أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى مذكرات إبراهيم طلعت















المزيد.....



قراءة فى مذكرات إبراهيم طلعت


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 23:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة فى مذكرات إبراهيم طلعت
طلعت رضوان
إبراهيم طلعت هو أحد قيادات حزب الوفد ، وذكر فى بداية مذكراته أنه كان فى حزب (مصر الفتاة) فى الثلاثينات من القرن العشرين وكان زميله جمال عبد الناصر، الذى كان صديقــًا حميمًا لأحمد أبو الفتح (مذكرات إبراهيم طلعت- مكتبة الأسرة- عام 2003- ص 11) وأحمد أبو الفتح هو رئيس تحرير صحيفة المصرى الناطقة بلسان حزب الوفد ، أى أنّ الثلاثة كانوا أصدقاء قبل كارثة أبيب/ يوليو1952 فماذا حدث بعد هذا التاريخ المشئوم؟ وللتأكيد على عمق الصداقة فإنّ عبد الناصر اتصل بإبراهيم طلعت تليفونيًا وقال له ((أنا متأسف إنى صحيتك من النوم . اسمع وما تتكلمش . إحنا عملنا انقلاب وقبضنا على قواد الجيش وعلى ماهر ح يألف وزارة جديدة)) وكان تعليق طلعت ((تناولتُ مع زوجتى القهوة . وكان أشهى فنجان شربته فى حياتى)) وجاء أحمد أبو الفتح إلى منزله فى الساعة السادسة والربع صباحًا واحتضنه بفرح . والمغزى من تلك المقدمة أنّ طلعت وأبو الفتح أيّدا حركة الضباط ولم يكونا من المُعادين لها.
وعن احتمال تدخل الإنجليز ضد حركة الجيش كتب طلعت أنه يستبعد تدخلهم ((لأنّ أمريكا لن تسمح بهذا التدخل لأنها تعتبر نفسها وارثة النفوذ الإنجليزى فى الشرق الأوسط . وتـُريد تخدير شعوب المنطقة بتغيير نظم الحكم القديمة، ولو بتغيير الملوك وإقامة حكم دكتاتورى يتستر وراء شعارات ديمقراطية كما حدث فى سوريا بانقلاب حسنى الزعيم. وسوف تكون مهمتنا (أى قيادة حزب الوفد) إذا نجحتْ الحركة أنْ نـُحذر إخواننا الضباط من التورط فى هذا المُخطط الأمريكى)) (ص20) وذكر معلومة يتجنــّب الناصريون التعرض لها وهى أنّ وزير الداخلية مرتضى المراغى والبوليس السياسى علموا بحركة الجيش قبل قيامها (22) فلماذا لم يتم القبض على ضباط يوليو؟ وبعد سيطرة الضباط على الحكم اتفق طلعت وأبو الفتح على تأييد صحف الوفد وعلى رأسها صحيفة المصرى لحركة الجيش. وبالفعل كانت مانشيتات صحف الوفد تـُبرز التعاطف مع حركة الجيش (29) وكان النحاس وفؤاد سراج الدين خارج مصر، فعادا منتصف ليل الانقلاب واقترح أبو الفتح عليهما التوجه من المطار إلى مقر قادة الجيش للتهنئة. واعترض طلعت وكان من رأيه ((أنّ النحاس باشا ليس فقط زعيم الأغلبية ولكنه بمثابة والد للجميع. وعلى الأبناء السعى للآباء وليس العكس)) ولكن النحاس وسراج الدين اقتنعا برأى أبو الفتح وذهبا إلى مقر قيادة الجيش. وتركهم الضباط ما يقرب من الساعة حتى قابلوهما مقابلة جافة وفاترة (43)
ورغم أنّ طلعت أحد قيادات الوفد فإنه امتلك شجاعة نقد بعض أعضاء الهيئة الوفدية الذين مشوا فى مواكب النفاق والزحف إلى مقر قيادة الجيش لتقديم فروض الولاء للسادة الجـُدد وكانت الصحف تنشر هذه المقابلات بطريقة تـُثير الاشمئزاز(43) وبينما هذا موقف الضباط من الوفد ، فإنهم اتصلوا بالإخوان المسلمين يوم 14 أغسطس 52 (اليوم الثانى لإضراب عمال كفر الدوار) للاستعانة برجالهم داخل المصانع (60) واستغل عبد الناصر الفريق المـُنشق عن الإخوان فى لقاءاته الجماهيرية والهتاف له وللضباط ليشعر الناس أنّ الإخوان معه. وكان تعليق طلعت أنّ الضباط والإخوان كان كل منهم فى حاجة للآخر وعقدوا حلفـًا شعاره ((اركب عربة عدوك ما دامتْ تسير فى نفس الطريق)) ولما كان الضباط قد جاهروا ببدء عهد الإرهاب فى