أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فالح الحمراني - الازمة الاوكرانية في سياق النظام الدولي الجديد















المزيد.....

الازمة الاوكرانية في سياق النظام الدولي الجديد


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 4385 - 2014 / 3 / 6 - 10:55
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



تفوح من رائحة ازمة العلاقات بين والغرب حول اوكرانيا روائح الصراعات الجيو ـ سياسية حول "الرجل المريض" وكل طرف يريد ان ينهش جزء منه، روسيا اتخذت اجراءات سريعة للامساك بشبة جزيرة القرم قبل ان يقدمها النظام الجديد المؤلف من تحالف القوى الليبرالية والقومية المتطرفة، على طبق ذهبي للغرب والناتو لنصب الصواريخ العابرة ونشر منظومة الدفاع للصواريخ المضادة، في اطر ما تشعر به موسكو من انها مستهدفة بخطة غربية / امريكية لمحاصراتها من جورجيا ومولدوفا واوكرانيا وبالتالي احتواءها ابديا وتفريغ سيادتها. يبدو ان هذا الهاجس هو الذي حرك الرئيس بوتين لأخذ المبادرة للعب ورقة القرم وكسبها الى حد ما ورمي الكرة في ساحة الغرب للتفاوض.اضافة الى ان الغرب يدرك ان عزل اوكرانيا سيؤدي الى اضعاف روسيا المرتبطة عضويا بها.( جغرافيا واقتصاديا وانسانية وامنيا...).

ولايخفي عدد من علماء السياسة في روسيا توجسهم من خطط القيادة الروسية تلك ويرون ان ثمة امكانية لتحقيق تلك الاهداف بطرق سلمية ويتم الحفاظ على وحدة الارض الاوكرانية. لكن للتاريخ كما يبدو قوانينه التي تخرج عن ارادة البشر الذين يصنعونه، ويشير البعض الى الخشية من قطع الجسور مع الغرب وحرمان روسيا من انجازاته الحضارية والتكنلوجية ... والبعض الاخر يتخوف من تداعيات العقوبات الاقتصادية التي يلوح الغرب وخاصة امريكا وتاثيرها على الاقتصاد الروسي الهش وانعكاساتهت بالتالي على المواطن العادي. ولكن الفريق الذي يمثل التيار الوطني الروسي يعرب عن الثقة بوجود كافة المقدرات لدى روسيا للصمود بوجه اية عقوبات التي ستعود عواقبها.

ان روسيا تؤكد في تحركها على عودتها للساحة الدولية كطرف يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار في الشئون الدولية، وباتت لديها القوة لتحقيق مصالحها، اسوة بالغرب الذي تقوم دوله باحتلال دول وتمزيق اخرى واخضاع ثالثة لمشيئة حتى خارج اطر القانون الدولي ودون الحصول على ترخيص من الامم المتحدة. الغرب نفسه ينزل العقوبات ضد القوى الدولية التي تمارس سياسته تلك.


ان المحرك الرئيسي للتطورات العاصفة للوضع في وكرانيا هو تراكم المشاكل الداخلية الاثنية والاقتصادية، واغتصاب "الاوليغارشية" للسلطة وعدم اتاحتها المجال للطبقة الوسطى النامية، في ظل اقتصاد السوق، من ممارسة دورها، وتكوين اوكرانيا كدولة، واحتدام صراع القوى الدولية الكبرى لكسبها الى جانبها لمصالحها الجيو سياسية.واسفر هذا عن اعتماد القوى الليبرالية الموالية للغرب وبالتحالف مع القوى القومية الاوكرانية المتطرفة، السيطرة على السلطة عن طريق العنف وعزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش باسلوب غير دستوري، مما سبب اثارة ازمة داخلية وفي العلاقات مع روسيا.

ان الانقسام والاحتراب الذي سيطر على النخب الحاكمة التي توالت على الحكم منذ تسعينات القرن الماضي كان سببا رئيسيا لتلك التطورات. فالحكومات المتعاقية انشغلت عن الوضع الداخلي وتعزيز اركان الدولة ، بترسيخ اقدامها واثراء اعضاءها الفاحش على حساب ممتلكات الدولة، وانتشرت ممارسة الفساد الحكومي وظهرت شبكات"المافيا" كقوة فعلية قضبت بيدها على موارد الدولة، وبدات تتلاعب بمقدرات النظام السياسي وتشارك بقرارته، بينما هبطت مستويات المعيشة والخدمات الاجتماعية، وتدهورت مؤشرات الاقتصاد، فاثار كل ذلك استياء السكان وعدم رضاهم على النخب الحاكمة واستغلتها المعارضة، للقيام بالثورات والانتفاضات، التي اطاحت بنخبة لتحل محلها نخبة اسوءا منها.

