أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - الحوادث الثلاث الفارقة















المزيد.....

الحوادث الثلاث الفارقة


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4385 - 2014 / 3 / 6 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




البارحة عشنا ثلاث حوادث فارقة تتعلق بالملف السوري و تؤثر عليه :

الحدث الأول : استرجاع الثوار لبلدة السحل الاستراتيجية في القلمون السوري، وتكبيد قوات لاحش والنظام وأبو الفضل العباس، خسائر قاسية غير مسبوقة وأسر العديد منهم بمن فيهم ضباط لبنانيون من الطائفة الشيعية بما سيحمله من إحراج للحكومة اللبنانية التي ستكون مطالبة بدور صارم في كبح لاحش وثني الطائفة الشيعية من التورط أكثر والخروج عن ما تبقى من الرداء الوطني اللبناني .
كان ذلك مباغتة وعبر أسلحة نوعية ، بدليل حجم الخسائر البليغة والعدد الكبير من الضحايا والأسرى . وهي معركة ستشكل منعطفاً من السابق الحديث عن مدلولاته . لكننا سنلمسها قريباً .

الحدث الثاني : كان في سحب البلدان الخليجية المجاورة لقطر سفرائها من الدوحة احتجاجاً على تصرفاتها بشؤونها الداخلية عبر تمويل ودعم قوات مناوئة لها، والحقيقة أن قطر ومنذ فترة طويلة تلعب دوراً قذراً في تمويل الجهات المناوئة للأتظمة الحاكمة، تلعبه لا لابمان بحركة تحرر الشعوب العربية، وإنما لصالح كل من أميركا وإسرائيل، وكانت الدول الخليجية على اطلاع كامل بهذا الدور، لكنها آثرت ألا تحرك ساكناً طالما أنه لا يؤثر على أمنها الوطني، لكن قطر في الآونة الأخيرة تجاوزت حدودها المسكوت عنها إثر الضغط المتأتي من الخلل الحاصل إقليمياً ودولياً، وبات مطلوب منها تمويل جهات تعتبرها الدول الخليجية الثلاث معادية لها.
نذكر أن قطر دعمت القاعدة عبر النصرة ومدتها بالمال والسلاح منذ بداية الأزمة، وجعلت القاعدة السورية أقوى من الجيش الحر الناشئ والذي يبحث عن دعم خارجي، حورب وجوع وأمسك عنه السلاح وما زال عبر حكومة قطر، وبالمقابل هذا السلاح لم ينفك عن التهافت على مسلحي النصرة الذين سيكونون مستقبلاً أشد أعداء السوريين بعد انتهاء الجيش الحر والنصرة من داعش ولاحش وبقية العصابة الخارجية .

قطر المدعومة أميركياً وإسرائيلياً لن تقف عن لعب دورها المرسوم لها، لقاء بقاء العائلة المالكة في سدة الحكم، وتداولها له بطريقة سمجة، وكذلك استضافتها لأكبر قاعدة عسكرية أميركية في الخليج، وبقاء الامارة خالية من المشاكل والتهديدات التي تتعرض لها بقية الأنظمة العربية .

سيكون لهذه القضية ذيول كثيرة وتشعبات، خاصة بعد أن ضعف الدور الأميركي وبالتالي الضغط الناشئ عنه في مصر ودول الخليج، وبروز قوة موسكو التي تعلن عن عودتها كقطب ثاني، وتحاول بناء تحالفات جديدة واستقطاب الدول المتململة من السياسة الأميركية .

أميركا العاجزة اليوم على العودة إلى ميدان الشرق الأوسط بعد نسفها للكثير من الجسور، فهي لن تتخلى عن دور قطر الضروري في خلق التوازنات التي تحقق تدخلاتها ومصالحها في المنطقة، كما أن إسرائيل لن تستطيع تغيير ركيزتها الأهم في المنطقة لعدم وجود ركيزة أخرى جاهزة وقادرة على أداء ذات الدور، هذا يعني أنها ستتصلب في موقفها وتجند قناة الجزيرة أكثر في مهاجمة الخصوم، لكن هذه الأخيرة فقدت بريقها نهائياً، وقطر باتت محاطة بدول متوجسة منها وغير قابلة لدورها، وستشهد منافسة تخنقها، ومهما كان رأينا في السيسي فهو مرشح لقيادة محور خليجي مصري عربي فيما بعد يقف كدرع جديد في مواجهة الأطماع الغربية والاسرائيلية، ستكون محاولة ستستفيد من عبر الماضي، من غير كبير آمال في أنه سيوفق في أداء هذه مهمته لأنه سيبقى بأدوات جامدة وتقليدية . .

