أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جهاد علاونه - التعليم البنكي في الدول العربية الإسلامية














المزيد.....

التعليم البنكي في الدول العربية الإسلامية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 20:06
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


طُرقُ التدريس في العالم المتحضر,هي: عبارة عن نقل المعلومة والخبرة والمناهج العلمية إلى الفئة المتعلمة أو إلى الفئة الراغبة بالتعلم, وذلك باستخدام نظريات التعلم الحديثة , وأيضا تستعمل النظريات السيكولوجية الحديثة لنقل المعلومة إلى المتعلم وتسهيلها عليه واحترام رأيه وشحذه بحب المعرفة والاستطلاع والاكتشاف المفيد للبشرية, وتستعمل لهذه الغاية وسائل مثل: التعليم الذاتي,أو ما يشار له تحت مصطلح(تعليم المقهورين) أو : المتعلم العصامي الذي يقرئ على نفسه ويتعلم من خلال القراءة والمتابعة بما يملكه من قدرة على البحث وتحقيق ثقافة التواصل بينه وبين العلم والمعرفة وبهذه الطريقة نبغ كثيرٌ من العلماء, وهذه الفئة غالبا ما تكون من المتعلمين الذين فشلوا في الدراسة بالمدارس والجامعات ولم ينسجموا مع المناهج أو مع طرق التدريس ولهؤلاء مزاج خاص في التعلم...إلخ,ثانيا: التلقين,ثالثا:الاستقراء, رابعا:الاكتشاف والمناقشة وتحفيز العقل واستثارته عن بعد وعن قرب, وغير ذلك بكل ما له صلة مما ذكرناه , وكل الذي ذكرناه يعتبر نظريات حديثة في التعلم إلا بندا واحدا ليس له صلة بالتربية والتعليم الحديثة وهو(التلقين) وهو ما درجت عليه المدارس العربية والجامعات العربية,وهذا أسلوب قديم إنتهى أجله مع الثورات العلمية الحديثة وظهور نظريات حديثة في علم النفس التربوي, فأسلوب التعليم في الدول العربية الإسلامية لا يعتمد على الاستقراء أو الاكتشاف , وإنما يقع كله تحت بند:التلقين وعدم السماح للمتعلم باستخدام ذكائه وعقله , وهذا النوع هو الدارج في البلدان العربية الإسلامية المتخلفة , والمواقع التي يقع فيها الإنسان تحت هذا الضغط من التعليم هي: الأسرة, المدرسة, الجامعة, رياض الأطفال, الجامع,مؤسسات الدولة, ومراكز صنع القرار,والمؤسسات العامة والخاصة بما فيها مؤسسة القبيلة ومؤسسات الدولة المدنية وغير المدنية, وأخيرا : القيادات العسكرية الكبرى.

