أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أسامة الغزالى حرب ووزارة الثقافة















المزيد.....

أسامة الغزالى حرب ووزارة الثقافة


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فرحت لعدم حصول الدكتور أسامة الغزالى حرب على منصب وزير الثقافة لأنه كان سيدخل وسط دائرة من المعارك الصغيرة والصخب الثقافى وليس إلى دائرة الثقافة الحقيقية،ولأن أسامة الغزالى حرب يستحق منصبا أفضل من هذا،ولأن المناصب فى هذه الفترة الأنتقالية الحرجة هى حرق للشخصيات العامة المحترمة مثل أسامة الغزالى،وأخير لأن المناصب نفسها فقدت معناها بعد ثورة 25 يناير واصبحت عبئا حقيقيا على من يتولاها فى ظل تراكم المشاكل وتجرؤ العامة على كل من فى منصب،خاصة وأن مرسى نزل بالمناصب إلى الهاوية عندما عين كل من هب ودب مستشارا أو مساعدا له، كما عين إرهابيين ومجرمين فى مناصب وزارية.
على أن ما أزعجنى واثار تعجبى حقا هو أعتراض بعض المثقفين على أسامة الغزالى بزعم أنه لا ينتمى إلى دائرة المثقفين!!،ولا أعرف على أى تعريف للمثقف يستند هؤلاء؟ ولا أى معنى للثقافة يقصدون؟، وإذا كان أسامة الغزالى بعلمه وخبرته وعمله الثقافى السياسى الاجتماعى الممتد وأدبه وكياسته وتواضعه واحترامه للجميع لا يعتبر مثقفا فمن إذن فى مصر يعتبر مثقف؟، وهل إلى هذا الحد تنتشر الاحقاد والنميمة داخل دائرة المثقفين فى مصر؟. بل أننى اتجرأ واقول ما هو المنتج الثقافى الذى يفتخر به المثقفون المصريون؟. انظروا إلى الكتابات الكثيرة فى الصحف والمجلات المتعددة وأتمنى أن يشير أحد على موضوع ويقول لى هذا يستحق القراءة بجد؟ كم موضوع فعلا يمكن قراءته فى الصحف والمجلات المصرية؟. أتمنى أن يشير لى شخص على كتاب صدر فى مصر فى السنوات الخمس الماضية يستحق أن يحتفظ به الإنسان فى مكتبته ويفخر بذلك؟ أو كتاب تناول قضية مطروحة وقدمها بشكل علمى مهنى مستفيض يستفيد منه الإنسان؟ أو رسالة دكتوارة أو ماجستير فى العلوم الاجتماعية نوقشت فى السنوات الأخيرة تستحق الاطلاع عليها؟ أو حتى رواية ترتقى لما كتبه رواد الرواية المصرية الاوائل؟.إن ما يدعو للخجل أن ينتظر معظم المثقفين المصريين لشخص ما عمره 94 عاما لكى ينظر لهم للماضى وللحاضر وللمستقبل ويعتبرونه الأستاذ رغم مسئوليته المباشرة وغير المباشرة عن كوارث جمة فى السياسة والصحافة والثقافة. إلا يدل ذلك على حالة افلاس جماعى فى مصر؟. هل هذا الهراء الذى يكتب فى الصحف يمكن تسميته منتج ثقافى؟، هل الانحدار المغزى فى لغة الحوار ومضمون البرامج الحوارية يعتبر ثقافة؟،هل التسريبات الشخصية التى هلل لها الكثيرون تعبر عن انحطاط اخلاقى ومهنى وموت دولة القانون أم تعبر عن أنتعاش ثقافى؟، هل الأخطاء بالجملة التى تقال كل يوم فى البرامج الحوارية تعبر عن ثقافة؟، هل الهرتلة التى تصدر عن من يدعون أنهم خبراء مدنيين أو عسكريين تعبر عن أى ثقافة؟، هل المسلسلات المصرية المملة المكررة على مدى ستة عقود بنفس الأفكار تقريبا إلا تعبر عن ركود ثقافى وانفصال عن العالم المعاصر؟. ماذا تقدم الثقافة المصرية للعالم؟، هل يطالع العالم شيئا من هذا الأنتاج الثقافى المصرى الهزيل؟، إلا يقرأ العالم تراثنا الفرعونى فى حين يتجاهلون تماما أنتاجنا المعاصر؟، على أى شئ يدل هذا؟، إلا يوضح ذلك أننا نكرة فى المعادلة الثقافية العالمية كما فى كل شئ؟. إلا يدل تصديق الكثيرين للسيد عبد العاطى الذى أدعى أنه حل معظم الأمراض المستعصية بسلك ذو إيريال على أن الناس غارقة فى الجهل؟، بماذا تسمى الصحف والبرامج والمحاورين الذين ناقشوا هذا الاختراع العجيب وهزوا رؤوسهم بالموافقة والاعجاب؟، هل هؤلاء ينتمون إلى عالم الثقافة والمثقفين فى حين أن أسامة الغزالى حرب خارج هذا العالم؟، تخيلوا لو اختار رئيس الوزراء مذيع من هؤلاء وزيرا للثقافة هل كان سيعترض من يسمون أنفسهم مثقفين؟ أو لو اختار واحد من ارجوزات الصحافة الذين يرقصون شمالا ويمينا مع الأجهزة الأمنية، هل كان أحد سنبت ببنت شفة؟ فى تقديرى لا، ولكنهم اعترضوا على أسامة الغزالى حرب الذى اشتبك مع الثقافة الحقيقية وشارك فى مئات المؤتمرات والندوات والحوارات الجادة فى الداخل والخارج،وساهم فى تأسيس جمعيات مرموقة مثل النداء الجديد وكذا حزب سياسى ليبرالى هو حزب الجبهة الديموقراطى عضو الليبرالية الدولية.
