أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - قوى سياسية غيرُ متعادلة














المزيد.....

قوى سياسية غيرُ متعادلة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لم تستطعْ الحركاتُ الفكرية الاجتماعية في شبهِ الجزيرةِ العربية أن تقدمَ أجوبةً على أسئلةِ التاريخ الحديث المتصاعدة، حتى على مستوياتِ العقودِ القريبة، ففي الوقت الذي عجزتْ فيه الدولُ العربية الأكثر تطوراً من دول الخليج عن فعل ذلك، فكيف تستطيع ثقافة الخليج أن تقوم بهذا؟
هزيمة الليبرالية العربية من خلال الشموليات العربية المتعددة لم تعطِ مجالاً لقوى قديمةٍ أو جديدة أن تكون قادرةً على تشكيل ديمقراطيةٍ أوليةٍ في الأجهزة السياسية سواءً أكانت دولاً أم حركات.
ليس امتحان الحركات الدينية المحافظة وتغلغلها بين الجمهور إلا دليلاً قوياً على تدهورِ العقلانية العربية، وغياب الديمقراطية، وتلكؤ عملية التنمية، وفشل قوى الثقافة أن تنشرَ تنويراً أو تحديثاً بسيطاً.
لقد عبرَ صعود هذه الحركات عن هزيمتنا جميعاً، فلا يجب أن ينسحبَ أي طرفٍ من المسئولية، ويقول لقد نبهتكم وقلت لكم وما إلى ذلك من تبريراتٍ ليس فيها أي فعل ملموس عميق قام به هذا الطرف.
إن الثورات العربية التي وقعت في بلدانِ الوحدةِ الوطنية أبعدت القوى المذهبية المفتتة للصفوف وبدأت تاريخاً آخر.
ومنطقة المشرق العربي مؤسسة الفِرق والمذهبيات السياسية لها شأنٌ آخر تماماً، فبلدان الصراعات الدينية السياسية بحاجة لمسارات أخرى من التوحيد الوطني النهضوي المتدرج المتصاعد.
لقد هُمشتْ المجموعاتُ الليبرالية والتنويرية بشكلٍ مخيف في مجتمعاتنا، وأثر تركيزُها على العمل التجاري الاقتصادي العام على التحرس من الدولِ الكبيرة المهيمنة على الأسواق والحياة السياسية والاقتصادية العامة.
أما اليسار فهو كائنٌ مسحوقٌ لا نستطيع أن نلومه لكثرة الجراح التي أُصيب بها. وبقاياه لم تقدرْ أن تشكل سياسة اجتماعية مؤثرة فسارت مع ما هو طافحٌ.
فحين تظهر مطبوعاتٌ له وتحصلُ على قراء ويكون له كتابهُ ومثقفوه القادرون على نشر ثقافة تنويرية ديمقراطية وطنية توحيدية، حينئذٍ نستطيع أن نلومه. أما وهو لا يستطيع أن يطبع أوراقاً وكتباً وقد نزفَ من أشلاءِ المناضلين والشعراء والكتاب والفنانين وصار عاقراً منهم وانتشر بينه بسطاء عاملون شبه أميين فكيف يمكن أن يؤسسَ ثقافةً تنويرية؟!
وفي ذات الوقت فإن المذهبيين السياسيين الشموليين مفتوحة لهم كل الساحات، وعبر إعادةِ إنتاج الكتب الدينية القديمة، ونشر الخطوط العريضة الأسطورية منها القائمة على قصص وتواريخ قديمة مؤثرة رمزية وأمثال شائعة وأقوال مسطحة والسيطرة من خلالها على الجمهور البسيط، ثم رفد هذه الثقافة الشعبية بخطوطٍ سياسيةٍ دكتاتورية مؤدلجة لكل فترة، فإن الجمهور الواسع صار تحت هيمنة محافظة خطيرة تقوده للوراء التاريخي، بحيث لا يستطيع ألا أن يتوجه نحو دول دينية شمولية تعدهُ للمذابح، ويجافي الدول العلمانية منقذة إياه من المصير الرهيب الذي ينتظره.
إن هذه الثقافةَ الدينيةَ الغيبية المقطوعة الصلات بالحداثة والتحليل السياسي الموضوعي تجعلُ الجمهورَ مخدراً مستعداً للانقلاب السياسي الخطر على معيشته وسلامته وتقدمه، بل أنه حتى هؤلاء(المثقفون) يصبحون فقاعات سياسية مع الشحن والتأثير المسرحي الكبير.
إن اختطاف جمهورنا إذن كان من خلال أفعال متباينة لكنها متساوقة متداخلة. ثمة دوائر تتكامل: العجز عن تغيير معاشه، وجعله في بُنى اجتماعية اقتصادية جامدة، وبغياب التنوير، وسيادة ثقافات الجهل من جهة وثقافة التسطيح من جهة أخرى تتشكل ظاهرة الردة المضادة عن الوطن والعقلانية والتقدم.
إن ثقافةَ التسطيح هي المكملة لثقافة التخدير، ثقافة التسطيح هي الأقوى، عبر تصعيد قوى لا تدري بشيء مما يجري في الأعماق، مقطوعة الصلة بتاريخ المنطقة وصراعاتها الاجتماعية وأدبها وفنونها ومذاهبها، فهي لا تدري حتى بأعماق الإسلام الذي تجري الصراعات السياسية والاجتماعية المعاصرة في حياضه لاستخدامهِ في السياسةِ المضادة للعصر والديمقراطية، ثم يقوم السطحيون بقيادة الإعلام والثقافة والتوجيه المعنوي ويشكلون البناء الروحي للمنطقة غير قادرين على مقاومة الاختراقات الطائفية والعنفية أو قراءة مجمل هذه اللوحة المعقدة الاقتصادية – السياسية - الثقافية.
وتتداخل مع هذا توجهات المغامرة الفوضوية فالقلة من المتعلمين السياسيين الدائخين في بحر الأمية والضغوط والآهات الاجتماعية والأعمال الاقتصادية الجيدة كذلك، انقطعوا أو قُطعوا عن القراءة، القراءة العميقة المنتجة، وبالتالي انفصلوا عن القدرة على تكوين عقلي تحديثي نقدي مستقل، فحين نطالع شخوص اليسار المراهق نجد عدم العودة للمراجع وغياب الدرس واستعمال الجملة السياسية المتفجرة المقطوعة السياق عن التحليلات العميقة للمجتمع والأمة العربية والأمة الفارسية (تحت قيادة الدينيين المحافظين) باعتبارهما مركزي الصراع السياسي الراهن في منطقة الخليج. وينحازون للثانية دون دراية مع الانقطاع عن التاريخ القومي العربي ومنجزات الوعي القومي السابق.
فهذه الأصوات تركز على نفخ الآلام الشعبية الجزئية وتحويلها إلى كل اللوحة الاجتماعية، ثم لا تجد سبيلاً لحلها سوى الانفجار. أو يجري استعراض الآلام السياسية القديمة واجترارها، وتداخل عذابات المناضلين السابقين بالرموز الدينية فتجري احتفالات متشابهة، وتتداخل خطابات الطائفيين مع خطابات (التحديثيين) والمناخُ العامي الغيبي يسيطر على هذه الفرق. وترى كذلك عدم القدرة هنا على معايشة الواقع الراهن، وتحليله والبحث عن مسارات تطور ممكنة معقولة فيه، وكأن الأمل مقطوع بسبب هيمنة الماضي.
والمشترك بين هؤلاء هو العجز عن تحليل الإسلام، وهو جوهر التاريخ الماضوي، فالطائفي غير قادر على فهم الإسلام، ولو فهمه ما كان طائفياً، أما اليساري المغامر فإن الأديان والبشر هم مجرد أدوات في تكتيك النمو والهيمنة على الآخرين نحو سلطة الدكتاتور الفذ.
إن ثقافة التسطيح المسيطرة على الواقع الإعلامي غير قادرة على تحليل هذه اللوحات المركبة، ومن هنا يعاد تجديد الأزمة في كل عشر سنوات أقل أو أكثر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منع الكتب مستمرٌ
- ثقافةٌ غيرُ ديمقراطيةِ
- إعلامٌ مضللٌ
- تجمدٌ سياسي
- فهمٌ غربيٌّ للحركاتِ الدينية
- أهميةُ القراءةِ الموضوعية للتاريخ
- الروايةُ وبناءُ الوطن (2)
- الروايةُ وبناءُ وطن (1)
- الحدثُ الأوكراني ودلالاتُهُ الديمقراطية
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (12- 12)
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (11)
- الفكر المصري ودورهُ التاريخي(10)
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي (9)
- كلام في الهواء
- الانقسامُ الطائفيُّ المشرقي
- الهندُ والخليج.. علاقةٌ مستمرةٌ
- الفكرُ المصري ودورُهُ التاريخي(8)
- الفكر المصري ودوره التاريخي (7)
- الفكرُ المصريُّ ودورُهُ التاريخي (6)
- الفكرُ المصريُّ ودورُهُ التاريخي (5-6)


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - قوى سياسية غيرُ متعادلة