أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند الكاطع - عبد الباسط سيدا .. يسقطُ في مُستنقع البعث الكُردي !















المزيد.....

عبد الباسط سيدا .. يسقطُ في مُستنقع البعث الكُردي !


مهند الكاطع

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 08:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كُنتُ من أكثر المُتلهفين لقراءة كتاب (رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق ) عبد الباسط سيدا الذي ناديتهُ دوماً بإبن "بلدة عامودا" البار ، وكنتُ أتطلع لان يكون عبد الباسط سيدا الذي ترأَّسَ المعارضة السورية (سياسياً) يوماً ما ، مُنصفاً ومثالاً لصوتِ الشعب السوري كاملاً الذي انتفضَّ ضدَّ نظام استبد الشعب تحتَ شعار القومية ، وأن يكون رافضاً للتزوير واستخدام البعد القومي الضيّق في سرده لأي مسألة تاريخية كما عودتنا الأحزاب القومية التقليدية ، وان يحمل شعار أبناء عامودا الذين خرجوا في مظاهراتهم كجزء من ابناء الشعب السوري حيث نادوا ( واحد واحد واحد .. الشعب السوري واحد ) ولم يقولوا ما تفضل به سيدا وباقي الاحزاب القومية الكردية في أن في سوريا هناك شعبين أحدهم (شعب كردي) والآخر (شعب سوري بمختلف مكوناته الآخرى )!! ، كما أنني كنتُ أتوق لأن يترفع عبد الباسط سيدا عن شعارات الأحزاب القومية الكردية و برامجهم السياسية التي لا تتقاطع أبداً مع أهداف الثورة السورية ولا تحمل سوى أفكار لا تخرج عن دائرة الأنفصال والأطماع القومية التي لا تمتلك أي أرضية وشرعية للمناداة بها .

خابَ ظني بالأكاديمي سيدا منذُ اول تصفح الصفحات الأولى لكتابه الذي يقدمه السيد سيدا من جزيرة اولاند بالسويد في طبعته الثانية بعد طبعته الأولى سنة 2004 حيث يقول سيدا بان كتابه سيغدو ( إرثاً ثقافياً عاماً) !!!

نعم صدقت أستاذ سيدا ، سيكون إرثاً ثقافياً قومياً كردياً يُضاف إلى سلسلة الشعارات القومية و قائمة السرديات التي تسعى لتزوير الحقيقة وليس الوقوف عليها بإنصاف .
يبدو أن أنتقالكم من التخصص في مجال الفلسفة وشروعكم في دراسة الدكتوراة في التاريخ لم يكُن موفقاً ، إذْ ينبغي للمؤرخ أن يتجرد عن عصبيته القومية "الزائدة" ويخلع عباءة الأحزاب الإقصائية وأهدافها السياسية جانباً وهو يتناول تاريخ منطقة ، حتى تكون لهُ أدنى درجة من المصداقية للقُراء !!

لا تكادُ تخلو صفحة من صفحات كتَيّب رئيس مجلسنا الموقر من عبارة كردستان سوريا و المناطق الكردية التي بدأت تظهر في أدبيات الأحزاب الكردية بعد التسعينات وزادَت وتيرة أستخدامها مع بداية الأحتلال الأمريكي للعراق وحصول الأكراد في شمال العراق على قدر أكبر من الأستقلال الذاتي ، إلا أن الكاتب لم يأخذ بعين الأعتبار الأختلاف الجذري بين الوضع الكردي في العراق وفي سوريا ( تارخياً ، ديموغرافياً ، جغرافياً ) .

يُعبّر سيدا في الصفحة 35 من كتابه (المسألة الكردية في سوريا ) عن أقسام كردستان سوريا كما يقول حيث يقسمها وفق منظوره إلى ثلاث مناطق هي :
الجزيرة ، كوباني ، عفرين ، وهي نفسها المناطق التي عبر عنها حزب العمال الكردستاني المدعوم من النظام بــ (( كانتونات الإدارة الذاتية الثلاث )) !

يسهب السيد عبد الباسط في حديثه عن مدن الجزيرة التي وصفها زوراً بالكردية وتعمّد تحوير أسماءها التاريخية التي عُرفت بها منذ ماقبل الفتح الإسلامي مثل رأس العين التي أطلق عليها (سري كانيه) كما يسميها القومجيين الأكراد أو تلك المدن التي تم إنشاءها وتطويرها في عهد الفرنسيين فقط مثل قبور البيض كما جاء في الوثائق الفرنسية الرسمية والتي يسميها سيدا وباقي القومجيين الاكراد (تربي سبي) وغيرها من الاسماء التي اعتمد تزويرها !!
كما لم ينسى الدكتور سيدا الحديث عن مركز المحافظة مدينة الحسكة التي بحسب سيدا يشكل الأكراد فيها 60 بالمئة في المدينة نفسها !!!!! علماً بأن الأكراد في مركز الحسكة وبأعتراف الاكراد أنفسهم لا يتجاوزون 10 بالمئة ، وفي عموم مدن الحسكة وقراها لا يتجاوزون 26% ، وأكثر الأرقام مبالغة كانت للكاتب عبد المسيح قرياقس الذي أعتبر ان اعدادهم ممكن ان تصل إلى 30% في عموم محافظة الحسكة ، وكل ذلك موثق بحسب أعداد القرى وتوزع الأحياء ويمكن تفصيله في مقال منفصل ، ولا نعرف على ماذا يعتمد سيدا في تقسيم أجزاء من سورياعلى اسس قومية ووصف منطقة تشكل سلة الغذاء السورية بأنها منطقة (كردية) متنكراً للتاريخ القريب للأكراد في الجزيرة السورية والتي يعود إلى ما بعد عام 1925م ؟!! وهنا ليس نكراناً لهم ، بل أطالبُ بأن يكونون على قدم المساواة مع اي مواطن سوري ، لكن ليس على حساب المساومة على جزء من أرض سوريا !!! فسورية هي بلد ذات سيادة وحدود دولية معترف بها وليس تركة إستعمارية قابلة للتجزئة ، فيكفيها ما نالها من اغتصاب لأراضيها في لواء الاسكندرون والجولان ولا حاجة لها بتجزئة أكثر ، خاصة من أشخاص يُفترض بهم أن يمثلوا (سوريا) كاملاً و(الشعب السوري) !! بدلاً من أن يلهثوا وراء تسميات حديثة مثل (كردستان سوريا والشعب الكوردي المجاور للشعب السوري )!!!!! ففي سوريا لا يوجد إلا بلد واحد وشعب واحد متنوع القوميات والأديان والاثنيات والمذاهب .