أسامة الغزالى هو ليبرالى حقيقى يؤمن بالحق الكامل فى الابداع والانطلاق والتفرد فهل هذا الليبرالى لا يصلح وزيرا للثقافة فى حين يصلح لها شخص يحمل على جبهته زبيبة مثلا يتدخل فى كل كبيرة وصغيرة فى الشأن الثقافى؟.
هل تشعرون معى أن هناك خللا فى التفكير فى مصر؟ وأن المشكلة فى عقول الناس وفى مقدمتهم من يدعون أنهم مثقفين؟، هل تشعرون معى أن الهوس والتطرف الدينى دمر معظم العقول فى مصر؟ وأن مصر فى أزمة حادة وفى مقدمة هذه الأزمة التفكير الجمعى المصرى؟، هل تشعرون معى أن هذا الخلل فى التفكير المصرى عزل المصريون فعليا عن العالم المعاصر واصبحوا يتناقشون مثل اهل الكهف؟، هل تشعرون معى أن النقاش الثقافى والسياسى فى مصر مغرق فى المحلية والسفسطة السلبية غير المنتجة ومنفصل عن معظم أشكال الثقافة والقضايا العالمية؟،هل تشعرون معى أن فوز الإسلاميين وتصويت الكثير من المثقفين لمرسى والذين اطلقوا على أنفسهم عاصرى الليمون يدل على خلل واضح فى التفكير؟، هل كانوا يظنون مثلا أن مرسى سيقيم دولة ديموقراطية ليبرالية حرة؟، وهل عندما ثاروا على مرسى فعلوا ذلك لأنه استبعدهم واحتكر وجماعته المناصب أم لأنه فاشئ كان يسعى لتأسيس فاشية دينية؟ . قل لى كم مصرى يوافق على فصل الدين عن الدولة اقول لك كم مثقف فى مصر؟، قل لى كم مصرى يرفض تطبيق الشريعة لأنها قانون دينى لا يناسب العصر اقول لك كم مثقف فى مصر؟، قل لى كم مثقف يتحدث صراحة وبدون مواربة عن أهمية العلمانية للتقدم اقول لك كم مثقف فى مصر؟، قل لى كم مثقف فى مصر وافق على نقد الإسلام كما يحدث مع جميع الأديان فى الخارج اقول لك كم مثقف فى مصر؟، قل لى كم مثقف وافق على الرسوم الدينماركية لأنها تعكس رؤية من رسمها اقول لك كم مثقف فى مصر؟ ، هناك عشرات الرسوم التى توجه لكافة رموز الأديان لماذا ينزعج من يسمون بالمثقفين فى مصر ويملأون الصحف بالتراهات فقط عند نقد الإسلام؟، قل لى كم مثقف معترض على حبس العديد من الأقباط بتهم واهية أسمها إزدراء الإسلام اقول لك كم مثقف فى مصر؟، قل لى كم مثقف احتج علنا على إضطهاد الأقباط والشيعة والبهائيين اقول لك كم مثقف فى مصر؟، قل لى كم مثقف يوافق على اصدار قانون يعطى الحق لكل مصرى فى ترك الإسلام إلى أى دين يريده أو إلى الالحاد اقول لك كم مثقف فى مصر؟.
هل قرأتم ما كتبه نزار قبانى من أن الكتابة الحقيقية ليست فعل امتثال ولا فعل رضوخ ولا فعل تنازل،بل هى اشتباك يومى مع القبح والتخلف.. هى فعل انقضاض على كل بشاعات العالم. لو فعلتم هذا يا معشر مثقفى مصر ما كانت البلد وصلت إلى هذا المستوى من الأنهيار الأخلاقى ومن التخلف والقبح فى كل شئ.
يا معشر مثقفى ومثقفات مصر ابكوا ونوحوا على أنفسكم وعلى أنفسكن وعلى المستوى الذى وصلتم اليه،ولعل رفض أسامة الغزالى حرب جاء متسقا مع هذا المناخ الثقافى المتردى والردئ.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ندعم السيسى رئيسا؟
- ربيع التفجيرات فى بيروت
- إحتفاء عالمى غير مسبوق بالرجل الكفتة
- الشبكة الجهنمية التى قتلت فرج فودة
- المال السياسى بعد ثورة 25 يناير
- مبادرة حسن نافعة: انقاذ الاخوان وتدمير مصر
- الجدل حول برنامج الصندوق الأسود
- تساؤلات حول ثورة 25 يناير
- وداعا دكتور سليم نجيب(13 نوفمبر 1933-5 يناير 2014)
- صراع الإسلاميين فى تركيا
- ماذا يعنى إعلان جماعة الاخوان جماعة إرهابية؟
- سعيد العشماوى(1932-2013) على خطى كبار المصلحين
- لماذا احتفى العالم بنيلسون مانديلا؟
- فى الذكرى الخامسة وستون للإعلان العالمى لحقوق الإنسان :ماذا ...
- لماذا سأصوت بنعم لدستور ثورة 30 يونيه؟
- الدكتور ثروت باسيلى قامة قبطية عظيمة
- بيان عاجل للجنة الخمسين بشأن المرأة والأقباط
- خيارات مصر الحائرة الخائرة
- المواجهة الرخوة
- دموع مريم.....


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أسامة الغزالى حرب ووزارة الثقافة