أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:















المزيد.....



سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3:


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 12:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول الذيب إنَّه إكتشف بعبقريته الفذة، المئات من الأخطاء اللغوية والإنشائية في القرآن. وإنَّه يعمل على تصحيحها وفقاً لإيحاءات شيطانه.

تصدينا له في موضوعين سبقا هذا الموضوع،، فأثبتنا من خلالهما مدى خبل الرجل وضعف قدراته الفكرية واللغوية وخلو وجدانه من الحق والخير،، فهو معتدٍ أثيم، عتل بعد ذلك زنيم،، فواجهناه وجابهناه وظللنا في ساحة الفكر والعلم والحجة نطلبه للنزال الحر بالفكر والقلم والمنطق،، فخنس كوليه الوسواس الذي يوسوس في صدور الناس،، وتوارى خلق قطيع من الجهلاء المشاغبين الذين لا يجيدون شيئاً في حياتهم سوى العواء والنهيق والتشنج العصبي الذي ينتاب عادةً المهزومين والمحبطين والغوغائيين، فلا تستطيع – من خلال هيجانهم وسبابهم وإضطرابهم – فهم ماذا يريدون ولا تستطيع تخمين حالاتهم النفسية المضطربة فهم يبغونها عوجاً ولا يعرفون كيف،، فصدق قول الله فيهم في سورة الزمر: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ 45).

نواصل فيما يلي ردنا على فرية: أخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 3: التي إدعاها سامي الذيب:

فهو يقول في مقدمة هذه المجموعة من الأخطاء المفتراة ما يلي:
1. تمسُّك المسلمين بالقرآن يشبه تمسُّك الطفل الصغير بثوب امه في سوق مزدحمة.
2. لقد ساهم المجتمع على مختلف المستويات بسلبه من حريته الفكرية واضعا سياج منيع امام من يحاول الإفلات: سياج التهديد بالعقاب في الأرض من خلال حد الردة، وسياج التهديد بالعقاب في الآخرة .
3. لم يفهم ما قاله له أحد قرائه حيث قال ناصحاً – وهو يظنه مسلماً – فنصحه بأن يعود إلى رشده فيتق الله فلم يلاقي منه سوى مزيد من السخرية والإستهجان حيث (أخذته العزة بالإثم)،

نعلق أولاً على هذه المقدمة فنقول وبالله التوفيق:
أولاً: الفرق بين الإنسان وما دونه من الأحياء "ليس العقل" كما يظن العامة،، لأن المطلع على كل المخلوقات يجدها تفوق الإنسان في كل مكونات ودواعي العقل: (سمعاً، وإبصاراً، وقوة بدنية، وسرعة في المشي والجري والطيران والسباحة والغوص تحت الماء وتحت الأرض وبين الصخور، وأعظم منه حيلةً ومكراً وتحايلاً، وذكاءاً وصبراً بل وشكراً ووفاءاً...، وأكثر منه فاعليةً وإلتزاماً بدورها المرسوم لها في الحياة، وأكثر منه فائدة للآخرين بلا مقابل،، وحتى روثها ورفاتها وفضلاتها أكثر فائدة)، ولكنها غير مُكَلَّفَة ولا مبتلاة مثل الثقلين الإنس والجن، لأنها كانت أعقل منه حيث أبت أن تحمل الأمانة فحملها الإنسان لغبائه وجهالته وظلمه لنفسه ولغيره. فهي كذلك لأن الله تعالى قد جعل في فطرتها كل تلك القيم التي تلزمها لتعمل بها تلقائياً دون الرجوع أو الحاجة إلى منهج وتوجيه لاحق عبر الوحي من الله الذي خلقها كاملة لأداء مهامها التي خلقها من أجلها.

أما الثقلين المبتليين فقد قدر الله وقضى أن يكتسبا هذه اللوازم والقيم إكتساباً، ولأنهما يجهلانها، فكان لا بد من إيصالها لهما من ربهما عبر الأنبياء والرسل والكثير منها قد تعلمها الإنسان من الكائنات التي يعتبرها دونه وهي معلمة له،، فتعلم من الطير فصنع الطائرة، ومن الثور والحمار،،، فصنع السيارة، ومن الحوت فصنع الغواصة، ومن الأشجار والنباتات فتعلم الطفو، ومن الحيوانات والأسماك فتعلم السباحة،، ومن الكواسر فتعلم الصيد، بل ومن القطط فتعلم الذوق، فدفن القاذورات ومن النمل تعلم العمل الجماعي المتقن، ومن النحل روعة الهندسة وكذلك من الطيور فن بناء الأعشاش.

ولكن هناك أشياء يستحيل تعلمها من الحيوانات والأشياء، لأنها غيبيات لا تدرك بالبصر وإنما تدرك بالبصيرة، والبصيرة تحتاج إلى مُوجه أكبر من الإنسان والمخلوقات الأخرى والجمادات والنباتات،، تلك هي الكتب السماوية التي يوحيها الخالق للخلق بما يلزمهم حتى يؤدوا دورهم كغيرهم من الكائنات الأخرى، ألم يقل الله تعالى عن الذين لا يلتزمون منهجه بأنهم (كالأنعام بل هم أضل)؟ أفهم الإنسان المغرور قول الله تعالى في سورة الرحمن: (الرحمن 1)، أول ما بدأ به أنه: (عَلَّمَ الْقُرْآنَ 2)، ولكن من المتعلم؟؟؟ ... علماً بأن ذلك حدث قبل خلق الإنسان؟ ... ثم بعد ذلك: (خَلَقَ الْإِنسَانَ 3)، لا يعرف شيئاً عن القرآن رغم أنه كائنٌ وبين يديه ومن خلفه وتحته ومن فوقه؟ لأنه ليس لديه المعايير الصحيحة التي يعرفه بها، لذا تولى الله ذلك عنه حتى يستوي بباقي المخلوقات الأخرى في الكون التي تعرف القرآن تماماً وتتعامل به فيما بينها ومع الإنسان نفسه،، لذا: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ 4)، فكان وسيلته الوحيدة لتعم القرآن فبدأ بأكثر المخلوقات بياناً وظهوراً لأنها تلازمه ويراقبها ليل نهار كل يوم، فلفت نظره إلى آيتين كبيرتين ظاهرتين فوق رأسه وفي عنان السماء،

فقال له: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5)، فهو لن يحتاج إلى كبير جهد ليعرف أنهما بحسبان، ثم وجه بصره إلى ما تحت قدميه ومن وحوله من نبات نجم على سطح الأرض، وشجر إرتفع عنها بساق، ولكنهما ظلتا ساجدتين على الأرض ولم تطيرا في الفضاء، فقال: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ 6). إذاً الذي ليس لديه منهج من عند الله فهو (كالأنعام بل هو أضل). وبالتالي فإن تمسُّك المسلمين بالقرآن يشبه مسُّك الطفل الصغير بثوب امه في سوق مزدحمة، هذه حقيقة ولكن ليس بمفهومكم الضيق، فالسوق المزدحمة هي في الواقع ليست سوقاً تجارية بها المطائب والنعم،، وإنما هي أرض التيه والفسوق والعصيان،، أرض الهلاك والإهلاك والنوادي الليلية وعصابات المافيا، وتجار السلاح، والدعارة وغسيل الأموال القذرة من تجارة البشر وأعضاءهم وتغييب عقولهم بالمخدرات وإتلاف الفطرة بتحويل الطيبات إلى مسكرات تستعبد المدمنين المخنثين، فخوف المسلم وتمسكه بالقرآن لأنه يحمل ثقافة عالية راقية تميزه عن القطعان البشرية التي تجعل الأبن يضاجع أمه والرجل أخيه الرجل، والمرأة تعقد قرانها على الكلب وتضاجع حمارها. وكثير من عبيد الشهوة والعربدة والضلال والفساد.

فالذي له أم يمسك بثوب أمه في أمن وأمان ولا يخشى عليه من الضياع، أما الذي لا أم له فهو طفل شريد، لقيط، وهو "صبي هائم تحت الظلام هيام حائر"، أبلى الشقاء جديده فتقلمت منه الأظافر. فتتلقفه الذئاب البشرية لتحوله إلى حطام ينسب إلى البشر إحصاءاً، وإلى الأشياء واقعاً وقيمةً.

ثانياً: الخوف من العقاب ليس أمراً معيباً، فالعلم الغزير الذي يمتاز به المؤمن يجعله على يقين من أنَّ يوم الحساب آتٍ لا ريب فيه وأن الله تعالى يبعث من في القبور،، وهذه حقيقة يعرفها كل عاقل بغض النظر عن دينه، وإلَّا لماذا يصلون على الميت، ويضعونه في تابوت؟ لماذا لا يدفنونه في حفرة عادية وينتهي الأمر؟؟؟ فالخوف من الله ذاتي ينبع من الوجدان، وليس هناك أحد يحمل عصى أو سلاح يرهبه به وكلما زاد علمه زادت مخافة الله في داخله،، أما الطمع في رحمته، فهذه غاية دونها المهج،، إنها الحياة الحقيقية الأبدية فإما سعادة دائمة وإما شقاء وتعاسة سرمدية. وهذا الخوف وتلك الآمال هي ما يطلق عليها "الضمير". فهل تريد الناس بلا ضمير ثم تنشد الخير والأمن والسلام بين الناس؟؟؟

ثالثاً: تعليق أحد قراءك ظن أنك مسلماً أو على الأقل مسيحياً ملتزماً بدينك، فأراد أن يذكرك بما يهدف إليه الكتابيون الحقيقيون جميعاً وهي الحياة الأزلية، فقدم لك نصيحة ذهبية،، ولم يكن يعلم أنك مسيحي صابيء تارك ليس فقط لدينك وإنما أيضاً لوطنك الذي تركته لمغتصبيه وفضلت الإرتزاق. ففضلت أن تقول لأخيك طارق "ساخراً"، (ما ذنبي ان وجدت اخطاء لغوية وإنشائية في القرآن؟ وإن كان الله هو منزل القرآن، فعلى أي اساس يعاقبني ..) يكفي أنه هو يعلم سبحانه وتعالى على أي أساس سيعذبك، حينئذ ستقول "يا ليتني كنت تراباً".

الآن، نرد على مجموعة الإفك الثالثة من الأخطاء اللغوية والإنشائية:

الخطأ 21
قال تعالى في سورة المؤمنون: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ 20)، فإختلط الأمر على صاحبنا، وبرزت إشكالياته اللغوية والبيانية على السطح مرة أخرى، فإدعى أن الآية بها خطأ لغوي وإنشائي، علماً بأنه قد عجز عن التفريق ما بين الفعلين "تَنْبُتُ ..." و "تُنْبِتُ ..."، فجاء بهذا المسخ المضحك المفترى فقال إنَّ الصواب هو (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ الدُّهْن وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ)، والأدهى والأمر أنه يبرر هذه الفعلة الشنيعة في فقه اللغة بقوله: (لأن فعل "تنبت" يتعدى بغير حرف)، فلم يدر أنه قد دق مسماراً جديداً في نعش مصداقيته وفكره المتداعي،، وسنثبت هذا "علمياً" فيما يلي:
أولا: الشجرة لا تُنْبِتُ دُهْنَاً مباشرةً فالدهن لا ينبت نباتاً، ولكنها تُنْبِتُ ثماراً تحتوي على الدهن كالسمسم والفول السوداني، وبذر القطن، وزهرة الشمس، وأيضاً الزيتون،،، ولكن التركيبة اللغوية الغريبة التي إبتدعها صاحبنا وهي: (تَنْبُتُ الدُّهْن)، قد غيرت طبيعة الأشياء فحققت المستحيل حسب خيال عبقري زمانه هذا،

ثالثاً: أما فداحة الخلل اللغوي سنعود إليه عندما نعرب الآية الكريمة ثم نعرب هذا المسخ المفترىض بعد ذلك لتكتمل الصورة.

إعراب قوله تعالى: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ):
وَشَجَرَةً : ... "الواو" إستئنافية ،، و "شجرةً" مفعول به مقدم "جوازاً"، منصوب بالفتحة،
تَخْرُجُ : ... فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هي"، يعود على الشجرة،
مِن طُورِ سَيْنَاءَ: ... "من" حرف جر، و "طور" إسم مجرور بحرف الجر،، بالكسرة الظاهرة، وهو مضاف، و "سيناءَ" مضاف إليه، مجرور بالمضاف،، الفتحة نيابة عن الكسرة (العجمة).
تَنبُتُ: ... فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هي"، يعود على الفعل،
بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ: ... "بالدهن" جار ومجرور، و "الواو" حرف عطف، و "صبغٍ" معطوف على "الدهن"، ومجرور مثله،
لِّلْآكِلِينَ: ... "اللام" حرف جر، و "الآكلين" إسم مجرور باللام، وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل نصب مفعوب به للفعل "تنبت".

إعراب عبارة صاحبنا المفتراة التي تقول: (... تَنبُتُ ألدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ)، لا يمكن أن تعرب لأن:
1. الفعل (تَنبُتُ ...) لا بد أولا من تغييره بالفعل (تُنْبِتُ ...)، بإعتباره فعلها يتعداها لينصب مفعولاً،
2. الإسم (ألدُّهْنِ)، لا بد أولا من تغييره من حالة الجر إلى حالة النصب (ألدُّهْنَ)، بإعتباره مفعولاً به للفعل تنبت فتقرأ العبارة ، (تُنْبِتُ ألدُّهْنَ)، ولكن في هذه الحالة سيواجه إشكالية أخرى كبيرة،، وهي كيف سيتصرف مع باقي النص وهو عبارة (وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ) ؟؟؟ هل سيغيرها لتنسجم مع العبارة السابقة فتكون (وَصِبْغاً لِّلْآكِلِينَ)، أم سيتركها كما هي؟؟؟
3. بهذا التشويه المذري قد عجزت عن إعرابها،، فهلا تفضل صاحبنا بإعرابها إن إستطاع لذلك سبيلاً؟؟؟
4. نذكر صاحبنا بأن إسماء السور لا تتغير حركاتها بتغير موقعها من الإعراب،، ومن ثم، ليس لدينا في القرآن سورة إسما (المؤمنين)، فنقول ("سورة المؤمنون"،، ولا نقول "سورة المؤمنين" رغم أنها مضاف إليه"),


**********************************************************


الخطأ 22
قال تعالى في سورة المؤمنون: (« وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا » وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰ-;-ذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ 33)، إدعى صاحبنا أن قوله تعالى « وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا » فيها خطأ لغوي وإنشائي، ثم إفترى عبارةً مشوهة هي (وقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) قال عنها إنها هي الصواب،، وكان تبريره إلى هذا الإنجاز الضخم أنه قد إكتشف تقديماً وتأخيرا، وإدعى أن الترتيب الصحيح هو ما إفتراه، حسناً دعونا نتابع معاً الكارثة اللغوية والبلاغية التي أتى بها بطلنا المغوار. ليدرك هؤلاء أن الله تعالى قد أخبرهم بأنه (شديد المحال)، فلم يصدقوا الحق، فوقعوا في حفرة الباطل إن الباطل كان زهوقاً.

