أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر الداوودي - مجتمعنا يفرقنا !!















المزيد.....

مجتمعنا يفرقنا !!


عمر الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 22:04
المحور: كتابات ساخرة
    


لهدم اي نظام سياسي مستبد امامك طريقين...طريق معارضة النظام وهو طريق غير مضمون النتائج...ومعارضة المجتمع الخطاء واخطاءه القاتلة وهو طريق مضمون النتائج ولكن بعد زمن طويل ربما تمتد لعقود او حتى قرون!!...ولكنه مضمون...ان عارضت النظام السياسي فربما انبرى جارك او حتى قريبك من زوج او زوجة الى الاخبار عنك لدى سلطة الاستبداد لا لكراهيته بك ولا لحبه للنظام ولكن فقط لدرء الخطر عنه!!..فالخوف من المستبدين متعشعش في كيانه حتى النخاع وحينها ستصبح انت صورة على الجدار ومكتوب تحتها (الشهيد البطل)!!..وانت كان لديك الكثير لتحققه ولكنك في الجانب الاخر ولم يبق منك في هذا الجانب سوى صورة على جدار قديم وربما يشاهد الجميع برنامجا كوميديا او فلما هزليا او مسرحية ساخرة وهم جالسين في الغرفة التي صورتك القديمة معلقة على احدى جدرانها وهم يضحكون بشدة على نكتة او مشهد مضحك وانت ورغم صورتك في خبر كان!!..وربما كنت في الجانب الاخر لم تكتب شهيدا حتى وحينها تتمنى لو انخفض درجة حرارة المكان قليلا بينما غيرك يتمتع في الفردوس!!..اذا لا تكن حمارا ولا زمالا ولا تعارض الانظمة المستبدة،، لأن رؤوس هذه الانظمة نفسها هي عبارة عن حمار مثلك،، كل المستبدين حمير،، فلا تكن مثلهم ولا ترفس فرفستك ترتد اليك في النهاية...عارض المجتمع...اسلك الطريق الثاني..هاجم العادات السيئة،، انفجر غضبا في وجه المتدين الكاذب..عريه من لحيته التي تخفي دعارته..اكشف سرقاته وهزالة وتدني خلقه المنحط المتجلبب بجلباب التقديس..هاجم الليبرالي الكاذب واكشف وحشيته،،، عارض الشيوعي الكاذب واكشف حبه لنفسه ونرجسيته الطاغية..لا تقلد المجتمع الخاطيء..لا تذهب لمجالس العزاء فلا اساس شرعي له ولا اساس منطقي..انت تسرع في سيارتك معرضا نفسك لخطر الموت بحجة انك تريد مسابقة الزمن للوصول الى البيت وبعدها تذهب لتجلس في مجلس عزاء لنصف ساعة او حتى ساعة فقط لتحرك المحبس في يديك وتنظر في الوجوه المقنعة المراءية..لا ترمي غلاف الجكليت الذي تزقنبته قبل قليل في الشارع والطرقات،، لا لانك تحب النظافة وانما فقط لان كل المجتمع يعمل ذلك..كن مدينا لله دوما ولا تشعر بالاستدانة قبل ادمي...كن لطيفا مع الحيوان لأن مجتمعك الهزيل يكره الحيوانات!!..المهم حاول ان تعارض المجتمع التقليدي هذا ولا تقلده وانسلخ منه بهدؤ وحذار من الانسلاخ المفاجيء لان ذلك سبب كاف لاتهامك بالجنون ورغم عدم اهمية التهمة ولكن ما تعتبره انت تهمة يعتبره مجتمعك حكما باتا قطعيا غير قابل للطعن والنقض وفي النتيجة لن تحضى بمريدين لك ومقلدين لك!!..ان لم تحصل على المريد فأنت مجرد مغرد خارج السرب الفاسد!!..هذا بأختصار رؤية غريبة اخرى ومحاولة غريبة اخرى من محاولات الخروج من الجحيم،، حاول ان تجرب هذه الطريقة ايضا،،، لن تخسر شيئا فخسارتك تستغرق كل الخسارات القادمة،،، منذ صغرنا كنا انا واخوتي ومع مرور الايام نتعجب من كشفنا لطبع غريب في والدي رحمه الله..والدي كان رجلا فقيرا بسيطا ولكنه كان ولا يزال عبقري العباقرة في نظري،، لا حظنا انه لا يكذب ابدا !!...لا ينافق...لا يجامل احدا...يكره انظمة الاستبداد ويصمت عنها ويبتعد عنها دوما...ولكن اغرب الغرائب كان متمثلا في امتناعه عن الذهاب الى مجالس العزاء !!..في مجتمع مثل مجتمعنا يعتبر هذه كبيرة من الكبائر!!..وكنا حين نسأله عن ذلك كان يقول انها مضيعة للوقت،،، الميت غير موجود هناك...!!..الله رب العالمين لا يريد ذلك !!..وكان رغم ذلك يمشي في تشييع جنازة الفقير بل ويساعدهم في حفر القبر وبعدها يغادر ولا يجلس في مجلس العزاء !!..حينها اتهم بأن الشيخ عطا الطالباني رحمه الله قد خرب افكاره !!..