أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - بالرئيس الإيراني الجديد يكمل النقل بالزعرور














المزيد.....

بالرئيس الإيراني الجديد يكمل النقل بالزعرور


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيما نتطلع نحن السوريين بعين الأمل إلى كل خطوة مضيئة نحو الانفتاح على العصر والسلام الأهلي، وأيضاً مع المنطقة والعالم، ونحو الحداثة والديمقراطية،يصل إلى سدة الرئاسة الإيرانية أحد أكثر المتشددين والمترعرعين في كنف الثورة الإسلامية الإيرانية.
لا يمكن تجاهل الآثار المباشرة والبعيدة لإيران على المنطقة بشكل عام وعلى سوريا بوجه خاص، قديماً وحديثاً.
وربما لم يكن يوماً تأثير إيران على المنطقة قبل الثورة الإسلامية، كما هو بعدها وبالأخص اليوم.
لقد صدّرت تلك الثورة جميع التفريخات الإرهابية الإسلامية، ليست الشيعية فحسب بل وأيضاً السنية الأصولية، ودعمت منذ وصل قائدها الخميني من منفاه إلى إيران ، حركات إرهابية عالمية، كانت ذات طابع يساري، وتحولت إلى ما عرف فيما بعد بالإسلام السياسي،وكان لبنان أبرز الأمثلة على ذلك، فمن لم يحمل البندقية الإسلامية، راح يقرض الشعر الثوري الإيراني(أدونيس ومن لف لفه)أو اعتلى المسرح داعية حتى في عمله الفني للصحوة الثورية الإسلامية، بل اعتنق الإسلام ( المخرج الفذ روجيه عساف مثلاً) ومن ورثة الإحباط الثوريين واليساريين، التحق جيش برياح الثورة الإسلامية الإيرانية إما مباشرة أو مداورة، هكذا استيقظنا بين ليلة وضواحيها( على حد تعبير زياد الرحباني) وإذا بحركة نزوح لافتة من المنظمات اليسارية والأقلام العلمانية، أصبحت رموزاً للإسلام السياسي الإيراني، بل هي اليوم في قيادات حزب الله وحركة أمل وسواهما، وكذلك دارت حركة التوحيد الإسلامي (السنية) في فلك الحرس الثوري الإيراني، وهذا في لبنان وحده، ولم تكن حركة الإخوان المسلمين أو للدقة الطليعة المقاتلة وتحديداً زعيمها عدنان عقلة خارج قبضة الاستخبارات الإيرانية.
رغم التحالف الوطيد بين الحكومتين السورية والإيرانية، بل قيل أن الأخيرة أحضرت القاتل عقلة إلى دمشق لمفاوضات باءت بالفشل.
لم تترك الثورة الإسلامية لإيران سوى 30% من البطالة ومئات آلاف القتلى والجرحى والمشوهين نفسياً وجسدياً من الحرب الماراثونية مع العراق وفقر دم مذهل في العقول والأدمغة حيث تم ومنذ اليوم الأول للثورة،إعدام أعداد كبيرة من الخبراء والموهوبين في الجيش والمجتمع والدولة، بتهمة خدمة نظام الشاه المخلوع، كما تلف في السجون أعداد أخرى، وفر آخرون رعباً من مصير الهلاك المحتوم، وككل ثورة لم يكتف أصحابها أو قادة سلطتها بتدمير أركان النظام السابق، بل باتت تأكل أبناءها، بتهم شتى باتت معروفة، حيث أعدم أو اغتيل أو سجن كل من أظهر نقداً أو قدم اقتراحاً للتطوير وتصويب الاتجاه، ومن هؤلاء من رتبة آيات الله.

بلى ...تركت الثورة المشؤومة، طغمة دينية حاكمة، بالغة التزمت والانغلاق و القسوة على مواطنيها ومحيطها والعالم المتحضر،فقضت على جميع المنجزات العلمانية والحديثة التي حققها الشعب الإيراني عبر مسيرته العريقة، وهكذا أصبحت أفكار الغزالي يسارية، وكالعادة تنعكس آثار تلك التحولات وبشكل مضاعف على المرأة الإيرانية التي حولتها الثورة وطغمتها إلى كيس أسود ناقصة عقل ودين وقابعة في زاوية مهملة من المجتمع الإيراني الذي بدوره مضى إلى الوراء عقوداً طويلة تحت قيادة آيات الله وأكبرها الخميني الذي إبان انكساره أمام صدام حسين ومشكلته مع بريطانيا ( بسبب قناعة بريطانيا أن إيران تمول وتدعم أعمالاً إرهابية ضدها)أصدر الخميني حكماً بقتل الروائي البريطاني (الهندي الأصل)سلمان رشدي،وأيضاً في هذه القضية ظهر التأثير المخزي لهذه الثورة على مثقفينا العرب والسوريين، ويمكن لمن يريد المزيد حول هذا الأمر أن يراجع المؤلف القيّم والجميل لصادق جلال العظم: ذهنية التحريم.
بعد ربع قرن من هذه الثورة، ما تزال السلطة الإيرانية تعيد إنتاج حكمها الشمولي الاستبدادي وشعاراتها المتخلفة وتشهر عداءها السافر للتقدم والإصلاح والتغيير، ليس في إيران فقط وإنما حيثما وصلت سمومها للجيران والعالم، وما وصول السيد نجاد إلى قمة الرئاسة إلا تعبير عن انتصار الخط المحافظ لفقيهها آية الله خامنئي، واندحاراً ليس للخط الإصلاحي الذي مثله الرئيس السابق خاتمي وحسب، بل وحتى للخط البراغماتي الذي مثله السياسي والدبلوماسي المخضرم السيد رافسنجاني، وسواء كان نجاد (الرئيس الجديد) من المشاركين في قضية الرهائن المشهورة أو لا، فهو من صقور الجناح الأكثر تزمتاً في هذه الطغمة، وهذا يعني أن إيران ماضية في عنادها ضد المجتمع الدولي، وفي إحباط مبادرة الاتحاد الأوروبي فيما يخص تخليها عن مشروعها النووي الانتحاري، رغم ما تضمنه العرض الأوروبي من مساعدات لها سواء فيما يخص تزويدها بالوقود النووي لدعم مشروعاتها السلمية، أو التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإصلاحات السياسية الضرورية للمجتمع الإيراني.
بالطبع ليست العملية السياسية في إيران أو في سواها خاضعة للشعارات، وإنما للأفعال ولا يجوز الحكم منذ الآن على السياسة الإيرانية، ويجب انتظار الحركة الفعلية للقيادة الجديدة، ولكن كقراءة أولية، ليس هناك ما يبشر بالخير إلا اللهم إذا كان الرئيس الجديد يعطي إشارة في اتجاه ويقود حافلته باتجاه معاكس، وإلا إذا كان الرجل سيتمكن من خروجه من جلد ماضيه والاقتراب من منطق العصر، منطق العقل والديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان، ودفن الاستبداد والشمولية حكماً وإيديولوجيا وهذا ما يعني ضرباً من المعجزات، ولكن حتى التوقعات الأكثر غرابة في السياسة ممكنة الحصول، لاسيما عندما تكون الحاجة ماسة للمجتمع والدولة وهذا واقع في المجتمع والدولة الإيرانيين، وأيضاً هذا رغبة حقيقية لكل الأحرار في إيران والعالم.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها العطار الفتى!!
- رسالة ثانية إلى الأستاذ خالد الأحمد
- الإصلاح قضية وطنية - في السلطة والمعارضة إصلاحيون وفاسدون
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- تحية إلى حكم البابا ويعرب العيسى و أساتذتهما......
- اقرأ ثم اكتب لنغتني معاً
- تبييض السجون تبييض للوجوه
- النعامة
- حزب البعث والدولة السورية
- أوراق توت من نوع خاص
- كيف تكون محترماً ومحبوباً في مقالة؟
- عاد الجنرال الهرم ورحل المثقف الشاب
- عند عبد الحليم الخبر اليقين
- دخان أسود
- حسين مروة- مهدي عامل – مصطفى جحا- سمير قصير- تكسرت النصال عل ...
- سمير قصير.......سمير قصير!!!!!
- الفجر بعد المجتمع القديم والعاصفة
- المقارنة المهينة للحضارة والكرامة والأنوثة
- حصار التفاهة
- عذر أقبح من ذنب!!!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - بالرئيس الإيراني الجديد يكمل النقل بالزعرور