أولا دعونا ننظر إلى الآية عن قرب (« وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ » - الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا - « مَا هَٰ-;-ذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ » 33)، نجدها بهذا النسق الجميل البليغ الرائع البديع:
1. (« وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ » ... ولكن من هم قومه هؤلاء؟؟؟
2. هم: (« الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا » ... ماذا قالوا تحديداً؟؟؟
3. قالوا: (« مَا هَٰ-;-ذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ »).
حاول الآن قراءة المقطع الأول (1) مع المقطع الأخير (3)، ماذا تلاحظ؟ وما الدور الذي يلعبه المقعط الثاني (2) تحديداً؟؟؟

حاول قراءة هذا المسخ الذي إفتراه صاحبنا ملك اللغة العربية ومصحح الوحي: (وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰ-;-ذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ). هل فهمت شيئاً؟؟؟ حاول مرة أخرى وثالثة. ألم يقل الله تعالى عن المنافقين في سورة النساء: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ-;- يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا 142)... ألم يقل عن الكافرين في سورة المعارج: (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ-;- يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ 42)، (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ-;- نُصُبٍ يُوفِضُونَ 43)، (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَٰ-;-لِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ 44)؟؟


**********************************************************


الخطأ 23
قال تعالى في سورة المؤمنون: (حَتَّىٰ-;- إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ « ارْجِعُونِ » 99)، فقال صاحبنا إن بها خطأ لغوي وإنشائي، وإدعى أن الصحيح هو (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ « ارجعني »)،

إعراب الآية الكريمة:
حَتَّى: ... حرف جر يفيد الغاية،
إِذا جاءَ: ... "إذا"، ظرف يتضمن معنى الشرط، و "جاءَ" فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ومفعوله مقدم على فاعله،
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ: ... " أَحَدَهُمُ"، مفعول "جاء" مقدم، و " الْمَوْتُ" فاعل "جاءَ" مؤخر،، والجملة مضاف إليه،

قالَ: ... فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو"،، والجملة لا محل لها من الإعراب – (لأنها جواب شرط غير جازم),
رَبِّ: ... منادي منصوب بأداة نداء محذوفة تقديرها "يَاْ رَبِّ"، منصوب بفتحة مقدرة علي ما قبل ياء المتكلم المحذوفة والإكتفاء بكسر ما قبلها - منع من ظهورها إشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف، "وياء المتكلم" المحذوفة (للتخفيف)، ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة،

ارْجِعُونِ: ... فعل دعاء وتوسل بصيغة طلب،، مبني علي حذف النون - لأن مضارعه من الأفعال الخمسة – و "واو الجماعة"، ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. وجاء الخطاب مع الله تعالى بلفظ الجمع "للتعظيم والتفخيم" ،، و "النون" المكسورة هي "نون الوقاية" (التي تسبق ياء المتكلم) المحذوفة، مع الإكتفاء بالكسر الدالة عليها، وهي ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به (مقول القول).

ونؤكد لصاحبنا، أن قواعد اللغة العربية إنما وضعت وضبطت بالقرآن الكريم وليس العكس من ذلك، فإذا ظهر فيها ما لم يستوعبه أحد فهذا راجع إلى عدم تذوقه لروح القرآن وتفرده الذي أعجز كل ذي علم وفن وبيان. ولتأكيد تفرد القرآن بصور بيانية وبلاغية عالية لا يصل إليها نظم البشر نعرض فيما يلي مزيد من السور والآيات التي جاءت فيها ياء المتكلم محذوفة من أفعال الأمر:
ياء المتكلم الزائدة المتصلة بفعل الأمر قد حذفت في عدة مواضع بالقرآن الكريم،
فإنَّ حذف ياء التحول،، يفيد الاستمرار دائمًا كما في قوله تعالى في سورة آل عمران (إِنَّمَا ذَٰ-;-لِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ « وَخَافُونِ » إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 175)، فحذفت "ياء المتكلم" من كلمة " وَخَافُونِي". لأن المطلوب هو إستمرارية وديمومة الخوف من الله تعالى.

ومثل ذلك كلمة (فَارْهَبُونِ)، التي تكررت أكثر من مرة، في سورة البقرة من قوله تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ « فَارْهَبُونِ » 40)،
وقوله: (وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا « وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ » 41 )، وقوله (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ-;- « وَاتَّقُونِ » يَا أُولِي الْأَلْبَابِ 197).

وكذلك في سورة النحل، في قوله تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلَاـئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا « فَاتَّقُونِ » 2). أيضاً: (وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰ-;-هَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰ-;-هٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ « فَارْهَبُونِ » 51)، وقد حذفت فيهما "ياء المتكلم" من كلمة (فَارْهَبُونِي). أيضاً لغاية إستمرار وديمومة الرهبة لله تعالى.

وفي سورة المؤمنون قوله تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ « فَاتَّقُونِ » 52).
وفي سورة الزمر قوله تعالى: (لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَٰ-;-لِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ « فَاتَّقُونِ » 16)،
وفي سورة المائدة قوله تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ « وَاخْشَوْنِ » الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلـاـمَ دِينًا 3)، قوله تعالى: (فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ « وَاخْشَوْنِ » وَلا تَشْتَرُوا بِآيَـاـتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَـاـفِرُونَ 44)

في سورة الأنبياء قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا « فَاعْبُدُونِ » 25)، وقوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ « فَاعْبُدُونِ » 92)
وفي سورة العنكبوت قوله تعالى: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ « فَاعْبُدُونِ » 56)

في يس قوله تعالى: (إِنِّي ءامَنْتُ بِرَبِّكُمْ « فَاسْمَعُونِ » 25)
كما جاءت كلمة (وَأَطِيعُونِ) محذوفة ياء المتكلم مرارا ومرات عديدة في القرآن، فمثلاً في سورة آل عمران قال: (وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ « وَأَطِيعُونِ » 50)، وفي سورة نوح: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ « وَأَطِيعُونِ » 3)
أما في سورة الزخرف قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ-;- بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ « فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ » 63)، فتكررت عبارة « فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ » عدة مرات في الآيات: (108 و 109 و 126 و 131 و 144 و 150 و 163 و179). وأيضاً: (قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي « سَيَهْدِينِ » 62)، (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ « يَهْدِينِ » 78)، (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي « وَيَسْقِينِ » 79)، (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ « يَشْفِينِ » 80)، (وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ « يُحْيِينِ » 81)،

وفي سورة الدخان يقول: (وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي « فَاعْتَزِلُونِ » 21)، وفي سورة يوسف: (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ « فَأَرْسِلُونِ » 45)، وفي الأعراف: (قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ « كِيدُونِ » « فَلا تُنظِرُونِ » 195)، وفي المرسلات: (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ « فَكِيدُونِ » 39). وفي هود: (مِنْ دُونِهِ « فَكِيدُونِي » جَمِيعًا ثُمَّ « لا تُنْظِرُونِ » 55)،

ثانياً: إثبات الياء:
قال تعالى في سورة البقرة: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ « وَاخْشَوْنِي » وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 150)،
وإثباتها في سورة يس، في قوله تعالى: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيكم يـاـبَنِي ءادَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَـاـنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ 60)،) وَأَنْ « اعْبُدُونِي » هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ 61)