المؤتمر الشعبى يوم 16سبتمر53 وضـَمَنَ الضباط تأييد الإخوان بتقديم إبراهيم عبد الهادى عدوهم اللدود – كأول متهم أمام محكمة (الثورة) خاصة وأنّ الإخوان كانوا يطالبون برأس إبراهيم عبد الهادى لاتهامه بتعذيبهم والتحريض على قتل حسن البنا. وبذا وجد الضباط فرصتهم بضرب عصفوريْن بحجر واحد: إرضاء الإخوان وكسب تأييدهم بمحاكمة إبراهيم عبدالهادى وإلقاء جثته لجماهيرهم وفى نفس الوقت تقديم بعض وزراء الوفد للمحاكمة لإرهاب جماهير الوفد وقادته. فامتد شهر العسل من جديد بين الضباط والإخوان الذين سارعوا بإرسال برقيات التأييد للضباط ومطالبين برأس إبراهيم عبد الهادى ، الذى سبق أنْ حاكمه الإنجليز عام 1919لأنه قتل عددًا من الضباط الإنجليز. وإبراهيم عبد الهادى هو الذى أنقذ عبدالناصر من المحاكمة العسكرية بعد واقعة العثور على كراسة بخط وباسم عبد الناصر عن استخدام القنابل اليدوية للجهاز السرى للإخوان. وكان إبراهيم عبدالهادى هو رئيس وزراء مصر، فنصح عبدالناصر بنصيحة أبوية وعفا عنه وقال له ((أنت ضابط جيش وبس ولا علاقة لك من الآن بأحد)) (مذكرات خالد محيى الدين- ص 58) ورغم ذلك يتهمه ضباط يوليو52 بالخيانة العظمى والزج بجيش مصر فى حرب فلسطين. ورغم أنّ حيدر قائد الجيش فى عهد الملك فاروق كان هو المسئول الأول عن دخول الجيش المصرى فلسطين ، فإنّ ضباط يوليو لم يقتربوا منه ولم يُقدّم للمحاكمة لأنه كان خال عبد الحكيم عامر. وعندما صدر حكم المحكمة العسكرية بإعدام إبراهيم عبد الهادى سار الإخوان فى مظاهرات تهتف بحياة الضباط والمطالبة بسرعة تنفيذ الحكم الذى تم تخفيفه للسجن المؤبد (إبراهيم طلعت من 219- 227) وفى حوار بين طلعت وعبد الناصر قال الأخير((إنّ الإخوان المسلمين كانوا قبل (الثورة) على اتصال بالإنجليز وبالملك ، وأنّ الهضيبى صهرٌ لأحد كبار رجال السراى . وأنّ الإخوان لم يشتركوا مع الفدائيين فى حركة الكفاح المسلح بالرغم من تدريبهم على حرب العصابات وتوفير السلاح لديهم . بل إنهم حاولوا إجهاض هذا الكفاح وذلك بتصريحات رسمية أدلى بها حسن الهضيبى الذى قال علموا أولادكم الدين قبل محاربة الإنجليز. وكذلك الشيخ فرغلى قائد الإخوان فى الإسماعيلية الذى قال على النحاس أنْ يجنى ثمار حماقته وحده لإلغائه معاهدة 36 وأنّ الإخوان أجهضوا حركة الكفاح المسلح (ضد الإنجليز) بأنْ أحرقوا كنيسة بالسويس . وأنّ حريق القاهرة تم بالتواطؤ بين الإنجليز والملك واستغلوا الإخوان لتنفيذ هذا المُخطط . والملك بارك هذا الأمر بأنْ استقبل حسن الهضيبى رسميًا وصرّح بعد خروجه من السراى بأنها كانت ((زيارة نبيلة لملك نبيل)) وقال عبد الناصر أيضًا ((ثبت أنّ جميع المحلات والمبانى التى احترقتْ يوم 26يناير قد تم حرقها بطريقة واحدة بالبودرة الحارقة. ولا يملك هذا السلاح إلاّ الجهاز السرى للإخوان ، حتى الجيش ما عندهوش هذه البودرة)) ولما سأله طلعت : لماذا إذن استثنيتم الإخوان من قانون حل الأحزاب قال عبد الناصر ((مش بس كدا. إحنا أفرجنا عن كل المسجونين بتوعهم اللى حكمتْ عليهم محكمة الجنايات، أفرجنا عن قاتل الخازندار وعن اللى اشتركوا فى قتل النقراشى وعن المُتهمين اللى فجـّروا القنابل فى المدرسة الخديوية)) وبينما اتهم عبد الناصر الإخوان بحرق القاهرة ، خطب بعد ذلك بعشرة شهور من حديثه مع طلعت فى اجتماع بالمقر الرئيسى لهيئة التحرير يوم 21/8/54 واتهم فيه الشيوعيين بأنهم هم الذين أحرقوا القاهرة. وقال فى هذا الاجتماع ((إنّ الشيوعيين الذين ينادون اليوم بالكفاح المسلح هم الذين انتهزوا فرصة ذهاب المواطنين الأحرار إلى القنال وحرقوا القاهرة لبث الفوضى وهم مستعدون لذلك دائمًا من أجل سادتهم الذين يمدونهم بالمال)) (من ص 253- 258)