واهملت الحكومات المتعاقية السكان ولم تهتم بتوفير حياة كريمة وفرص عمل كافية لهم، فانحدرت مستويات المعيشة لشرائح اجتماعية واسعة الى ما بعد حدود الفقر وانتشرت البطالة وانعدمت الخدمات الاجتماعية وزاد التضخم وتقلصت اجور العمل، فاستعر استياء السكان اضافة الى تعمق التناقضات القومية وعدم حلها بطرق عادلة فاكتسبت طابعا متطرفا.

ان المسالة القومية في اوكرانيا بقبت اللغم القابل للانفجار. فمنذ استقلال اوكرانيا اصبح العامل القومي من العوامل الهام واثر بحدة على الاستقطاب الاجتماعي، وباتت كافة مكونات سكان اوكرانيا اي الاوكرانيين والمواطنين من اصول روسيا وتتار القرم وغيرهم من الاقليات القومية تشعر بكونها مغبونة ومهدورة لحقوق، وعلى هذه الخلفية اكستبت النزعات القومية طابعا اكثر تطرفا، وراحت التيارات القومية الاوكرانية تدعو الى اوكرانيا للاوكرانيين والرس يتطلون للاندماج بروسيا او هبالحصول على حكم ذاتي تتار القرم ان تكون لهم ادارة ذاتية في القرم. ان المجتمع بقي منقسما من الداخل.

الى جانب التدخل الاجنبي المستديم بالشأن الداخلي الاوكراني ومحاولة كل قوة جر اوكرانيا لصفها. ولعب العامل الخارجي وصراع الدول الكبرى الجيو / سياسي دورا كبيرا في ابقاء الاوضاع متوتر وقابلة للانفجار على مدى الفترة من نيل الاستقلال وحتى يومنا، الذي نلاحظ اشتداد الصراع فيه. ان استراتيجة الغرب تقوم على ضم اوكرانيا الى صفوفه وانضماها الى بناه الرئيسية اي الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو لان ذلك سيوحد اوروبا بالكامل ويعزل روسيا وبالتالي يحتويها ويشلها لتكف ان تكون مصدر على الغرب الساعي لفرض نظامه وسيطرته على العالم والتحكم بمصائره.

ان قوى الغرب وفي المقدمة امريكا سارعت بتسعير الاحتجاجات الاخيرة التي كانت سلمية، وتجاهلت ان وراءها قوى "قومية متطرفة" تدعوا الى تطهير اوكرانيا من المواطنين من غير "عرق اوكراني"، وبالتالي تحول تلك الاحتجاجات الى "ثورة مسلحة" لتطيح بالنظام القائم باسلوب العنف وليس عن طريق صناديق الاقتراع والانتخابات التي اقترب موعدها. ان القوى المشاركة في الثورة والتي استلمت السلطة نتيجها قوى متنوعة في تواجهاتها واهدافها وبرامجها : من الليبراليين الديمقراطين الموالين للغرب والذين يراهن الغرب عليهم ،الى القوميين المتطرفين واصحاب النزعة الفاشية والنازية التي تعاونت بوقتها مع هتلر نكاية بالاتحاد السوفياتي والداعية الى بناء اوكرانيا " الصافية" من الاعراق الاخرى. ان دور المسلمين يتمثل بحراك تتار القرم ويؤيدون البقاء في اطار اوكرانيا بسبب عدائهم التاريخي للروس. اعذرني للاسهاب فالقضية معقدة كاي قضية مشابهة بما في ذلك في عراقنا الجريح. مع اطيب التمنيات.

.ان اوكرانيا لم تتكون كدولة لها شخصيتها واركانها القوية اللازمة. لقد بقي الجيش الاوكراني عاجزا عن اداء مهامة بحماية امن وحدود البلاد ويعاني من النقص في الكادر والتمويل والمعدات بما في الطائرات والدبابات وانظمة الدفاع وارصد الجوي. كما انها لم تضع نهجا سياسيا استراتيجيا واضحا وثابتا واعتمدت سياستها الخارجية على اهواء القيادة التي تتبدل بشكل سريع، وظلت تميل تارة نحو الغرب واخرى نحو روسيا. ولم تنجح ببناء اقتصادي انتاجي وطني وتحديث القاعدة الصناعية الكبيرة التي ورثتها عن الاتحاد السوفياتي السابق.


هناك خلاف عميق بين موقف الغرب وموقف روسيا من النظام الجديد القائم الان. فالغرب يعترف به كنظام شرعي بينما تعتبره روسيا نظاما غير دستوري وجاء نتيجة انقلاب حكومي.

وتشكلت الحكومة الحالية في اوكرانيا من ممثلي الاحزاب والتيارات السياسية الليبرالية والقومية :: " اودار " ( الضربة) و " سفبودا " ( الحرية ) ومجموعة الانماء الوطني" و " اوكرانيا الاوربية ذات السيادة" وغيرهم من النواب.