**********************************************************

الخطأ 24
قوله تعالى في سورة المعارج: (« فَمَالِ الَّذِينَ » كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ 36), فإنتقد صاحبنا عبارة (فَمَالِ الَّذِينَ ...)، مدعياً أنَّ بها خطأ لغوي وإنشائي،، وتبريره لذلك إعتقاده بأن الصواب (« فَمَا لِلَّذِينَ » كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ)، ظناً منه أنه "جاب الذيب من ديله"، وأنه جاء بإنجاز عظيم، وهذه إحدى إشكاليته المنهجية المتأصلة في وجدانه، وقد جاء بنفس الفهم الخاطيء قبل ذلك في أكثر من مرة وإدعى انها أخطاء بالقرآن، وعالجناها له وبينا فيها أخطاءه الفادحة المفجعة في فهمه للتراكيب اللغوية النحوية والبلاغية. فلا بأس من أن نكرر له ما قلناه مرة ومرات أخرى لعله يذكر أو يخشى.
قلنا إن العبارة هي « فَمَا لِـ الَّذِينَ كَفَرُوا »، وهناك أحد خيارين لرسمها، وفي كل منهما يعطي نفس المعنى ولكن بإيحاءات بلاغية مختلفة، هما:
1. إما هكذا: « فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا ...»، كما جاءت بالآية الكريمة وهي الأبلغ للمعنى المقصود منها وهو إبراز وقع عبارة «الَّذِينَ كَفَرُوا ...»، دون أن يرتبط بها شيء،
2. أو هكذا: « فَمَا لِـلَّذِينَ كَفَرُوا ...»، وهي بذلك تعطي نفس المعنى العام، ولكنها تفقد الحس البلاغي لعبارة « الَّذِينَ كَفَرُوا »،

أما من الناحية اللغوية فإعرابها واحد مها وضعت بأي صورة من الصور السابقة:
فَما: ... الفاء حرف استئناف
ما: ... اسم استفهام في محل رفع مبتدأ
لِ الَّذِينَ: ... جار ومجرور، متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها من الإعراب،
كَفَرُوا: ... فعل ماض مبني على الضم لإتصاله بواو الجماعة، و "واو الجماعة" في محل رفع فاعله والجملة صلة الموصول "الذين"،
قِبَلَكَ: ... ظرف مكان منصوب على الظرفية، وهو مضاف، و "الكاف" ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
مُهْطِعِينَ: ... حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
إذاً يا أخي،، أين هذا الخطأ اللغوي والإنشائي؟؟؟ هل التصوير البلاغي المعجز أصبح عندكم خطأ لغوي وإنشائي؟؟؟ .... والله إنَّ هذا لشيء عجاب!!!


**********************************************************


الخطأ 25
قال الله تعالى في سورة البقرة، مبيناً الصورة البشعة من الغباء الذي وصل إليه حال هؤلاء المنافقين فضرب لهم مثلين الأول صور به طمس "البصيرة" لديهم فقال: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ 17)، والمثل الثاني أكد فيه بقاء "البصر" ولكنه بدون جدوى ولا فائدة فقال: (أو كصيب من السماء ...)، فظن صاحبنا نابغة عصره أن الآية بها أخطاء لغوية وإنشائية،، وقرر أن يتفضل على المسلمين ويصحح لهم قرآنهم القديم ويخرج لهم قرآنا حديثاً يتماشى مع الحضارة المتداعية التي يؤمن بها، ولا من أن يزيدها تشويهاً مع التشويه الذي ألحقه به بلغة الضاد ثم يحوله إلى قرآنه المدعى المفترى بالإنجليزية واليونانية والفرنسية ... الخ. الهم صبرنا على ما إبتليتنا به وألهمنا الحكمة وفصل الخطاب.

ردنا على هذه الخطرفة الغريبة، ولأن هذه الآية "محورية" وترتبط بأحد أسرار القرآن الكريم التي حيرت العقول، لا بد لنا من أن نتناولها من بدايتها، وسنحاول الإختصار بقدر المستطاع لأن الموضوع يطول شرحه،، لذا نقول وبالله التوفيق:

أولاً: هذه الآيات البينات بسورة البقرة من الآية الأولى (الم 1)، إلى الآية الحادية والعشرين منها ترتبط إرتباطاً وثيقاً بفاتحة الكتاب، التي تصنف البشر،،، كل البشر إلى ثلاث أصناف لا رابع لهم، ويتوقف هذا التصنيف على موقف الشخص من أول ثلاث آيات من سورة الفاتحة هي: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2)، (الرَّحْمَٰ-;-نِ الرَّحِيمِ 3)، (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4) ... فكل فرد يمر على هذه الآيات الثلاثة لا بد من أن يتبع أحد ثلاث خيارات:
1. إما معترف لله تعالى بهذه الآيات الثلاث، فيعزز ذلك بقوله مؤكداً: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5)، وبذلك يكون قد عقد البيعة مع ربه الذي يقول له مباشرة، ماذا تريد مني؟؟؟ فيقول على الفور (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ 6) ... (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ 7)، وبهذا يكون قد تميز عن نوعين آخرين من البشر هما " الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ " و " الضَّالِّينَ "،
2. أو يكون غير معترف لله بذلك لأنَّ له إلهه هواك أو ليس له إله إبتداءاً،، وهذا يكون من مجموعة (المغضوب عليهم)،
3. أو يكون الأمر عنده سيان فبعد أن آمن بالله وقال (إياك نعبد وإياك نستعين)، نكص على عقبيه وغير بيعته للشيطان، فهذا يصبح من (الضالين)،
ولكن،، كيف يمكن التمييز بين هذه المجموعات الثلاث التي أفرزتهما سورة "فاتحة الكتاب"؟؟؟ ... ليس هناك بد من التمييز بالحروف الهجائية فأخذت مجموعة (الذين أنعم الله عليهم) الحرف (أ)، ومجموعة (المغضوب عليهم) الحرف (ل)، ومجموعة (الضالين) الحرف (م).
الآن،، يخاطب الله تعالى كل البشر برموزهم هكذا:
(يـــــــا - "ألف!" ، "لام!" ، "ميم!) إستمعوا جيداً (ذَٰ-;-لِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2)،،،
ولكن من هم أولئك المتقون تحديداً؟؟؟ ... هم:
1. (« الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ »،
2. « وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ »،
3. « وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ »،
4. « وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ »،
5. « وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ »،
6. «وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ» 4)،
(أُولَٰ-;-ئِكَ عَلَىٰ-;- هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 5) ... أليس هؤلاء هم الذين (« أ » - آمنوا؟؟)،

أما المجموعة الأخرى "المغضوب عليهم"، فكأنما يقول الله تعالى لنبيه الكريم ... يا محمد! لا تتعب نفسك مع المغضوب عليهم،، لا جدوى من المحاولة معهم.
ولكن ... من هم المغضوب عليهم؟؟؟
الجواب في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ 6)،
فإذا سألت لماذا؟؟
جاءك الجواب في الآية التالية مباشرةً التي تقول بأنه ميئوس منهم ومحكوم عليهم ومن ثم:
1. (« خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِمْ »،
2. « وَعَلَىٰ-;- سَمْعِهِمْ »،
3. « وَعَلَىٰ-;- أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ »،
4. « وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ »)،
أليس هؤلاء المغضوب عليهم جديرون بأن يقول الله عنهم ("ل" – "لا") يؤمنون؟

