أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الأماميون الثوريون - حركة 20 فبراير : النشأة، الجمود والتقهقر















المزيد.....

حركة 20 فبراير : النشأة، الجمود والتقهقر


الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال

(Alamamyoun Thaoiryoun)


الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 10:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




حسب النظرية الماركسية فإن كل حركة تحكمها قوانين عامة (الوحدة في ظل التناقض، النفي ونفي النفي، تحول الكم إلى الكيف) فهل حركة 20 فبراير تنطبق عليها هذه القوانين ؟ إذا كان الجواب بالإيجاب فما هي التناقضات التي تحكم هذه الحركة ؟ وما هو التناقض الأساسي الذي تسعى إلى نفيه ؟ وما هي التحولات الكيفية التي حققتها عبر التراكم الكمي لاحتجاجاتها ؟

قبل الإجابة عن هذه الأسئلة لابد من الوقوف عند الشروط المادية التي ساهمت في نشأة حركة 20 فبراير والعوامل المساهمة في تطورها والمكونات الأساسية بداخلها، لقد برزت حركة 20 فبراير في ظل التحولات الكيفية التي عرفتها البلدان المغاربية والعربية عبر التراكم الكمي لنضالات الشعوب المغاربية والعربية في علاقتها بتناقضات القوى المنتجة المتقدمة وعلاقات الإنتاج المتخلفة في الأنظمة الرجعية المغاربية والعربية، لقد كان لتقدم هذه التناقضات في تونس ومصر حيث الحركة الإحتجاجية عرفت تطورا هائلا أثر كبير في المساهمة في تشكل الشروط المادية للإنتفاضتين الشعبيتين التونسية والمصرية ضد ديكتاتورية النظامين البوليسيين بهذين البلدين، مما فتح المجال واسعا للشعوب المغاربية والعربية للتعبير عن مطالبها السياسية عبر الإحتجاج الشعبي الذي بلغ في بعض فترات الإنتفاضات حد العنف الثوري يتم فيه القمع واعتقال المناضلين وسقوط الشهداء، إلا أن الأحزاب السياسية والنقابات ذات الصفة البورجوازية الصغيرة السائدة في البلدان العربية تبقى هي الوحيدة المؤهلة لجني ثمار هذه الإنتفاضات الشعبية، ويبقى الإحتجاج نتيجة لأسباب لم يتم دراستها عبر تحليل ملموس للوضع السياسي لكل بلد حتى يمكن التحكم في هذه النتيجة التي تتحكم في مجريات مصير المطالب المطروحة في شعارات الإحتجاجات الشعبية، وذلك نظرا لفقدان الطبقة العاملة والفلاحين لحزبها الثوري القادر على رسم طريق الثورة والنتيجة هي سيطرة البورجوازية الصغيرة على السلطة من جديد وبقيت الطبقة العاملة والفلاحون على هامش التاريخ الذي يكتب أساسا بدماء شهداء الشعوب المنتفضة الذين غالبا ما ينتمون إلى هاتين الطبقتين، وقد تبلغت الشهادة مداها في بعض هذه الإنتفاضات كما هو الشأن في حرب الناتو على ليبيا والحرب الأهلية بسوريا التي تغذيها الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية ـ الفارسية ـ التركية.

في ظل هذه الشروط المادية ظهرت حركة 20 فبراير كحركة احتجاجية بمكوناتها البورجوازية الصغيرة المختلفة وبأحزابها ونقاباتها وجمعياتها الحقوقية البورجوازية الصغيرة التي تعبر عنها، وهي نتيجة لشروط مادية تتسم باحتداد التناقضات بين الطبقات المسيطرة (الكومبرادور والملاكون العقاريون الكبار وبقايا الإقطاع) والطبقات المضطهدة (الطبقة العاملة والفلاحون ومجمل الكادحين)، ولم ترق هذه الحركة إلى مستوى الإنتفاضة الشعبية نظرا لهيمنة الأحزاب البورجوازية الصغيرة عليها منذ بداية نشأتها ولا توجد بداخلها الطبقات الحاسمة في الصراع الطبقي وتبقى البورجوازية الصغيرة خاصة المتعلمة منها هي قائدة هذه الحركة الإحتجاجية، وتوجد بداخلها تناقضات ثانوية بين مكوناتها السياسية والنقابية والحقوقية والتيارات اليسارية الثورية مما حال دون تطورها إلى انتفاضة شعبية رغم تقدمها في بعض المناطق التي تم فيها القمع الشرس للنظام الكومبرادوري إلى حد سقوط الشهداء.