لا أدري ما هو الوازع الأخلاقي الذي يدفع سيدا ليصف بعض البلدات العربية التي يشكل فيها الأكراد أقل من 1% فقط بأنها كردية ، ومثال ذلك (تل حميس )التي باتت ناحية تتبع مدينة القامشلي الكردية بحسب سيدا ، ولم يمانع في الإشارة الى كردية قرية تل معروف النقشبندية في سياق التكريد المسيّس المداعب للمشاعر القومية والروحانية معا!

يستمر سيدا في إبداعاته متحدثا عن كوباني التي سميت بذلك سنة 1912 ثم غدت بعد سياسة التعريب (عين العرب) بحسب كلامه !!!!
ثم يستدركُ حديثه ليناقض نفسه بالقول ان التسمية بحسب رجال مسنين زارهم الكاتب جاءت نسبةً إلى نبع كان العرب يسقون منه مواشيهم !
وعفرين اخيراً اسمها آفي صابوني او كاني صابوني المتوافق مع ترجمة كلمة عفرين الإغريقية (رغوة الصابون ) كما يقول الكاتب !
كردستان تعرضت لتقسيم مزدوج بحسب سيدا في ص 43 ، مرة بفصل الجزيرة وكوباني الكرديتان عن كردستان الشمالية ، ومرة عندما قسمت كردستان سوريا الى ثلاث منطاق يفصل بعضها عن بعض بقية بفعل أمزجة القاسمين. ( بمعنى ان عرب تل ابيض والحسكة والسخنة وغيرهم تم زرعهم من أولئك القاسمين لأرض كردستان !!
كل ذلك في الفصل الاول التمهيدي المعتدل فما بالكم بالفصول الخمسة المتبقية من كتاب رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق الذي يتخذ من طباعة منصبه السياسي السوري الأسبق على طبعة كتابه الثانية جذب القراء للتسويق لبعث كردي يسعى للتركيد الشامل ردا على سياسة التعريب الشامل !! ها نحنُ تحصد نتائج هذا التجييش من القومجيين عبر سقوط أبرياء واحتلال قرى وبلدات وارتكاب مجازر بحق سكانها على اعتبار انهم مستوطنين وان الارض جزء من مشروع قومي كبير تم تقسيمها على ايدي مستر سايكس ومستو بيكو !!!!!

سنقوم بنشر مقال مفصل عن كتاب سيدا بفصوله الخمسة المخيبة للآمال والتي لم تخرج عن أُطر القوقعة القومية !

شكراً دكتور عبد الباسط جعلتنا نقرأ وجهك الآخر !



#مهند_الكاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تل برك .. محافظة الحسكة .. توثيق إنتهاكات قوات الحماية ال ...
- الثورة الأوكرانية أسقطت القناع عن خذلان العالم للسوريين !
- أستمرار أنتهاكات حزب العمال الكردستاني .. بلدة المناجير في م ...
- توثيق إنتهاكات قوات الحماية الكردية الحليفة للنظام في سوريا
- النظام السوري يُحسِنُ استخدامَ الورقة الكردية!
- صمود تل حميس ... يهزم قوات الحماية الكردية !
- أكذوبة الإدارة الذاتية في -غرب كردستان-
- لست من دعاة الفيدرالية ولا القومية في سوريا !
- آلهة الكذب المميزين
- الفيدرالية ... رفضها في سوريا .. وقبولها في اليمن !
- الإحصاء الإستثنائي في محافظة الحسكة 1962
- الحركة الكردية في سوريا ... ماضي و حاضر
- مواجهات في مدن الجزيرة السورية .. من المستفيد .. رؤية تحليلي ...
- إرهاصات الخطاب الكردي في ظل الثورة السورية .... وجهة نظر عرب ...
- 12 آذار بين أنتفاضة قامشلو ... وأحداث القامشلي
- ما بعد أحداث القامشلي .... رؤية واقعية
- الرد على ماجاء في مقال السيد اسماعيل حمد الجبوري


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهند الكاطع - عبد الباسط سيدا .. يسقطُ في مُستنقع البعث الكُردي !