أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - العلم - والأخلاق وآداب الحوار:















المزيد.....


العلم - والأخلاق وآداب الحوار:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 19:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأخ ماجد منصور:
لقد شدني أنك من بين السطور البسيطة العميقة التي تعليقكم أو مجاخلتكم، قد لمست وتراً حساساً وجدت فيه نفسي رغم أنك قد تفضلت فصنفتني تصنيفاً إعتدناه، وهو أمر طبيعي يحدث بين الناس في أول لقاء حتى إن كان عبر السطور التي توفر فرصة أكبر للإسماع والإستماع دون مقاطعة. ومن ثم رأيت أن ما تضمنته هذه المداخلة أكبر من أن نرد عليه بتعليق أو مداخلة عابرة، لذا فقد رأيت أن أطيل معك اللقاء عبر هذا الموضوع المرتجل. آمل أن ينتفع به معنا كل من يشاركنا الرأي والتفاكر والحوار.

فأقول لك صادقاً،، أنا قد أكثر منك ثورةً ضد ما يفعله المنتسبون للأديان السماوية كلها الذين أساءوا إليها بسوء أعمالهم المريضة التي ترفضها كل كتب الأديان السماوية (توراة وإنجيل وقرآن)، دون إستثناء، فلو رجعت إلى كل ما كتبته من مواضيع سابقة بصفحتنا، تجده محاولة جريئة لكشف هذه الحقيقة التي غابت عن الكثيرين حتى عن بعض المثقفين وكثير ممن يطلق عليهم رجال الدين، الذين عطل بعضهم عقولهم وأصيبوا بالسلبية التي لا تليق بهم وهم الأمل في إنقاذ البشرية من الجهلاء بالدين ومقاصده والمشعوذون.

كيف يتفق لمثقف أن ينخدع بالقيل والقال والجدال مرجعاً يحترمه، خاصة وأن المصادر الأصلية ومراجعها متاحة أمام ناظريه، فعليه أن يتعب نفسه قليلاً ليمحص ويدرس ثم يحدد أين تكمن المشكلة حقيقةً، أهي في الدين نفسه؟ أم أنها في سلوك الناس المنتسبين إليه؟ فمن هم أولئك المتدينون المدسوسون بين صفوف الأصحاء الصالحين، ولماذا يدَّعون إلتزام تعاليم أديانهم وهم لا يعرفونها ولا يفقهون روحها وهديها؟، بل لِمَ يدَّعون حب الدين، والعمل وفق منهجه، والدين يمقتهم، ويلعنهم، ويتوعدهم بسوء العاقبة وأمرَّ العذاب. فإن كانت المشكلة تكمن في دين واحد من الأديان،، فأي من هذه الأديان هو الذي يستحق الدعم وأيها الذي يجب تصحيح المفاهيم حوله، ومن المعنيون بهذا التصحيح؟.

تأكد أنني أرفض كل الذي يدور في ذهنك من الخطابات الدينية المتناقضة مع واقع تلك الأديان التي يدَّعي هؤلاء المجرمين المنافقين الإنتماء إليها وإلتزامها والعمل بمقتضاها،، بل قد أفوقك في ذلك،، وقد صرحت من قبل أنني محايد، لا أقبل الإنتماء إلى أي طائفة أو مجموعة أو حزب أو مذهب معين أو جماعات،،، الخ. بل أنا أنتمي إلى مجموعة واحدة هي التي تحكم كتاب الله وحده دون سواه، خالياً من البدع والإبتداع بإسم الدين بما في ذلك الدروشة والشطحات والكهنوت، أما التعامل الإنساني فهو مع كل ولد آدم، حيث تجمعهم الأخوة فيه، وتفرقهم الأهواء والمطامع والمآثر والتحذب والتشيع. وأنا على يقين بأن الخلاص للبشرية يكمن في فهم القرآن الكريم، فهماً صحيحاً، ولن يكون هذا الفهم من خارجه وإنما من داخله فهو وحدة مكتملة مكتفية بذاتها لإقامة الحجة على البشر كلهم على حد سوء.