هكذا يُعلن عبد الناصر أنّ الإخوان هم الذين أحرقوا القاهرة ثم يُناقض نفسه ويُعلن مسئولية الشيوعيين . ومن بين تناقضاته العديدة موقفه من حزب الوفد ، فرغم أنّ فؤاد سراج الدين أعلن موافقته على تحديد الملكية الزراعية (باعتراف كل من كتبوا عن هذه المرحلة) إذا به يخطب عام 61 قائلا ((إنّ الوفد رفض الموافقة على قانون تحديد الملكية الزراعية كما رفضوا أنْ يعودوا إلى الحكم على أساس تحديد الملكية)) (70، 71) وعبد الناصر الذى اختار النظام الشمولى من خلال الحزب الواحد (هيئة التحرير، الاتحاد القومى، الاتحاد الاشتراكى) أدلى بتصريح لصحيفة الأهرام عدد17يونيو53 قال فيه ((أنه ضد نظام الحكم المُطلق وضد نظام الحزب الواحد وأنّ هيئة التحرير ليستْ حزبًا سياسيًا (للثورة) وأنه مؤمن بالديمقراطية. وتساءل لماذا نـُفكر فى قيام حزب واحد أو حكم مُطلق والتجربة ماثلة أمامنا فى إخفاق جميع الدول التى طبّـقتْ هذا النظام . وأنّ النظام الديمقراطى الصحيح يعتمد على اختلاف الرأى الذى يتمثل فى تعدد الأحزاب. واختتم حديثه قائلا ((لماذا لا نفسح المجال أمام كل مبدأ تعتنقه جماعة صالحة)) (187) وهذا النص يُؤكد على أنه أجاد ألاعيب السياسة رغم صغر سنه. فمن درّبه على تلك الألاعيب؟ وبينما طلعت صدق كلام عبد الناصر، فإنّ أبو الفتح كان يتنبأ بالمستقبل وفق قراءة الواقع، فبعد ترقية عبدالحكيم عامر من صاغ إلى لواء (أربع رتب دفعة واحدة) قال ((عبدالناصر مؤمن بالدكتاتورية والضباط ح يعملوا محمد نجيب رئيس جمهورية عشان يبقى بصمجى وينفردوا بالسلطة)) فتأكد طلعت من نبوءة أبوالفتح خاصة بعد أنْ أعلن صلاح سالم أنهم جادون فى سحق بقايا الأحزاب القديمة وأنّ جميع رجالها عملاء للاستعمار وأعداء للشعب. وازدادتْ الرقابة على الصحف. ولما كان الشعب لا يستطيع التعبير عن رأيه لذا لجأ إلى سلاح النكت التى أصبحتْ تؤرق الحكام الجـُدد. ورغم الحملة الصحفية- بإيعاز من الضباط – ضد الشعب وأنّ النكت غرضها إثارة البلبلة ونشر الإشاعات ((فقد ازدادتْ الإشاعات وكثرتْ النكت)) (189، 190) وعبد الناصر الذى صرّح فى أهرام يونيو53 أنه مع الديمقراطية إذا به بعد ثلاثة شهور- وبالتحديد يوم 16سبتمبر53 يقف فى ميدان عابدين ليقول ((أريد أنْ أتوجّه إلى هؤلاء الخونة القابعين فى جحورهم يتسمّعون الآن علينا ونفوسهم يحكمها الخوف وتقتلها المرارة والحقد والكراهية. فأقول لهم إنّ عجلة (الثورة) ستستمر فى تقدمها محطمة فى طريقها كل خائن وكل خائر. ولن تعرف (الثورة) بعد اليوم إلاّ الصرامة والقسوة لكل من تـُحدثه نفسه بالوقوف فى طريقها)) وفى نفس المؤتمر- وبحضور عبد الناصر- جاء الدور على صلاح سالم (الذى كافأه الضباط بإطلاق اسمه على أحد أطول شوارع القاهرة) فتحدث لمدة ساعة ونصف شتم فيها النحاس باشا وحزب الوفد وصحفه ومن ينتمون إلى الوفد من قريب أو من بعيد. وهاجم الأحياء كما هاجم الأموات بما فيهم سعد زغلول . وبعد أنْ هاجم صحيفة المصرى هجومًا عنيفـًا قال ((اسمحوا لى وأنا وزير الإرشاد أنْ أعلن بقوة وحزم أنّ الرقابة على الصحف فى داخل مصر ستظل قوية بتارة تضع سيفها فوق كل رأس (مُخربة) تريد أنْ تـُبلبل الأفكار. إننا سنطهر بقوة وعزم كل ركن من أركان الدولة. ولن ننساكِ فى هذا المضمار يا صاحبة الجلالة (يقصد الصحافة) وسوف نـُحارب الكساد الاقتصادى بعد أنْ تسلمنا التركة خاوية على عروشها)) هذا كلام واحد من رموز ضباط يوليو52 بينما علماء الاقتصاد لهم رأى آخر يُفنـّد تلك الأكاذيب عن الاقتصاد