أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الإسلام في ضوء المنطق والعقل: حين يزدري القرآنُ رسولهُ ويكشف حقارته - ج2















المزيد.....

الإسلام في ضوء المنطق والعقل: حين يزدري القرآنُ رسولهُ ويكشف حقارته - ج2


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 23:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام في ضوء المنطق والعقل: حين يزدري القرآنُ رسولهُ ويكشف حقارته - ج2

-----------------
(يمكنكم الإطلاع على بقيّة مقالاتي على المدوّنة: http://utopia-666.over-blog.com )
-----------------

لا أحد يشكّ في كون عائلة محمّد بن آمنة من المشركين. كلّ الأخبار في السيرة والأحاديث تدلّ على ذلك. وقد ورد في "صحيح مسلم": "حدثنا يحيى بن أيوب ومحمد بن عباد واللفظ ليحيى قالا حدثنا مروان بن معاوية عن يزيد يعني بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي"، كما ورد حديث مشابه من طرق أخرى يقول: "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت" (صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب إستئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى في زيارة قبر أمه) وورد مثله في "سنن إبي داود" كما يلي: "حدثنا محمد بن سليمان الأنباري ثنا محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنت ربي تعالى على أن أستغفر لها فلم يؤذن لي فاستأذنت أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فأنها تذكر بالموت" (سنن أبي داود، أوّل كتاب الجنائز، باب في زيارة القبور) وشرح "العظيم آبادي" هذا الحديث في "عون المعبود شرح سنن أبي داود" (ج9) قائلا: "قوله «فلم يأذن لي»: لأنّها كافرة، والإستغفار للكافرين لا يجوز." وقال "النّووي": "فيه: النّهي عن الإستغفار للكفّار".
وفي "مسند أحمد" نجد حديثا آخر: " حدثنا عبد الله حدثني أبي قال حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن أبي رزين عمه قال: قلت: يا رسول الله أين أمي. قال: أمك في النار. قال: قلت: فأين من مضى من أهلك. قال: أما ترضى أن تكون أمك مع أمي في النار." (مسند أحمد بن حنبل، كتاب مسند المدنيين، باب أبي رزين العقيلي لقيط بن عامر بن المنتفق رضي الله تعالى عنه) وهذا يثبت أنّ آمنة بنت وهب كانت كافرة مشركة وماتت على الشّرك.
وفي صحيح مسلم أيضا نجد الحديث التالي: "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي قال في النار فلما قفي دعاه فقال إن أبي وأباك في النار" (صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنّ من مات على الكفر فهو في النار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة المقرّبين) وقال إبن باز في شرح هذا الحديث: "والنّبي صلى الله عليه وسلم حينما قال «إنّ أبي وأباك في النّار» قاله عن علم، فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، كما قال الله سبحانه وتعالى: «والنجم إذا هوى ما ضلّ صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى» (النّجم، 1-4). فلولا أن عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم قد قامت عليه الحجة، لما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه ما قاله، فلعلّه بلغه ما يوجب عليه الحجة من جهة دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فإنهم كانوا على ملة إبراهيم حتى أحدثوا ما أحدثه عمرو بن لحي الخزاعي، وسار في النّاس ما أحدثه عمرو، من بث الأصنام ودعائها من دون الله، فلعلّ عبد الله كان قد بلغه ما يدلّ على أنّ ما عليه قريش من عبادة الأصنام باطل فتابعهم. فلهذا قامت عليه الحجة. وهكذا ما جاء في الحديث من أنه صلى الله عليه وسلم إستأذن أن يستغفر لأمّه فلم يؤذن له، فإستأذن أن يزورها فأذن له، فهو لم يؤذن له أن يستغفر لأمّه. فلعلّه لأنّه بلغها ما يقيم عليها الحجّة، أو لأنّ أهل الجاهلية يعاملون معاملة الكفرة في أحكام الدّنيا، فلا يدعى لهم، ولا يستغفر لهم، لأنّهم في ظاهرهم كفّار، وظاهرهم مع الكفرة، فيعاملون معاملة الكفرة وأمرهم إلى الله في الآخرة".
زيادة على ذلك، نقرأ في صحيح البخاري: "حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثنا عبد الملك: حدثنا عبد الله بن الحارث: حدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: «هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار»" (صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب قصة أبي طالب) ونجد أيضا: "حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثنا ابن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر عنده عمه، فقال: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه) حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي، عن يزيد: بهذا وقال: (تغلي منه أم دماغه»". (نفس الباب)