الحدث الثالث : هو مصادرة حمولة من الصواريخ المتطورة نسبياً، تنقلها سفينة شحن آتية من إيران ووجهتها قطاع غزة، وواضح من توقيت كشف هذه الصفقة، أن هذه الصواريخ والأسلحة التي تنقل إلى الجهاد الفلسطيني (( لا إلى حماس التي فترت علاقاتها مع إيران، فاتجهت صوب قطر، التي تقوم بتمويلها شريطة عزوفها عن ضرب إسرائيل، فيما يبقى الجهاد حراً من هذا الالتزام، لأن تمويله لم ينقطع من إيران )).
العملية التي كانت ستخدم هذه الصواريخ البعيدة المدى هي لضرب العمق الاسرائيلي، كرد على الغارتين الاسرائيليتين على لاحش منذ عشرة أيام، والتي تساهم سوريا فيها بحصة الصواريخ المصنعة محلياً، باعتبار أن الضربة الاسرائيلية قوضت وأخرت العمليات الحربية المشتركة من لاحش، لأجل حسم معركة القلمون .
والواقع أن إسرائيل كانت تنتظر رداً من لاحش مدعوماً من قبل كل من إيران و سوريا، باعتباره بات محرجاً أمام الرأي العام الشيعي في لبنان، وحتى أمام الحلفاء والخصوم، وكان يكفي قناة المنار أن تكون أول الناقلين لخبر استهداف هذه الصواريخ لأهدافها الاسرائيلية، لتحمل توقيع لاحش على الغارتين، كسياسة رادعة للدولة العبرية تلزمها بإعادة حساباتها، لكن تل أبيب ربحت المعركة المخابراتية وأجهضت انتقال هذه الصواريخ قبل وصولها إلى وجهتها .
هذا يزيد الضغط على لاحش وإيران كما على سوريا خاصة بعد أن منيواالبارحة بخسارة قاسية في القلمون، وجاء رد النظام كالعادة بتكثيف غاراته بالبراميل المتفجرة في محاولة للانتقام، لكن كل هذا القصف لم يعق الثوار عن تحقيق كسبهم لمعركة استرجاع السحل البارحة وتسجيل نقاط ثمينة في نزاعهم مع القوى الطائفية المدعومة إيرانياً .

وفي محاولة لاستشراف المستقبل الذي يزداد تعقيداً ..
سيتقوض دور قطر تدريجياً حتى يختنق، وسينعكس هذا على أداء قناة الجزيرة القطرية وربما لونها وحتى وجودها، سنشهد بروز قطب عربي جديد في مواجهة كل من إسرائيل وأميركا وإيران، وسيكون له تحالفاته الجديدة وربما المفاجئة، سنشهد محاولة جادة لخنق النصرة كمركب تابع للقاعدة المكروهة من دول الخليج المناوئه لقطر، كما زيادة الضغط على حكومة أردوغان لأجل تغيير سياسة دعمه للجناح الديني للمعارضة السورية، وذلك سواء بقي أردوغان على رأس السلطة، أم اعتكف العمل السياسي .

البارحة حمل مؤشرات تبدل عميق في الشكل السياسي، وبداية معركة جديدة بأحلاف جديدة، أتمنى أن تستغلها معارضتنا بالشكل الجبيد لتقترب أكثر من مبادئ الثورة التي قمنا عليها جميعاً، ومن دون تقديم المزيد من التنازلات المؤلمة التي كانت وبالاً علينا جميعاً .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الرهانات ..
- منصب الرئاسة
- في مقارعة الثورة السورية
- البحث عن الاستقلال قبل الوحدة
- بين البيت الأبيض وقصر الشعب
- لعنة الأقليات - ج1
- لعنة الأقليات - ج 2
- لا لهدر الطاقات والفرص
- الأسد القاتل
- إضاءات على مقال مخطط تقسيم المنطقة
- مخطط تقسيم المنطقة
- الراهبات مقابل إطلاق سراح سجينات سوريات !!!
- آل الأسد كظاهرة
- بشار الأسد بلمحة سريعة
- مسؤولية الحرية
- إلى الأخ البطل العقيد عبد الجبار العقيدي :
- فرصة الأكراد التاريخية
- أوباما وإسرائيل ومستقبل المنطقة .
- الديمقراطية والأكشن
- لن أكون السبب !!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - الحوادث الثلاث الفارقة