المصرى قبل كارثة حكم الضباط وهو ما أكده طلعت الذى عقب على كلام صلاح سالم قائلا ((كم أتمنى بعد ربع قرن (وقت كتابة مذكراته) من خطاب صلاح سالم لو عادتْ مصر اليوم إلى (الكساد) الذى تحدث عنه حين كانت الخزينة مليئة بالمال وليست مدينة لأى دولة. وكانت مصر بفضل الغطاء الذهبى والمال الاحتياطى أغنى دولة فى منطقة الشرق الأوسط على الإطلاق)) (من 210- 212) وكان عبد الناصر يستمع إلى تخاريف وبذاءات صلاح سالم وهو فى قمة السعادة. وكما اتهم عبد الناصر القوى الوطنية من وفديين وشيوعيين بالعمالة للاستعمار، فإنه- بعد انتهاء شهر العسل مع الإخوان- عندما شعر أنهم يُخططون للسيطرة على الحكم - قرّر التخلص منهم يوم 14يناير54 بقرار حل جماعة الإخوان المسلمين . وأصدر عبد الناصر قرارًا باعتقال جميع زعماء الإخوان حتى حسن العشماوى الذى كان صديقــًا شخصيًا لعبد الناصر. كما شمل القرار اعتقال عددًا كبيرًا من الأعضاء العاديين فى جميع المحافظات. واتهمهم بالعمالة للانجليز. ولأنّ الإخوان والضباط كانوا ينطلقون من أرضية واحدة ويربطهم رباط (مقدس) أول أبجدياته العداء للجماهير الشعبية وللديمقراطية ولتداول السلطة ، لذا كانت الصدمة التى أصابتْ الحليف الإخوانى الذى تفاجأ بإنهاء (عقد الزواج غير الشرعى) من طرف واحد . والسبب فى المفاجأة أنّ الإخوان آمنوا بأنّ الضباط لا يمكن أنْ يفعلوا بهم ما فعلوه مع كل الأحزاب بعد كل المُساعدات التى قدّموها للضباط وبعد أنْ أحرقوا البخور قربانـًا لهم . ومن هول المفاجأة ورغم اعتقالهم فإنهم اعتقدوا أنّ المسألة أشبه بالخلاف الثانوى بين أى زوجيْن وهو ما عبّر عنه حسن العشماوى فى السجن عندما قال لزملائه الإخوان الذين ذكروه بصداقته العميقة مع عبد الناصر، فردّ عليهم ((لاشك أنّ عبدالناصر فعل ذلك من باب الهزار والممازحة. وأنه سيُفرج عنهم فورًا)) وعبد الناصر الذى هاجم السياسيين القدامى بما فيهم أعضاء حزب الوفد الذين رفضوا شروط الإنجليز من أجل الجلاء عن مصر، إذا به يُوافق على تلك الشروط فى المعاهدة التى وقعها مع الإنجليز الذين كانوا يتمنون الحصول- ولو- على بعض شروطها من السياسيين الذين دأب على سبهم واتهامهم بالعمالة للاستعمار(ص 444، 445)
000
أما محمد نجيب الذى رضى لنفسه أنْ يكون مجرد واجهة لضباط أصغر منه فى العمر، وأقل منه فى الرتبة ، فهو الذى أعلن سقوط دستور سنة23وهو الذى صدّق على حكم الضباط بإعدام العامليْن الصغيريْن محمد البقرى ومصطفى خميس. ورغم هجومه على الملك فاروق- كما فعل باقى الضباط - فقد سبق له أنْ كتب افتتاحية مجلة (المشاة) قبل يوليو52 بأسابيع ((دبّج فيها آيات المديح وفروض الولاء والإخلاص لحضرة صاحب الجلالة مولانا فاروق المُعظم ملك مصر والسودان وصاحب العرش المفدى)) (134) ولأنه مُتطابق مع الضباط فى العداء للديمقراطية لذا قال فى مؤتمر ميدان عابدين يوم 16سبتمبر53 عن أعضاء وقيادات حزب الوفد أنهم ((ادعوا الوطنية وهى منهم براء. وتباكوا على الحريات لأنها كانت وسيلتهم للوصول للحكم وهم يعلمون كما تعلم الأمة بأنهم ضالون ومضللون وكاذبون ومنافقون)) وختم خطبته العنترية بتحريض علنى على قتل الخارجين عن (الثورة) واستشهد بالمأثور فى التراث العربى/ الإسلامى فقال ((فلنتدبر قول رسول الله حيث قال ستكون هناك هنات وهنات فمن أراد أن يُفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بحد السيف كائنـًا من كان)) كما حرّض على قتل من أسماهم بالخونة الرجعيين. وكان تعليق طلعت ((العجيب أنّ اللواء محمد نجيب ذكر فى مذكراته بعد عشرين سنة من هذا الخطاب أنه كان على خلاف كبير مع جميع أعضاء مجلس القيادة)) (من 210- 212)