ثم يقول لنبيه الكريم عن المجموعة الثالثة والأخيرة،، إحذر،،، إن هناك أناس آخرون خطرون "لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم،، ستعرف خصائصهم وخفايا نفوسهم وخبايا صدورهم، هم أولئك الذين كفروا بعد إيمانهم فأصبحوا (ضالين)، يدورون حول أنفسهم ويحاولون المخادعة واللف والدوران،،، الخ،،
ولكن من هم وما مواصفاتهم ولماذا هم بهذه الحالة التي ليست في صالحهم؟؟؟:
يأتيك الجواب في قوله تعالى:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ 8)،،، فهناك سؤال بديهي سيطرح نفسه... لماذا؟؟؟
جاءك الجواب المفصل في الآيات التي تلي هذه مباشرة رداً على هذا التساؤل يقول لك ... لأنهم:
1. (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 9)، فإذا قلت لماذا هذا الخداع؟
2. أجابتك الآية التالية ،،، قائلةً لأن ... (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ 10)، وإن قلت ،، لماذا زادهم الله مرضا على مرضهم ولم يشفهم من مرضهم مثلاً؟؟؟
3. جاءك الرد في الآية التالية، قالت ... لأنهم مراوغون كذابون: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ 11)، وهذا دليل مباشر على مرضهم العقلي والوجداني، وكذبهم، ولكن هل هذا الكذب والمراوغة ستنفعهم؟؟؟
4. بالطبع لا...: (أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰ-;-كِن لَّا يَشْعُرُونَ12 )، ثم ماذا بعد؟؟؟
5. (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰ-;-كِن لَّا يَعْلَمُونَ 13)،
6. فهم خطرون عليكم: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ-;- شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ 14)، فهم لا يثبتون على وجهة أو مبدأ ويظنون أنفسهم هم المستهذئون، وهذا دليل على غبائهم وضعف عقولهم وضيق أفقهم، والواقع غير ما يتصورون،
7. بل (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ 15)، وقد أدخلوا أنفسهم في هذه الورطة والضلالة،
8. (أُولَٰ-;-ئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ ...), التي هم عليها الآن،،، (... بِالْهُدَىٰ-;- ...), الذي كان متاحاً لهم عند سورة الفاتحة، لو أنهم "قالوا من قلوبهم" "إياك نعبد وإياك نستعين"، لذا كانت النتيجة الحتمية خسراناً مبيناً: (... فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ 16). أليس هؤلاء الضالين هم "المنافقون؟؟؟). ("م" – "منافقون").

ثم جسد الله تعالى حال هؤلاء التعساء المنافقين الضالين في مثالين غاية في الدقة والإحكام،، الأول فند فيه حالهم من جانب "البصيرة"، وأكد إنها "مطموسة"، والثاني بين حالهم من جانب "البصر"، وأكد أنه موجود وشتان بين هذا وذاك:

أولا: البصيرة قال، ضرب مثلاً لهؤلاء الأغبياء في حالتهم المتردية تماماً كمثل شخص ما،، إجتهد وعانى الأمرين حتى أوقد ناراً ليستفيد منها، قال: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ...), ولكن لشدة مراوغته ولفه ودورانه,, قال: (... فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ...), أضاعها حتى إنطفأ لهب النار الذي كان يضيء له الظلمة من حوله. هذه الحالة تماما مثل حال أولئك المنافقين أيضاً ذهب الله بنورهم مثله تماماً فبعد أن آمنوا وكانت لديهم فرصة للهداية، دخلوا في المراوغة والمخادعة واللف والدوران حتى أضاعوا الفرصة السانحة فطمس الله على قلوبهم فأصبحوا في ذلك الضلال المبين: (... ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ 17). فأصبح حالهم بعد ظلمة "البصيرة" التي أدخلوا أنفسهم فيها؟؟؟ ... (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ 18).

ثانياً: "البصر" هذا المثل الثاني يثبت أن حواسهم الخمس بصفة عامة وحاستي السمح والبصر بصفة خاصة تعملان بصورة جيدة ولكن مع ذلك لن تخدمهم في شيء مع طمس البصيرة لديهم، فقال هؤلاء الضالين حالهم إما كالمثال السابق،،،: (أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ 19)، (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ...), من شدة نوره، الذي يضيء لهم طريقهم، (... كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ...), لعودة الظلام مرة أخرى،، ومع ذلك لم يحرمهم الله أياهم بل تركهما لهم رحمة منه،، (... وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 20).

فالإشكالية التي وقع فيها صاحبنا هي عدم قدرته على تصور التراكيب البيانية والبلاغية. فمثلاً،، البليغ قد يشبه فيها الشخص الكريم بالبحر في العطاء، أو الفتاة الجميلة بالثريا في الجمال والوضاءة،، الخ
فألآية تقول بالطريقة التي نخاطب بها العامة بإختصار تصور شخص - (مشبه به) - إجتهد حتى أوقد ناراً ليستضيء بها ويسطلي،، ولكنه لم يرعها ويحافظ عليها حتى إنطفأت وبقي حائراً ضالاً في ظلام دامس)، هذا بالضبط حال مجموعة من الناس أيضا (المشبه)، أوقدوا نار الإيمان في قلوبهم، ولكنهم لمراوغتهم وكذبهم أضاعوا نور الإيمان من قلوبهم وإستبدلوه نفاقاً مظلماً دامساً),

أخيراً خاطب الله البشر بأطيافهم الثلاثة قائلاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 21).

*********************************************************

الخطأ 26
قال الله تعالى في سورة الأنبياء: (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ « حَصَبُ جَهَنَّمَ » أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ 98)، فظن صاحبنا أنَّ الآية الكريمة بها خطأ لغوي وإنشائي،، كما إعتاد البحث عن منافذ وثغرات يدخل منها على كتاب الله ليعيبه ويطيح بقدسيته وإحكامه، ليدعي بعد ذلك أنه ليس وحياً من عند الله،، وهذا هو خطه الإستراتيجي ومسعاه الخبيث الذي (لن يبلغه أبداً – أقسم له بالله العظيم على ذلك)، ثم يصرف الناس عنه ولو بالتشكك، ولكن هيهات وأنى له ولغيره ذلك،، ليته يفهم أن هذا القرآن (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أبداً !!!)، لأراح نفسه ، ولكن لا بأس،، فهي فرصة له ولغيره أن يقف على هذه الحقيقة الشامخة والراسخة إلى أن تقوم الساعة. فهو هنا يظن أن كلمة "حصب" خطأ وصحيحها كلمة "حطب", فنرد عليه بالحقائق التالية:

أولاً: الآية الكريمة تؤكد لهؤلاء المشركين عبدة الأصنام وغيرها من الآلهة وتقول لهم: إنكم أيها المشركون وما تعبدون من دون الله من أصنام ستكونون حصباً لجهنم (وقوداً لها)، وليس حطباً، لأن الحطب نار الدنيا المخففة سبعين مرة، أما نار الآخرة لها وقود ليس الحطب من بينه،

ثانياً: وعلى الرغم من أن الحصب في لغة أهل اليمن هو الحطب، إلأ أن كلمة "حصب" أشمل وأدق من كلمة حطب، إذا تذكرنا قول الله تعالى في سورة التحريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا « وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ » عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ 6)، لتأكد لنا أن وقود جهنم ليس حطباً رخواً بارد النار، وإنما هو "تحديداً" (ناس وحجارة)، فليست البراكين تشتعل نارها بالحطب كما هو معروف، وكذلك نار الشمس والنجوم،،، وهذا بالضبط ما تعنيه كلمة "حصب" لأن معناه كل ما يلقى في النار من وقود، وقد حصرت الآية السابقة في ما يلقى فيها هما شيئان إثنان لاغير (ناس وحجارة) فقط،

ثالثاً: بالإضافة إلى أن الحصب هو صَغار الحجارة (الحصباء)، فإن حجم الإنسان قياساً بحجم جهنم، والطريقة التي يلقى بها فيها يكون بمثابة الحصباء لضئالة حجمه، وطريقة إلقائه فيها من ملائكة غلاظ شداد ... قال تعالى في سورة القمر: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ 34). ومعروف كيف كان عقاب آل لوط.