وقد ذهب السّيوطي إلى نجاة بوي محمّد بن آمنة وأنّ ربّه أحياهما له بعد موتهما وآمنا به، ولكن معظم الفقهاء والمفسّرين أنكروا هذا التّلفيق وحكموا بأنّ الأحاديث الواردة في ذلك موضوعة أو ضعيفة جدا. وفي ذلك يقول "العظيم آبادي" في "عون المعبود": وكلّ ما ورد بإحياء والديه صلى الله عليه وسلم وإيمانهما ونجاتهما أكثره موضوع مكذوب مفترى، وبعضه ضعيف جدا لا يصح بحال لإتفاق أئمة الحديث على وضعه كالدّارقطني والجوزقاني وإبن شاهين والخطيب وإبن عساكر وإبن ناصر وإبن الجوزي والسهيلي والقرطبي والمحب الطبري وفتح الدين بن سيد الناس وإبراهيم الحلبي وجماعة. وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة والعلامة علي القاري في شرح الفقه الأكبر وفي رسالة مستقلة ويشهد لصحة هذا المسلك هذا الحديث الصحيح والشيخ جلال الدين السيوطي قد خالف الحفاظ والعلماء المحققين وأثبت لهما الإيمان والنجاة فصنّف الرسائل العديدة في ذلك منها رسالة التعظيم والمنة في أن أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة".
وقال إبن تيمية في ذلك: "لم يصحّ ذلك عن أحد من أهل الحديث. بل أهل المعرفة متفقون على أن ذلك كذب مختلق" (مجموع الفتاوى، 4 / 325)
إذن، فآمنة بنت وهب وعبد الله بن عبد المطلب (الأب الإفتراضي لمحمّد والذي تكذّب الرّوايات نسبته إليه) وأبو طالب كانوا كلّهم مشركين. فإذا قلنا أن القرآن صحيح مائة بالمائة وأنّه لا يقول إلا ما كان حقّا وثابتا، فلفظ "إنّما المشركون نجس" تنطبق أيضا على أب محمّد وأمّه وعمّه وعلى كلّ آبائهم وأجدادهم. إذن، فعائلة محمّد بن آمنة عائلة أنجاس، وهذا حكم قرآني مطلق لا يجوز فيه الإستثناء لعدم تنصيصه عليه في الآية. كنتيجة منطقيّة لهذا الكلام، يصبح رسول الإسلام إبن عائلة نجس، أي إبن عائلة قذرة، وسخة، إلخ.
وزاد كاتب القرآن على ذلك لفظا آخر في الآية: "وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ" (التوبة، 84) فجعل الكفّار فاسقين بعد أن نعتهم بالنجاسة والقذارة. وبالتّالي، فمن المنطق أن تُنعت عائلة محمّد بالفسق، ما دام الكفر بالله ورسوله مرادفا للفسق.
ثمّ أنّنا نجد في سورة أخرى قولا آخر: "ووجدك ضالا فهدى" (الضّحى، 7). يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية ("جامع البيان عن تأويل آي القرآن"): "«ووجدك ضالا فهدى» ووجدك على غير الذي أنت عليه اليوم. وقال السدي في ذلك ما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن السدي «ووجدك ضالا» قال: كان على أمر قومه أربعين عاما. وقيل: عني بذلك: ووجدك في قوم ضلال فهداك."
إذن، فالضّالون هم المشركون، ومحمّد بن آمنة كان على أمر قومه (أي: مشركا) أربعين عاما، وهذا لا يجادل فيه إلا أحمق جاهل أو منافق. وبما أنّ المشركين نجَس، فمحمّد كان منهم، أي كان نجَسا طيلة أربعين عاما. هذا زيادة على كونه إبن أنجاس، كما سبق وقلنا.
السّؤال الذي يطرح نفسه الآن: بما أنّ المسلمين يلقّبون رسولهم بألقاب كثيرة منها "خير الخلق" و"الصّادق" و"الأمين" و"الرّحيم" و"الرّؤوف" و"نبي الرّحمة"، رغم أنّ صحّتها غير ثابتة أصلا لتعارضها مع جرائمه وإرهابه وهوسه الجنسي وإنحطاط أخلاقه، أليس من المنطق والأمانة أن يستعمل المسلمون ألقابا مثل "النبي النّجس" أو "نبي النجاسة" أو "إبن الأخباث" أو "نجل القذارة" أو "إبن الفاسقين"، خاصّة وأنّنا أثبتنا بالمراجع والمنطق معا صحّة مثل هذه الألقاب وتوافقها مع أقوال محمّد ونسبه وتزكيتها من قبل القرآن نفسه...؟ أمّا عن توافق هذه الألقاب مع السيرة النبوية فكل مقالاتنا السابقة تبيّن ذلك بما لا يدع أي مجال للشّكّ.
فهل من جواب؟




#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليأتوا بحديث مثله - سورة العقل
- يا شيوخ التخلف
- تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ ع ...
- تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ ع ...
- تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ ع ...
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- خرافة الإسلام التّونسي الزّيتوني الوسطي: الطاهر بن عاشور أنم ...
- خواطر لمن يعقلون - ج14
- رسالة مفتوحة إلى عبد الجليل التميمي: متى يعتذر العرب المسلمو ...
- خواطر لمن يعقلون - ج13
- خواطر لمن يعقلون - ج12
- خواطر لمن يعقلون - ج11
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج3
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج2
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج1
- كلّ عام وأنت الهوى
- سمفونيّة
- الحاكمون بأمر الشّبح


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - الإسلام في ضوء المنطق والعقل: حين يزدري القرآنُ رسولهُ ويكشف حقارته - ج2