أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سناء طباني - امراة...... في زمن صعب















المزيد.....

امراة...... في زمن صعب


سناء طباني

الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 22:32
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    



امرأة فقدت زوجها بسبب الارهاب تعود لمقاعد الدراسة


الاسرة هي ذلك المكون الذي يضم الاب والأم والأطفال وهذا التعريف عام في جميع انحاء العالم،إلا في العراق قد يختلف الامر قليلا وربما يصبح تعريف الاسرة فيه بعد سنين عدة بأنها ذلك المكون الذي يضم الام والأطفال فقط نتيجة الاحداث الدموية التي تعصف بالعراق كل يوم وتحصد ارواح العشرات منهم لتخلف اعداد اخرى من الارامل والأيتام ، ولتبدأ تلك الارملة مرحلة اخرى من حياتها تختلف عن سابقتها لتتنازل عن انوثتها عاطفتها احاسيسها وتحورها لمشاعر واحتياجات تمنحها لأطفالها .........وكم من ام عراقية ضحت بكل ذلك في سبيل ابناءها


ومن كان لديها الطموح والإصرار فبامكانها ان تحقق المزيد من النجاح بالإضافة لعملها في اعالة اسرتها والاهتمام بهم.


ومنتهى ابراهيم عيدو تلك المرأة السمراء هي احداهن فهي لم تكتفي بإعالة اسرتها بل عادت لتكمل ما بدأته قبل عشرين عاما وتقرر العودة لمقاعد الدراسة الجامعية ،لم تقرر العودة لتعيش حياة الطلبة،وتٌسعد بأيامها بل كان وراء قرارها هدف اكبر ألا وهو تحسين دخل ابناءها بعد ان فقدوا الاب في احدى التفجيرات الارهابية في مدينة الموصل.


تركت الدراسة بعد انجابها الطفل الاول ليكون حرصها على نشأته وسلامته مقابل طموحها العلمي،وهي الطالبة في المرحلة الثالثة من كلية التربية جامعة الموصل،انجبت ابناء اُخر وكان وميض رغبة للعودة بداخلها،ولم يرفض الزوج ذلك لكن الوضع الاقتصادي الصعب ،بالإضافة لمسؤولية الاسرة وتربية الابناء كانت تظلل حياتها لينتهي الحلم الوردي رغم مصاعبه وتفقد الزوج وتعيش ايام اخر اصعب من الاولى.


فقد اصبح لها مسؤولية اضافية وهي الارملة بسن الشباب وأم لأبناء لم يشقوا طريقهم في الحياة، سعت وجهدت وتحملت لتمر بالأصعب من الظروف وتأتي فترة ربما هي افضل من سابقتها، وهنا جاء قرار ترقين قيد الطلبة التاركين لمقاعد الدراسة ومضت الفكرة مرة اخرى بداخلها ولكن


كيف ذلك ؟


وكيف بإمكانها التنسيق بين حياتها الاسرية والجامعية وترضية المجتمع الشرقي كونها ارملة ويجب ان تعيش مكسورة الحال وكل ذلك في ظل الوضع الاقتصادي الصعب لأسرتها كونها تعيش على الراتب التقاعدي وكذلك الوضع الامني المتدهور في الموصل ؟


،لم تأخذ الكثير من الوقت لتقرر استئناف دراستها وإكمال المرحلة الثالثة بعد اضافة 6 مواد اخر الى المنهاج المقرر لتنتقل الى المرحلة الرابعة وتحقق النجاح بتقدير جيد جدا وهي الان بانتظار فرصتها للعمل


فأي اصرار كان وراء رغبتها؟


_اسعدني ان اكون احد افراد اسرتها لبعض الوقت لتحدثني عن التحديات التي تواجه الارملة ان قررت اكمال دراستها؟


_والحديث لمنتهى_فالأمور لم تسير بتلك السهولة وأنا اعلم صعوبة تنسيق الوقت بين الدراسة ،وتربية الابناء ،كونهم في سن حرجة ،بالإضافة للواجبات الاجتماعية الملقاة على عاتقي ،ولم تكون الحالة الاقتصادية تسمح بمزيد من الصرفيات لدرجة فكرت بترك الدراسة في الاشهر الاولى منها لكن!!!


اعدت حساباتي وقررت الاستغناء عن بعض الأمور التي من الممكن الاستغناء عنها وكذلك تقليص وقت الراحة لدي لأضمن الاستمرار بالدراسة .


_ والأسرة ماذا كان دورها من هذا القرار الذي اتخذته منتهى؟


لتجيب بكل صراحة ان الاسرتين (وتقصد هنا اسرة الزوج وأسرتها) لم تعترضا على رغبتي بإكمال الدراسة فالجميع كان معي ولم يكن لأحدهم موقفا سلبيا من قراري ،اما ماديا فكان الاعتماد على راتبي التقاعدي فقط ليكون هو مصدر رزقي الوحيد واعترف بان الامر كان متعبا جدا ولكن كان لا بد ان اكمل ما بدأت......


