المال الإخواني أعمى بصرهم وبصيرتهم !

طه الحامد

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

طه الحامد
المال الإخواني أعمى بصرهم و بصيرتهم !!
سيسجل التاريخ إن الجماعات اليسارية والليبرالية والديمقراطية والقومية العربية والكوردية والسريانية والاشورية في مسيرة الحراك الثوري أرتكبت خطيئة لا تغتفر من خلال تحالفهم مع جماعات الإسلام السياسي ذات الجذور اللادنية القاعدية بالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الاسلامي والتيار السلفي مع إستثناء بعض الشخصيات ورجالات الدين وتيارات سياسية ذات صبغة دينية معتدلة , ان بعض رموز المعارضة وتياراتها العريقة وحرصاً منها على مصالحها الخاصة و نتيجة سلوك أقرب إلى العقل الإرتزاقي قد أرهنوا أنفسهم لطموحات شخصية وانتهازية ونسفوا المشروع الوطني الديمقراطي العلماني من خلال التحالف مع هؤلاء الجماعات و كتائبهم المسلحة وقد إستخدمتهم تلك الجماعات كأدوات كي تلمع نفسها امام الرأي العام الدولي وكان ذلم التحالف بمثابة التمهيد لهم لإستلام السلطة وبناء نظام ديني وكان ذلك أخطر من التحالف مع النظام الأسدي , إن إستلام هؤلاء السلطة يعني إعادة بناء إستبداد أقذر و أشد خطورة من سلطة الأسد الذي كان قد ترك هامشاً للحياة الإجتماعية المدنية , هؤلاء الناس لن يتركوا أي فسحة لحياة مدنية وخاصة على صعيد حقوق المرأة و الحريات الشخصية من ملبس ومشرب وتعليم . وقد إستغل هؤلاء بشكل سيئ مأساة الشعب السوري و تطلعه نحو الحياة الجديدة بدون نظام البعث وآل الأسد وقد إحتكروا كل المساعدلات المالية والمعونات الإنسانية والعسكرية و إستخدموها كوسائل رشوى وإبتزاز لبقية الأطراف ولا سيما إن الجهات الداعمة قد أزاحت بطريقة أو أخرى المعارضة اليسارية والديمقراطية المخلصة لمشروع التغيير الديمقراطي فأصبح المناضل الحقيقي والذي أمضى عشرات السنين في سجون النظام خارج الفعاليات والهيئات السياسية وخارج المشاورات الدولية . و كان شعار كل شيئ من أجل إسقاط النظام وبأي ثمن شعاراً مخادعاً وهداماً له عواقب كارثية على مدى خمسين عاماً مقبلة , إن الشعب السوري خرج لأجل الحرية والديمقراطية وبناء دولة تعددية ديمقراطية مدنية ولأجل تغيير النظام كبناء فكري وسياسي وإقتصادي ومؤسساتي ولم يخرج لإستبدال المجرم بشار الأسد بالمرشد الإخواني وقطاعين الرؤوس من تنظيم القاعدة .
لا يخفي على أحداً إن حزب الإخوان المسلمين ومن خلال أسلمته للحراك وللخطاب السياسي في مفاصل المعارضة كان من أكبر الكوارث التي قصمت ظهر الثورة السورية وحولتها إلى عبارة عن نزاع مسلح وحرب عبثية على السلطة، لهذا من المفيد عزلهم ووضعهم في نفس التوصيف الخاص بالنظام كمجرمين حرب و كجماعات إرهابية.

#طه_الحامد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات