أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد الكحل - مطالب النساء في ظل حكومة بنكيران .














المزيد.....

مطالب النساء في ظل حكومة بنكيران .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 05:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حلت مناسبة اليوم العالمي للمرأة التي أحيتها نساء المغرب في أجواء سياسية يسودها التوتر والقلق أكثر ما يطبعها الترقب والانتظار . لا أحد يستطيع استشراف المستقبل القريب بقدر من الاطمئنان بسبب سلسلة من التراجعات التي مست كل المجالات وتتهدد ما تراكم من المكتسبات الحقوقية والاجتماعية والسياسية والأمنية ؛ ما ولّد في نفوس المواطنين خوفا مريعا لم يسبق أن عرفه مغاربة ما بعد الاستقلال . في ظل هذه الحكومة التي لا تتقن سوى أسلوبين رئيسيين : يتمثل الأول في الإجهاز على الحقوق المادية والاجتماعية عبر الزيادة في الأسعار ونسب الفقر والبطالة وسن التقاعد . أما الثاني فيتجسد في التحايل والالتفاف على المطالب التي ترفعها كل الفئات وفي مقدمتها النساء عبر هيئاتها الفاعلة في المجال . ولعل المسار الذي يتخذه المغرب في ظل هذه الحكومة يزيد من حدة الاحتقان ويتهدد الأوضاع بالانفجار . وكان من المفروض أن تأخذ بلادنا منحى أرقى يجسد طموحات الحراك السياسي ويستجيب لانتظارات أوسع فئات الشعب المغربي ومطالبه في العدالة الاجتماعية ؛ خصوصا وأن دستور 2011 يوفر الضمانات السياسية والآليات الدستورية لترجمة تلك الانتظارات إلى نتائج ملموسة تنعكس إيجابا على الحياة الفردية والاجتماعية . فالحكومة بهذه السياسة المتبعة تعطي الدليل على عجزها الفظيع في تدبير الشأن العام والارتقاء بالممارسة السياسية والعمل على تخليق الحياة العامة بما يجعل المواطنين يطمئنون على مستقبلهم ومستقبل الوطن . إذ في الوقت الذي ينص الدستور في الفصل 19 على إحداث "هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز " ، انسجاما مع التوصية الأممية بإدماج مبدأ المساواة بين الرجل والمٍرأة في الدساتير الوطنية ووضع التشريعات القانونية وفق ما تنص عليه اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ في 3/9/1981 ؛ نجد الحكومة تنهج نهجا منافيا لنص الدستور وروحه عبر أسلوب التحايل والمماطلة والإقصاء . وقد مارست الحكومة أسلوبها هذا مع كل الهيئات الفاعلة ، وضمنها الهيئات النسائية حتى وهي تعد مشروع قانون مناهضة العنف ضد النساء رقم 13 ــ 103 الذي أعدته وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية ، أو ما يتعلق بمراجعة المادتين 20 و21 من مدونة الأسرة لمنع زواج القاصرات . أكيد أن من يؤمن بأن المرأة عورة تستوجب التلفيف والتغليف حتى لا تفتن الذكور ، ومن يصر على ربط العنف ضد النساء بعاملي الاختلاط والتبرج ، ومن يعتبر ضرب الزوجات تشريعا سماويا وليس عنفا يستوجب العقاب ، ومن يتشبث بزواج القاصرات ويؤمن أنه مباح شرعا ومطلوب عُرفا ومرغوب اجتماعيا ، ومن يؤمن بأن المرأة ناقصة عقل ودين وعاجزة عن القرار والتدبير والاختيار ، ومن يقر بحاجة المرأة إلى وصي يدبر أمورها ويقرر نيابة عنها ، أو ولي/محرم يرافقها في حلها وترحالها