أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق الجنابي - حفله في نقطة تفتيش














المزيد.....

حفله في نقطة تفتيش


فاروق الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 05:30
المحور: كتابات ساخرة
    


اذا رغبت الترويح عن عائلتك خارج البيت ،فلك مني نصيحه ان تأخذهم الى احد نقاط التفتيش في بغداد وحاول ان تختار نقطه تفتيش حسب الوقت المتيسر لديك ،فهناك نقاط تفتيش تبقى (تنحصر) فيها لمدة ساعه واخرى ساعتين وهكذا ،ويمكنك الاستعانه بصديق للتعرف على التوقيتات. قد تسأل ماذا سترى هناك لتتمتع به انت واطفالك، وهذا سؤال مشروع ،ولكن قبل ذلك انصحك بتحضير مستلزمات هذه السفره، قبل خروجك من الدار ،اطلب من عائلتك ان يذهبوا الى المرافق الصحيه لقضاء حاجاتهم وكرر ذلك قبل خروجك من الدار بدقائق. لاتحتاج الى اي طعام، صلي صلاتك ويفضل ان تصليها جمعا" للضروره. وبالنسبه عن سؤالك فإنك سترى العجائب مجموعه في لوحه فنيه استعراضيه تدار من قبل هواة شعبيين يمثلون ادوار على سجيتهم ،سترى النداءات والاصوات المختلفه وكأنها سيمفونيه ،فهذا يصيح (لفات للبيع) والآخر بيده الترمس يبيع الشاي وكذلك بائعي ( الكلينكس )وعلب المرطبات وهؤلاء الباعه سيمرحون مع اطفالك وكأنهم مهرجين في سيرك ليشجعوهم على الشراء. وسترى اصحاب السيارات الاخرى يتسامرون معك الكلام لتمضية الوقت ويبيَنوا شكواهم من هذا الزمن العصيب، وسوف ترتاح وستعرف انك ليس الوحيد المظلوم في هذا البلد العظيم وستأمن بان تحمل الظلم اصبح جزء اساسي يجب ان تتحلى به كل عائله عراقيه وان تتكلم عنه بإفتخار وكما يقال (نم مظلوما" ولاظالما") ،انها حاله افضل من الحالات التي يمر بها قادتنا الاشاوس الذين لاينامون الليل خوفا"من الانتقام منهم لما تقترفه اياديهم من ذنوب يوميه اتجاه شعبهم . اذا كنت مطلوب زكاة او يجب ان توفي بخمسك ،فهذا المكان المناسب لتصفية حسابك حيث سترى المتسولين ينهالون عليك من كل صوب وجانب ،وبهذا تتأكد بانك تدفع صدقاتك الى المحتاج فعلا" وليس الى وكلاء عنك في تسوية الحسابات الدينيه.ا
سترى اشخاص في بداية الازدحام واقفين يتبادلون الحديث عن نتائج الفرق الرياضيه وعن برشلونه وريال مدريد ،هؤلاء هم حماة الوطن!!! الذين يمنعون الارهابي من المرور ويشجعوه بتفجير عبوته في المنطقه المحصوره بين نقطة تفتيشهم والنقطه التي قبل نقطتهم ،وهناك شرطي ستراه يذهب ويأتي بمحاذاة السياره التي تمر بقربه وبيده آله على شكل مسدس ،ان هذا الشخص (اللهم عافي مرضانا)مصاب بداء النقرس ويجب ان يستمر بالمشي بخطوات مستقيمه ذهابا" وإيابا" حسب توجيهات آمره ،وستراه يضحك عندما يميل مؤشر الآله باتجاه السياره ويقول مع نفسه (لكفتك يامجرم) ويطلب من سائقها التوجه الى الخيمه للتفتيش،وهناك يدفع السائق ضريبة المرور او يعطى له وسام الارهاب ويترفع الى مرتبه اخرى حسب الماده (4) ارهاب (والله وياك ياالمنحدر)ابهذه المشاهد تحصل على (فرجه) مجانا" ومتعه للاطفال والتعرف على وجوه جديده ومآسي متنوعه وستحمد ربك انك عشت هذا العمر لترى العجب الثامن من عجائب الدنيا.

