أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهد الشرقى - الخصوصية وقلة الوعي














المزيد.....

الخصوصية وقلة الوعي


زاهد الشرقى

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 13:18
المحور: المجتمع المدني
    


من تنقصهم الشجاعة يجدون دائما فلسفة يفسرون بها ذلك. كلام جميل للفيلسوف (ألبير كامو) , نعم الشجاعة . وليس التبرير للفشل أو أي خطأ يحصل في حياة ألإنسان . والتبرير دليلٌ على نقصٍ في مراحل الوعي , لان الوعي وفق ما متعارف عليه هو أحد مظاهر التعقل المنطقي . ويعني الاستخدام الأفضل والأحسن للعقل والخروج من تحت أجنحة الآخرين والاكتفاء من ثرثرتهم الفارغة.
هؤلاء الأشخاص ممن تسلح بالخوف والتبرير والفشل أصبحوا بين ليلةٍ وضحاها حكماء وعباقرة عن طريق إصدار العديد من ألأحكام والقوانين والأنظمة, التي وفق مخيلتهم لابد من وجودها حتى يستمروا في طريقهم المليء بالأخطاء.
مثلاُ يتحدث احدهم عن (انتهاك الخصوصية) , ويبدأ في سردٍ غريب وعجيب عن طريق ربطها بالثورة المعلوماتية التي شهدها العالم قبل العراق بسنواتٍ طوال . فيحاول مثلاً أيجاد مبرر لفعلٍ أو لحالةٍ قد حدث في الواقع وليست من صنع ألخيال . فيرمي بالتهمة ويصدر ألقرار بأن السبب في (انتهاك الخصوصية) يتحملهُ من امتلك القدرة على اختراق أو التلاعب بمواقع الآخرين أو أدوات تواصلهم على الانترنت وأمور أخرى كثيرة .
ولكن فات البعض بأن الخصوصية هي كل ما يقع ضمن حياة الإنسان الشخصية . مثل البيت أو جلسة مع الأصدقاء في مكانٍ خاص . مما يعني كل شيء لا يحمل صفةٌ رسمية أو حكومية . مثالٌ على ذلك . أن اجلس في منزلي مع أصدقائي ويأتي احدهم ويقوم بتصوير تلك الجلسة التي قد تحتوي بعض الكلام الخاص. ومن ثم يقوم هذا الشخص بنشرها وتعميمها على الآخرين . هذا هو الانتهاك للخصوصية . لأن المكان والأفراد الذي كانوا فيه فاقداً لأي صفةٍ أخرى سوى كونهِ مكانٌ خاص .
ولكن عندما أكون موظفاً في دائرةٍ حكومية وأستلمُ مُرتباً لقاء وظيفتي أو احمل صفة ألإدارة لأي منصبٍ أو قسمٍ من أقسام تلك الدائرة واخضع لقانون موظفي الدولة وقانون التقاعد العام وأتمتع بكافة المزايا التي وفرتها الأنظمة والتشريعات الصادرة من الدولة لي لقاء وجودي في تلك الدائرة . هنا يفقد الإنسان صفة الخصوصية التي يتمتع بها المواطن العادي أو كما يقال (الغير موظف) وتصبح كافة تحركاته وتصرفاتهِ خاضه للحساب والعقاب أن كان فيها سوء أو تجاوز على تلك العناوين العديدة من التشريعات والقوانين . وعليه لا يوجز لي بكل الأحوال. وعلى سبيل المثال أن أقوم بأي عملٍ خارج نطاق ما مسوح لي, كأن أقوم بضرب أو الاعتداء أو إهانة أو حتى اتخاذ تلك الوسائل الحديثة مثل أجهزة الهاتف المحمول لتصوير ألآخرين حتى وان كان وفق رغبتهم وعدم ممانعتهم لذلك. لان المكان الوظيفي هنا ليس منزلاً خاصاُ. كذلك أن حدثت تلك ألأمور وتم تجاهلها وتبريريها بشتى المبررات فسوف تكون عرفاً وإعلاناً للآخرين بأن كل شيء مسموح لكم . كما هو الحال في بيوتكم وجلساتكم الخاصة . وهذا يفقد المكان الوظيفي قيمتهُ الأساسية . ولكن أن حصل أمرٌ من هذا القبيل فهو خاضعٌ للنقد والمتابعة والمطالبةُ بالحساب . لان الموضوع خرج من كونهِ شخصياً وتحول لأمر يهم مؤسسات الدولة .
إذاً لا يمكن قبول هذه ألأشياء والتصرفات أو التبرير لها بأنها أمرٌ عفوي أو أبوي . ولا أفهم أين العفوية أو حتى أين الأبوية.!! فكيف يقوم أبُ مثلاً بتصوير ابنتهِ , وهو في نفس الوقت يعترف بأنه قد يحصل اختراق لموقع أو الاستحواذ على هاتف أحدهم . لأنه مادام يفهم ! ويقرُ ! ويعترف بأن هكذا أمور قد تحصل . لماذا بالأساس فكر بها وعملها . هنا نقول أين الوعي ؟
أما الحديث عن الأوراق أو المستمسكات والوثائق والمعلومات وكيفيه الحصول عليها من أي طرفٍ أخر . وبالأخص الإعلام أو الصحافة هناك قاعدة قانونية تقول (لا يسأل الصحفي عن مصدره)، وكل صحفي له مصادره الخاصة. ونحن في العراق نعيش وضعاً صعباً للغاية من كافة النواحي الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية..الخ . وهنا واجب الجميع الحذر من بعض الشخوص وبالتحديد ألأجانب منهم . أو من يحمل أي مستمسكِ رسمي يؤيد بأنه من تلك الدولة الأجنبية . وبالأخص بعد عام 2003 ووصول الكثير من مزدوجي الجنسية لمناصب عديدة سياسية ورياضية وإعلامية . مع العلم أن كافة العوائق والحواجز التي كانت السبب مثلاً في حصولهم على (هويات وجوازات سفرٍ أجنبية) كل تلك الأمور رحلت بعد عام 2003 . وكان لابد منهم التنازل والعودة لحمل هوية العراق فقط . ولكن بقائهم بنفس ما كانوا عليه قبل عام 2003 . يضع الشك في أمرهم . فنحن هنا سوف نقع في مطبٍ كبير . فعند الحساب مثلا وفق القانون العراقي . بالتأكيد سوف يعلن هذا الشخص بأنه أجنبي . ويرسل بطلب السفارة الأجنبية التي توفر له الحماية أو حتى تطالب بعدم محاكمتهِ . والأمثلة كثيرة في العراق والأدلة لا تعد ولا تحصى .
الغريب في كل ذلك أن هؤلاء مزدوجي الجنسية يطالبون بتشريعات وقوانين تحاسب الآخرين ممن يعمل على فضح فسادهم وتلاعبهم بالمال العام . ويتخذون من بعض الدول الأخرى مثالاً على ذلك . متناسين أن وضع العراق مختلفُ تماماً عن كل بقاء الكون . كذلك أي دولة في العالم تقبل أن يتلاعب شخص فاسد ولص بمقدراتها المالية . ومن ثم يهرب في وضح النهار لكونه يحمل جواز سفر وهوية أجنبية ..!! أو يقوم احدهم مثلاُ بعمل (وكالةٍ عامة مطلقة لكافة أمواله المنقولة والغير منقولة) لشخصٍ أخر حتى يقول بأني نظيف ولا أملك شيء ولم أتربح أو اكسب مالاُ من وظيفتي ..!!
ختاماً .. ولكم عيب وكافي .. لقد دمرتم العراق وجعلتم منهُ مجرد ممراً لغاياتكم المريضة وأنفسكم الدنيئة .
سلامات يا خصوصية .. اخ منك يالساني