دوره الأساسي هو طرح كل الخيارات المتاحة "بحياد" أمام كافة البشر، ويفندها ويصنفها بمنتهى الدقة والإحكام، ويفصلها، ثم يجعلها متاحة أمام الجميع، للإختيار الحر، ولكنه يبين بدقة تبعة هذا الإختيار أو ذاك وما سيئول إليه الحال بعده. ولكن للأسف الشديد إستطاعت معاول الهدم التي تعمل ليل نهار لإشعال نار الشر والفتن بين الناس، من تمكين التشكك في القلوب من ناحيته، فاصاب الناس الوهن وخنعوا وإستمرءوا الذل والهوان وسلطان جلاديهم، حتى أصبح الدين الذي فيه رفعتهم ومساواتهم بغيرهم وخلاصهم هو خصمهم وعدوهم الأول، حتى يرضى عنهم هؤلاء الجلادون المسيطرون عليهم بطريق مباشر أو غير مباشر.

يا عزيزي: الأبحاث العلمية قد تأخذ عشرات السنين لتصل إلى حقيقة واحدة إما إيجابية أم سلبية، فقط لتؤكد ظاهرة كونية معينة، فمثلاً دراسة أنواع المطر الرئيسية إستغرقت عقداً كاملا من فريق من العلماء والباحثين حتى أكدوا فرضيتهم، فحصروها في ثلاث أنواع. لماذا لا تتحاوروا معنا بهدوء فنحن نناقش القضايا بنداً بنداً، ونجتهد طاقتنا حتى نوصل للناس كل الأدلة والبراهين من مصادرها،، فهمنا في الحياة واحد وخيرنا وتعاستنا ستعم الكون كله شئنا أم ابيناً أم تمنعنا أو تميزنا. فنحاور بالتفصيل ونجاوب على كل كبيرة وصغيرة، فلماذا هذا الصدود والجفاء والعداء غير المبرر؟ فمثلاً الشخص الذي لا علاقة له بالأديان كلها، لماذا لا يستمع ويعقل ويناقش بهداء كل الأفكار التي تطرح، إن شاء وإن لم يرقه موضوع معين تركه ببساطة وإنتقل إلى غيره؟ مع أن مثل هذا يكون محايداً لأنه لا سلطان لتعصب يغلق عليه حرية الرأي والإختيار، فما الذي يضيره، ما لم يكن له دين "المعارضة لكل شيء" من أجل لا شيء؟

مثلاً: إن كنت ترى أن ما ننشره على صفحات الحوار "جهل" كما تقول، فلماذا لا يكون تعليقك تفصيلاً عن بند واحد على الأقل لتشير إلى مواطن واحد أو أكثر من مواطن هذا الجهل الذي تقول عنه؟؟ على الأقل، "كما هو مفصل ومبوب"، وكله حقائق علمية صحيحة، إذ يمكنك مثلاً أن تقول لنا (ردكم على الخطأ رقم 5) يعتبر جهل للأسباب التالية: ... أما أنْ تصدر حكماً عاماً على موضوع به عشرات المقاطع، عبارة عن ردنا فيها على عشرات الأخطاء المفتعلة التي قال بها أحدهم ضد أقدس مقدساتنا، ورددنا عليه "علمياً" لنؤكد موقفنا منه ونكشف درجة مجانبته للحق والصدق والحقيقة، بموضوعية، وبعيدٍ عن الذاتية، بل وبالتفصيل، وتقول عنه بعبارة واحدة "جهل" أعتقد أن هذا يعتبر تحامل لا أظنك ترضاه إلى نفسك. ولا نرضاه نحن لشخص مثقف يمتلك أدوات ومواعين الفكر السليم.

فعلى سبيل المثال لا الحصر،، أنت قد عنونت تعليقك بعبارة ساخرة إستفذاذية تقول فيها: (ما هي عاصمة عين حمئة)، أنْ تقول أنت هذا النوع من التهكم والإستفذاذ والسخرية؟؟ فهل تتوقع مني أن أجاوبك على هذا الآن، لتأتيني يشيء آخر كالمفاخذة مثلاً أو شرب بول الإبل إمتداداً ومواصلة للسخرية والتهكم،، فأدور وسط هذه المهازل لأنصرف عن المشروع الحضاري الذي أحاول تقديم شيء من خلاله ذو قيمة "يتبلور بمشاركة القراء والمعلقين الجادين"، بحيث يمكن أن يساهم في حل الكثير من مشاكل البشرية التي أصبحت كما تقول "لا تطاق".

وتقول إن عقولكم ترفض أن نُدخل فيها ما يسمى دين أو إيمان،، حسناً إذاً أنت تريد أن تقصي الآخر وتحجر عليه رأيه وفكره،، هل ترضى أن يفعل بك ذلك الآخرون المختلفون معك في الفكر والمعتقد؟ إذن أين الحضارة وقبول الآخر والسلام الذي تنادون به، ويتحكم في الناس هذا الأسلوب الإقصائي هو الذي يحرك النعرات القبلية والطائفية ويولد الغبن الذي يتفجر إنتقاماً وتخاصماً وتحارباً، فيضيع فيه الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن والمساكين من الفقراء الذين لا يستطيعون أن يغادروا أماكن الخطر لينجوا بأنفسهم فيحصدهم الجوع والمرض وآلة الحرب التي يشعلها أصحابها ثم يبتعدون عن شررها وحرها بالهروب إلى حيث إشعالها في مكان آخر.

تقول إن عقولكم لا تقبل ما يسمى دين أو إيمان فهذا خياركم أنتم ولا أحد له سلطان عليكم، وللآخرين خياراتهم التي قد تتعارض مع خياراتكم، فما المشكلة والعيب في ذلك؟، مع العلم بأنني في كل كتاباتي السابقة أكدت وكررت التأكيد على هذه الحقيقة (المؤكدة في القرآن، والمغلظ عليها)، وقلت بالحرف الواحد (من تدخل بين العبد وربه، فإن الله سيمقته ويعاقبه، إلَّا بالنصيحة إن إرتضاها منه صاحبه)، لأن الله تعالى أراد الإنسان حراً مختاراً،، ولو أراد قهره على الإيمان به لما كانت له القدرة على المعصية، وخير مثال لذلك الملائكة، أو حتى المخلوقات الأخرى، فلم تتمرد الشمس يوماً وترفض الشروق أو الغروب ،،، فلماذا تريد البعض أن يفرض سلطانه ووصايته على الآخرين الذين يعتبرون الدين والإيمان هما أهم أساسيات حياتهم، ولماذا يلاحقهم في معتقدهم؟ ولماذا يسبون ويحقرون مقدساتهم؟ ولماذا يحركوا وجدانهم ومشاعرهم ويشعرونهم بالمهانة والصغار والإحتقار؟ إن لم يكن هذا هو الإرهاب البغيض بعينه،، فهلا وصفته لنا بالله عليك كيف يكون شكل هذا الإرهاب ونوعه؟