**********************************************************


الخطأ 27
قال تعالى في سورة الأحزاب: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَٰ-;-لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا 30)، ولكن صاحبنا كعادته، دس أنفه فيها، فأراد أن يستدرك على من خلق الشمس والقمر بحسبان،،، والنجم والشجر يسجدان،، السماء رفعها ووضع الميزان،،، يريد أن يستدرك على من خلق من الماء كل شيء حي، يريد أن يستدرك على من جعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً ... فإدعى بأن هذه الآية الكريمة المحكمة بها خطأ لغوي وإنشائي،، فقال إن عبارة (... مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ ...)، خطأ والصواب هو (مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ فَاحِشَة). ذلك ظن الذين لا يؤمنون بالآخرة. ولكن نقول له قد أوقعت نفسك في إشكالية كبيرة، وأدخلتها في ورطة وتعرضت إلى مكر الله فإستدرجك حتى هوت بك الريح من مكان سحيق،، ألم يقل تعالى في سورة القلم: (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰ-;-ذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ 44)، (وَأُمْلِي لَهُمْ «« إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ »» 45)؟؟؟ وقوله في سورة الأعراف: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا «« سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ »» 182)، وها هو ذا قد إستدرجك كما قال ... على اية حال،، دعنا في البدء نناقش العبارة التي ظننت أنها صواب، ثم بعد ذلك ننظر إلى الآية الكريمة لنقف على إعجازها البياني البديع:

أولا: تقول إن عبارتك التي إدعيتها: (مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ فَاحِشَة) هي عبارة صحيحة، إذن جاوب على الأسئلة التالية:
1. هل مع كلمة "مِنْكُنَّ"، - من حيث سلامة اللغة - يكون الفعل مذكراً "يَأتِ" أم مؤنثاً "تَأتِ"؟ ... المعروف أن الحديث عن إناث، وبالتالي يجب (مطلقاً ... حسب رأيك) تأنيث الفعل أيضاً، أليس كذلك؟ وهذا يعني أن عبارتك من هذا الجانب "غارقة في بحر من الخطأ"، لأن العبارة ينبغي أن تكون هكذا: "من تَأتِ مِنْكُنَّ" ... أليس كذلك يا دكتور؟؟؟
2. الشخص عادةً،، إما أن يأت بالفاحشة، أو يأت إليها، أو تأتي هي منه وبالتالي يكون تعبيرك (مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ فَاحِشَة) - لغوياً - غير صحيح، ولكن كل هذه الخيارات بعيدة عن مدلول ومقاصد الآية الكريمة، كما سنبين لك ذلك لاحقاً.
إذاً هذا يدل على أن عبارتك من الناحية اللغوية والإنشائية خطأ 100%، أما الناحية البلاغية والبيانية فلن نتحدث عنها لأنك في كل أطروحاتك تفتقر إليها تماماً.
فمقاصد الآية الكريمة تعني أن (أي أحد يأتي منكن ببينة تثبت بالدليل المادي والشهود الأربع العدول، أن إحداكن قد وقعت في الفاحشة، ستعاقب عليها،، بل: (يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ)، وَكَانَ ذَٰ-;-لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا، يؤكد ذلك قوله تعالى في سورة الأحزاب: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ « لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ » إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا 32)،
فهي « لا تأتي الفاحشة نفسها » كما تقول فهي ليست جرماً مجسداً، وإنما هي سلوك، لذا فهي « يأتي بما الشهود » ويثبتها عليها بالأدلة والبراهين.

الآن فلننظر إلى الآية الكريمة (... مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ...)، من خلال إعرابها:
مَنْ: ... إسم شرط جازم يجزم فعلين للشرط و لجوابه) مبني على السكون في محل رفع مبتدأ،،
يأتِ: ... فعل مضارع مجزوم بحرف الشرط - بحذف حرف العلة "الياء" - والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو"، والجملة في محل نصب خبر
منكن: ... "من" حرف جر، و "الكاف" حرف خطاب مبني على الضم في محل جر بــِ "من"، والنون "للنسوة"، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف "حال" ،
بفاحشةٍ: ... جار ومجرور، متعلقان بالفعل "يأتِ"،
يضاعف: ... فعل مضارع – مبني للمجهول – مجزوم في جواب الشرط،
لها: ... جار ومجرور، متعلقان بالفعل "يضاعف" الذي قبلها،
العذاب: ... نائب فاعل مرفوع بالضمة،
ضعفين: ... نائب مفعول مطلق،، منصوب بالياء لأنه مثنى،، وجملتا الشرط خبر المبتدأ "مَنْ"،


**********************************************************

الخطأ 28
قال تعالى في سورة الأحزاب: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا 63)، فظن صاحبنا أنه قد تصيد خطأً في القرآن الكريم وقال إن هذا قول يؤثر، إن هذا لقول البشر. فإدعى أن كلمة "قريباً" خطأ والصواب حسب مفهومه يجب أن تكون "قريبة"، والأغرب من هذا كله أن التمييز "قَرِيبًا" إعتبره "صفة"، ولا ندري صفة ماذا؟؟؟، حيث قال بالنص: (خطأ: كان يجب تأنيث الصفة فيقول: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ « قريبة »)، فبان إنه يجهل أبسط قواعد اللغة العربية، فأراد أن "يرمي غيره بما هو فيه"، فهذا يعتبر جزء يسير من خلله المنهجي في فقه اللغة والإنشاء، فما بالك بفن البيان والبديع، فنقول له رداً على ذلك ما يلي وبالله التوفيق:

أولاً: الساعة هي إما "زمن إشراط" أو "أحداث ووقائع"، لذا يفرق القرآن بين الصفتين تماماً وقد مرت في القرآن عشرات المرات ذكرها،، فمثلاً عندما تحدث عن أحداث الساعة قال: (إقتربت الساعة « وإنشق القمر »), وقال (إن الساعة آتية لا ريب فيها وإن الله « يبعث من في القبور »)، ويقول (يوم « تقوم الساعة » يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)، فواضح جلياً أن كل من هذه الآيات يتحدث عن "أحداث ووقائع". أما في هذه الآية الكريمة التي تحدث عنها صاحبنا من قوله تعالى (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ « تَكُونُ قَرِيبًا » 63)، إنما تتحدث عن زمن إتيان الساعة وليس أحداثها ووقائعها،، لذلك فالزمن يشار إليه "بالتذكير" وليس "بالتأنيث". ومدلول الآية يقول (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ « آتيةً » قَرِيبًا 63)، وهذا يتضح أكثر من الإعراب، للعامة الذين لا قبل لهم بالبلاغة وعلم البديع ... ("تكون" فهل ماض ناقص، والضمير المستتر إسمها، مبني على الضم في محل رفع، آتيةً خبرها منصوب بها، و "قريباً" تمييز منصوب).