إن الظلم الذي تتعرض له المدارس والمتعلمين لا يمكن السكوت عنه أو تجاوزه لهذا الحد, فكل مواقع صنع القرار يتعرض فيها المواطن والطالب إلى التهميش من خلال فرض نظام التعليم التلقيني, وهو ما يشار إليه علميا باسم(التعليم البنكي) والتعليم البنكي يقصد به أن عقلية المتعلم عبارة عن بنك معلومات يتم إيداع المعلومة بداخله دون السماح من البنك والمودع معاً للمتعلم بمناقشة الفكرة التي تتم عملية إيداعها في عقلية المتعلم , لذلك من الممكن أن نشاهد معجزة على وجه الأرض إذا قام أحد المصلين بمقاطعة الشيخ أو الخطيب وهو يخطب سائلا مولاه عن هذه القصة أو عن ذاك الحديث, فهذا من المستحيل أن نشاهده أو نسمع به, وهو فعلا من عاشر المستحيلات أن نشاهده على أرض الواقع, وكذلك في المدرسة, فالطالب في المدرسة من غير المسموح له أن يناقش مع المعلم فكرة الدرس أو حتى أن يعارضها الطالب أو يبدي رأيه ويكتفي المعلم بدور المودع في البنك, والمعلم هو المودع والطالب هو رقم الحساب, والعقل هو البنك, وكذلك في الأسرة إذ يعتمد رب الأسرة على تلقين أولاده للمعلومة التي يريدها غير سامح لأبنائه بالمناقشة معه أو حتى بالاعتراض على حجم المعلومة أو صحة المعلومة ودقتها, ويكتفي رب الأسرة بتلقين الأبناء على هذا النوع من التعليم, وكذلك سيد القبيلة يحشو رؤوس أراد هذه القبيلة(المؤسسة العشائرية) بما يريده من معلومات ولا يسمح مطلقا بالنقاش معه , معتبرا نفسه الفيلسوف والحكيم الذي يعرف الداء والدواء, لذلك معظم نظريات التعلم والتعليم في الوطن العربي مبنية على التلقين والحشو جاعلة من المواطن وهو طفل صغير وعاءً أو بنكا يحشون فيه المعلومات ويدخرونها للمستقبل مثلها مثل النقود التي يدخرونها, ويبقى الطفل على هذه الحال حتى يكبر ويدخل المدرسة, وفي المدرسة يعتبر عقله بنكا وفي الجامعة بنكا وفي الوظيفة بنكا , وأمام البرلمان بنكا, وهذا هو الخطر الذي يتربص بنا جميعا , فمدارسنا بنوك وجامعاتنا بنوك, وأهم 500جامعة في العالم لا توجد من بينهن ولا أي جامعة عربية وكل ذلك يعود لضعف مناهج التدريس ووسائل التعلم والتعليم وضعف مخرجات البحث العلمي , وكل الوطن العربي من شرقه إلى غربه لا يضاهي دولة صغيرة مثل إسرائيل في تسجيل براءات الاختراع ومخرجات البحث العلمي ونشر ثقافة حقوق الإنسان, حتى أن في التربية الحديثة هنالك حقوق للإنسان مثل: المناقشة والمشاركة والاستقراء وإبداء الرأي والرأي الآخر وكل تلك الأمور في وطننا العربي تعتبر غائبة عن عقلية المتعلم , والمتعلم غائب عن عملية التعلم, والمعلم ضحية المناهج والطالب ضحية المعلم والمنهج, والذي يوهم الجماهير في الوطن العربي يتعبر بحق سيدا وزعيما لهم, والذي يريد أن يزيل الأوهام عن أعين الناس يصبح ضحية لهم, وكل ذلك بسبب عملية التعليم البنكي,وهذا النمط يعتمد على:الحفظ والتذكر وإعادة ما يسمعه المتعلم,وتمجيده وتقديسه وعدم مناقشته , ومناقشته تعتبر جرأة نادرة,وأحيانا جريمة يعاقب عليها القانون في البيت والجامع والمدرسة والجامعة.وفي أيام الامتحانات المدرسية والجامعية يقوم الطالب المتعلم بتسليم المعلومات إلى المعلم,كما يقوم البنك بتسليم الأموال إلى المودع.....وشكرا.





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجميل صورة الإسلام
- الأم هي أثمن شيء في المنزل
- صعوبات التربية والتعليم في الوطن العربي
- الأنظمة السياسية العربية المنهارة
- حضور يسوع في حياتي
- دوري في هذه الحياة
- من أنا بدون يسوع؟
- الألم جزء من حياتي
- يا رب
- هل أنا مجنون
- رسالة إلى المسيحيين وإلى المسلمين
- الرزق على الله
- قررت أن أكون مع الله
- نور الهدى محمد صلوا عليه
- يسوع أعادني طفلا
- يسوع وأنا
- أبحث عن يسوع
- يسوع ليس تاجرا
- يسوع ليس قاتلا ولا متطرفا
- لماذا جاء يسوع؟


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جهاد علاونه - التعليم البنكي في الدول العربية الإسلامية