أرجوا أن يتذكر الناس دائماً أن الموقع الذي ننشر عبره هو مؤسسة لها سياستها وضوابطها ورقابتها،، وإسما (الحوار المتمدن)، إذاً فهي مؤسسة حوارية فكرية ومنبر عام له مراقبيه، وعلى الرغم من أنها (يسارية، علمانية، ديمقراطية)، إلَّا أنهم ملتزمون بمبدأ (الدين السياسي ونقد الفكر الديني). نشرنا مواضيعنا في إطار الحوار الحر، وقد وجدنا أن هناك مواضيع عديدة قصد أصحابها الإساءة إلى معتقداتنا، أو لربما كانت لهم مفاهيمهم التي لا تتفق مع الواقع من جانبنا، فلم يكن لنا بد من أن نضع مفاهيمنا بأدلتها وبراهينها ومرجعيتها بجانب مفاهيمهم التي تعوزها الموضوعية والأدلة والبراهين والمرجعية والأمانة العلمية في غيبة المصداقية،، ويغلب عليها طابع التهكم والسخرية والتطاول غير المحدود. فكنا نتوقع منهم تحويل الإعتداءات إلى حوار موضوعي يحقق فائدة ثقافية ومعرفية مفيدة للقراء، ولكن كانت ردة الفعل مخيبة للآمال من البعض الذي إكتشفنا أنهم لا يتبنون فكراً معيناً وإنما يدخلون بدون موضوع ويخردون بخفي حنين لا يتركون وراءهم سوى الحقد والكراهية والإساءة غير المحدودة دون مبرر، فبدلاً من أن نواجه أصحاب العلم والفكر يظهر على السطع الجهلاء والغوغائيون الذين لا يريدون سوى الإثارة والجدل والإرهاب الفكري الذي لا حدود له. فأن تعلق بكلمة أو بكلمات فهذا ما نأمل فيه ولكن ليته يكون "محدداً" وفي صلب الموضوع أو ما يتعلق به كجزء مكمل له. ليس كموضوع (عين حمأة).

بالمناسبة،، ليس أنت وحدك الذي وصلت الى درجة لا تطاق بسبب الأديان أو بسبب غيابها، ولكن إختلافنا معكم هو أنكم تعتقدون أن الذي وصلتم، بل ووصلنا إليه من أذى هو بسبب الأديان ذاتها، وهذه هي النقطة الفارقة، وهنا مربط الفرس،، ... لذا فقد كانت كل كتاباتي وردودي قصدت منها أن يفرق الناس ما بين سلامة (الأديان) وتوجيهاتها وأوامرها ونواهيها، وما بين سلوك الناس الذين إحتالوا على هذه الأديان وفسروها حسب أهوائهم، فقلبوا الأبيض أسود والأسود أبيض،، فنبذوا الأديان وراء ظهورهم وإستبدلوها بما يخدم أهوائهم فشقيت الدنيا بهم وتعست الأمم لأنهم أصبحوا "عازلاً" بينهم وبين صحيح أديانهم التي فيها خلاصهم وإعادة الموازين إلى نصابها القسط.
أراك تقول لي: (و لعلك لمست و رأيت أيها الكاتب ما يدور حولنا من إرهاب وصل الى أبشع مدى ... و كل ذلك بسبب الأديان.. و من يقول عكس ذلك فهو يشجع على الإرهاب).
دعني أناقش معك هذه الفكرة والحقيقة المرة التي تقضي مضاجعنا :

أولاً: نحن نتفق معك تماماً في المضمون،، ولكن إختلافنا يكمن في المفهوم والتقييم والتحليل الموضوعي وفق المعطيات التي يجهلها كثير من المفترض أن يكونوا عارفين بها أكثر من غيرهم.

ثانياً: هل إتفق الناس على مفهوم الإرهاب أولاً؟ بمعنى آخر لو طُلِبَ منك الآن أن تضع تعريفاً دقيقاً للإرهاب، فإنك لن تصل إليه ولكنك قد لا تحاول بذل جهد ما دام هناك إدعاء جاهز تلوكه وكالات الأنباء والفضائيات وعبر مواقع الشبكة العنكبوتية، بأن (الإسلام والمسلمين) هم ذلك الإرهاب،، ولكن،، فقط أسمح لي أن أهمس في أذنك فأقول: دعنا نجرب معاً هذه التجربة البسيطة وهي وضع ورقة أمامنا ونكتب فيها عنوان كبير (الإرهابيون)، فلا بأس، دعنا نضع الإسلام والمسلمين في رأس القائمة تحت الرقم (1)، ثم نفكر بعمق بحثاً عن إرهابي آخر، فآخر، ترى كم سيكون عدد أصناف وجماعات وحكومات ومؤسسات وأكاديميات هؤلاء الإرهابيين؟؟؟ ثم حاول إدخال هذه القائمة في الحاسوب وضع لكل بند منها وزناً ترجيحياً وأعد تصنيف القائمة تنازليا، ثم قم بالدراسات والتحليلات المستمرة للموضوع من جوانبه المختلفة، وعدل تلك الأوزان وفقاً للمعطيات الجديدة كلما توخضت الدراسة عن حقائق جديدة أو معطيات جديدة لحقائق سابقة،، ترى هل سيظل الإسلام والمسلمين على رأس القائمة؟؟؟

إن أردت أن نجري التجربة معاً، فلا مانع لدي، وليكن عنوان البحث (بحث لإثبات أن الإسلام هو الإرهاب)، بشرط أن لا نصدر الأحكام مسبقاً وفق الهوى والتحيز الفكري أو العنصري، بل وفق العلم والدراسة بشفافية ومصداقية وبالأدلة والبراهين،، أنا متأكد أنك ستذهل بنتيجة هذه الدراسة. فإن اردت أن تقوم بها بنفسك فلا بأس، حينئذ، من جانبي سأقدم لك "راضياً قانعاً" من خلال التعليقات ما تريده مني دون أي تحفظ.

أنا لا أقول بأن الدين ليس له علاقة بالإرهاب،، بل أجزم بذلك، ولكن أختلف معكم في المفهوم،، لأن الإرهاب لم يظهر أو يتمكن من البشر إلَّا بسبب إبعاد الدين وتعليماته "تآمراً" من لعبها دورها والتصدي لهؤلاء القتلة المجرمين الذين يظنون أنهم مؤمنون، وهم ألد الخصام،، ليس فقط من أتباع الأديان السماوية الثلاثة،، وإنما اللا دينيين وكذلك والمجوس،، فهناك القرابين البشرية، وعروس النيل، وغير ذلك، وقد شاهدت بعيني تسجيلاً يظهر فيه رجلٌ طاعن في السن يُعْطَى حيَّةً "سامةً"، فيضع أنيابها على طرف لسانة ضمن طقوس دينية لقبيلته، وبالفعل غرست الحية أنيابها السامة بلسانه ففارق الحياة "بإسم الدين" الذي لم يكن من بين الأديان السماوية، وهناك تجارة الأعضاء البشرية، وعصابات المافيا، وتجار الموت والتصفيات الجسدية التي ليس لها علاقة بالدين، وتجارة السلاح وفتح أسواقها الرائجة لتجار ورواد السياسة والمناصب، بإفتعال الفتن السياسية الدامية لتعديل رقم رصيد حسابات هذه الشركات المجرمة بالمصارف عبر غسيل الأموال القذرة المجباة من الدعارة المنظمة المقننة في جاهلية الحضارة الأخيرة،،

فالسؤال المهم الذي يحتاج إلى إجابة أولاً: هل الأديان حقيقةً أمرت هؤلاء القتلة والمجرمين بذلك؟؟؟ هذا ما أحاول جاهداً أن أثبته وأقيم الدليل عليه. فلو رجعت إلى تعليقاتي على سورة براءة ستجدني، بدأت من حيث ينبغي أن نبدأ، في برنامج تعقبنا إلى الإرهاب الحقيقي حيث أشار الناس بغير علم ولا كتاب منير، فإذا رجعت إلى تلك المواضيع وأعدت قراءتها "بحيادية الباحث المتقصي" الأمين، فإنك ستجد أجوبة لأسألة كثيرة لاحظت بعضها هنا، وستجد أن هناك ما يستحق تدوين ملاحظات عنه، حينئذ لن أضيق بملاحظاتك وإنتقاداتك وتخطيئاتك لنا وعلينا مهما كانت قاسية، بل على العكس من ذلك ستجدنا شاكرين ومقدريم لك ومحترمين لرأيك،،، فلا أظنك ترى هناك داعياً لخرق السلوك العام والآداب الإنسانية وإحترام الرأي الآخر. فقد ناقشت سورة براءة في ثلاث مواضيع منفصلة ولكنها متتابعة ومترابطة ناقشت فيها مواضيع هامة للغاية:

أولاً: ركزنا على تكذيب أي مدعي بأن عنده سند من القرآن بصفة عامة ومن سورة براءة بصفة خاصة، تبيح له أو تحرضه على إستعمال السيف في رقاب غير المسلمين، لذلك قمت بتفتيت الآيات، وكل آية وضعت بداخلها مقاطع، بطريقة علمية ممنهجة، وأسهبت فيها "مضطراً"، حتى يظهر للقراء إن كانت هذه السورة تتضمن فعلاً أي تحريض على قتل غير المسلمين مطلقاً وفي أي زمان ومان كما يدعي الجهلاء أم أنً هذا الفكر مجرد سوء فهم للسورة من جانب المسلمين، وفبركة وإختلاق من جانب أعداء الإسلام، بينما الحقيقة هي في الواقع على عكس ذلك تماماً . ولكن للأسف كان كل المحاورين لم يتطرقوا لما عرضته وأقمت عليه الدليل ولكن كانت أطرحاتهم مما وقر في إعتقادهم المبني على ما سمعوه ولقنوا به بطريق مباشر أو غير مباشر.

ثانياً: لفتنا النظر إلى أن القرآن الكريم يفرق تفريقاً كبيراً ما بين "المسلم" و "المؤمن", لأن كثير من المسلمين هم في حقيقتهم "منافقين"، حتى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم،، ولفتنا نظر القاريء إلى مواصفات المنافقين في المدينة ومن حولها حتى في حياة النبي، فمن أراد أن يعرف ذلك يراجع سورة التوبة الآيات من 38 إلى 68، ثم إلى آخر السورة، حينئذ سيجد أن الله تعالى وصفهم بالكافرين ولم يميزهم عن المشركين في العاقبة.

ثالثاً: قد أثبتنا من السورة ومن القرآن كله بأن فرية "آية السيف" لا وجود لها بالمرة وتحدينا أكثر من مرة أي شخص يأتي ولو بتلميح في القرآن بكلمة "السيف" أو ما يدلل عليها. ولكن الذين يريدون أن يستتروا وراء تهمة هذه السورة من بعض المسلمين وكل أعداء الإسلام، ساءهم هذا التوجه والتحدي المباشر الصريح الذي سيكشف الغطاء عنهم. فقابلونا بسيل من السباب والشتائم، حيث ضاق صدرهم بهذا الوضوح الذي لم يكن يدور بخلدهم،، فتنادوا مصبحين، وقرروا تشتيت الإنتباه والتركيز ليصرفونا عن كشف كامل الحقيقة فلمسنا من سلوكهم المضطرب (أول خيوط للإرهاب والإرهابيين)، وعلمنا لماذا يعاني البشر من الفتن، وفهمنا مدلول (الفوضة الخلاقة)، التي رسم سياستها الشيطان، ونادى بها إبليس.