#زاهد_الشرقى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذراُ سيادة القاضي رحيم العكَيلي لقد تركناك وحيداً
- شبكة الإعلام العراقي وهواية تعدد المناصب
- هذا ما جرى بيني وبين السيد محمد عبد الجبار مكي كريدي ( الشبو ...
- إلى قناة الرشيد الفضائية. مع التقدير
- مكتب المفتش العام لشبكة ألإعلام . وصعوبة المهام
- السيدة هناء عيدان كاظم .. امرأة تستحق التقدير
- نكاح التاتو
- لماذا صحيفة ألعالم
- ماذا يجري في نقابة الصحفيين العراقيين
- شكراً جمعية أنقذ قلب الطفل
- شكراً سرمودي
- ملطشة ونص
- هلوسة عاشق (رعشة ألجسد)
- هلوسة عاشق (سرُ امرأة)
- هلوسة عاشق ( رجل مازال في الانتظار)
- رسالة إلى الرئيس ألأمريكي باراك أوباما .. تجديد طلب إسقاط ال ...
- رداً على مقالي ( سفارة العراق في كندا , خارج نطاق ألخدمة) .. ...
- سفارة ألعراق في كندا , خارج نطاق ألخدمة
- لماذا رجل السلام صادق الموسوي
- إليها .. من رجل إلى امرأة ..


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهد الشرقى - الخصوصية وقلة الوعي