الوحدة في ظل التناقض

عرفت حركة 20 فبراير وجود مكونات سياسية ذات أيديولوجيات متناقضة حاولت تجاوز تناقضاتها الأساسية في سعي إلى بناء تحالفات غير مبنية على أساس مادي، وترتكز هذه التحالفات على بلورة شعارات فضفاضة أثناء احتجاجاتها لم ترق إلى مستوى المطالب السياسية التي تمس جوهر الدولة الكومبرادورية، ويتجلى ذلك في شعاراتها الإصلاحية التي لا تتناقض كثيرا مع باقي شعارات الإحزاب البورجوازية الصغيرة الموجودة بالحكومة والبرلمان، مما يجعل منها حركة احتجاجية إصلاحية رغم بروز تيارات يسارية ثورية بداخلها تعطيها بعدا ثوريا في بعض المناطق سرعان ما يتلاشى بعد القمع والإعتقالات والمحاكمات، وبقيت حركة 20 فبراير لمدة عامين حبيسة شعاراتها الإصلاحية التي لا يمكن أن تستمر نظرا لملل المشاركين في احتجاجاتها من اجترار نفس المطالب التي لا يمكنها جذب الجماهير الشعبية، وخلال احتجاجاتها تبرز تناقضاتها الأساسية عبر محاولة كل مكون من مكوناتها إبراز هويته الأيديولوجية المتناقضة أساسا مع باقي الهويات الإيديولوجية الأخرى داخل الحركة (اليسار بمكوناته المتناقضة، التيارات الظلامية، الحركة الثقافية الأمازيغية)، مما حول حركة 20 فبراير إلى مجال للتنافس بين هذه المكونات المتناقضة لتبقى حبيسة تناقضاتها الداخلية التي وصلت حد انسحاب مكون أساسي من مكوناتها المحسوب على التيارات الظلامية، مما خلق أزمة للأحزاب اليسارية البورجوازية الصغيرة ووضعها في ورطة تحالفاتها غير المبنية على أساس مادي، مما عمق التناقض بينها وبين التيارات اليسارية الثورية المناهضة للتحالف مع الظلامية، أما تيارات الحركة الثقافية الأمازيغية فقد غادرت الحركة بدعوى الإعتراف بالهوية الأمازيغية بعد دستور يوليوز 2011، هكذا انهارت التحالفات الوهمية التي اعتمد عليها اليسار البورجوازي الصغير ذي الأفق الإصلاحي ليبقى وحيدا بهذه الحركة التي مازال متشبثا بها، ذلك ما يبين أن حركة 20 فبراير لم تعرف وحدة في ظل تناقضاتها الداخلية حيث مكوناتها لم تستطع التنكر لهوياتها أثناء ممارساتها خلال الإحتجاجات للتعبير عن مصالح مشتركة قادرة على تجاوز مصالحها الخاصة، مما يجعلها غير قادرة على تبني المصالح العامة للشعب المغربي بطبقاته وفئات مما لكونه ما زالت قاصرة عن القدرة عن حمل مضمون المصلحة العامة في التغيير.

النفي ونفي النفي

هذا القانون الأساسي في كل حركة يعني أن كل تناقض غير صالح يتم نفيه من طرف تناقض قوى قادر على السيادة أثناء الصراع الطبقي ليبدأ صراع التناقضات الجديدة من جديد ويستمر نفي النفي، لقد نشأت حركة 20 فبراير على أساس نفي التناقض الأساسي الذي وضعت أمامها والبارز في شعاراتها وهو في نظرها "الفساد"، هذا التناقض الذي يعتبر أبرز سمات النظام الكومبرادوري وأحد أعمدتها الأساسية في الإستمرار لكونه مكونا من مكوناته الأساسية منذ نشأته قبل ثلاثة قرون مضت، هذا النظام الذي تواجهه حركة 20 فبراير قد نشأ على أساس نفي كل ما هو وطني ديمقراطي شعبي لكونه يستند إلى أيديولوجيا رجعية غارقة في الظلامية، تعتمد على المقدسات التي تتمحور على شخص الملك الذي يملك كل السلط وأساسها السلطة الدينية التي تعتمد على نفي كل ما هو عقلاني منطقي مادي وبالتالي نفي كل ما هو تقدمي ديمقراطي علماني، وتحمل شعاراتها حركة 20 فبراير حمولة مادية للتناقض الأساسي للنظام الكومبرادوري والتي تسعى إلى نفيها كالمطالبة ب"الدستور الديمقراطي" و"النظام الديمقراطي" و"الإنتخابات الديمقراطية"... دون القدرة على استهداف النظام بعينه، وفي مجمل شعاراتها تسعى الحركة إلى تلطيف استغلال النظام الكومبرادوري للشعب مما يعني القبول ببقاء الأساس المادي لكل ما تسعى إلى نفي وهو النظام الملكي مع نفي كل ما تراه غير ديمقراطي في ممارساته السياسية، إنه الإقرار بوجوب البقاء على أسباب الإحتجاجات التي تعتبر نتيجة لهذه الأسباب المكونة للأساس المادي للنظام الذي لا يمكن مسه بسوء حسب منطق احتجاجاتها، إنه اللعب بالكلمات التي لا معنى لها إلا في ظواهرها حيث الجوهر لا يمكن تحريكه لتبقى ظواهر النظام سائدة بما فيها أساسها المادي وهو "الفساد"، إنه القبول بالمضمون في محاولة لتغيير الشكل مما يجعل التناقض الأساسي الذي يشكله النظام في الصراع الطبقي بالمغرب قويا وسائدا استطاع نفي كل التناقضات الثانوية بما فيها حركة 20 فبراير التي لم تستطع بناء تناقض أساسي للنظام الكومبرادوري، فما هي إذن إلا تناقض ثانوي للنظام الكومبرادوري سرعان ما تم نفيه كما هو الشأن في باقي الحركات الإحتجاجية التي لا يمكن لها أن تستمر في المواجهة في ظل بقائها في مستوى المطالب الإصلاحية الصرفة.

