل الصورة من قبل اعلام حماس وقمعها لأبناء شعبنا وإخراس الاصوات التي تطالب من داخل حماس بالتغير ..
ان من يعارض حركة حماس اليوم ليس حركة فتح بل من يعارض حماس وتفردها اليوم هم ابناء حماس انفسهم ومن يطالب بإسقاط حكم حماس في غزة هو الشعب الفلسطيني وفصائل العمل الوطني الفلسطيني مجتمعة حيث لا يوجد اي فصيل يساند حركة حماس في حكمها بل وصل الامر الي معارضتها من قبل عناصر حركة حماس انفسهم ناهيك عن الانقسامات الداخلية في اطار حركة حماس بين من يؤيد التيار القطري وبين من يؤيد التيار الايراني في كتائب القسام نفسها ..
قال قائد عسكري كبير في الجيش الإسرائيلي إن استمرار حكم حماس في قطاع غزة مفيد للأمن الإسرائيلي، لتكون هذه هي المرة الأولى التي يقر فيها مسؤول عسكري إسرائيلي بذلك. وأكد الجنرال سامي ترغمان أن حماس هي الوحيدة القادرة على فرض احترام للهدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ضد الصواريخ التي تنطلق من القطاع. وتابع ترغمان بالقول: "تمتلك حماس الوصفة السحرية للحفاظ على الأمن والهدوء في قطاع غزة، لذا لا أجد أي بديلا أفضل من الحركة الإسلامية".

الي متي سظل حكومة حماس تسير علي هذا النهج أما ان لهم أن يتقوا الله في أبناء شعبهم في غزة .
الم يذكروا قول الله تعالي "واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفسا ما كسبت وهم لا يظلمون"
ألم يتذكرون قول رسول الله " الظلم ظلمات يوم القيامة".
ألم يعلمون أن الله يملي للعبد الظالم حتي اذا أخذه لم يفلته ،هل في الشريعة الاسلامية واحكامها تقطيع الارجل وتعجيز الشباب الذي لم يتجاوزوا عمرهم الثامنة عشر ؟، هل مايفعلونه ويسيرون عليه هو تطبيق لشرع الله وسنة رسوله...؟؟!
وختاما أقول لكل قيادات حماس لقد انتهي ظلم فرعون بالغرق فبماذا ينتهي ظلمكم.



#سمر_ابوركبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمر ابوركبة - مأساة وطن