هذا هو الحال في نقاط التفتيش في بغداد والتي ابتكرها زعمائنا في جهاز الامن العراقي المبجل ،يجعلون المواطنين يكفرون بكافة القيم التي يؤمنون بها ولا من سامع لشكواهم!!! وإذا سألت عن الغايه لهذه النقاط المشؤومه ،ستسمع مبررات ماانزل بها من سلطان ،وهدفهم فيها القبض على الارهابيين الذين يضحكون على هذا الاسلوب في ملاحقتهم. لو سألت ارهابي عن رأيه في هذه النقاط التفتيشيه،لاجابك انها جيده لانها تلهي منتسبي الامن لتسمح لهم العبث بالارواح وتنفيذ غاياتهم في اماكن لاتتيسر فيها قوه امنيه،انها لعبة (حيه ودرج) يصلوا الارهابيون فيها الى غاياتهم. سيقولون لك الارهابيون انهم يعبرون نقاط التفتيش بكل سلاسه حيث يترك احد الارهابيين السياره التي تقله مع المتفجرات قبل الوصول الى هذه النقاط ويبدأ بالسير مع متفجراته ويمر من جانب افراد الامن ويسلم عليهم بعبارة(شلون النشامه؟)،بعد ذلك ينتظر السياره لتعبر النقطه لينظم الى جماعته للتوجه الى منطقة التفجير المختاره مسبقا"(ويادار مدخلج شر) ا،سيخبرك الارهابي عطفه على الشرطي الذي يحمل جهاز الفحص ذهابا" وإيابا" كما اسلفت.ا
اخبرني احد قادة الامن ان هذه النقاط تعرقل حركة الارهابيين بعد تنفيذهم عمليتهم الاجراميه!!!! ضحكت لانني تصورت ان الارهابي سوف يعرف هذه الغايه فلا يترك منطقة التنفيذ بل يأتي اليها(ليتفرج) وليضحك على الشرطه المهرولين الذين لايعرفون ماذا يفعلون سوى منع رجال الاعلام من نقل هذه الاخبار بواقعيتها لان ذلك يسيئ الى سمعتهم.ا
لنتصور لو تم رفع هذه النقاط والحواجز الكونكريتيه ،كيف ستكون الحياة في بغداد وكيف سيرتاح المواطن المتوجه لعمله او الى المستشفى للعلاج من مرض لايحتمل الانتظار بسبب الم مستمر؟ سيحصل المواطن على الاقل على انجاز فعلي يصب في مجال راحته، وقد يغفر لحكامنا شئ من ذنوبهم ،اما التفجيرات فإنها حصيلة حاصل لا مفر منها بحواجز او بدونها والموت واحد في كلا الحالتين والافضل التفتيش عن اسلوب متطور للحد من اعمال الارهاب ........ايها المشايخ



#فاروق_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعيش الغراب......تسقط البومه
- الحفافه وام الكيمر...... والملاّ وياهم
- شكرا- ايها -الارهاب- المقيت
- اتحاد كرة القدم بين الهم والألم
- العراق اولا- وآخرا
- زرزور كتل عصفور وثنينهم طياره
- حقوق الانسان بيد الغلمان
- جيوش في بلد منبوش
- مهاجر حزين.. و محاكاة الذات
- تعويذة اوباما
- عَبعَب عَبعوب
- جزنه من العنب.........ونريد سلتنه
- هل انت شيعي؟.......هل انت سني؟...........كلام بدأ يطرق مسامع ...
- خير......أللهم إجعله خير
- جديد ثقافة الفساد
- كان ياما كان........كان هناك انسان
- هلهلي يلة يا السمرة هلهلي


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق الجنابي - حفله في نقطة تفتيش