ثانياً: أما عبارته المفتراة التي قال فيها: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ « قريبة ») نلاحظ أنه وقع في حزمة أخطاء نذكر منها:
1. غاب عن - صاحبنا ملك اللغة والبيان - تماماً أن الآية قصدت زمن إتيان الساعة تحديداً دون أحداثها وأهوالها،، ولو أنه تريث، وتبصر الآية جيداً من أولها لعلم أن الناس كانوا يسألون النبي عن "وقتها" وليس عن أحداثها،، فالآية تقول بكل وضوح: (« يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ » قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ « وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا » 63)،
2. غاب عنه أن أحداث الساعة وأهوالها ونعيمها مفصل تفصيلاً كبيرة وتوصيفاً دقيقاً فلا تخلوا سورة من ذكرها إلَّا ما ندر. وبالتالي السؤال عنها من هذا الجانب غير وارد إطلاقاً،، الشيئ الوحيد المبهم هو "زمن إتيانها" لا غير،، وهذا لا أحد له به علم ولا حتى النبي نفسه، بديل قوله تعالى له (« وَمَا يُدْرِيكَ ؟» لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا). ويقول تعالى (يسأل أيان يوم القيامة).
3. لو أعربنا عبارة صاحبنا الفذ (... تَكُونُ « قريبة »)، لأدركنا جهله بفقه اللغة، بل بأساسياتها، (تكون: فعل مضارع، وإسمها ضمير مستتر تقديره "هي"، "قريبةً" خبرها منصوب بها) وليست "صفة" كما إدعى صاحبنا المبدع.. وبغض النظر عن موقع الكلمة من الإعراب، أو صحة إعراب الجملة،، فإن عبارته "تغريد خارج السرب off-point"، كما إعتدنا منه ذلك في كل أطروحاته المفبركة دون إستثناء.

**********************************************************

الخطأ 29:
قال تعالى في سورة الممتحنة: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا « جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ » عَلَىٰ-;- أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 12)، فوقف صاحبنا عند عبارة « جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ »، فتخيل له أن بها خطأ لغوي وإنشائي،، فكان تبريره كما هكذا: (خطأ: كان يجب تأنيث الفعل فيقول: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا « جَاءَتكَ » الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ),, فهو قد يكون محقاً إذا إعتبرناه من العامة الذين لا دراية لهم بفقه اللغة ولا بعلم البيان وفن البديع. فقط ظن أن المجئ المقصود من الآية هو "المؤمنات"، وهذا خطأ فكري وعلمي كبير، فهناك بون شاسع بين من يفهم وبين من يفقه.

قبل مواصلة تحليل خطأ صاحبنا الهمام،، أود أن ألفت نظره إلى حالتين في نفس السورة شبيهتين بنفس الحالة التي ظن أن بها خطأ، هما:
1. الحالة الأولى،، قوله تعالى: (لَقَدْ « كَانَ » لَكُمْ فِيهِمْ « أُسْوَةٌ » حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ 6)،
2. والحالة الثانية،، قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا « إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ » فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَٰ-;-لِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 10)،، نقول له من ملاحظاتنا عليه ما يأتي:

أولاً: لقد تكرر ظهور الحالة التي جاء فيها الفعل بضمير المذكر ثلاث مرات بهذه السورة:
1. قوله تعالى: (لَقَدْ « كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ » ... 6)، فلم يقل مثلاً (كانت لكم ..... أسوةُ) بتأنيث الفعل مع إسم "كان"،،، إلَّا إذا كانت هذه الكلمة عنده لا تشير إلى مؤنث،
2. قوله تعالى: (« إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ » ... 10)، فلم يقل مثلاً (جاءتكم المؤمنات)، بتأنيث الفعل مع الفاعل أيضاً،
3. قوله تعالى: (« جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ » ... 12), وهي التي وقف عندها وإعتبرها خطأ لغوياً وإنشائياً،، وطالب بتأنيث الفعل من الفاعل،، كأن يقول: (جاءتك المؤمنات)،
فهل تجاهلها صاحبنا هذه؟ أم جهلها؟ أم لم يفهمها، أم زاغت عنها الأبصار،، أم لعلها البصيرة؟؟؟

ثانياً: إنَّ سوء فهم صاحبنا لدقة بيان الآية لا يعني وجود خطأ فيها، للأسباب المنطقية الآتية:
1. لو كانت المسألة خطأ لما تكررت ثلاث مرات في ثلاث آيات متقاربات تماماً أرقامها هي: (6، 10، 12)،
2. الآية رقم 10،، وردت نون النسوة فيها تسع مرات، هكذا: (فَامْتَحِنُوهُنَّ ، بِإِيمَانِهِنَّ ، عَلِمْتُمُوهُنَّ ، تَرْجِعُوهُنَّ ، هُنَّ ، لَهُنَّ ، تَنكِحُوهُنَّ ، آتَيْتُمُوهُنَّ ، أُجُورَهُنَّ)، فكيف يستقيم عقلاً لهذا الإلتزام المؤكد بالتذكير والتأنيث يخطيء ثلاث مرات في تأنيث الفعل مع الفاعل؟؟؟
3. والآية رقم 12،، التي إدعى أن بها خطأ،، قد وردت نون النسوة فيها عشر مرات، هكذا: (يُشْرِكْنَ ، يَسْرِقْنَ ، يَزْنِينَ ، يَقْتُلْنَ , أَوْلَادَهُنَّ ، يَأْتِينَ ، أَيْدِيهِنَّ , وَأَرْجُلِهِنَّ , فَبَايِعْهُنَّ , لَهُنَّ)،، فكيف يستقيم عقلاً لصاحب هذا الإلتزام المؤكد بالنوع والجنس أن يخطيء ثلاث مرات في تأنيث الفعل (إن كان المقصود فعلاً هو المؤنث "الحقيقي"، وتحديداً "المؤمنات")؟ مالكم كيف تحكمون؟؟؟

ثالثاً: فليعلم صاحبنا وغيره أن المقصود في الآيات الثلاث ليس المؤنث الحقيقي "المؤمنات"، وإنما مؤنثاً مجازياً، نفصله فيما يلي:
1. المؤنث المجازي يجوز معه تأنيث الفعل مع الفاعل أو تذكيره، بدون قيود،، كأن تقول مثلاً (طلعت الشمس) أو (طلع الشمس)، أيضاً (حضر إلى المسرح نسوة)، و (حضرت إلى المسرح نسوة).
2. في الآية رقم 6،، قوله: « كَانَ ... أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ » ... 6) يصح أن تكون « كَانَت ... أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ » ... 6)، هذا من حيث التركيب عموماً، لأن "الأسوة"، مؤنث غير حقيقي، أما بالنسبة للمفهوم والبيان ومقاصد الآية العليا، فإن التأنيث غير وارد هنا إطلاقاً،
3. في الآية رقم 10: « إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ »، المقصود هو "جمع" أو "وفد" المؤمنات المهاجرات، وليس المعني هو "المؤمنات أنفسهن"، لاحظ أن كلمة " مُهَاجِرَاتٍ" هي حال منصوبة بالكسرة نيابة عن الفتحة. وليست مرفوعة على أنها خبر مبتدأ،

أنظر إلى قول الشاعر أبنُ الطبيب: (« فَبَكَىْ بَنَاتِيْ » شَجْوَهُنَّ وزَوْجَتِيْ *** والظَّاعِنُونَ إليَّ ثُمَّ تَصَدَّعُوا). فهو لم يقل مثلاً (فَبَكَت بَنَاتِيْ)،

تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث في قواعد اللغة:
تذكير الفعل مع المؤنث له أكثر من سبب وأكثر من خط في القرآن الكريم، يصعب إحصاءه، ولكن يمكن كشف بعض أسراره، فالقرآن لا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد
فمثلاً :
تذكير الفعل مع كلمة "الضلالة":
1. يُذَكَّرُ الفعل معها وعندما يكون المقصود هو الضلالة في الآخرة،، أو إذا قصدنا من "اللفظ المؤنّث" معنى المذكّر، وهذا ما يُعرف بالحَمْلِ على المعنى،، قال تعالى في سورة الأعراف: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ « كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ » 29)، (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا « حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ » إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ 30)،
2. عندما يؤنث الفعل مع كلمة "الضلالة"،، يكون الكلام مقصوداً به الضلالة في الدنيا،، كقوله تعالى في سورة النحل: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ « حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ » فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ 36).

تذكير الفعل مع كلمة "العاقبة":
1. لو جاء الفعل معها بالتذكير، كانت بمعنى "العذاب الذي وقع على الأمم الهالكة"، كما في قوله تعالى في سورة الأنعام: (قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ « كَانَ عَاقِبَةُ » الْمُكَذِّبِينَ 11)، وفي يونس: (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ « كَانَ عَاقِبَةُ » الْمُنذَرِينَ 73)، وفي الأعراف: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ « كَانَ عَاقِبَةُ » الْمُجْرِمِينَ 84) ، وفي الصافات: (فَانْظُرْ كَيْفَ « كَانَ عَاقِبَةُ » الْمُنْذَرِينَ 73)،
2. ولو جاء الفعل معها بالتأنيث،، لا تكون إلَّا بمعنى "النعيم والجنة" في الآخرة،، كما في قوله تعالى في سورة القصص: (وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ « تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ » الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ 37)، وفي الأنعام: (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن « تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ » الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ 135).

كلمة "شفاعة"، يذكر معها الفعل ويؤنث وفق الضوابط التالية:
1. عند تذكير الفعل مع كلمة "شفاعة" هذا يعني ان الشخص يوم القيامة لا تنفعه شفاعته لنفسه ولن تقبل منه،، يوكد ذلك قوله تعالى في سورة البقرة (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً « وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ » وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ 48)،
2. وعندما يؤنث الفعل مع الكلمة، فهذا يعني أن الشخص يوم القيامة لا تنفعه شفاعة الآخرين إن شفعوا له،، يؤكد ذلك قوله تعالى في سورة البقرة: (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ « وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ » وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ 123)، ومثلها قوله تعالى في سورة يس: (أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ « لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ » شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ 23)، وفي سورة النجم: (وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ « لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ » شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى 26)،

هناك حالات كثيرة لتذكير الفعل مع المؤنث، بجانب تأنيثه معه. ويكثر هذا الإستخدام في القرآن الكريم، وهو يعطي تفرداً في إعطاء أبعاد بلاغية دقيقة ورائعة،، نسوق منها غيضاً من فيض يصعب حصره،، منه مثلاً:

تذكير الفعل مع كلمة "البينات" في القرآن الكريم:
يُذَكَّرُ الفعل مع كلمة "البينات" ،، عندما يقصد بها القرآن الكريم" فمثلاً:
1. في آل عمران قال: (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ « وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ » وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 86)،
2. وقوله: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا « جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ » وَأُولَٰ-;-ئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 105)،
3. وفي سورة غافر: (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا « جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ » مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ 66)،

تأنيث الفعل مع كلمة "البينات":
يؤنث الفعل مع كلمة "البينات"، عندما يتحدث عن اليهود والنصارى، يقصد "التوراة والإنجيل فقط"،، مثلاً:
1. قوله تعالى في سورة البقرة (فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا « جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ » فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 209)،
2. وقوله: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا « جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ » بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 213)
3. وقوله: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا « جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ » وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ 256)،
4. وقوله في سورة النساء: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا « جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ » فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً 153).
5. وكذلك الحال مع سورة البينة، قوله تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّىٰ-;- « تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ » 1)،
6. وقوله: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا « جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ » 4)،
فليس هناك ما يبرر الإدعاء بوجود خطأ يا سعادة الدكتور ... لماذا غامرت بمصداقيتك ودرجتك العلمية هكذا؟؟؟


الخطأ 30:
قال تعالى في سورة النساء: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰ-;-لِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 13)، فظن صاحبنا أن بها خطأ لغوي وإنشائي،، فتبريره لذلك أن الآية الكريمة كانت في البداية تتحدث عن مفرد، ثم بعد أن وصف الجنة قال بضمير الجمع " خَالِدِينَ فِيهَا"، وقد أشكلت عليه فقال، يفترض أن هذا خطأ والصحيح أن يقول بضمير المفرد "خالداً فيها"، حتى تكن كما بالآية اللاحقة لها وهي قوله: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ 14). نقول له وبالله التوفيق:

أولاً: صحيح أن كل فرد يطع الله ورسوله إستحق أن يدخله الله الجنة، ولكنه لن يدخلها فرداً متوحشاً بل مع جماعات وزمر ووفداً متآنسين متحابين يهنئ بعضهم بعضاً، قال تعالى في سورة مريم: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰ-;-نِ وَفْدًا 85)، لأنهم سيكونون أحباء كما قال تعالى في سورة الحجر: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ-;- سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ 47)، فعلى الرغم من أن إستحقاق الجنة بصفة فردية، إلَّا أن الفرد سيدخل الجنة مع جماعة وليس فرداً متوحشاً، لذا فكان التغبير هنا عن هذه الجماعة المباركة أنهم سيكونون في الجنة "خالدين فيها" ولن يخلد فيها لوحده.

ثانياً: الآية التي تليها تتحدث عن الأشقياء الذين يعصون الله ورسوله، فكل فرد منهم إستحق النار، وسيحشره الله "فرداً" وليس له حميم ولا صديق ولا شفيع بل بل أعداء متنافرين، كل منهم يخاصم الآخر ويلعنه، (كلما دخلت أمة لعنت أختها). وقد أكد ذلك في سورة مريم (لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا 94)، (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا 95).

ملحوظة: هذا مكمل لموضوعنا المتسلسل (سأصليه سقر... لواحة للبشر) وقد سبقه جزءان 1 و2 ناقشنا خلاله كل منهما عشرة أخطاء، وهذا هو الجزء3... وسيستمر التسلسل ما دام لدى صاحبنا مزيد من الأخطاء المفتراة، فإن إنتقل إلى موضوع آخر حاورناه فيه بنفس المعايير.

نرجوا معذرة القراء لأن الموضوع بطبيعته طويل ،، والحقيقة تقتضي الصبر منكم فالموضوع طابعه علمي تحليلي لإزالة اللبس والغموض وسوء الفهم، والحوار يتطلب الإجابة كاملة. هذا ما قدرنا عليه في حدود إمكاناتنا المتواضعة،، وفوق كل ذي علم عليم.

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء2:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء1:
- هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية:
- على الحكيم أن يكون عارفاً ... كي لا يسقط:
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
- هل للاسلام إله غير اله اليهود:
- تصحيح مفاهيم خاطئة (جزء 1):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
- فّلْنَعُدْ إلَىْ رُشْدَنَاْ وَنُحَكِّمْ عُقُوْلَنَاْ:
- الجُبُّ والجَّيْبُ والحِجَابُ في أدبيات الكَذَّابَ:
- تعليقنا على: بين اسلام مكة واسلام المدينة:
- تعليق على سامي الذيب - صورة الحمار:
- ردنا على تعليق: أحمد حسن البغدادي - (قل هو الله أحد):
- براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الأول:
- تعليق على -أنا VS غشاء البكارة- - الجزء الثاني:


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء3: