أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - مرثية / ا / 2...














المزيد.....

مرثية / ا / 2...


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 15:33
المحور: الادب والفن
    


مرثية متأخرة ل : صديقي جبار / ا __

صباح التوابيت والدخان ..امس ارتجت الارض ..اهتزت بقوّة الصمت المعرش في الروح [ روح الشعب ] !!! امس انحدر صديقي جبار ... متسلقا سفح الغياب متوجها نحو الأبدّية ..كان الوقت ما قبل حلول المساء او عند أوّل الليل . لا اتذكّر ..كنت مريضا ..وكانت الاوجاع في ذروتها ..لا ادري من اطلق النبأ المفجع ..بيد إني سمعت احدا يصرخ : مات جبار في الانفجار ...كان فضاء البيت الضيّق يكتظ بالصمت وبعض الجيران الذين قدموا لشيء ما ...
فارتج بدني وساقي المشلولة تحت ثقل النبأ او الخبر الفاجع ..مازال طيفه ..طيف البارحة صباحا عالقا في ذاكرتي ........... بكيت بصمت ..طار جبار ..وطارت معه الاحلام ..احلام بناته الصغيرات على الاحزان ..طار باجنحة من رماد وذكريات ...طار خارج فضاء العائلة ..خارج سماء الصداقة الحميمة ...بقيت مشدودا بخيط من الذهول فلم استطع ان اقول شيئا ، كانت الصدمة ماتزال حارة في اعلى درجات فورانها كانت اقوى من انّ تتيح ليّ فرصة لالتقاط خيبتي وانفاسي ..كانت على اشدها ..لم تبلغ درجة الالفة بعد ! ..تخيلّت كلّ الذين طاروا في الانفجارات ..تخيلتهم متشابهين على نحو مذهل ..متشابهون في الصدف العمياء التي قادتهم إلى حتفهم ..متشابهون في الفقر والجوع والكراهية الشديده للحكومة والارهاب والساسة اللصوص او العصابات المحصنة في ابراج المساحة الخضراء ..تخيلّت الكراهية تتساقط مع اشلاءهم في مجرى عارم من الدوي والدم والعظام والغبار والحديد التالف واللحوم العارية الملطّخة والثياب المعفّرة بالسخام والدم ..
كان الوقت قد تجمد لحظة سماعي النبأ..تجمد في مجرى من الدموع وفيضان مذهل من الذكريات واللاعوده ..ظل الخبر ينشر صداه ..ينشر اشرعته
/ مرثية : 2 __
مرثية* مرث : مرة واحدة وإلى الأبد ......مات جبار في انفجارات البارحة ..نشر اشرعة روحه في سماء البيت ..بيته . الذي بات موحشا مقفرا ...لم اكن اعلم ان صباح البارحة هو الصباح الأخير المزدحم بالأحلام الصغيرة والمواعيد والامال ..احلام لم اكن اعلم انّها كانت محمولة على كف من وقت ما ، وقت متأجج لن يعود ثانية .. متأجج بجذوة النهايات الأليمة ..قبل ان ينحدر بكامل خطواته نحو حتفه ..نحو قدره الدامي ..كان يحلم ..
باحلام بناته الصغيرات .. احلام ناعمة رقيقة صغيرة ..بنعومة البنات ..بناته ..احلام محفورة باصابع من الأمل والحبّ وانتظار غدا مشرقا خال من الفقر والنكد والبكاء ... كان قبل ان ترتبك الأرض تحت تحت قدميّه ..قبل تتفتّتت خيوط الاحلام ..كان يحلم بنزهة صغيرة على قدر الحال ..نزهة مع بناته الصغيرات في حدائق او منتزه الزوراء ..كان ذلك الحلم مشروع مؤجل باستمرار ..مشروع يغفو على وسادة ناعمة من الانتظار ..غير انه هذه المرة كان جادا وحازما ...طار الحلم ..حلم البنات المعوزات الحالمات ..حلّق مع جبار الطائر بسرعة الضوء نحو الأبدية ..كأني المح طيفه الآن يطل من وراء الابعاد الغائمة ...يقود البنات صوب حلم بعيد او غيمة ...المحه يشق له ممرا محفوفا بهمس الريح والاحلام والذكريات ..
مات جبار في يوم لا مثيل له ! كم انا بحاجة لرؤيته الآن ..تماما الآن ..ولكنه مات في يوم لن يتكرر ..يا ترى اين هو الآن ؟ بماذا يفكّر ..يقينا مشغول بالبنات الصغيرات ...مشغول بغدهنّ المجهول ..بمصيرهنّ المعلّق على كف من العوز والضّياع ..لن يعود هذا المساء الى البيت ..لن يعود جبار ابدا .....لن يرى بناته ..لن يرى البيت ..لن يراني ..لن يجلب ليّ الدواء ..آخر مرة اشترى ليّ اقراص الاسبرين قبل اسبوع ....لماذا توقف الزمن في ذاكرة الاحلام ..ما زالت تشدني رغبة حميمة للبكاء ..لرؤيته مرة اخيرة ..بماذا كان يفكّر في لحظة ارتجاج الارض ..لماذا لم يفكّر بمغادرة المكان قبل ان تهتز الاحلام او الارض ..قبل ان يبرق الخيط المضيء الذي سيتناسل الى اشلاء ..قبل ان تتفتّت خيوط الاحلام والمواعيد والطمأنينة المستكينة لزمن قائظ مجفّف ...الان وانا اكتب مرثيته او مرثيتي المؤجلة لخراب آخر سيأتي في الطريق ..اراه او ارى طيفه على مقربة مني ..يتلفت لكل الجهات كما لو يبحث عن بناته في زحام الموت ..يبحث بتلك العينين المتساءلتين المرتبكتين ..
كأنه يسألني عبرهما ..او يوصيني او يرجوني او ...ان اتفقد البنات الصغيرات باستمرار ..
// لا استطيع ان اواصل المرثية او في الحقيقة لا اعرف كيف اكتبها ربما اعود لكتابتها في وقت لاحق ..مازلت مرتبكا ولا اجيد او احسن الكتابة ..الا في مناخ اجدني لست مضطربا فيه ..حتما ساعود لذكرى جبار ..يا للهول ..جبار بات ذكرى !!!!!!!!!!!!
أعجبني · · مشاركة



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث ذلك بعد الموت بسنوات
- قصة قصيرة : الشبح
- ذلك العواء البعيد
- هناك .. حيث لا احد سوى القبور
- مقطع / بلاد من دخان
- ابي في مواسم الجوع والخمر
- قوّة الألم او / السيطرات
- عن الخوف من الله
- صوت الخال
- الله كما رايته على الارض
- حبّ في ريعان الخريف
- ظنون بحجم الحب الذي كان / من سنوات البكاء والخيبة
- امّي ذلك الكائن الغريب
- حدث ذلك في باب المعظّم
- مقطع / على مقربة من الحرب
- بلاد من دخان
- عن : الشاعر جبار الغزي : .. طائر الجنوب يحلّق فوق بارات العا ...
- .. مشهد .. / إجازات الجنود
- .. مشهد / سلمى والنهر
- قوّة الغابة


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - مرثية / ا / 2...