شيخ عطاء الطالباني هذا كان شيوعيا سابقا وهو شقيق الشيخ مكرم الطالباني وزير الزراعة في عهد عبدالكريم قاسم وكان رجلا ترك ارثا ثقافيا واجتماعيا واثر في المدينة بالايجاب كثيرا وكان مثال المسؤول الاداري النزيه المستقيم وكان والدي يحبه كثيرا وكان هو ايضا يحب والدي كثيرا..ولكن والدي رفض الاتهام واجاب المنتقدين بحجة بسيطة وهي،،، ان الشيخ عطا لم يقل لي لا تذهب لمجالس العزاء ولم يخرب عقلي لانه هو نفسه من مدمني الذهاب والجلوس في مجالس العزاء ولكل الناس!!..اذا ما السبب؟!..كان يقول سيأتي يوم تتحول فيه مجالس العزاء الى مجازر !!!...ولم يكن يزيد على ذلك!!..لست هنا بصدد ابراز امكانات ابي..ما اريد قوله هو ان نهج ابي في الابتعاد قليلا عن المجتمع لاستحصال الذهن الصافي والمتقد قد اثر في جدا وجعلني وبمرور الايام مقلدا لابي حتى من دون شعور،،، لم اذهب لاي مجلس عزاء طيلة عقد كامل وربما وخلال هذه المدة لم اذهب سوى مرة او مرتين ولكن ذلك لا يعني اني امتنع عن مواساة اهل الميت..في احيان كثيرة كنت اعتلي قمة جبل بأوه شاسوار واجلس وارمق من بعيد المدينة ورغم البعد كانت حقيقة المجتمع تظهر لي بوضوح اكثر...مجتمعنا مدمن لداء ادمان السير على وتيرة واحدة والمشكلة هي ان الجميع يعتبرون انفسهم على الصواب!!..لست احاكي الانبياء والرسل عليهم السلام رغم ان محاكاتهم واجب وفرض،،، محمد عليه الصلاة والسلام غير الكرة الارضية والتاريخ من خلال جلسات جلوس لوحده في غار مظلمة!!..جلوسه بعيدا عن المقلدين طال واصبح عادة لديه والامعان في الايغال في التفكير والبحث عن الذات قوبل باستجابة من الله الذي قدر اختلافه عن البقية المقلدة السائرة منذ قرون على وتيرة واحدة فوجد ذاته اولا وساعد مجتمعه في ايجاد ذاته وساعد البشرية في ايجاد ذاتها ايضا...وهكذا فعل موسى وعيسى وابراهيم قبلهم جميعا...وهذا هو ما يسمى بلغة العصر الثورة...الثورة على الذات...والثورة على التقليد الاعمى والثورة على الاستبداد الممتد لقرون،،،اذا انت لست ضد الله اذا لم تذهب لتنتخب معمما او مفوها يتكلم دوما عن رسالات السماء ويخالف كل رسالات السماء التي تحث الانسان على ان يكون خليفة الله على الارض،،، لن توصم بالخائن ان لم تنتخب دعاة ودعار الوطنية المشروخة،،،الم تمل؟!...نفس الاسطوانة...لعقود!!..حروب..قادسية..بطولات...ديمقراطية ودينوقراطية...المحاصصة والشراكة...وحدة وطنية راسخة ووحدة وطنية راقصة!!..النفط...بترودولار...كراسي البرلمان وبر الامان المفقود...حاول ان تمنح صوتك لنفسك..ولو لمرة واحدة في حياتك...لن تغير من الواقع شيئا ان لم تغير ذاتك اولا...فالاستمرار في التقليد ينتج الرسوخ على التقليد والرسوخ على التقليد يجعلك في النهاية على غير وفاق مع نفسك...فنحن اليوم نعيش مجتمعا يفرقنا اكثر من اي عدو اخر لانه مجتمع نتج عن اجتماع كل الاضداد القبيحة المتولدةمن الانسلاخ عن الذات ...انه مجتمع غرابي بامتياز ورمادي بامتياز ولا يتميز سوى بتميزه عن كل امتياز...فلا ضير من تقليد رجل لا يقلد العوام ...انها مجرد محاولة لتجريب تجربة لم يجربها المجتمع وجربتها سائر المجتمعات الاخرى.



#عمر_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحقيقة والواقع...لم تعد هناك حقيقة ولا واقع !!
- السياسة وصندوق والدي القديم !!
- اي رقيب.....ليست مجرد قصيدة ؟!
- اعطني معاشي ....فأنا مدين..ولم اعد وطنيا
- كم يوسفا في البئر ؟!
- رهانات خاسرة
- القانون في قفص الاتهام !!
- شكرا لغبائكم...توقيعي ليس للبيع..!!
- دكتور آتيلا...صدى صوت مرتد من ألم الماضي
- مهمة في غاية السرية !!
- مات مرتين....او عدة مرات !!
- انت سجين سياسي...لهذا تستحق راتبا !!!
- الرهان الخاسر !!
- سهم الفقراء الحالي...عالي وغالي !!!
- لاوطنية الوطنية...ووطنية ال لا وطنية !!
- الظل وظل الظل !!
- حين تصبح انت القضية....ستضيع القضية!!!
- الوطن في شواربكم!!
- فاشل دراسيا....ناجح سياسيا !!
- الانسلاخ والانسلاخ من الانسلاخ


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر الداوودي - مجتمعنا يفرقنا !!