رابعاً: قولك بأن الإرهابيون إستمدوا أفكارهم ومعتقداتهم من القرآن فقط لا غير،، هذا كلام يلزمه دليل يؤكده أو ينفيه، فهل مثلاً بنيتم هذا الرأي على ثوابت لديكم موثقة وصادقة وكافية لهذا الإتهام الخطير؟ أم على الأقوال والأفعال والإدعاءات؟؟؟ فإن كانت هناك ثوابت وقواعد ومراجع لديكم تؤكد لكم أن الذي ترونه من بعض الناس مصدره القرآن فما الذي يمنعكم من أن تذكروها لنا من خلال طرحنا لنجاوب عليها ونناقشها بشفافية من القرآن مباشرةً، فنحن ليس لدينا شيء في مراجعنا "سراً" نخشى كشفه أو نستحي منه أو نخشى المواجهة بحقيقته، بل على العكس من ذلك، فنحن ندعوا الناس إلى البحث والتنقيب والتفكير في كل حرف من حروف هذا القرآن، وأعتقد أنني قد وفرت فرصة لا بأس بها للنظر إلى الآيات التي أعرضها بتفاصيلها وأجاوب على التساؤلات بمنتهى الأمانة لأن غايتي هي غايتكم وغاية كل الشرفاء الأصحاء الضمير الإنساني الذين ننزف قلبهم دماً وهم يشاهدون الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى واقعون بين مطرقة الفقر والموت جوعاً ومرضا وقنوطاً، وبين سندان القتل المنظم والإبادة الجماعية دون أن تكون لهم يد في ذلك ولا حتى يستطيعون معرفة من هو عدوهم ومن صديقهم، ومن الذي يحس بهم ومن الشامت، ولماذا يقتلون ومن المستفيد من ذلك؟؟؟

خامساً: تقول إن تعاليم الإسلام هي التي تسوق أولئك الأشقياء التعساء إلى التفجير، وقتل، ونفي، وكره الآخر،، أعتقد أن هذا القول يعتبر موضوع حيوي هام جداً يمكن أن نتناوله معاً. تقدم أنت بكل ما تعرفه عن هذه الفرضية، بإسلوب علمي يصلح لتناوله كنقاط حوار ودراسة، وستجد رأي الإسلام واضحاً من خلال المواضيع التي نشرتها، وبالتالي سيسهل عليك تدوين الملاحظات والأفكار التي ترى أننا لم نوفها حقها أو بالغنا فيها، وسأكون سعيداً أن أعرض عليكم ما عندي من مفاهيم حول ما جاء بكتاب الله وسنة نبيه المؤكدة، وسأترك لكم أنتم الحكم وللقراء طبعاً،، فإن ثبت يقيناً بأن القرآن هو المسئول عن أي شر وقع أو سيقع على البشرية، فأنا أعدك بأنني لن أكتب في موضوع آخر قط. أما إن كان الإسلام والقرآن بريء من هذه التهمة بل على العكس هو حرب على أصحابها نكون قد تقدمنا معاً خطوة إلى الأمام، ونكون بذلك قد ساهمنا في إيجاد بعض الإجابة على تساؤلات هؤلاء المساكين المجنى عليهم. وبذلك يمكننا التقدم للأمام في تناول محاور أخرى.

سادساً: نعم أنا معك بإن البشرية اليوم تعاني من الكثير من الويلات ليس فقط بسبب سوء فهم وإستخدام الدين وإنما أيضاً بسبب المفاسد الكثيرة التي غيبت "الضمير الإنساني"، وحل محلها التناحر والتباغض والتدابر،، والتشكك حتى بين اقرب الأقربين،، فإذا ذهبت إلى المحاكم لذهلت إذ القاتل والمقتول أشقاء، والسبب نزاع في شيء تافه لو وضح في كفة أي منهم لن يرجحها، وأكبر الويلات سببها غياب "النخوة والمروءة بين الناس"، وغياب الأمن بين الجيران والزملاء والأزواج والأبناء ووالديهم،، والذي فرَخ لنا كل هذه المآسي و الدماء هو الجهل "ألكامن وراء الدرجات العلمية العالية المرموقة"، وغياب الهدف الإستراتيجي للحياة وتأثير الفرد على الجماعة والجماعة على الفرد، والإجتماع على الرذيلة والتدابر حيث الفضيلة، وهوان الدم البشري لدى البشر أنفسهم، فالثمر والتفكه يكون حول التلفاز حيث يزيع الأخير وينشر الدماء والجثث والأشلاء، وتلوي الأطفال جوعاً، والماً، وإحتضاراً لغياب جرعة حليب.

سابعاً: تقول بأنني أتيت لأدافع عن القرآن،، لا والله يا عزيزي،،، هذا كلام أنا أرفضه تماماً لسبب بسيط وهو: (لو إحتاج هذا القرآن إلى مخلوق ليدافع عنه، فإنه حينئذِ لن يكون كتاباً من عند الله تعالى،، ولن أعترف أنا نفسي به ... أما إن كان كتاب الله تعالى فأنا الذي أحتاج له ليدافع عني وعن الخلق كله). وبالتالي كما ترى في كل كتاباتي فإن مرجعي الوحيد هو هذا الكتاب، وأتحدث من خلاله بكل ثقة ويقين بأن ما يقوله هو الحق المطق، وعلى إستعداد أن أثبت هذا لكل من أراد،، إلَّا من أبى، فهذا شأنه ولن أبكي أو أتباكى، ولكنني سأحزن عليه.

أما الكثيرون الذين سيتصدون إليَّ من الذين يؤمنون بهذا الكتاب وممن لا يؤمنون به ومن الكتابيين وغيرهم، فهذا ليس توقعاً كما تقول،، وإنما هو قناعة راسخة، هذا قدري،، وأضعاً في حساباتي أقصى ما يمكن أن تتخيله، وهو قد أتعرض لتصفية جسدية في أي لحظة لا أدري كيف ولا متى ولا بأي طريقة، وأنت تعرف أن هذا أيسر شيء الآن ولكن هذا لا يهم في شيء. أما الإصرار الذي نلتزمه فهو ليس على الدمار يا أخي، كما تقول لا سمح الله، (فإذا وجدت أن هناك تحريض بالدمار بكتاب الله فدلني عليه الآن ،، وأنا سأعترف لك به على الفور إن أكدته لنا)، ولكن سنواصل في كشف الحقيقة ولا شي غير الحقيقة حتى الرمق الأخير، ولن تكون لنا إنسانية إن لم نَفْدِ قطرة دم واحدة من طفل بريء بكل دماءنا ومهجنا إن لم يكن هناك بد من دفع هذا الثمن مقابل كلمة حق، والذين سبقونا من أجلها لسنا بأفضل منهم ولا أبقى.

أما إنتظاركم لمعرفة عاصمة (عين حمأة) التي تغرب فيها الشمس هذه سيتأخر الرد عليها لريثما يعرض هذا الطلب في إطار أليق من هذا الساخر المستفذ، وستجدون الجواب بإذن الله تعالى وسيكون شافياً، ما لم يكن هذا السؤال معروضاً ضمن أخطاء الذيب التي إدعى وجودها في القرآن،، حينئذ سيكون الرد عليه آنذاك فوري.

الأساتذة الأفاضل، عمر، ورائد الحواري، نشكر لهم هذا الحضور المتميز، والمشاركة بعمق في تهدئة النفوس، وتوجيه الجميع إلى ضبط النفس ومحاولة الإلتقاء أكثر من الإفتراق والتدابر، فالزجاجة المملوءة هواء لن يدخلها ماء رغم أنها فارغة.

و للجميع تحياتي عقلائهم وجهلائهم.

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
- هل للاسلام إله غير اله اليهود:
- تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
- فّلْنَعُدْ إلَىْ رُشْدَنَاْ وَنُحَكِّمْ عُقُوْلَنَاْ:
- الجُبُّ والجَّيْبُ والحِجَابُ في أدبيات الكَذَّابَ:
- تعليقنا على: بين اسلام مكة واسلام المدينة:
- تعليق على سامي الذيب - صورة الحمار:
- ردنا على تعليق: أحمد حسن البغدادي - (قل هو الله أحد):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الثاني:


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - العلم - والأخلاق وآداب الحوار: