أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - بعين التكنولوجية الى الأدب العربي المعاصر -2















المزيد.....

بعين التكنولوجية الى الأدب العربي المعاصر -2


حسين سليمان- هيوستن

الحوار المتمدن-العدد: 1248 - 2005 / 7 / 4 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


-2 –
مثال:( حسن مطلك- جبران خليل جبران- إدوار الخراط- سعدي يوسف- أحمد بوزفور)


(تنهج هذه المقالة طريق التأمل الذي لا يعتمد المراجع والثبوتيات، إنه الطريق الذي رأيته مناسبا كي أكشف عن هذا الموضوع. وهنا إن يرى البعض مطالات مبالغا بها لكنها في الأساس ليست سوى خطوة قد تكشف النور في بقعة ظلام.)


النص :لا تتعدى رواية " الزمن الآخر" حدود المائة صفحة الأولى- هل هذا صحيح؟- حيث ما جاء بعدها كان تدبير اللغة الوحشية الذي اعتمده الخراط. ثم كانت اللغة إحدى العوامل الهامة وهي المسيطرة والتي سيرت العمل والموسيقى الرفيعة فيها وكلمات المقاطع التي أُنزلت بحروف متشابهة تدندن كي تنقل أحاسيس لا ينقلها المعنى، كانت هذه اللغة هي إحدى المصائد التي حاولت أن تجهد روح الرواية وتقعدها. لكنها كانت قد وضعت المصطبة الأساس لرواية عربية تخرج عن الكلاسيكية، وتنقل الأدب والسرد العربي نحو العالمية مرة أخرى.
مرة أخرى! أي أنه قد كان هناك مرة أولى.
جبران خليل جبران. ليس لأنه ترجم وكتب بلغة أخرى بل لأن نصوصه ذات الطاقة العالية الروحية المسهبة كانت قد وضعت ورفعت الأدب العربي نحو العالمية، ولم يتابع مجهوده الفريد هذا أي كاتب آخر. صحيح أنه حاول أن يقلد نيتشه وهناك طبعات متماثلة معه على أرض التأمل والفلسفة لكن جبران ظل متميزا عربيا حيث أنه لم يسلك في النهاية طريق نيتشه، لقد تظللــه في يوم واحد تحت شمس واحدة، لكنه عاد إلى روح الشرق. روح الشرق التي أدرنا ظهورنا لها وبالتالي قد أظلمت. فاللعبة الإبداعية متماثلة: حين ندير ظهورنا عن الضوء، المصدر الوحيد، فأنه سينطفئ.
حين جاء نابليون كان يحمل معه رحم أوربا كي يلد في الشرق أشكالا غربية. ولهذا فقد عكف الكتاب العرب على إنتاجين لا ثالث لهما، التوغل في الماضي وإدارة الظهر للغرب أو التطلع نحو الغرب. وكان على جبران أن يخرج من هذه البؤرة، يحمل رحما نظيفا. لقد تأمل جبران الشرق من بعيد، من الغرب، وبهذه الروح تجول. حرية شرقية في دروب غربية. وما يفعله في الوقت الحاضر شاعر العراق سعدي يوسف الذي نجح في تخطي الحواجز التي مازلت من حجر مسلح تعترض المكان الشرقي، ما يفعله الآن هو السير بفعالية جديدة على خطى جبران خليل جبران. أما الموضوع الذي يعمل عليه فهو موضوع إدوار الخراط المحبب. لكن جبران بالمقارنة ملهم بالنبوة ولديه الطاقة الهائلة التي ترفع الأرض عن ثقلها.
ولو أننا نضيف أدونيس ومحمود درويش والشاعر الكردي الذي يعمل ما يعمله درويش شيركو بيكه فإننا ربما نجد مادة للعرض لكنها غير كافية حيث ادونيس ودرويش لم يأتيا بجديد بقدر ما تجاوزا الحاضر معتمدان على أوربا.
هذا الكلام بالتأكيد يلزمه براهين فالخطوط العريضة المختصرة لا تكفي.
القصيدة التي يكتبها أدونيس هي قصيدة غربية وإن كانت تظهر بمظهر صوفي شرقي. وكذلك محمود درويش الذي كتابته، كتابة المرايا، مستمدة أغلبها من المياه الغربية.
الذي قاد خطوات سعدي يوسف نحو الطريق السليم هو عزلته الداخلية وغربته عن العالم المحيط، وصمتـــه. هذا الصمت الذي يتفجر شعرا بين آن وآخر.
لغزُ أو رمز الجدران الصامتة في قصائد سعدي يوسف هو دلالة إلى الهامش الشرقي وكيف يعيش خارج التاريخ! هو رمز إدانة. ما أقصده هنا بالعزلة والغربة هو قصد الروح وليس قصد الحياة اليومية.
لكننا مازلنا تحت الخطوط وخلفها. لم نعبر بعد.
لكن مافعله إدوار الخراط في بحثه عن "الرامة" وعن الزمان هو الطريق الخطوة الأولى فيه. هكذا الآن يظهر إشعاع أدبي سينمو، ينمو على يد السرد الروائي حيث الشعر متقهقر ويتقهقر كل يوم فلا علامات مضيئة فيه.
هذا اليقين الكاذب- شبه تجديف على مكانة الشعر العربي- وكنا قد أوردنا سعدي يوسف قبل قليل! هو لأن الشعر في داخل الوطن العربي، ومن النظرة البعيدة، قد توقف عند بدر شاكر السياب وعند شبيهه أمل دنقل. في قصيدة "لا تصالح" المتوازية روحيا مع "أنشودة المطر" بل ولقد تفوقت عليها ذلك باعتماد أمل دنقل على الموروث العربي. ولقد استفادت "لا تصالح" من اللحظة التاريخية التي لن ينساها العرب فارتقت بذلك، وأمست نشيدا عربيا ينام مرة ويصحو أخرى. هذان الشاعران أقاما صرحا للهاجس العربي. يدا بيد يضعان رسوما وتصحيحات للمقبل من الأيام. لكنهما لم ينقلا خطوة واحدة نحو الذي أريده.
لقد أصاب إدوار الخراط حين عنون روايته بالزمن الآخر وكان يتكلم فيها عن الحب. ولقد سلك الدرب الأوربي في التعامل مع الحبيبة. يريد امرأة عربية تلبس رداء أوربيا- لكن هذا لا قيمة له لأنه كان خدعة سينمائية. المرأة الأوربية في الرواية هي حالة الوصال الجسدي وهذه الحالة لا علاقة لها مع مفهوم الحب الغامض الذي تريده الرواية. الحب في الرواية تكشفه لنا اللغة، طاقة اللغة الهائلة في عمل إدوار الخراط هي علامات ورموز عن حب أبدي قيسي.
ولقد تعاملت الرواية مع جسد الحبيبة بفنية راقية عالية حيث لطع الدم الحمراء على الشرشف الأبيض ليس دم الجنس بل هو دم قلب المحب. هكذا وفقت الرواية في صهر الجنس والحب معا في حالة صوفية نادرة، قل من أجادها من الروائيين العرب ذلك حين يقاربون حالات مشابهة.
كثير من الكتاب الآن يتكئ على جسد الحبيبة إتكاء فيه نرجسية والقول يذهب أيضا على الكاتبات العربيات اللواتي يفرشن أجساد بطلاتهن في الرواية والشعر في مشاهد تقترب من الاستفزازية من دون قيمة فنية.
استثني بعض الكاتبات اللواتي ينظرن إلى الجنس كحالة وجودية وهن قلة. مليكة مستظرف إحداهن.
وهناك أيضا محاولات مضنية يقدمها لنا الروائي والشاعر الفلسطيني محمد الأسعد. جاهدا يريد أن يفتح كوة تطل على الحداثة والجدة!
والفن بحد ذاته هو تيار داخلي يسري ويقود من دون قيادة واعية. ولعبة اللاوعي عند إدوار الخراط تأتي على شكل دفقات علوية، فنصوص مفتوحة ولا شكل لها، لا بنية ولا خريطة.
هذا النوع من الكتابات يعتمد على الإلهام الشعري وعلى الدفقات التي هي كوانتية في مفهومها الزمني، حيث لا يعرف متى تشع ومتى تهبط. وهي بالضبط حالة الشاعر. إنما الشاعر هو هنا، من ينتظر حالة الإلهام، ومتى جاءه فإن الباقي لا يكون سوى تحرير وصياغة أخيرة. لا يمكن لشاعر يخاطب الروح العميقة أن يعمل على قصيدته بعد أن ينتهي مصدر إلهامها. إن من يعمل ويشتغل على قصيدته ليس بشاعر، لأن القصيدة لا تنحت من صخر أو حجر.
الفقد الكبير الذي- كما أحسب- كان برحيل الكاتب المبدع حسن مطلك. فالمستوى الذي قدمه بنصوصه وكتبه القليلة (غير الكاملة) هو ما كنا نطمح إليه. في جملته طاقة عالمية هدارة- كالحرب التي لم أو لن تترك العراق أبدا.
هناك محاولات أخرى من شباب مبدعين لكنها لم تصل بعد، فهناك شوائب فيها.
الكاتب الفلسطيني ماجد عاطف الذي ينهك النص بعقلانية تحيله إلى نص فلسفي بعيد عن الإبداع. نوع كتاباته مهم – إن لم يصل إلى طريق مسدود. وأن يبث فيه بهجة وروح الحياة كي يلقفه الفن.
صوت الولايات المتحدة خامد، فيه غمغمة، فلا شعراء ولا كتاب مقارنة مع أوربا. مع أن الحياة هنا في أمريكا هي حياة عالمية خصبة للإنتاج والإبداع، فالوحدة والعزلة والنمط الغريب المختلف عن أوربا والشرق هي كلها ما يجعلها مادة مفتوحة لإصدار الجديد. أصبحت أوربا شبه شرقية، لكن الولايات المتحدة مازالت تبحر في سفينتها التيتانك مبتعدة حتى أنها تختلف أيما اختلاف عن كندا الهادئة، السيدة البريطانية المسنة. مع هذا فلا نجد حركة إبداع ظاهرة ومتميزة ذلك بحكم الطاحونة التي لا تتوقف. إن توقفت فإن المرء سيصبح شبه هومليس، فالعمل الطويل والساعات المرهقة تؤخر قوة الإبداع. أكرم قطريب وآمال نوار، يتوارى خلف قصائدها طيف جبران خليل جبران. وسركون بولس الذي لعبت معه الحياة في أمريكا "غميضة". يختبئ من دون جديد ومنذ زمن طويل.
عند العرب المقيمين في أمريكا، هناك لمحات تختلف عن المألوف، تريد أن تضرب كرتها في اتجاه آخر. والمستوى العام له طرفان، طرف يريد أن يحقق الاختلاف وطرف لا يعرف موطئ أقدامه هزيل مريض جُلب من الوطن الأصلي من دون تغيير.
الدهشة في أمريكا هي دهشة داخلية. يقرأ المبدع آماله وهواجسه فيجد مقدار البين الشاسع بينه وبين أخوته في أوربا أو الشرق.

هنا بعض من قراءة سريعة في الفصل الأول من "قوة الضحك في أورا" لحسن مطلك. الوصلة الالكترونية http://www.alwah.com/alwah11/alwah11-28.htm
يماثل تقريبا أسلوب حسن مطلك اسلوب وليم فولكنر ذلك لقوة الشعر في النص ولطريقة ترتيب الجمل وترادفها وطريقة معالجته الزمن
"علي أن أعترف ...وانحنى أبي علي بشكل مبالغ فيه... وأدرت بصري في حوش الدار... ومددت يدي لألمس ثوب أبي لأرى إذا كان قد مات.."
ثم هذا المقطع الكامل
" كانت الريح تجري بلا توقف عبر ممرات ضوء الغروب، تمر بردائي الواسع مشبعة بالظواهر الجوية ومتجهة إلى أورا بدون استئذان، فليس ثمة صوت يدل على الحياة في صمت الرجال، سوى: أودعناكم، أودعناكم. والغيم يلامس الحجر، فتظهر في شغاف الدغل أعراف ديكة وطيور ترابية، وثعالب تقطع الطريق بسرعة وذعر مارقة أمام الرجال، ويضج الدغل في المنخفض بأصوات ليس لها حدود، ورفيف حزين لأجنحة النسور التي أضاعت بعض ريشها في حفلة مصارعة وقد التجأت بعد عشرات السنين من النشاط لتموت هنا: بقايا مخلب حفر صخرة."
من ملاحظة النص السابق نرى كيف الجمل تترادف "كانت الريح تجري.. تمر بردائي الواسع. والغيم يلامس الحجر، فتظهر في شغاف الدغل أعراف ديكة، وثعالب تقطع الطريق، ويضج الدغل في المنخفض، ورفيف حزين لأجنحة النسور" لقد كسر في جمله المتتابعة السرد الكلاسيكي، يصور لوحة يمتزج فيها الماضي مع الحاضر وتختلط في النص الصور والحركات الشعرية غير المتجانسة كي يقول لنا إن الذي يجري هو حالة داخلية لا زمنية وما يؤكد هذا الكلام هو ملامسة الغيم للحجر التي تحيل الواقع إلى سراب غامض.
جاءت جملة "والغيم يلامس الحجر، فتظهر في شغاف.." كي تقول أن الغيم لامس الحجر فأظهر في شغاف الدغل أعراف ديكة! ملامسة الغيم لم تحجب بل أظهرت أعراف الديكة!
يتبع



#حسين_سليمان-_هيوستن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف- يطرق ما تجمعه النافذة من فضاء
- تــداخل أمكنــــة - إلى فاطمة ناعوت
- تخفيف اللحظة
- ربما سحر
- تسخين الشمس- فاعلات ليلية للشاعر المصري اشرف عامر
- النبي المسافر
- الأدباء العرب هم اخر المدافعين
- عودة متعب الهذال
- صوت الأبجدية - قراءة في تقويم للفلك لأدونيس
- النيل الذي لا يكف، إلا أن يجري ولو متأخرا - قراءة في قصيدة ك ...
- ليليت لن تعود- قراءة في الثقافة العربية
- كوة الحائط العالي حد الدنيا
- رسالة إيميل- بعدما انتهى عيد الحب
- اجنحة ماركيز المقلوبة
- عن الحب فقط- مدن الحب
- الأم في العام 1905
- المرأة ذات الوجه الأبيض- 2
- المرأة ذات الوجه الأبيض
- حب إيــه بعـــد ثلاثــين عـامـا
- الجنِِــة جيدة- قصة مكتوبة على حائط مهمل


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين سليمان- هيوستن - بعين التكنولوجية الى الأدب العربي المعاصر -2