أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - مقاومة رغم أنوفكم .. إرهاب رغم أنوفنا.... نصيحة إبليس للملائكة: لا تدخلوا العراق!















المزيد.....

مقاومة رغم أنوفكم .. إرهاب رغم أنوفنا.... نصيحة إبليس للملائكة: لا تدخلوا العراق!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1246 - 2005 / 7 / 2 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق هو المسرحُ الوحيدُ الذي يُحَدّد المتابعُ مَشَاهدَه وفصولَه، ويراه من الزاوية التي يزعم أنها الأفضلُ والأقرب، ويستطيع أن يَصُمّ أذنيه عن بعض أبطاله، بل يمكنه أن يرى أنهارَ الدماء عسلا ولَبَناً وخمرا، ويصفق لسيارة مفخخة في جنود الاحتلال أو يهلل لها إن انفجرت في وجوه أطفال أبرياء أو مواطنين خارجين من صلاة الجمعة.
ويتحرك المتابعٌ وفقا للزاوية التي يرغب في انعكاس المشهد عليها، فيجيء أحمد الجلبي في صورة وطني مناضل وعنيد ضد الرئيس الأسير، أو في صورة محتال ونصاب دولي يبحث عنه دائنوه وضحاياه، ثم يرى المشهدَ الوطنيَ من زاوية سُنّية أو شيعية أو كردية أو تركمانية، ويلوّن عينيه زرقاءَ كأنها مارينز يانكي، أو سوداءَ فيها كبرياء النخيل السامق، أو عمياءَ لا يرى ما يحدث ولا يميز بين الغث والسمين، ولا يكترث بما يجري أو ختام المشهد الكوميدي الدموي.

كلنا ضحايا اللغز العراقي، ومؤيدو المقاومة كمناهضيها تتلبسهم عفاريت هستيرية تقفز في كل مكان، وتقوم بالتشويش، وتجعل الحيرةَ هي الحقيقةَ الوحيدةَ قبل وأثناء وبعد المذبحة القادمة.
في البصرة تحمي قواتُ الاحتلال البريطانية أمنَ وكرامةَ المواطنين فلا يرون غضاضة أو شيئا غير مألوف وكأن جنود توني بلير يتنزهون في شوارع برمنجهام أو مانشستر أو برايتون، لكن نفسَ الكرامةِ التي تنحني وتبتسم لقوات الاحتلال تنتفض غضبا عند رؤيتها رحلة طلابية مختلطة، أو لدى سماع موسيقى بوب حديثة أو تجرؤ مواطنة عراقية في الخروج من بيتها دون تغطية شعر رأسها، فالكرامة كرامتان، تماما كما تمنح مفتاحَ بيتك للصوص دون أن يقرعك ضميرُك أو تصرخ فيك شجاعتك، ثم تغضب لأن ربة البيت تحركت في بيتها دون حجاب !
إرهابيون يفجرون أنفسهم في أبناء وطنهم الأبرياء، ويقتلون الأطفال والشيوخ والنساء، ويدمرون المساجد والمستشفيات، لكن هناك أكثر من أربعمئة ألف عراقي ينخرطون في أعمال المقاومة ويساندهم عدة ملايين من المتعاطفين فلا ندري مَنْ يقتل مَنْ؟

تفجير انتحاري في قافلة أمريكية متجهة لتدمير مسجد أو اعتقال عراقيين أو ارسال صاروخ في حفل عرس، يعقبه تفجير آخر في مركز للشرطة تتناثر بعده جثث أبناء الوطن الذين يعملون من أجل استتباب الأمن والبحث عن لقمة عيش لأسرهم وأولادهم ومن يعولون. ويختلط الأمر، ويتفرق الوطن، وتنشطر المشاعر، وتظهر أنياب الطائفية القبيحة، والأمريكيون يستلقون على ظهورهم من الضحك على هذه التقسيمات الحمقاء التي يبتهج لها العراقيون، ثم يلملمون جثث قتلاهم، ويضعونها في نعوش عليها عَلَم أكبر قوة ضاربة على وجه الكرة الأرضية ليعودوا وينعشوا ذاكرة قدماء الحرب في فيتنام، فالتاريخ تتم كتابته من فوهة مدفع أو من تحت التراب.
الهزيمة الأمريكية في العراق بيان مؤجل إلى أجل غير مسمى، إنما هو في اللوح المحفوظ في البنتاجون والمكتب البيضاوي معا، لكن مَنْ هو المنتصر؟
هذا السؤال يمكن توجيهه إلى أرواح مئات الآلاف الذين غادرونا منذ الحصار الأمريكي على العراق، والمقابر الجماعية التي حفرها صدام حسين لأبناء شعبه، وعشرات الآلاف من القتلى أو الشهداء ( وفقا لزاوية الرؤية )، فهل يستحق الوطنُ كل تلك القسوة والغلظة والوحشية في التعامل معه أو التعامل ضده ( وهل هناك فرق )؟

بعدما تنتهي من قراءة هذه الكلمات، وتجلس أمام الشاشة الصغيرة سترى تكرارا لنفس المشهد الذي اعتدت عليه، وربما كان يصدمك وأنت ترى تفاصيله، أما الآن فلا بأس في التلذذ بوجبة طعام العشاء، ثم ترتشف قدحا من القهوة التركية، وربما تستمع لتعليق ساخر أو نكتة عابرة فتضحك من الأعماق ولا يزال مشهد جثث العراقيين مطبوعا فوق الشاشة تقرأه على مسامعك شفتا وجه جميل ولسان عربي مبين من إيمان بنورة أو نجوى القاسم أو زينة اليازجي أو لونا الشبل!
جهاز الاستقبال لدى كل منا تم العبث بمحتوياته وتركيبته، ووضع اضافات عليه مثل البطء في الفهم ومضاعفة البلادة وفصل الكرامة عن الجهاز تماما.
الآن أنت مواطن طيب ووديع وخائف ومتبلد، فلا تتحرك من موقعك فالسيد الرئيس مسعود البرزاني سيقسم على الحفاظ على وحدة جمهورية ( أو مملكة أو امبراطورية سيان ) كردستان، لكن كل الأمور تسير على ما يرام في تركيا وسوريا فالاتحاد الأوروبي ينظر في طلب تركيا العضوية لشرف الانضمام، وسيد البيت الأبيض يسأل معاونيه عن موقع سوريا على الخريطة فهو يريد أن يعرف كل شيء عن الدولة التي سيضربها، عاصمتها وحدودها وجيرانها والأكلات الشعبية في مطاعمها. دقائق قليلة وتنفجر سيارة في بعقوبة أو بالقرب من مدخل الفالوجة، أو في شارع الرشيد بعاصمة الرشيد، ووكالات الأنباء والفضائيات، بما فيها الفضائيات العربية، تتلقى الخبر بعد مروره على قوات الاحتلال الأمريكية ولا تجد غضاضة أو حرجا في أنه تم حذف تسعة أعشار تفاصيل الخبر فالرقابة ليست فقط لحماية الزعماء العرب، لكنها لحماية جيش الاحتلال.لازلنا نتابع ولا نعرف من هو الشيعي والسني والكردي في الحكومة العراقية، ولكن لا يهم فالدكتورة كونداليزا رايس لديها قائمة بأسمائهم تضعها في درج مكتبها مع أدوات الماكياج.

لو تم عرضي على جهاز قياس الذكاء وأنا أشاهد أخبار العراق فالنتيجة محسوفة سلفا لصالح الغباء، أو ربما الحماقة، أو على الأٌقل السذاجة المفرطة.
دقائق قليلة وتقوم القوات الأمريكية بمساعدة القوات العراقية ( انظر إلى هذا التعبير العبقري وكأنهما ندان متلازمان) بعملية تمشيط للبحث عن خلايا إرهابية، وبعد يومين سيتم القبض على مساعد أحد أعوان الزرقاوي. لا يهم فالفضائيات ستقوم بعمل اللازم لنشر الخبر.
المواطن العربي يحمد الله أن عدد القتلى في العراق من الأبرياء لم يتجاوز الثلاثين في الأربع والعشرين ساعة الماضية، وربما مئة جريح فقط، إذن فالسلام قادم بعد عام أو اثنين أو حتى مئة.
حلاق أمريكي يصفف شعر صدام حسين بعد صبغه لأن وكالات الأنباء ستُطيّر صورا للرئيس الأسير بملابس داخلية ليتأملها سيد القصر العربي ( أو الخيمة). المواطن العربي يحاول التفرقة بين المقاومة الشريفة والإرهاب الأعمى لكن ذكاءه يخونه فيكتفي بالاستماع لخبير أحمق يحلل الوضع في فضائية عربية!

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563
أوسلو النرويج



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع أم ربيعُ دمشق .. كلمة أخيرة قبل أن تضيع سوريا
- حوار بين حمار و .... زعيم عربي
- رسالة مفتوحة من حمار إلى حركة استمرار
- رسالة غاضبة من الرئيس مبارك للمصريين .. كرامتكم تحت حذائي
- خوفي على مصر من الإخوان المسلمين .. رسالة إلى المرشد العام
- قراءة في أسباب فشل العصيان المدني
- رسالة عاجلة من الرئيس مبارك.. سأبصق في وجه كل من يعطيني صوته
- الواحدة ظهرا تحت تمثال رمسيس في يوم شم النسيم يبدأ العصيان ا ...
- هذه الكلاب المدللة وأصحابها المرفهون والعصيان المدني!
- البيان الختامي للعصيان المدني .. من هنا نبدأ
- معذرة لكل المتحمسين للعصيان المدني
- هل سينجح العصيان المدني بدون قيادة؟
- من الذي يفرط في كرامة السوريين؟
- هل يصبح 2 مايو 2005 يوم التحرير من نظام مبارك؟
- المأزق المغربي .. ملك في مهب الريح!
- معذرة أيها الأحمق، دع لنا الرئيس مبارك وخذ عصيانكم المدني
- الإعلام السعودي .. ثورة من الداخل أم النوم في العسل؟
- المخاض الكويتي .. قراءة في المستقبل أم رجم بالغيب؟
- الوصف الإيجابي في صناعة الإرهابي
- الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس ...


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - مقاومة رغم أنوفكم .. إرهاب رغم أنوفنا.... نصيحة إبليس للملائكة: لا تدخلوا العراق!