أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - السعودية تجدد مملكتها















المزيد.....

السعودية تجدد مملكتها


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 22:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



وفقا للمتغيرات الراهنة التي يشهدها الوطن العربي بل ومنطقة الشرق الاوسط عموما في اطار الربيع العربي واختلاط الاوراق السياسية والدينية والاستخباراتية المحلية بالخارجية تعرضت دول الخليج خاصة السعودية لاثار ارتداد قوية وهي ارتدادات بداء ظهورها بعد احداث سبتمبر 2001 وما تلاها من متغيرات وسياسات وما رافق المشروع النووي الايراني والصراع مع امريكا وهنا ظهرت اهتزازات داخل المجتمع السعودي وفقا تفاعل الشعب والشباب مع المتغيرات الخارجية بمحددات وانتماءات مذهبية وثقافية ووفق الاصولية بمسارها الوهابي اللي نشرته المملكةذاتها .
واليوم تدرك السعودية انها في مأزق كبير فالجماعات والاحزاب التي دعمتها لسنوات طويلة اصبحت اليوم ترتجع بالرماح من سهامها نحو المملكة ولذا اتخذت قرارات باعتبارها جماعات محظورة وارهابية وتتعقب من ينتمي اليها.وهذه الامور كلها خطوات استباقية تستهدف تهيئة النظام - الاسرة المالكة والاسر الدينية المتحالفة معها - لمتغيرات تمس مرتكزات كانت في السابق من الاسس للدولة وللدعوة وتحظي بمباركة الاسرة الحاكمة وتمويلها .
وهنا تكون المملكة تستبق الهزات العنيفة القادمة نحوها من الخارج ومن الداخل على السواء .وهي تجدد في هذا المسار بعضا من ادواتها واجراءاتها وصورتها الاعلامية لكن المضمون والجوهر لأصل النظام لايزال دون تغيير لكنها - اي المملكة - ستسوق هذه الاجراءات اعلاميا -وهي تمتلك اعلام قوى - بانها متغيرات تستهدف حماية البلاد والشرعية وحماية الاسلام من المتطرفين والغلو . وكما تعمل امريكا والراسمالية العالمية من حيث تجديد نفسها عبر اليات اجرائية اقتصاديا وسياسيا واعادة صياغة في العلاقات الخارجية وجعل الداخل الامريكي والغربي ركنا اوليا في السياسات الخارجية وفي الاجراءات الاقتصادية العالمية. اخذت السعودية المظهر الخارجي من التجديد دون مضمونه ومحتواه.
ومن هنا اتمنى ان يتجه التجديد السعودي الى المستقبل والى بلورة نظام دولة مؤسسية ذات دستور وقوانين تعتمد المواطنة مفهوما ومبداء اساسيا وتتراجع الاجراءات غير القانونية وغير المدنية بحق الشعب وبحق العمالة الاجنبية وهنا لابد وان تتبنى صيغة مدنية في الخطاب السياسي حتى تخرج من الصفات السابقة المتوافقة مع ذات الجماعات والاحزاب التي حظرتها واعلنت انها ارهابية وتشوه صحيح الاسلام ..
لابد وان تجدد السعودية في اجراءاتها السياسية وفلسفتها ايضا نحو مملكة دستورية ووفقا لهذا الامر سيتم حل كثير من المشكلات الاقليمية والعربية ونحن في اليمن ستنزاح من كاهل المجتمع كثير من السلبيات التي ارتبطت بالسعودية وادارتها السابقة لهذا التغيير ..ندعو مخلصين لدولة ملكية دستورية ذات نظام مدني ..ولست ممن ينادي بتغيير الملكية بل استمرارها وفق المنظور المدني الديمقراطي.
وللعلم فان بيان السعودية نحو حظر بعض الجماعات مهم جدا ويشكل منعطفا مفصليا في ايدولوجية النظام الحاكم خاصة وان قيادة الامن السعودي الجديدة يبدو انها ستعتمد منطق الامن ودلالاته السياسية والاستراتيجية دون الارتباط بالارشادات الوهابية التي كانت تجعل من الاخوان والسلفيين وكل الجماعات المماثلة تنظيمات صديقة وذات اولوية في التعاون معها وفي الدعم والمساندة.
ولكن السؤال لايزال قائما.. كيف لجماعة واحزاب كالاخوان وقد تم الاعتراف بهم ودعمهم والتحالف معهم ولهم قاعدة اجتماعية واسعة في عموم المنطقة العربية ومنها الخليج والمملكة ان يقال انها جميعا محظورة وارهابية ..كيف سيتم قبول هذا الامر.. داخل المملكة وخارجها .. فالاخوان جماعة لهم حضور في مختلف الدول العربية والاسلامية وفي العالم الغربي وامريكا ذاتها ..
انا هنا احلل القرار فقط ولا اتدخل في حيثياته فهذا خاص بالمملكة وحقهم السياسي .. وللعلم هذه النقطة تستطع السعودية ان تستند عليها لتحدث تغيرا نوعيا في نظام المملكة ومرتكزها الاجتماعي والديني من حيث تغيير نوعية الخطاب والمفاهيم السابقة التي يجب القول انها كانت من ضرورات التأسيس واليوم بعد مرور عدة عقود وجب التجديد والتغيير للانطلاق لمرحلة متطورة في النظام وفي اسلوب الادارة وفقا لحاجة المملكة وتطور مجتمعها وظهور طبقات وفئات متعددة حديثة التعليم والمهن واتساع الطبقة الوسطى ووفقا للنتغيرات العالمية والاقليمية في اطار دمقرطة النظم السياسية ..