أما عبد الحكيم عامر- فهو مثله مثل باقى زملائه الضباط – يُجيد الكذب ويقول كلامًا لا يؤمن به. إذْ كان الضباط المؤمنون بالديمقراطية- مثل حسنى الدمنهورى وشقيقه وأغلب الضباط الصغار- خاصة من سلاح الفرسان والمدفعية- يُطالبون بعودة ضباط مجلس القيادة إلى الثكنات وإتاحة الفرصة للأحزاب المدنية لتحكم مصر، وهو الطلب الذى نادتْ به كل القوى الوطنية من شيوعيين وليبراليين لذا قال عبد الحكيم عامر((أحب أقول لأخوانا المدنيين إنْ إحنا جادين فى تسليم البلد لأصحابها وليس لنا أى مطمع فى الحكم، فنحن عسكريون ولا نعرف أسلوب السياسة. وليست لنا أى خبرة تؤهلنا لتولى الحكم . وقد طلب منا كثيرون أنْ نتولى الحكم بواسطة وكلاء الوزارات ووافق زملاؤنا فى مجلس القيادة. ولكننا كما قلتُ جادون فى إعادة الحياة الدستورية والعودة للثكنات)) وكان هذا الحديث قبل كارثة 23يوليو52لأنه أنهاه بجملة ((بعد خروج الملك)) (67) ولكن بعد ستة شهور من استيلاء الضباط على مصر، فإنه رغم أنّ حركة الضباط كانت وليدة فقد ((نبتَ لها أنياب وأظافر)) فتوالتْ القوانين المُعادية للديمقراطية ، فصدر يوم 17يناير 53 قانون حل الأحزاب السياسية. ويوم 18يناير صدر قانون بتحصين أى تدابير يتخذها الجيش باعتبارها من ((أعمال السيادة ولا يجوز الطعن عليها)) وفى يوم 19يناير تم تشكيل محكمة (عسكرية) بحجة محاكمة ((كل من يُعرّض الوطن للخطر)) وفى الساعة الثالثة والربع بعد منتصف الليل تشكلتْ محكمة (ثورة) لمحاكمة الضابط حسنى الدمنهورى بحجة الخروج عن الطاعة وحـُكم عليه بالإعدام)) (141) بينما كان السبب الحقيقى أنّ الدمنهورى كان أكثر الضباط إيمانـًا بالديمقراطية وصاحب توجه ليبرالى مبدئى لا يعرف المراوغة ، لذا كان يُطالب بعودة الضباط للثكنات وتكوين حكومة مدنية وطالب بالإفراج عن زملائه الضباط الذين اعتقلهم ضباط يوليو، فكان جزاؤه الضرب لدرجة أنه كان على وشك الموت من شدة التعذيب.
وعن جريمة ضباط يوليو ضد عمال كفر الدوار ذكر طلعت أنّ قوات الجيش قمعتْ اعتصام العمال بالقوة مع إجراء محاكمة عسكرية ميدانية فورًا (بعد ثلاثة أسابيع من سيطرة الضباط على مصر) وأنّ الحكم بإعدام خميس والبقرى أصدره مجلس القيادة وصدق عليه محمد نجيب. وبعد المحاكمة أصدرتْ بعض التنظيمات الشيوعية منشورات ضد حركة الضباط تتهمها بالفاشية والدكتاتورية. وكانت أنباء المحاكمة وصور المتهمين والمدعى العسكرى وهو يُصلى أمام المحكمة تحتل جزءًا كبيرًا من الصفحة الأولى فى الصحف. وكان المدعى العسكرى يلقى اتهامه ويهاجم بقسوة العمال ويصفهم بالإجرام ويطالب برأسهم جميعًا. وتم القبض على مأمور كفر الدوار بتهمة التقصير فى حفظ الأمن . وعندما قال طلعت لعبد الناصر((يعنى لازم تقعوا مع العمال فى أول شهر(لحركتكم) قال عبدالناصر((المسألة كلها لفتْ نظر للناس اللى عاوزه تجهض الحركة. يعنى شوية إجراءات شديدة فى الأول عشان يعرفوا إننا صاحيين)) وترجمة كلامه (تطبيق سياسة العين الحمراء) كما فعلتْ أمريكا مع عمال شيكاغو. وعن مذبحة عمال كفر الدوار قال أحمد أبو الفتح فى حديثه مع طلعت ((شوف الجو الإرهابى اللى عاملاه المحكمة والمجلس العسكرى فى كفر الدوار. ومين رئيس المجلس؟ عبد المنعم أمين. يعنى أمريكا. طبعًا أمريكا يهمها شنق كام واحد شيوعى لإرهاب الآخرين والمقصود بيهم الوطنيين ، لأنه بعد كدا من السهل إذا واحد فتح بقه ويدافع عن الديمقراطية أو الدستور يتقال عليه شيوعى)) وذكر طلعت أنّ ((جميع المنظمات اليسارية ثارتْ على محاكمة عمال كفر الدوار. وأنّ هناك منشورات وُزعتْ بالفعل فى القاهرة ضد حركة الجيش وضد محمد نجيب شخصيًا الذى أمر بتشكيل المجلس العسكرى . وكانت المنشورات قاسية فى ألفاظها وفيها اتهام لمحمد نجيب بأنه مهرج قبل أنْ يكون أداة فى أيدى المخابرات الأمريكية)) (من ص 60- 98) وقد تأكد ذلك بعد اعتماد الضباط على وساطة أمريكا فى مفاوضات جلاء الإنجليز عن مصر، إذْ جاءتْ شروط الإنجليز أكثر تشددًا عما كان الوضع قبل يوليو52 ورضى الإنجليز بما غنموه لأنهم كانوا يُدركون أنّ جلاءهم عن مصر تمهيد لإحلال أمريكا محلهم سياسيًا واقتصاديًا فى المنطقة كلها (195) ومن الأمور ذات الدلالة أنّ ((الفدائيين المصريين الذين دوّخوا الإنجليز فى مدن القناه كانوا فى معتقلات ضباط يوليو52)) (196) ولأنّ النحاس باشا ألغى معاهدة 36 وفؤاد سراج الدين (وكان وقتها وزير الداخلية) فتح مخازن السلاح للفدائيين ، لذلك أعلنتْ إنجلترا وإسرائيل أنّ ((التخلص من النحاس أهم بكثير من خلع الملك فاروق)) وفى يوم 23 أغسطس 53 هاجم النحاس- لأول مرة- الضباط والأساليب التى اتبعوها فى القضاء على الحرية والدستور والحياة النيابية وطالب بالإفراج عن المعتقلين . وقال إنّ أمانى مصر القومية قد أهدرتْ تمامًا على يد الحكام الجـُدد. وفى سبتمبر53عندما عرف الناس أنّ النحاس دخل أحد المساجد فى منطقة رأس التين بالإسكندرية ذهبوا بالألوف فأسرعتْ قوات الأمن لمحاصرة المسجد وبعد انتهاء الصلاة هتف الناس ((لا زعيم إلا النحاس . فين الدستور؟ تسقط القوة الغاشمة. تسقط الدكتاتورية. تسقط حكومة الثورة)) فتم القبض على عدد كبير من المتظاهرين وضربهم بوحشية فى الشوارع . فكان من الطبيعى وفقــًا لعقلية ضباط يوليو52 اعتقال النحاس باشا والسيدة زوجته بتحديد إقامتهما فى منزلهما مع فرض الحراسة المُشددة عليهما (من 202- 210)
وعن الدور الذى لعبه محمد حسنين هيكل مع كل الحكام ، وخصوصًا مديحه وتملقه للملك فى مجلة روزاليوسف عدد 11مايو44فكتب ((يوم عيدك يا مولاى- هذه هى الذكرى الثامنة لجلوسك يا مولاى على عرش مصر- وثمانى سنوات وأنت تحمل مسئولية هذا الوطن وهذا الشعب. كنتَ فيها نِعمَ الملك الدستورى فى ظروف لعلــّها أدق ما مرّ بها فى تاريخ حياتها)) فكان من الطبيعى بعد سيطرة الضباط على مصر، أنْ يُهاجم فاروق ويتملق الحـُكام الجـُدد ، وكان من بين أساليب تملقه للضباط الوقيعة بينهم وبين قادة الوفد فادعى على فؤاد سراج باشا بما لم يقله. فبعد لقاء سراج باشا بعبد الناصر وعدد من الضباط ، كتب هيكل فى مجلة آخر ساعة التى كان يرأس تحريرها أنّ ((فؤاد سراج الدين صرّح بأنه وضع ضباط القيادة فى جيبه)) (87) وهذه الجملة كانت كافية بأنْ تـُطيح برأس سراج الدين الذى كان الضباط يتربـّصون به وقدّموه للمحاكمة بالفعل ، لذا لم يكن فى مقدوره إقامة دعوى تشهير ضد هيكل المحمى من الضباط . وكما تم اضطهاد النحاس باشا واعتقال سراج الدين تم اعتقال الوفدى الكبير إبراهيم فرج بتهمة الاتصال بجهة أجنبية هى الهند وأنه قابل الزعيم نهرو الذى زار مصر وقابل النحاس باشا. وهذا ما ضايق ضباط يوليو، خصوصًا أنّ أعدادًا كبيرة من الجماهير استقبلت نهرو بالترحيب وهتفوا بحياته وحياة النحاس وللديمقراطية والدستور(192) ودراما ضباط يوليو تصلح للسينما الجادة ، فمثلا فإنّ أحد المُتملقين الكبار السياسى الشهير سليمان حافظ الذى أفتى هو والسنهورى بعدم إعمال النص الدستورى بدعوة مجلس النواب المُنحل للانعقاد بعد عزل الملك بالإضافة لخصومتهما التقليدية لحزب الوفد. سليمان حافظ وصلتْ درجة تملقه للضباط أنْ قال ((أنا معتقد يقينـًا أنّ سيدنا محمد بُعث فى شخص محمد نجيب ، وأنّ جمال عبد الناصر هو أبو بكر الصديق وعبد الحكيم عامر هو سيدنا عمر وصلاح سالم هو سيدنا على)) ورغم هذا التملق الفج فإنّ عبدالناصر اعتقله عام 56 وقال لإبراهيم طلعت الذى كان معه فى السجن أنّ عبد الناصر اعتقله لمجرد أنه اختلف مع الضباط فى بعض الأمور. وأعلن ندمه لما قدمه لهم من فتاوى وإرشادات واستشارات وقال فى وجه طلعت أنه من فرط كراهيته للوفد رفض الذهاب إلى أى اجتماع يخطب فيه سعد زغلول (73، 77) وما فعله سليمان حافظ فعل مثله السنهورى وفتحى رضوان والهضيبى الذين تزعموا الحركة المضادة للديمقراطية وجمعتْ بينهم جميعًا عداوة عقدة حزب الوفد (76) بينما القاضى النزيه (شكرى كرشاه) رئيس محكمة طنطا الابتدائية أصدر حكمًا سنة 46 لصالح فؤاد سراج الدين ضد الحكومة رغم أنه كان من أشد خصوم حزب الوفد (345) وضباط يوليو- فى سبيل تدعيم الدكتاتورية- لجأوا لتوظيف الدين لذلك فإنّ صلاح سالم كان يستشهد كثيرًا بآيات عديدة من القرآن التى تحض على قتل من أطلق عليهم (منافقين ملعونين أينما ثقفوا) وفى إحدى خطبه قال ((نعاهدكم على أنْ نلتزم حكم الله العلى القدير ونـُنفذ دستوره فى هؤلاء الخونة المارقين . لا حرية للخونة. إنه حكم الرب)) (213) وهو ما فعله محمد نجيب وعبد الناصر لذا خرجتْ الصحف تـُردّد نفس النغمة البائسة فى عزف وحشى على توظيف الدين لأغراض السياسة. فامتلأت صفحات الصحف بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية المُحرّضة على القتل (214) ولذلك أصدر الضباط العديد من أحكام إعدام الأبرياء مثلما فعلوا مع خميس والبقرى وغيرهما (228، 264) وتجرأ الضباط على محاكمة فؤاد سراج الدين واتهامه بأبشع التهم مثل العمالة للاستعمار، مع أنه تحدى الإنجليز وسلــّح الفدائيين المصريين ، وتحداهم عندما كسر احتكارهم للقطن ، إذْ كانوا يشترون المحصول كله بالسعر الذى يُحدّدونه. وفى وزارة فؤاد سراج الدين لم يُوافق على السعر الذى حدّدوه وعرض المحصول على الدول ومن يتقدم- على طريقة المظاريف المُغلقة- بأعلى سعر يكون القطن من نصيبه. ومنذ ذلك التاريخ تحرّر القطن المصرى من الاحتكار البريطانى وأصبح السعر مرتبطــًا بالبورصة العالمية (398) هذا ما فعله فؤاد سراج الدين الذى انتقم ضباط يوليو منه ل (وطنيته) وبينما الضباط فعلوا ذلك مع كل الوطنيين الشرفاء فإنهم قرّروا إغلاق ملف حريق القاهرة . ويتساءل طلعت لماذا فعل الضباط ذلك ؟ وظلّ هذا التساؤل يلح عليه فى أكثر من صفحة إلى أنْ كتب أنّ ضباط يوليو انتقدوا حكومة الوفد خاصة فى دعم الفدائيين فى مدن القنال ضد الإنجليز. لذا ((أيقنتُ أنّ (الثورة) أعلنتْ بلا مواربة أنها انقلاب رجعى قصد به أنْ يستولى قادتها فى مغامرة نجحوا فيها على مقاليد الأمور. وأنْ يحكموا البلاد بالحديد والنار بصرف النظر عن مصلحة الوطن . أيقنتُ بذلك بعد الحكم فى قضية فؤاد سراج الدين إلى حد أننى بدأتُ أصدق بعض الشائعات التى تردّدتْ فى تلك الأيام من أنّ بعض قادة (الثورة) وعلى رأسهم عبد الناصر هم الذين قاموا بحرق القاهرة أثناء احتدام معركة القنال لإجهاض معركة التحرير الكبرى)) (311، 336، 340، 446) ثم يُكرّر تساؤله لماذا أغلق الضباط جميع ملفات حريق القاهرة ؟ ويُبدى طلعت اندهاشه من كلام عبد الناصر الذى قال له بعد سجن فؤاد سراج الدين ((فؤاد باشا رجل سياسى وهو يعرف لماذا حـُكم عليه. ويعرف متى سيُفرج عنه. وليس معنى الحكم أنه مُدان)) (446) فإذا كان فؤاد باشا غير مُدان ، فلماذا نكــّـل ضباط يوليو به ؟ سؤال أتركه- مع سؤال حريق القاهرة - للعقول المُتحرّرة من أية أيديولوجيا ناصرية/ عروبية.
000
بعد اعتقال إبراهيم طلعت بتعليمات من (صديقه) عبد الناصر، تعرّض طلعت لأزمة مالية طاحنة بسبب اعتقاله المُتكرّر وغيابه عن مكتب المحاماه الذى يُديره ، فى وسط هذه الظلمة الحالكة يبزغ أكثر من شعاع مضيىء ، مثل موقف لطفى الخولى الذى كان يعمل بالمحاماه فى ذاك الوقت وأعطى لزوجة طلعت مبلغ ثلاثين جنيهًا وأوهمها أنه تسلمها من نقابة المحامين ، رغم أنه دفع المبلغ من جيبه. وموقف النقابة التى دفعت لزوجته مبلغ مائة جنيه. وموقف أحمد أبو الفتح الذى قدّم لزوجة طلعت مبلغـًا كبيرًا، ولكن هذه السيدة العظيمة رفضتْ استلام المبلغ رغم علمها بعمق الصداقة بين زوجها وبينه. وكان تفسيرها لموقفها أنّ زوجها يكتب فى صحيفة المصرى بلا مقابل فكيف تقبل المبلغ وزوجها فى المعتقل وكأنه نوع من الإحسان . أما الموقف شديد الأهمية فهو موقف سيدة مجهولة توجّهتْ إلى مكتب طلعت وقابلتْ أحد مساعديه وطلبتْ منه دفاع طلعت فى قضية ومقدّمتْ له مبلغ خمسين جنيهًا كمقدم أتعاب ، ثم تبيّن أنّ القضية التى شرحتْ تفاصيلها وهى تدفع المبلغ لا وجود لها فى المحكمة التى حدّدتها ، وأنّ المتهم شخص وهمى (146، 147) وهذا دليل على أنّ شعبنا يكمن جوهره فى وجدانه النورانى عندما تشتد كثافة الظلم والظلمات.
الذين وقفوا مع إبراهيم طلعت فى محنته كانوا أبناء المرحلة الليبرالية التى جاء ضباط يوليو للقضاء عليها لصالح الاستعمار الكونى الجديد (الولايات المتحدة الأمريكية) وكان عبد الناصر صريحًا مع إبراهيم طلعت (قبل الغدر به) فكشف عن نفسه فى لحظة تحتاج لمحلل نفسى على مستوى سيجموند فرويد إذْ قال (( إحنا يا أستاذ مش بنحاكم الوفد. إحنا بنحاكم سياسيين قدامى . بنحاكم نظام قديم . بنحاكم نظام رأسمالى اسمه النظام الليبرالى)) (245)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزهر فى سباق الارتداد للخلف
- غياب الدولة المصرية عن تاريخها الحضارى
- الإعلام المصرى البائس والنخبة الأشد بؤسًا
- الصراع المصرى / العبرى : الجذور والحاضر
- قراءة فى مذكرات أحمد حمروش
- قراءة فى مذكرات عبداللطيف البغدادى (3)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (2)
- قراءة فى مذكرات عبد اللطيف البغدادى (1)
- طغيان اللغة الدينية وأثرها على الشعوب
- قراءة فى مذكرات اللواء محمد نجيب
- رد على الأستاذ أحمد عليان
- قراءة فى مقدمة ابن خلدون
- كارثة العروبة على مصر
- العلاقة التاريخية بين الدين والقومية
- القرن التاسع عشر وتحديث المدن المصرية
- الخيال والإبداع الروائى
- تحايل إيزيس على (رع)
- الأنثروبولوجيا والفولكلور والثقافة القومية
- التعليم الدينى وجذور العنف
- الفرق بين أسطورة أوديب اليونانى والأمير المصرى


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى مذكرات إبراهيم طلعت