وشهدت اوكرانيا تحركات القوى القومية المتطرفة التي قامت بالاعتداء على الاجانب بما في ذلك الطلبة وهدمت التماثيل التذكارية لكل شخصية غير قومية اوكرانية وعلى ابناء القومية الروسية .

وعمت االمدن الواقعة في شرق اوكرانيا حيث يشكل المواطنون من اصول روسية الاغلبية، فيها مظاهرات واجتماعات احتجاجية على اقامة نظام جديد قد يهدر حقوقها وتقوده شخصيات لاتحترم حقوقهم وتشكلت ادارة حكم ذاتية فيها، وتعين حكام من غير اهالي المنطقة وليس عن طرق الانتخابات، وتصاعدت الدعوات في المدن ذات الاغلبية الروسية لاجراء استفاء حول صفتها في اطار اوكرانيا وتحويل اوكرانيا الى دولة فيدرالية.

كما سيطرت القوى الموالية لروسيا بالكامل على القرم واعلن اكثر من 4 آلاف عسكري ورجل أمن اوكراني الى صفوف القوات المسلحة الاوكرانية. تقرر اجراء استفتاء بتاريخ 30 مارس حول صفة القرم في اطار اوكرانيا.

تشير تصريحات القيادة الروسية ان هناك احتمال قليل لوقوع الحرب بين البلدين او اجتياح روسيا لمناطق اوكرانيا، لكنه يبقى خيارا مفتوحا عند أسوء الاحتمالات. ان روسيا تدرك تداعيات الحرب ولكنها ستتحرك عسكريا في حال تعرض اسطول البحر الاسود لعدوان من طرف اوكرانيا وكذلك في حال تعرض القرم او المدن ذات الاغلبية الروسية لاجتياح قوات اوكرانية لبسط نفوذ كييف عليها وانتهاك حقوق سكانها القومية.

ان روسيا لا تخطط لسلخ القرم عن اوكرانيا بقوة السلاح نظرا لما في ذلك من عواقب قانونية وسياسية واقتصادية على روسيا نفسها، ولكنها ستسعى لوصول سلطة في القرم، واسع الحكم الذاتي في اطار اوكرانيا، موالية لموسكو وتأتمر باومرها وتحمي مصالحها وتؤمن بقاء الاسطول الحربي الروسي في البحر الاسود.وستشجع روسيا مطالبة المناطق ذات الغالبية الروسية بتحويل اوكرانيا الى دولة فيدرالية.

وعلى خلفية تباين القراءات للحدث لاوكراني، دخلت العلاقات الروسية ـ الامريكية في ازمة حادة غير مسبوقة بسبب التطورات في اوكرانيا. واوقفت واشنطن مشاركتها للتحضير لقمة الثمان الكبرى المقررعقدها في مدينة سوتشي الروسية، كما اوقفت مباحثات التعاون الاقتصادي والعسكري وهددت امريكا روسيا بفرض العقوبات الاقتصادية عليها وتجميد ودائع شركاتها ومصارفها ومواطنيها وخاصة كبار المسؤولين فيها وعزلها دوليا.

ومن ناحيته دعا البرلمان الروسي الرئيس بوتين بسحب السفير الروسي لدى واشنطن، كما حاولت روسيا التقليل من تاثير العقوبات التي تلوح امريكا بها مؤكدة انها ستعود بالضرر على امريكا نفسها وعلى دول الاتحاد الاوروبي واجزاء اخرى من العالم. (انتهى).





#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوكرانيا :من الثورة البرتقالية الى سيناريوهات الربيع العربي
- انتاج الديكتاتوية او لماذا ارفض التمديد لفترة حكم القيادات ا ...
- روسيا تعود للشرق الاوسط باوراق جديدة
- ظاهرة ابن - القائد- في النظام السياسي العربي الحديث
- مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي
- عن نتائج المؤتمر 25 للحزب الشيوعي الروسي
- حول زيارة مسعود البرزاني لموسكو
- انياب الاسلاميين
- لماذا لم تشهد الساحة الحمراء اليوم الاحتفال بثورة اكتوبر !
- روسيا لاقامة علاقات بالاخوان المسلمين
- مقدمات لظهور حزب شيوعي جديد بروسيا
- موسكو لإستئناف الحوار مع العالم العربي
- روسيا وامريكاعلى خلفية الربيع العربي
- موسكو تحدد شروط التسوية في سورية
- لماذا وضعت روسيا قيودا على نشاط المنظمات غير التجارية؟
- بريماكوف ورؤيته لقضايا الشرق الاوسط
- اليسار الروسي يصوت ضد انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية
- العلاقات الروسية القطرية.. من الشراكة إلى المواجهة على الجبه ...
- حركة الاحتجاجات في روسيا تنوع اشكالها
- الديمقراطيات الشكلية ومحاكمة تيموشينكو


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فالح الحمراني - الازمة الاوكرانية في سياق النظام الدولي الجديد