أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عيسى - فُله تصلي في بلاد اليوكوشيما - قصة قصيرة















المزيد.....

فُله تصلي في بلاد اليوكوشيما - قصة قصيرة


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 01:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في السوق ، طاف محمد بين المحلات والبسطات بطريقة وندوشوبنج ، فجيوبه خالية من النقود , واللي معوش ما يلزموش ، لا يعمل ، وتوقف في نصف الطريق ولم يكمل تعليمه ، ولم يحصل على شهادة جامعية ، فما أن دخل الجامعة حتى وجد نفسه أمام الرسوم الجامعية وأُجرة الموصلات حتى وصل الى السنة الثانية زحفا ، ولم يستطع السير أكثر من ذلك .
وكان لدراسته للتكنولوجيا هدفا لمواكبة التطور العلمي ، فمفهوم التكنولوجيا قد غزى كل شيء .
عاش محمد حياته يوما بيوم ، فهو لم يرث من والده غير الفقر ، وبعض العقلانية في تسيير الأمور , ولما أعوزه المال توقف في منتصف الطريق , لم يكمل ، خرج من الجامعة ، أخذ يبحث عن

عمل ، على أمل أن يعود للجامعة بعد أن يجمع قدرا كافيا من المال .
دار محمد وبحث عن عمل في كل مكان ، لكنه لم يوفق . ما العمل اذن ؟
وها هو يدور في السوق ، كل البضائع ، صنع في الصين ، صُنع في اليابان .
ها ، لا بد أن هذه الدول بها فرص عمل ، فهي بلاد التكنولوجيا ، وتصنع كل شيء من الابرة الى الطائرة ، وتصدر كل شيء الى العالم .
ها ، وجدت الحل ، اطلبوا العمل ولو في الصين , لا بد من السفر الى الصين .
باع ما لم يلزم من الأمتعة ، جمع ما يستطيع جمعه من النقود ، وسافر الى الصين .
الصين خلية نحل ، عمل ، حركة ، نشاط ، صناعة ، كل شيء يسير وكأنه مبرمج ، لا مجال للغريب فيها الا للشراء ، أما العمل فللصينيين فقط . آه , وقعت يا شاطر ، وما فيه حدا سمى عليك !!!
ما العمل ، لا بد من متابعة المسيرة الى اليابان . وفعلا ، غامر بما تبقى معه من النقود ، وألقى بكل ماء قربته آملا في غيمة ماطرة في اليابان .
وصل محمد الى اليابان ، وظل يسأل بلغته الانجليزية الركيكة عن مكان رخيص ممكن أن يستقر به ، ومنه يبدأ مسيرته في البحث عن عمل .

شد الرحال الى قرية بعيدة نسبيا عن العاصمة ، تدعى " يوكوشيما " ولكنها رخيصة في الاقامة فيها .
وصل محمد الى " يوكوشيما " , ومنها انطلق للبحث عن عمل ، فطرق كل باب ، وسأل كل المحال التي صادفته . ولكن ، لا عمل .
مضى اسبوع وهو على هذا الحال , والآن وقع في الحفرة ، ولا أحد يستطيع أن ينقذه منها غير العمل بأجر , أي عمل .
لفه شعور بفقدان الأمل بالحصول على عمل , فخرج متجها الى المنطقة الصناعية , وهي الملاذ الخير . دخل أحد المصانع ، وطلب مقابلة المدير ، فلما قابله وسأله عن عمل ، واذ بالمدير يسأله : هل تصلي ؟
صمت محمد برهة قبل أن يجيب ، السؤال غريب في بلد اليوكوشيما هذه , لماذا يسأل هذا السؤال ؟ هل سمع عن المصلين أنهم ارهابيون ، ولا يريد أن يتعامل معهم ؟ فاليابانيون اما بوذيون ، أو كونفوشيسيون ¸أو لا دينيون . فلماذا السؤال ؟
فقال في نفسه ان أفضل جواب : لا ، لا أصلي .
فقال المدير حسنا ، يوجد عمل .
ولكن اجابته بلا ، سببت له قلق ، فهو لا يحب الكذب . ولكن أصابه الفضول في معرفة السبب من وراء سؤال المدير هذا السؤال .
لابد من معرفة ، فاقترب من المدير ، وعلى وجهه علامات الهدوء وسأل المدير : لماذا تسألني عن الصلاة ؟

فقال : لقد كان عندي عامل أربكني وأربك العمل بكثرة ذهابه للصلاة ، وفوق هذا يستهلك وقتا كثيرا في صلاته ، فطردته .

فتمتم محمد في نفسه ، حسنا ، لقد كان جوابي في محله . وان شاء الله نقدر نحل المشكلة ، واستطيع التوفيق بين العمل والصلاة .
العمل في المصنع بالساعة , وتدخل فيه مناوبات في الليل والنهار ، وهذا ارباك لأي شيء غير العمل .
الشيء الممتاز بالنسبة لي الآن أني وجدت عملا . ما هو العمل , لا يهم ، التوفيق بين العمل والصلاة ، مرحلة ثانية . ان شاء الله يقدرنا على حلها في بلد اليوكوشيما هذه .
بعد اسبوع استلم محمد أول أجرة له.فكانت تكفي للمعيشة وزيادة. ولكن لا زال في وضع غير مريح ، يجب أن يصلي كل صلاة وملحقاتها في ميعادها .
فقال في نفسه ، أنا في اليابان بلد التكنولوجيا ، والحل يجب أن يكون بالتكنولوجيا أيضا . فكل دقيقة لها ثمنها ، وأريد أن أعمل وأعيش .
فتساءل محمد ، ماذا أعمل ؟ أريد أن أصلي . أريد أن أعمل وأُصلي .
آه وجدتها . أشتري " فلة " هذه الدمية المشهورة ، ويجب أن تكون ناطقة ، أي بها مسجل خاضع للأمر ، والمسجل به كل الصلوات والدعاء بعد كل صلاة ، ولا بد من جعلها مأمورة بالاتصال ، فكل صلاة لها رقمها ، وحينما يتم الاتصال بها ، تقوم بإقامة الصلاة المطلوبة ، واستحضار النية والبدء في التلاوة والركوع والسجود والتشهد والسلام ، ثم الدعاء ، وهكذا دواليك .
قال ، انها فكرة رائعة , تعفيني من الواجبات ، فهناك من ينوب عني ، فنحن في عصر التكنولوجيا ، وأنا بهذا أكسب العمل وأكسب حسنات .
ان هذه الفلة هي هداية من الله ، وهو عالم بحالي ، ومشكلتي , ولا بد ان عملي هذا سينال الرضى من الله ، وسيغفر لي ان أخطأت ، وهو عالم بالنية من وراء هذا . هي تقرأ عني ، تصلي عني ، وتدعو عني ، وتكسب حسنات لي لأني أنا من يأمرها ، وكل صلاة بوقتها .
هذا بديع ، انها هداية من الله, انها مثل أحدهم أن يحج ويذبح ويهب ثوابها لغيره . تمام ، تمام ، فكرة ممتازة . انه عصر التكنولوجيا الذي غزى كل مرافق الحياة ، فكيف لا تساعدني في حل مشكلتي هذه .
لماذا لا ، فالضرورة لها أحكامها ، وأنا في ورطة ، اما أن أهرب من هذه اليابان ، ومن هذه اليوكوشيما ، وأعود الى بلادي العربية التي وضعها لا يسر عدو ولا صديق ، وإما أن أجمع كل الصلوات ، وانفذها قضاء كلها كومة واحدة ، أو أقوم بما أقوم به من فرائض ، والباقي على " فلة " ، وحسب الطلب .
فالزمن مهم جدا في هذه اليوكو شيما ، فيجب أن تقسم وقتك ، وبدقة من التاك تاك ، الى النام نام ، من الصحو الى النوم ، وليس من بزوغ الشمس الى مغيبها ، فلا حساب لتعاقب الليل والنهار ، ولا لطلوع الشمس ومغيبها ، فالعمل وملء الزمن سيد الموقف ، والآلة تسير ويجب أن تلحق بها ، يجب أن تكون عى رأسها . وبعد ذلك تستطيع أن تسرق زمن للأكل والشرب والنزهة والرياضة ، أما القيام بصلاة الشكر والمحبة وصلاة زيادة الرصيد ، فشيء آخر .
فصلاة الشكر هي الشكر لله على النعمة والصحة وعرفان بالجميل أنه تركك حيا حتى هذه اللحظة . أما صلاتي المحبة والطاعة ، أي زيادة الرصيد ، فلهما وضع آخر ، مهم جدا . انهما صلوات في أوقاتها ، وهي مزيج من صلاتي المحبة " السنة " والفرض ، مضافا اليهما قيام الليل والتلاوة . وهما لزيادة الرصيد من الحسنات للآخرة ، يوم الموقف العظيم ، يوم تفتح السجلات للبشر جميعا .
الزمن ، العمل ، يقف في الصدارة في هذه اليوكوشيما ، فإذا أردت أن تضع صلاة الشكر والمحبة والرصيد في المقدمة ، واهمال أي شيء يتعارض معهما زمنيا ، ها ، ها سيكون مصيرك الطرد والتسول في بلاد اليوكوشيما هذه . ولكي تحفظ ماء وجهك ، ولا تتسول ، وتحافظ على سمعة العرب في بلاد اليوكوشيما ، يجب أن تعمل وتكسب رزقك بعرق جبينك .
إما هذا ، وإما ما العمل ؟ يجب القيام بالصلاة ، أقل ما يكون ، صلاة الرصيد المفروضة ، وهي المهمة ، وهي أصعب شيء لأنها في أوقاتها ، ولها متطلبات لا أستطيع الالتزام بها في بلاد اليوكوشيما ، أما صلوات الشكر والمحبة والنوافل ، فهي على أهميتها فممكن القيام بها في أوقات الفراغ الممكنة . ولكن الأهم صلاة الرصيد . يجب ، ويجب ، ويجب عدم التأخر عنها .
لا مفر ، إنها " فلة " ، فلة هي الحل ، انها دمية ، ولكنها الحل الأمثل في بلاد اليوكوشيما ، وممكن هذه التجربة في حال نجاحها أن تكون ملجأ للكثيرين مثلي ، وممكن أن تُعمم ، فالكثيرين يستخدمون المسجلات للتلاوة في كل الأوقات ، وفي كل الأماكن ، وحتى في الأسواق ، وقد تكون التلاوة ستار لألى يحس الزبون بارتفاع الأسعار في المحلات التي لا تتوقف فيها التلاوة .
نحن في عصر العلم والتطور والآلات الذاتية الحركة ، فالآلات تستخدم لضبط سرعة السيارة ، ولقيادة الطائرة ، ووصل بها الحد الى التحكم في المخزون النووي . إن مصير العالم في يد هذا الروبوت , و" فلة " بالنسبة لي .
إن " فلة " هي الحل ، ولكن كيف ؟ انها دمية ولا تتكلم ، ولا تفعل أي شيء لوحدها ، وأنا لست بصانع دُمى ، ولا صانع روبوتات ، والمطلوب :" فُلة " تتكلم ، تتحرك ، تركع وتسجد وتقرأ ما تيسر . و"روبوت " ، مبرمج ، وما علي إلا أن أضغط على الرقم المطلوب ،حتى تبدأ " فلة " بالعمل، وكل شيء بثوابه .
لماذا لا ، فهناك العديد من الدمى البشرية تقوم بهذا ولأسباب مختلفة ، بدافع التقليد أو الخوف من الطرد من العمل ، أو بدافع مسايرة التراث ، فلماذا ممنوع على " فلة " أن تقوم بهذا ؟
آه ، أنا في دوامة ، ولكن لا حل امامي غير " فُلة " ، فالضرورة لها أحكامها . وصانع الروبوتات والدمى جاهز ليجعل " فُلة " تقوم بكل هذا ، وبانتظام ودون عناء ، وتقوم بكل الصلوات والحركات المطلوبة ، وأكثر من ذلك .
ذهب محمد الى " روبوتوشاما " ، وأبدى له رغبته ، وانه سيزوده بكل التسجيلات اللازمة ، وشرح له الحركات المطلوبة ، والقراءة المطلوبة مع كل حركة ، مضافا اليها الدعوات والتسابيح المرافقة لكل صلاة .

انتصر " روبوتوشاما " للفكرة ن وقال انها ستكون آخر صيحة في صناعة الدمى المتحركة ، " فُلة تصلي " ، وسيكون لها صداها في العالم الاسلامي ، وسيقوم مليار شخص بشراء " فلتنا " ، ليس للصلاة فقط ، بل وللدعاية أيضا .
حسنا , إحضر لي كل ما تريد من تسجيلات ، بأسرع ما يمكن ، وستكون جاهزة خلال اسبوعين . وسأقوم بتجربتها ، أنا وأنت وسيكون لك مقابل ذلك مكافأة كبيرة .
عاد محمد أدراجه إلى المنزل مستبشراً ، وغمرته فرحة بالاعتزاز بالنفس ، ليس بالمكافأة فقط ، لا فقد شعر بأن له قيمة في بلاد اليوكوشيما .
فقال في نفسه : إنه اختراع منقطع النظير ، لم يسبقني إليه أحد من قبل .
وصل محمد منزله ، و قام بأداء صلاة شكر لله على هذه الهداية ، ثم جلس مسترخياً و الأفكار حوله " فلة " لا زالت تتشعب ، و تلفّ و تدور لأن هذا موضوع حسّاس جداً لارتباطه بالمقدّس . فبدأ يتساءل : هل هذا العمل صحيح ؟ ......إني أرى أن " فلة " مشهورة أكثر من أي شخصية علمية أو سياسية ، فهي تظهر في جميع القنوات التلفزيونية ، وتقوم بالدعاية الدينية والتجارية .
آه ، لست أنا من يقرر ، فهذا عمل شخصي . ماذا سيكون ردّة الفعل لـ " فلة " من هذا الطراز ؟ ... يجب أن أكون راضياً عن نفسي ، و لا يتم هذا الرضى إلا بمباركته من قبَل مصدر رسمي ( شيخ ، داعية ) يقوم بتدبيج فتوى ملائمة لكي نغلّف هذه الفلة بالغلاف المطلوب ، لكي تنال الرضى والقبول النفسي .

نعم لا بد من شيخ ، ولا بد من فتوى ، و لكن هل من السهل الحصول على فتوى ؟ لماذا لا ؟ فكل شيوخ العالم بشكل عام و شيوخ الدول العربية بشكل خاص ، جاهزون ، فالمفتيين على قفى من يشيل لصالح الملوك و الدكتاتوريين و الأمراء و السلاطين ، فلماذا " فلتي " سيقف أمامها المشايخ عاجزين ؟
وبما أن " فلتي " إلكترونية و مواكبة لروح العصر و التكنولوجيا ، فلن يعارضها أي شيخ متحضر ، أما المعارضة فستكون من المشايخ ذوي النزعة الأصولية ، الوهابية الذين هم في المقدمة دوماً لمعارضة كل جديد. و بعد سنوات ينتشر الجديد و يعمّ العالم و لا ينوبهم غير سواد الوجه .
مرّعلى محمد في العمل عدة أيام ، لم يستطع فيها التوفيق بين العمل و أداء الصلوات في أوقاتها ، المشكلة تتصاعد ، إنه في حالة اضطراب ، فعلاً يجب إيجاد حل لهذه المُعضلة ، و لما كان لا يستطيع ترك بلاد اليوكوشيما ، إذن " فلة " هي الحل .
بعد أسبوعين ، و إذ بالتليفون يعلن موسيقاه بأن أحداً يطلبه ، حسناً ، صار له معارف و يطلبونه تليفونياً .
هالو ، من ؟ جاء الجواب : أنا روبوتو شاما ، " فلة " جاهزة .
فور انتهاء العمل أسرع محمد إلى روبرتو شاما ، و وقف أمامه شاخصاً ، غير مصدّق أن فلة جاهزة ، و حسب المواصفات ، و اقترب من روبوتو و سأله : أينها ، أين فلة ؟
فردّ روبوتو : في المختبر ، هيا معي للتجريب ، فهي جاهزة ، و لكن قابلة للتعديل حسب الطلب .

فقلت : حسناً ، و هذا هو الأساس الذي يمنح الثقة بمصنوعاتكم و اسمكم .
بدأ روبوتو شاما بتجريب " فلة " بإرسال الأوامر الرقمية تباعاً ، و مراقبة الاستجابة الحركية و الصوتية التي أوصيته بها والتي قدّمتها له مسجلة بالكامل بالصوت و الحركة .
و هنا سألت روبوتو شاما : إن كنتُ أستطيع أخذها ، فردّ عليّ : لا ، بعد أسبوع . فأسرع محمد بالسؤال : لماذا ، لماذا ؟
فقال روبوتو شاما : إننا سنأخذ كوبي عن كل قطعة و الشكل العام ، و سنسجل كل شيء لعمل نماذج أكثر ملاءمة لهذه المهمة ، شكلاً و محتوى ، كما و يجب إلباسها ملابس ملائمة و نظيفة و بيضاء . كما سيجري دراسة جدواها التجارية ، و إذا اعتُمِدت في مصنعنا ، فسيكون لك نصيب من الربح ، اذهب إلى محامي المصنع ، و سجّل معلوماتك الشخصية عنده ، ربما يفيدنا و تفيدك .
فاندهش محمد بهذه الدقة ، و هذه النباهة ، و هذا الصدق من هذا الربوتو شاما ، فقال : حسناً .
بعد أسبوع ، ذهب محمد إلى روبوتو شاما فإذا كل شيء جاهز . " فلتي " جاهزة ، أفرغ محمد ما في جيوبه لقاء هذه الفلة ، فكل شيء بحسابه .
عاد محمد إلى مسكنه طائراً من الفرح ، و البسمة تبدو على كل قسماته و حركاته . و قال في نفسة : آه ..... لقد حُلَّت مشاكلي ، و زالت همومي ، و سيكون كل شيء تمام ، مع الله ، مع العمل . لقد حلّت فلة هذه المشكلة في بلاد اليوكوشيما .

إن الفرحة التي غمرت محمد كبيرة جعلته يشعر أنه لا يحتاج لمباركة الشيوخ و لا الدعاة ، و فكّر أنه إذا ما حاول معرفة رأي المشايخ أو دار الإفتاء ، فإنه سيفتح على " فلة " و على نفسه عاصفة جديدة لا قبَل له بالوقوف أمامها .
لا ..... لا ..... خُذ عروستك و حُطها تحت جفنك و غمّض عليها و لا تخلّي حدا يشوفها و الضرورة لها أحكامها .
أمضى محمد عدة أشهر في العمل استطاع خلالها أن يجمع قدرا لا بأس به من المال ، إلا أن القلق وعدم الراحة كانا يلازمانه ، في العمل ، في البيت في الشارع ، في علاقته مع " فلة " . وأخذ يتساءل : هل ما فعلته صحيح ، حضوري الى بلاد اليوكوشيما وعملي بعيدا عن موطني ، وأهلي " وهل ما تفعله " فلة " صحيح ؟
لقد كانت ثقافة محمد لا تجعله يستنتج أكثر من أن هناك خطأ يجب تعديله ، فما وجد نفسه إلا ويلقي ب " فلة " بعيدا ، ويجمع حقائبه ، وينهي علاقته بعمله ، ولا شيء يشغل باله غير الهروب من بلاد اليوكوشيما .



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوابت الفلسطينية بين الأمس واليوم
- الانسياق خلف الخرافة
- كيف عرفت نظرية داروين ؟
- دفاعا عن مانديلا
- فتاوي خطرة
- اشكالية العلم مع الميراث المقدس
- الاسلام لا يمكن الا أن يكون عنيفا
- معنى الثورة وأبعادها المصرية
- حفظ القرآن في الأرض أم في السماء ؟
- مدلولات النسيان عند نبي الاسلام
- من هو العدو ؟
- المادية الجدلية وعلم النفس
- لمن أكتب مقالاتي ؟
- العرب وخداع النفس
- بين ايمان - أُمي - وايمان الاخوان
- تاريخ الخوف من المجهول
- قراءة في كتاب - سقوط العالم الاسلامي -
- الوجه الآخر للعنف !!!
- ماذا وراء وصول مصر الى غرفة الانعاش ؟
- مصر في غرفة الانعاش


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عيسى - فُله تصلي في بلاد اليوكوشيما - قصة قصيرة