أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - لماذا نقد الدين؟














المزيد.....

لماذا نقد الدين؟


أحمد القبانجي

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 21:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا وقلنا:.............

يقول المشايخ: لا ينبغي نقد اصل الدين لانه امر الهي وغيبي ووحياني,اي فوق مستوى العقل البشري,مضافا الى ان نقد الدين سيؤدي الى اهتزاز ايمان الناس وفتح الباب على الالحاد والعبثية واللاأدرية وسيكون كل شئ مباحا كما قال الاديب الروسي داستيوفسكي, ولذا يجب الاقتصار على نقد ممارسات بعض المتدينين المحسوبة على الدين وتخليص الدين من البدع والشوائب لا نقد اصل الدين.

اقول: لنا على هذا الكلام عدة ملاحظات:
1-ان المشايخ انفسهم لم يقصروا في نقد اصل الدين,غاية الامر ينقدون الدين المخالف لا دينهم,فكتب وفضائيات الاسلاميين مشحونة بنقد المسيحية والطعن بمعتقدات غير المسلمين,وكتب وفضائيات اهل السنة تنقد وتطعن عقائد الشيعة,والشيعة بدورهم يردون عليهم بالمثل,فلماذا يجوز لكم ما لا يجوز لغيركم؟.
2-ان النقد لا يقصد محاولة لهدم الدين كما يتصور المشايخ تبعا لتصورهم القديم للنقد وكما يمارسونه في حق الاديان والمذاهب الاخرى,بل المراد من النقد بمعناه الكانتي الحديث,وهو غربلة الدين والكشف عن نقاط القوة والضعف فيه والنافع والضار من تعاليم الدين وما هي حقيقة الوحي,وماذا يريد الله من الانسان,واساسا هل الله موجود,وهل له صفات بشرية,وهل تكلم مع بعض الناس وارسل معهم رسالة للبشر,وو..؟؟ هذا هو المقصود بالنقد في الحداثة,ولا أحد يقول بمنع مثل هذا النقد لان القران وعلماء الاسلام قد طرحوا هذه المسائل على بساط البحث والمناقشة.
3-ان نقد الدين قد اتخذ ابعادا واسعة في عصر الحداثة وظهرت افكار ومذاهب عدة في تفسير اصل الدين ومنشاه ولا يقتصر الامر على المثقفين في مجتمعاتنا الاسلامية,فهناك من ذهب الى ان اصل الدين هو غريزة البحث عن الاب السماوي بعد ان فقد الانسان الحماية والامن من الاب الارضي(فرويد),ومنهم من ذهب الى ان اصل الدين هو المجتمع الذي يريد الهيمنة على افراده وشدهم برباط غيبي للحفاظ على التماسك والتكاتف الاجتماعي(دوركايم),ومنهم من ذهب الى ان اصله اسقاطات موهومة لصفات انسانية على قوة غيبية خالقة لهذا العالم(فويرباخ),ومنهم من ذهب الى ان اصله الطبقة الحاكمة التي تريد تخدير الطبقة المحكومة بواسطة الدين لمنعها من الثورة(ماركس)وو...وبما ان العالم في ثورة المعلومات والاتصالات صار كقرية واحدة فلا ينبغي للمثقف ورجل الدين ان يدفن رأسه بالرمال ولا يتحرك لبحث هذه الافكار والمذاهب بحجة انها من الشيطان والاستعمار.
4-لسنا نحن سبب هذه المشكلة بل المشايخ ورجال الدين هم السبب,لانهم يريدون فرض الدين على الناس ولو بالقوة والارهاب وفتاوى التكفير والمروق من الدين تجاه المثقفين والعلمانيين وتخويف الناس منهم ومن افكار الحداثة,ونحن ندعو فقط الى تفعيل العقل والعقلانية في الحياة لا اكثر ولا ندعو الى الغاء الدين وهدمه كما يوحي المشايخ للناس بذلك.
بعد هذه المقدمة نستعرض موارد نقد الدين لنرى هل توجد مساحة في الدين فوق مستوى النقد كما يزعم المشايخ؟ المعروف ان كل دين يتضمن اربعة حقول او مستويات واحدة في باطن الاخرى:1-الايمان القلبي والعاطفي ويمثل اصل وجوهر الدين 2- المعتقدات 3- الاخلاق الدينية 4-الشعائر والطقوس.
ولنبدأ من الاخير,فمما لاشك فيه ان هذا الجانب من الدين يستحق النقد باعتراف المشايخ انفسهم,وذلك بسبب ظهور طقوس وشعائر قد لا تكون من اصل الدين كبعض الشعائر الحسينية التي انتقدها علماء الدين انفسهم.وهناك الكثير من العادات والتقاليد العشائرية والعرفية قد اختلطت بالدين بحيث تصور الكثير من الناس انها من الدين,بل ان الكثير من عادات العرب في الجاهلية كان النبي والمسلمون يمارسونها بحكم العادة فاختلطت بالدين .
اما الاخلاق الدينية والتي تستند الى آلية الترغيب والترهيب فنحن نعتقد انها ليست اخلاقا حقيقية لانها لا تنطلق من حب الاخر واقعا بل من الانانية المعدلة,فلولا الوعد بالثواب لما قام المتدين بهذا الفعل الاخلاقي كالصدقة وصلة الرحم وحسن الخلق مع الناس,ومن هنا يأتي دور النقد لاصلاح الخلل,حيث نعتقد ان الاخلاق الدينية نافعة كمرحلة وسط لنقل الانسان الى مرحلة ارقى وهي الاخلاق الوجدانية بحيث يفعل الخير بدوافع انسانية محضة لا طمعا في الثواب الالهي.
اما العقائد الدينية,فكذلك تستحق النقد والغربلة بادوات العقل والمنطق لمعرفة الصواب منها وتمييز الصحيح من الخطأ, والمعقول من غير المعقول,ولا اظن احدا من المشايخ يعترض على ذلك,لان علماء الاسلام متفقون على ضرورة اخذ العقائد بالعقل وحرمة التقليد فيها.وفي نظري ان جميع العقائد الدينية لا يمكن البت فيها بالعقل لتدخل العاطفة والمخيلة والتلقين في تكوينها فهي قضايا شخصية بحتة.المهم السعي لا لاثباتها عقلا بل لتمييز العقائد النافعة من الضارة,وهنا يأتي دور العقل النقدي.
بقي الاخير وهو الايمان القلبي بالله,فنعتقد ايضا انه بحاجة للنقد وان الانسان المؤمن يحتاج دوما لتجديد ايمانه وتمييزه عن الايمان الزائف,لانه ربما حصل على هذا الايمان من خلال التلقين منذ الطفولة او كان بسبب الخوف من النار والطمع بالجنة او نشأ بدوافع مصلحية او كان من قبيل الاوهام التي تحولت بمرور الزمان الى ايمان راسخ في القلب,وربما تعرض هذا الايمان لسرقة الانا والنفس الامارة,, ومن هذه الجهة يجب على المؤمن ان لا يقنع بايمانه الفعلي بل يعرضه دائما للنقد والغربلة ويسعى لتجديده وبقائه حيا طريا فاعلا.
بقي ان نشير الى كلام داستيوفسكي حيث قال: لو لم يكن الله موجودا لاصبح كل شئ مباحا... وهنا اقول: لو لم يكن الله موجودا فالوجدان موجود ,, فهؤلاء المتدينون والمشايخ يتصورون ان الملحد بلا وجدان مثلهم ومن شأنه ان يرتكب كل رذيلة والحال ان غالبية الكفار والملحدين واللادينيين احسن اخلاقا من المسلمين واقوى وجدانا ولا يجدون حاجة للايمان بالله ليفعلوا الخير ويمتنعوا عن الشر.............. وشكرا لكم.



#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ثمارهم تعرفونهم !!
- هل الخلل في النظرية ام في التطبيق
- هل الله يريد لنا حكومة دينية ام مدنية؟
- عندما يتحول الدين الى ايديولوجيا
- روعة الاقتصاد الاسلامي
- وهم الحق
- الاخلاق في السياسة
- القانون الجعفري وحقوق الانسان
- كيف نفهم الدين؟
- الولادة الثانية
- بين الفتح الاسلامي ومشروعية التدخل العسكري
- المباني الفكرية للارهاب
- كرامة الانسان..ذاتية ام عرضية؟
- العقل في الاسلام
- الانتماء للجماعة
- علاج الالم النفسي
- لماذا العقلانية؟
- لماذا اختفى الله؟
- هل الله ملزم بالاخلاق؟
- العقلانية والقداسة


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد القبانجي - لماذا نقد الدين؟