تحول الكم إلى الكيف

كل حركة تعرف تطورا متواترا لابد لها من تحقيق القفزة النوعية حتى تستطيع تحويل تراكمها الكمي إلى حالة من الكيف تسود في المجتمع من أجل أن ترقى بمضمونها النضالي لتحقيق مطالبها، ذلك ما لم يقع في حركة 20 فبراير التي بقيت جامدة بل تتقهقر كلما تقدمت بها الأيام دون أن تستطيع بناء تراكم كمي قادر على إبراز حالة من الكيف المنشود، إن سيادة الحركة البورجوازية الصغيرة التي تتسم بها حركة 20 فبراير لا يمكن أن تحدث تراكما كميا يعطي نشأة لحالة من الكيف القادرة على إحداث تحول في الساحة السياسية نظرا لكون طبقة البورجوازية الصغيرة عبارة عن فئات متذبذبة بين أيديولجيتين متناقضتين، أيديولوجيا البروليتاريا المشكلة تاريخيا في مواجهة أيديولوجيا البورجوازية، فهذه الطبقة المتذبذبة تقف عند حد مصالحها الخاصة ولا يمكنها تجاوزها إلى الممارسة البروليتارية التي لا يستطيع ممارستها إلا المناضلون السياسيون المحترفون الثوريون الذين يضعون مصلحة الطبقة فوق كل اعتبار، وحركة 20 فبراير عبارة عن خليط من فئات الطبقة البورجوازية الصغير ذات المصالح السياسية المختلفة تجمعها الطبيعة الإصلاحية، مما يجعل هذه الحركة ضيقة الأفق ولا يمكن لها قيادة الإنتفاضة الشعبية القادرة على إحداث التحول الكيفي في المجتمع المغربي مما يجعل القوى المنتجة رغم تطورها غير قادرة على تجاوز علاقات الإنتاج المتخلفة في النظام الكومبرادوري، ذلك ما يعبر عنه سيادة دستور رجعي يظهر في شكله يحمل بعض سمات الديمقراطي إلا أنه في مضمونه يؤسس لتجديد النظام الكومبرادوري الغارق في الرجعية، وتبقى حركة 20 فبراير فضاء للإحتجاجات الإصلاحية التي لا يمكن أن ترقى إلى البعد الثوري دون وجود حزب ماركسي ـ لينيني قادر على قيادتها.



#الأماميون_الثوريون (هاشتاغ)       Alamamyoun_Thaoiryoun#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية توحيد الماركسيين اللينينيين المغاربة في تطور الحركة ال ...
- الإستراتيجية الثورية والخط البروليتاري، تناقض الخطين الثوري ...
- مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال ...
- الأسس المادية للبناء الجماهيري للحزب البروليتاري الثوري المغ ...
- الأسس المادية لتوحيد الماركسيين اللينينيين المغاربة
- في العلاقة بين القيادة البروليتارية والجبهة الثورية
- من الإنطلاقة الثورية إلى الإستراتيجية الثورية
- الأطروحة الثورية الأولى لمنظمة -إلى الأمام-
- مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال ...
- مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال ...
- مسائل ملحة في الحركة الماركسية - اللينينية المغربية - الرسال ...
- مسائل ملحة في الحركة الماركسية اللينينية المغربية الرسالة ...
- في التناقض بين الإقتصاد الرأسمالي والإقتصاد الإشتراكي
- أسس الإقتصاد السياسي في عصر الإمبريالية
- في العلاقة بين المزاحة والإحتكارية في عصر الإمبريالية
- في التناقض بين القانونين الإقتصاديين الرأسمالي والإشتراكي
- يموت الجسد ويحيى درب إليه قصد
- في التناقض بين الإصلاحية والثورة
- في ذكرى اغتيال سعيدة الشهيدة
- في العلاقة بين الحزب والحرب وانتصار الثورة الديمقراطية البرو ...


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الأماميون الثوريون - حركة 20 فبراير : النشأة، الجمود والتقهقر