يؤمّن لها الطريق ويحميها في السكن والسفر ، ومن يقر أن خروج المرأة إلى المجال العام عصيان للأمر الإلهي "وقرْن في بيوتكن" ، ومن يحصر مهمة المرأة في صنع العلف ووضع الخلَف ، ومن يجعل المرأة أخت الشيطان ومصدر كل الشرور .. من كان هذا حاله وإيمانه ويقينه وأسندت إليه سلطة التشريع القانوني وصلاحية تنفيذ القرار الحكومي باسم الشعب والدستور والشرعيات الديمقراطية والانتخابية والشعبية ، لن يتفهم معاناة النساء بسبب القهر الاجتماعي والحيف القانوني ، ولن يناصر قضاياهن ولن يستجيب لمطالبهن بوضع تشريعات تجرم تزويج القاصرات وتشدد عقوبة التحرش الجنسي في الأماكن العمومية ، ولن يستسيغ أن تتحمل الدولة مسئوليتها في توفير الأمن للمرأة حيثما وُجدت : في البيت أو الحقل أو المعمل أو الإدارة أو وسائل النقل ، وأن تحمي كرامتها وتصون إنسانيتها وتحسن صورتها في المناهج التعليمية والخطب الدينية وفي البرامج الإعلامية .. إن من كان هذا دأبه لن يبذل أدنى جهد لتفعيل الدستور ، بل سيسعى لتعطيله أو تحريف تنزيله حتى لا يزعزع يقينياته ويخالف معتقداته . من هنا نفهم لماذا أرْجأت حكومةُ السيد عبد الإله بنكيران المصادقةَ على مشروع قانون مناهضة العنف ضدّ النساء، رقم 13-103، ولماذا أقصت الهيئات النسائية الجادة من المشاركة في صياغة المشروع ، ولماذا ترفض تشديد عقوبة الاغتصاب ، ولماذا يتشبث حزبه وفريقه البرلماني بتزويج القاصرات .. أكيد أن رئيس الحكومة يترجم قناعته الثابتة بجعل التشريع الإسلامي كما يتمثله حزبه أسمى من الدستور ومن كل المواثيق الدولية ، سواء تلك المتعلقة بمناهضة العنف وكل إشكال التمييز ضد النساء ، أو تلك المتعلقة بأجرأة مبدأي المساواة والمناصفة في التشريعات القانونية والسياسات العمومية . فليس أمام مناصرات ومناصري قضايا المرأة غير توحيد الجهود وتكثيفها لفرض الإصلاح والتغيير على حكومة يؤمن رئيسها بأن المرأة مكملة للرجل وليست متساوية معه .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد اعتماد برنامج -مسار- ؟
- حوار حول المرأة والنص الديني
- بين -الربيع العربي- والربيع ألأوكراني انفصال دون اتصال .
- مالي بوابة المغرب إلى إفريقيا ومجاله الحيوي .
- عقائد التطرف على أمواج إذاعات خاصة .
- دول الربيع العربي بين الفتنة والكارثة.
- متى يتحرر العقل العربي من سلطة التقليد ؟
- جماعة العدل والإحسان في الذكرى 1 لرحيل المرشد.
- رأس السنة ينعش فتاوى التطرف والكراهية .
- لماذا حركة -ضمير- ؟
- الخصوصية إلغاء لكونية حقوق الإنسان.
- مانديلا المسلم الحقيقي .
- العنف ضد النساء تشرعنه الثقافة والفتاوى والأعراف .
- حصر مشكلة التعليم في اللغة تعميق للأزمة .
- -الربيع العربي- يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب .
- الإسلاميون والحكم : تعددت المداخل والحصيلة واحدة .
- يوم أبكتني صرخة الفنانة لطيفة أحرار
- هل ستتغير الممارسة السياسية وتدبير الشأن العام بعد خطاب المل ...
- تحريم الحب وتجريم التعبير عنه .
- -أنتم رجال أشرار-


المزيد.....




- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد الكحل - مطالب النساء في ظل حكومة بنكيران .