وهنا لايكفي ان يكون التغيير السعودي جزئي ومحدود في الجانب الامني بل لابد وان يتبعه الى مجالات سياسية وتربوية واعلامية وثقافية خاصة في مجال الدعوة والخطاب الديني . هنا تخرج السعودية من اسر تاريخي وضعت نفسها فيه منذ مرحلة الحرب الباردة ومقتضيات تحالفاتها السابقة.فهذه المرحلة تم الخروج منها عالميا واقليميا .. فلماذا تستمر السعودية بنفس ادوات الحرب الباردة سياسيا وامنيا واداريا وثقافيا ودعويا . هنا تبرز دلالات البيان والقرار السابق من يومين بضم جماعات متعددة الى دائرة الحظر ووسمها بالارهاب وهم مسلك اعتمدته سابقا الادارة الامريكية. ولايكفي وصم تلك الجماعات والاحزاب بالارهابية والمحظورة بل باعتماد اجندة مضادة ثقافيا ودعويا وسياسيا وخطابا دينيا منفتحا ومتجددا .وباعادة تحالفات مع قوى واحزاب وجماعات تتناسب والتحول السياسي والامني والدعوي الجديد.
والسؤال هنا هل تعتمد المملكة اجندة دولية في التطبيق المحلي ام ان لها اجندتها الخاصة ووفقا لظروفها وتعبيرا عن قدرا من الاستقلالية عن المركز العالمي -الاطلسي تحديدا -.اذا كان التحول وفقا لمنهج في اسلوب الادارة السياسية وادواتها الامنية فلابد من الانفتاح داخليا على الشعب السعودي بمنح المجتمع حق تكوين مؤسسات المجتمع المدني بكل تعددها وتنوعها وحق تكوين الاحزاب (مع العلم ان داخل المملكة جماعات متعددة في انتمائهاالحزبي وان بشكل سري) والغاء هيئة المطاوعة التي تتبع سلوك الناس في الشوارع والغاء اي هيئة تتقصى ضمائر وسلوك المواطنين وهنا وجب التعامل مع الشعب كمواطنين احرار لهم عقول تفكر دون وصاية ودون تقييد لفضاءات التفكير والممارسات الا في اطار قانون مدني. وهنا لابد وان توقع المملكة وتصدق على الاعلانان والمعاهدات الخاصة بحقوق الانسان والعهدين الدوليين واتفاقية منع التميز ضد المرأة وغيرها .
اما اذا كان البيان وما سبقه من قرار بمنع مشاركة السعوديين بالحروب خارج المملكة وفقا لاعادة ترتيب امريكي للشرق الاوسط ومقدمة لتسوية في سوريا واعتباره خطوة استباقية امنيا لان هناك اكثر من عشرين الف جهادي وتكفيري في سوريا ثلثهم سعوديين فهذا حل امني محدود النتائج ولا يتضمن رؤية استراتيجية بالتحول السياسي والاداري والانفتاح داخل المملكة وخارجها وربما لاتنجح المملكة في التعامل مع العائدون من سوريا مثلما فشلت وكل الدول العربية في التعامل مع العائدون من افغانستان.
صفوة القول ..اتمنى ان تجدد السعودية نظامها وفق ادوات الحكم الرشيد وفلسفته السياسية وان تعتمد خطابا سياسيا ودينيا ذو مظهر مدني وهنا لابد ان تعيد رسم تحالفاتها مع الدول ومع الاحزاب في عموم المنطقة العربية والاسلامية. وفي داخل المملكة لابد وان يتم ابراز عائلات وافراد ونخب وجماعات جديدة تكون مشاركة في بناء المرحلة الجديدة ..بدون هذا الامر هناك اختناقات وانسدادات كثيرة داخل مجتمع المملكة اجتماعيا وثقافيا ومذهبيا ناهيك عن تطلعات الشباب السعودي نحو المشاركة السياسية والمدنية في مختلف المجالات اضافة الى مشكلات العمالة الوافدة وبعض هذه الازمات تشكل قنابا موقوتة ستبرز بطريقة انفجارية وتحدث اظطرابات كثيرة في الدولة والمجتمع وعليه لابد من الان اعتماد رؤية تجديدية للنظام وادواته واعتماد مرونة وانفتاح اكثر داخل المجتمع يسمح بانتخابات للبلدية وللمحافظين وعضوية مجلس الشورى وتمكين المرأة ثم يعقبه تغييرات تدرجية لايترتب عليها اهتزاز للنظام ثم لابد وان يترافق مع هذه التغيرات ويصاحبها تجديد في الخطاب الديني والاعلامي والسياسي يعكس الهوية السياسية الجديدة للنظام الملكي بأفقه المدني والديمقراطي واذا كان العالم كله دخل الى الموجة الثالثة من التحول الديمقراطي عام90 مع انهيار الثنائية القطبية وبروز اكثر من مائة وثلاثين دولة في اطار المسار الديمقراطي فلماذا تتأخر السعودية وبيهدا ممكنات اقتصادية تسمح لها بالتحول السياسي وتجديد النظام دونما اهتزازات او اضطرابات مجتمعية .؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة السيد وجمهورية الشيخ ..صراع الزعامات داخل القبيلة الزي ...
- قطر في عين العاصفة السعودية
- الربيع العربي يبيع النظام الجمهوري ..
- المشهد السياسي اليمني ..تقدير موقف
- المخلص ... رمز الميثولوجيا السياسية في الفكر العربي
- في اليمن..الغباء السياسي والصدفة التاريخية
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
- برجوازية طفيلية وحكومات فاسدة ..؟
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
- اليسار الجديد.. رؤية نقدية


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - السعودية تجدد مملكتها