نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1248 - 2005 / 7 / 4 - 10:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الشعر همس الملائكة وهو الذي يقودنا إلى مسك العواطف بأيدينا
في المندائية القديمة كان الشعر يتلى لأجل أطفال الرب المدللين وكانت هناك حصة كبيرة للتوائمتين
أولئك الذين يرتدون الريش الأبيض ويطيرون في طرقات أحلامنا
ولكي نراهم وننثر عليهم ورد الحديقة ودموع عمتنا المندائية شفيقة علينا أن نلوح لهم بالقصائد مثلما تلوح يد المودع للشراع
أولئك الذين ينشغلون عنا بالتسبيح والاقتراب من العلا
ترى متى نجالسهم كي نتحكم بخواطرهم ونجبرهم على الدخول فينا
الملائكة يشدون رؤاهم بقصائد أجدادنا فيطربون لموسيقى الدعاء الأول
ساحبوا خيوط الوصل عن خاصرة المتأمل
المحتفون ببهجة النخيل وغرام البط إلى النوارس السابحة في محيط التعبد
الملائكة المندائيون
ينحتون الكلمة الفيروزية ليصنعوا حجرا لخاتم الحقيقة
ننتظره نحن ليزين إصبع التوحد فينا ذلك الذي نؤشر به إلى مكان النور الأزلي ونجلبه إلى مهد التوأمتين
لتسكنها عاطفة الأمومة الجاوية وحيث يباركه يحيا القائم في واحة الشمع يصلي الوحدانية
وأنتم حوله ..
كهنة منادي الكون كله
أحزمة من الصفاء الجنوبي
ينعشكم ككأس تعطى لظمآن سحره ولون البشارة الساكنة كجوهرة تحت أجفانه البلورية
يبتسم لكم حتى وهو تحت رحمة سكين الدكتاتور
وستردون على محياه الطيب
بالتحليق الشاهق
ستنشدون له من رومانسيات الحب المندائي ألواحا لا تنتهي فيها كتابة المودة
ستقولون له :
أيها المبارك في كل لحظة تعميد وإشراقة نور الشمس على أم تلد توأمتين
تقدم إلى مسرى الكلمة
وخذ معك الرعية المؤمنة
ولا تنسى أولئك الذين يضعون القصيدة على أكتافهم مثل وزرة كاهن
سيبتسم النبي مرة أخرى وسيقول بعذوبة صوت البلبل المستيقظ من فجر النعاس على صوت تلاوات الكنزفرا الطيب : أن المندائية هي أن تحب الله أولا ..ومن ثم تسلم على الورد .
سيسجد الناس لك
والملائكة ستغرد كما عصافير الحديقة
لتنشد تعاليمك الخضر
الروح لك
ولأطفال منداي السكينة
المجد لك
ولنسائنا البذرة الحميدة
البقاء لك
ولشبابنا السيف وصياغة الحلم وحفر نقوش الأزمنة القادمة
ولك أيضاً
رسائل عشق من فرات عذبه انتظار تزاوج السمك
أنك المقدور لكل قدره
هكذا أنشد الملائكة
وبتفاصيل من دهشة معذبه
شرحوا للعالم أسرار مندائية الفضاء الفسيح
وأنها تعني سلام الروح ودواء الجروح والنذر المذبوح سعادة لولادة التوائم
إنها تعني طاعة الخالق وحرية الصقر الشاهق
والاقتدار على اكتشاف الذي لانراه
وأنشدت أيضاً :
في القصيدة روح زيوا ملحفا يقي العراق من برد الفقر
روح زيوا صباحات طفولة غابات النخيل
روحه موجة تغسل غبار الزمن عن غربة طفليك
وفي القصيدة
نصير نحن الملائكة المندائية
رغيفاً لكل جائع ..
أور السومرية 3 يوليو 2005
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