أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم بياني - ألمرأة وجدلية ألسلطان وألجارية














المزيد.....

ألمرأة وجدلية ألسلطان وألجارية


كريم بياني

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 23:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تحرير وحرية المرأة.. حقوقها ومساواتها في فرص العمل والمشاركة السياسية والقيادة.. المرأة نصف المجتمع.. مناهضة العنف ضدها.. هي افكار جميله من حيث كونها افكاراً؛ نجترُّها دائما نحن ـ الذين ينعتون انفسهم بالمثقفين ـ ونردِّدها كالببغاوات البلهاء على اسماع الناس وخاصة النساء معتقدين وبسذاجة بالغة اننا بذلك نثبت للمرأة حسن نيَّتنا ومستوى تحضُّرنا ورقِّينا ووعينا بدورها ومكانتها. لكن قراءة متأنية بين السطور تكشف مدى غبائنا وتمسكنا بعنجهيتنا ورجولتنا الفارغة.
إننا لا زلنا نتعامل مع المرأة كونها كائن اخر غير بشري ـ عنصر آخر او جنس آخرـ (يجب عليها) ان تفعل ألمستحيل، حتى تثبت وتبين للرجل دورها واهميتها وتعاونها وتثبت له ايضا انها ليست أمَة او جارية او خادمة، اي بمعنى اخر نريد ان نقول (عليها ان تثبت خضوعها وخنوعها) لرجل جاهل، متخلف وناقص عقل. وهنا يكمن جوهر المأساة، لأننا نغفل او نجهل ماذا (يجب على) الرجل ان يفعل، حتى يثبت لنا انه تجاوز مرحلة الحيوانية الى كائن بشري. لكي يثبت انه ليس ثوراً جامحاً لا يفكر الاّ في لحم المرأة وقوامها وجمالها. نحن الرجال نحاول ان نلبس ثوب السلاطين حتى على كلماتنا عندما تكون موجهة للمرأة لا لنذّكرها فقط؛ بل لنثبت لها دائما انها ليست اكثر من جارية أو أمَة.
الكثير من الكلمات الجميلة والجمل المُنمَّقة نسمعها مِن بعض مَن يدَّعون انهم حماة حقوق المرأة والمنادين بتحررها، لكن خلف هذا الكلام الجميل تكمن حقيقة مُرّة، وهي ان هؤلاء (الدجّالين) هم نفسهم الذين يحاولون وبشتى الوسائل إهانة شخصيتها والمساس بكرامتها. وجُلُّهم مع الاسف من الطبقة التي تسمي نفسها بالنخبة في مجتمعنا.
انا ذكرت في مداخلة اخرى قبل فترة على الفيسبوك، ان المشكلة ليست في كيفية محافظة المرأة على انوثتها وقلت:(نادرات هن اللواتي تمردن على قوانين الأنثى واخترن المواجهة.. لكن المشكلة في مجتمعاتنا لا تكمن في قوانين الانثى.. انها في الطرف الآخر حيث يقف الرجل. إننا أحوج ما نكون الى امرأة تتمرد على قوانين الرجل وغطرسته وحيوانيته. ـ وهناك بون شاسع بين امرأة تحاول دائما ان تثبت لهذا (ألكائن) حسن نيتها، وامرأة اخرى تتمرد على قوانينه التي صيغت ومنذ الازل على مقاسه وهواه ـ المشكلة هي في كيفية تحويل هذا الكائن البدائي المتوحش الى كائن أليف، والأليم في الموضوع أن عمليات التحول هي دائماً مُكلِفة ومع شديد الاسف؛ المرأة وحدها هي من تتحمل أعباء هذه الكلفة وتدفع الثمن باهضاً).
ان المشكلة لا تكمن في السلوكيات والآليات والوسائل، وهي بالتأكيد ليست مشكلة تنظيمية، المشكلة لها علاقة بمنهج و نمط التفكير، وهي بالتأكيد لها بعد فكري وعقلاني. هذا الخطاب الصوفي، السلطوي، الديني، الذي نمارسه ونتعاطاه والذي يكتنفه كم رهيب من ألتناقض والازدواجية لايمكن ان يوصلنا الى حلول عملية. اننا لا زلنا نتعامل مع قضية المرأة بالشعارات والعموميات وبأساليب وآليات بالية؛ غير مبالين بكل هذا التقدم والتحول التكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي. ناسين او متناسين، اننا نحن الرجال هم منبع المشكلة وأصلها، لأننا وببساطة لم نتمكن والى الان ان نتجاوز ـ في طريقة ومستوى تفكيرنا ـ الجدلية التاريخية المؤلمة في العلاقة بين السلطان والجارية، نتوهم بأننا سلاطين ومن خلال هذا الوهم تترآى لنا كل النساء بأنهن مجرد جواري.



#كريم_بياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تواجه السلطة حجارة المواطنين بالرصاص الحي، فإنها تدين ...
- (لسّه الأغاني ممكنة).. إنتصرت ثورة الأغاني... وعادت مصر حرة
- -أسوأ ما في مصر يقتل أنبلَ ما فيها-... عندما يتواطأ الاعلام ...
- حق تقرير المصير.. حلم أجيالنا.. دعونا نمنحهُ إمكانية التحقيق
- جلسة البرلمان واغتيال مبادرة رئيس الاقليم
- إبراهيم اليوسف.. شجرة الكينا وفؤوس القبيلة*
- الراحل عوني كرومي وتجربته الاولى مع المسرح الكردي
- في ألذكرى الأولى لرحيل عوني كرومي: ألموت أحتجاجا على أغتيال ...
- المستشارون الجحوش لم نرَهم في قفص الاتهام، فهل نراهم شهودَ م ...
- العلم.. واليشماغ الكردي .. و.. الله اكبر
- رسالة مفتوحة الى السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان
- التوافق.. هذا ألبنيان ألمقيم على الثلج
- يوم السقوط... احتلال مدينة محتلة
- الذي يلعب دور البارزاني ينبغي ان لايكون ممثلا
- الانسان هو أبخس الاشياء ثمنا في العراق
- ابراهيم الجعفري: ليس في حياتي ان اتنازل للآخرين
- عمارة يعقوبيان... نحن في زمن المسخ، القرود وحدها هي التي ترق ...
- الفلم الكردي (أوان النرجس) يشارك في الدورة ال 56 لمهرجان برل ...
- الرسوم الكاريكاتورية..بين حرية التعبير والحرية المسؤولة المت ...


المزيد.....




- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم بياني - ألمرأة وجدلية ألسلطان وألجارية