أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهير ياغي - المنتدى الثقافي السوري المتوسطي















المزيد.....

المنتدى الثقافي السوري المتوسطي


سهير ياغي

الحوار المتمدن-العدد: 4385 - 2014 / 3 / 6 - 20:45
المحور: الادب والفن
    


إطلاق المنتدى الثقافي السوري المتوسطي في اسطنبول:
______________________________
فضاء لعبق الروح
أمسيات للشعر والموسيقى والغناء..والفنون
________________________


للبحر صوتك
حين أعبر فوق جسر البحر
أكسر داخلي أصوات حزني
ثم أكسر مرة أخرى
أنين الذكريات
تمشي على جسدي
النوارس
في مهب الريح...تنهض من سكات
تائه يا بحر أم
هذا ضياع في رحاب المد
فالرؤيا تغيب هناك والاشياء تخفى
والجهات...!!!
بهذا النص الجميل استهل الشاعر السوري محمد حاج بكري، مشاركته المميزة في أمسية الشعر والموسيقى" فضاء لعبق الروح " التي جاء تنظيمها انطلاقةً للمنتدى الثقافي السوري المتوسطي، الذي أعلن عن تأسيسه في مدينة اسطنبول مؤخراً. ووفقاً لمؤسس المنتدى الكاتب والشاعر السوري عبدالرحمن مطر الذي افتتح الأمسية بنص شعري مرتجل، فإنه جاء لتلبية حاجة ضرورية في المجتمع السوري اليوم، خاصة في ظل الهجرة والنزوح واللجوء، " فما يتبقى للسوريين اليوم في الشتات، بعد كل هذا الخراب العميم، هو هوياتهم الثقافية وذاكرياتهم التي ينوء بثقلها الحنين المتوثب في ضلوع كل منا ". وفي غمرة انشغال السوريين في أولويات الحياة ومتطلباتها، والانخراط في الثورة وتداعيات ذلك في الحياة العامة السورية، فإن الجانب الثقافي والعناية بجوانب الإبداع ظلت مغيبة بقصد، أو من دونه.
حتى مؤسسات المعارضة- يضيف مطر - والمؤسسات الإعلامية المعبرة / أو التي تتبنى الخطاب الثوري، لاتعنى بالمسألة الثقافية وفي مقدمها الإنتاج الأدبي والفني و غيره، في الوقت الذي يتوجب إيلائه أهمية اساسية خاصة في نقل صورة مجتمع الثورة الى الآخر. والتأسيس للمعطيات الثقافية لمرحلة متواترة يفترض أن تقود الى التغيير الوطني اجتماعيا و سياسياً.
أحيا هذا اللقاء الثقافي مجموعة من الأدباء والمبدعين النشطاء السوريين، بحضور مجموعة من المهتمين والمشتغلين في المجال الثقافي والإعلامي والسياسي، من سوريين وأصدقاء أتراك و أوربيين. في الشعركما أشرنا جاء ت مشاركة محمد حاج بكري مرتين ألقى فيهما مجوعة من النصوص :
" لا تنامي
يا ابنة البحر الخجولة
في سرير الريح
في أرجوحة الموتى
لأن الموت يصطاد الجميلات
اصطياداً كالطريدة
منك استراحت ألف قافلة لدي
وما أزال أنا المثّقل بانتظارك "
فيما جاءت مشاركة الشاعر عبدالرحمن مطر متنوعة سواء عبر النصوص التي قدمها ، أو عبر تقديماته التي لم تخلو من الصور الشعرية المتنقلة مابين السياسي والذاتي، في إحالاته الى مايحياه السوريين اليوم، واصرارهم على مقاربة الفرح وصنع الحياة. وكأن الألم الذي باتت تمتزج به أوقاتنا مع الأمنيات، يمكن أن تسقي أحلامنا كي تورق مع كل صباح.
حكايته مع النور في المعتقل، رواها بأسلوب نثري، جاور المسرحي والشعري معاً، رافقته تقاسيم الغيتار..وقد بدت لنا أنها حكاية كل المعتقلين المغيبين في الظلامية التي تنشر ألمها مابين سجون النظام وسجون الجماعات المسلحة الي ترتدي ثوب الإسلامية" داعش " مثالاً، حين يتحدث عن النافذة التي يحاول الالتصاق بها في اليوم الأول من تحويله الى معتقل جديد" من فرع الخطيب الى كفر سوسة " وسعيه لأن يملأ عينيه بالنور قبل أن تأفل الشمس، ليكتشف أن انها خديعة السجان الذي يسرق من خلالها أحلام السجناء، وماهو إلا ضوء مبهر كي يمنع عنهم الاحساس بالوقت أو حتى النوم والراحة..يخاطب سجّانه:
ياسجان
وأن طال ليلك
أنا الذي يأتي بالفجر الجديد
من شعره ..
أتلّه إلى غدي تلّاً
حين لايعد لك ياسجّان
سوى تبّة المذّلة !
كلهم ذابوا خلف أسوار المدن
خلف خطى الحارثين السماء..
كلهم ذابوا..
ومنكم .. ياسجّان
من ينتظر!
مثقفون ..سياسيون " منصور أتاسي، مأمون جابر" وإعلاميون مميزون" عدنان عبدالرزاق، بسام رضوان" وشعراء" رفيق قوشحة " ومبدعون شبان " آلاء عواد، كنانة قواس، لبنى زاعور " جعل لهذا اللقاء نكهة ما .. مختلفة بحيوية الحضور ونوعيته ، وجمالياته، غير أن " حياة " أم وسام الشهيد الذي قضى تحت التعذيب في المعتقلات..كانت حاضرة بكل ألقها الذي لوّن المكان بابتسامة انصاتها. فكانت الأمسية مهداة الى جميع المعتقلين والمختطفين والمغيبين في المعتقلات والسجون.
الشاعرة مها غزال الحاملة لأوجاع السوريين، القادمة من النبك، الشاهدة على ماحدث هناك..قدمت محموعة من المقاطع الشعرية التي مثلت بوحاً عن مكنونات الألم والحزن الممزوجة برغائب التوثب الى الحياة، والتماهي مع الوطن:
وطني
لم تسمح القذيفة بدفنه
ذات موت
وطني
حملته الجرافات الى السماء
وأنا
شتات بين الدمع
والمنفى
سأعود يوماً
لن أعرف الوجوه
أنا الساكنة في قبر لا أعرف
صورته
# # #
السكين التي غرزت في ذاكرتي
حملتها على ظهري
لترسم ملامحك
كلما اشتد ضعفي
وزاد ثقلها
استضاف المنتدى الموسيقي الشاب نورس مطر الذي قدم بعضاً من المقطوعات الموسيقية التي ألفها هو، وعلى آلة الغيتار الأثيرة لديه رفيقته في الترحال وفي التعبير عن مشاعره وأحاسيسه، فرافق الشعراء بعزف منفرد لتقاسيم موسيقية عذبة جميلة ورقراقة أضافت جمالية خاصة على اجواء الامسية، كما قدّم أغنيتان من كلماته وألحانه بالإنكليزية، كما تشارك مع الشابة عفاف يونس التي فاجأت الحضور بمقدرتها الغنائية الجميلة والمميزة حيث نقرت على الدّف، أنطقته أناملها، بعد أن أيقظته من نومه على الحائط..فقدمت بأداء راقٍ عالي الإحساس مجموعة من الأغنيات المشبعة بروح الحنين والشوق .. والغرام.
عودة الى الشعر مع الموسيقى ..عبدالرحمن مطر تناهبت نصوصه الفة المكان ووهج العيون المثقلة بالهوى ..فإذا به يقتفي أثر الجمال:
تـلـمـّسَ فـي الـصـبـاحِ
عـطـرُ هـمـسُـكِ
جـفـنـيّ
و أهـالَ مـن سـمـاواتِ الـوجـدِ
غـيـمـاً..
وفـي حـنـايـاهِ لـمـحـتُ
سـحـراً فـيـّضَ
جـدولَ الـبـوحِ فـي مـُهـجـتـي
وبـمـاءِ بـهـجـتـهِ غـمـَرَنـي
مُـنـثـالا..

ورأيـتُ فـي الـبـُعـدِ
لـهـفـةَ الـحـروفِ حـيـْرى
بـيـنَ كـفـيـّكِ
وصـمـتُ الـشـفـتـيـنِ..
قـوّالا..
ختام الأمسية كان للشاعر المتميز محمد حاج بكري الذي كان نجم الأمسية وبريق حروفها المشعة بالفرح ..بالهوى والألم والعشق :
قولي لمن حملوا بقاياي الأخيرة
هكذا الشعراء كل حروفهم تحكي النهاية
في عيون احرقتهم نارها
لكنهم ظلوا على طقس العبادة
يلحظون بها الوثن ...
ووصيتي ان مر موكبي الأخير أريد
أن تعطيه بعض قداستي
ولترفعي عن وجهك الحنطي ما يخفيه
حتى تحمل الروح الطليقة بعض ما ستراه عند رقادها في القبر
سوف يكون مؤنسها وجودك
حين ينقطع الزمن ...
لكن الموسيقى التي غرّد بها طوال الأمسية الموسيقي الشاب نورس مطر..كانت تنبئ عن موهبة حقيقة ليس في الابداع الموسيقي لديه ..بل وانما الأداء : العزف والأغنيات التي قدمها، مثيراً غباراً جمالياً ترك أثره في نفوس الحاضرين بسمو ذائقته الفنية، ورقيّ مداعبة أصابعه لشفاه الوتر ..
أخيرا..
لابد من الإشارة الى أن المنتدى الثقافي السوري المتوسطي، نظم هذه الأمسية باستضافة " الدار " الفلسطينية ، وهي بمثابة مركز أو بيت للثقافة الفلسطينية في اسطنبول ، أسسه المسرحي المبدع والمثقف المميز مازن ربيع ، ليكون ملتقى للتواصل الثقافي للمبدعين والنشطاء السوريين والفلسطينيين المتواجدين في تركيا واسطنبول بشكل خاص.

______________________________-
= اعلامية سورية




#سهير_ياغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهير ياغي - المنتدى الثقافي السوري المتوسطي