_كانت فتاة وهي على مقاعد الدراسة وألان هي ارملة وأيضا على مقاعد الدراسة ما الاختلاف بالحالتين ؟؟؟ لتتحدث عن ذلك


عندما كنت طالبة جامعية بدون ارتباط اسري كانت طموحاتي وأحلامي لا تتخطى مرحلة الشباب لأعيش تلك اللحظات التي تعيشها الفتيات كاقتناء كل ما هو جديد ومميز ،الاهتمام بالمظهر الخارجي وقضاء بعض الوقت مع زميلات الدراسة للمسامرة والحديث اما الان فقد اختلف الامر وأصبح جل تفكيري الحصول على الشهادة الجامعية وعدم اضاعة اي وقت خارج نطاق هذا الهدف لأضمن مصدر رزق اخر لأطفالي يحميهم من العمل وهم صغار السن..


_الارملة كائن لها مشاعر وأحاسيس واحتياجات قد تجاريها لتختار بدء حياة اسرية جديدة ،وقد تتقوقع وتعيش حياة الانعزال والانكسار انتي اخترت الاصعب لماذا؟؟؟؟


ربما الظروف هي التي تجبرنا على اختيارانا فانا ام ولدي اربعة ابناء فقدوا الاب وهم ايضا لديهم مشاعر وأحاسيس واحتياجات لم افكر طويلا لأقرر ان امنح ابنائي كل مشاعري وأحاسيسي وأيضا لم اقرر الانعزال لان لدي واجبات اجتماعية اصبحت الان ملتزمة بها بل قررت ان اعمل ما اجده مناسبا لأسرتي لان الترمل لا يعني نهاية حياة المرأة ان كانت على ثقة بنفسها ومن اختياراتها بل هي مرحلة لا بد ان تعيشها المرأة ان قررت البقاء مع اسرتها ولكن تحتاج الى الصبر والاعتماد على النفس . .


_ ان لم تفقدي شريك حياتك هل كنت ستختارين ايضا اكمال دراستك؟؟ لتجيب :


لم اتنازل يوما عن حلمي بالعودة لمقاعد الدراسة بل كنت انتظر الظرف المناسب لأعود لها بعد ان يجتاز ابنائي مرحلة الطفولة .


_ اذن الابناء الان هل هم عبأ عليك في هذه الظروف ام عونا لك؟؟؟ لتملأ الفرحة عينيها وتقول:


بل هم الجزء الاجمل من حياتي وهم العون والدافع لإكمال كل ما بدأته.


_ لديك احلاما و لديك مسؤوليات.... كيف توفقين بالجمع بينهما ؟؟؟؟


بالتأكيد الامر يحتاج الى مزيد من الجهد والصبر وكذلك يحتاج الى الدعم من قبل الاخرين وهذا ما لمسته اثناء اتخاذ قراري بإكمال الدراسة اما مسؤولية الاسرة والأبناء فالأمر يحتاج الى مزيد من تنظيم الوقت وأيضا تقليص ساعات الراحة لدي فربما لم اجد غير ساعات قليلة لأنام فيها في بعض الايام .


_ وراء هذا التصميم هل كان الدافع المادي هو الحافز الاول لقرارك ؟


نحتاج في حياتنا اليومية امور اخرى غير المادية ومع ذلك لا انكر حاجتي للعمل ولكن اكملت دراستي لأثقف نفسي ايضا وأطور قابليتي واكتسب معلومات اخرى ربما من خلالها استطيع ان اقدم شيئا جديدا لأسرتي وكذلك للمجتمع بالإضافة لتوفير مصدر دخل اضافي لنا .


_ حسب ما معروف في مجتمعاتنا الشرقية ان المرأة ان اخطأت يكون عارها لأسرتها ولكن ان تميزت لمن يكون تميزها؟


التميز اولا لأبنائي ثم لأشقائي وأسرتي وبالتأكيد هو شيء جميل لروح زوجي المرحوم ..


_هل من الصعوبة في مثل هذه الظروف الاستغناء عن الرجل بالاعتماد على النفس؟


ابدا الامر ليس صعبا ان قررت المرأة ذلك فهذا افضل من الاعتماد على الغير وان كانوا اشقائي!! ان الامر ليس مستحيلا .


_ ما الشيء الجديد الذي اضافته لك هذه التجربة؟؟


جهد وتعب اضافي ولكن لا انكر انها اعادتني لمقاعد الدراسة ولحياة الطلبة بكل جمالها ،هي فرصة لا يمكن ان تعوض لإكمال الحياة الجامعية ،لقد زادتني هذه التجربة ثقة بالنفس ،علمتني الصبر،تطورت شخصيتي وكسرت تلك القيود التي يضعها المجتمع اثناء تعامله مع الارملة ....

كلمات اخيرة تقوليها لفتاة تترك مقاعد الدراسة....... ؟؟_

لا اشجع اي فتاة على ترك مقاعد الدراسة فالشهادة سلاح بيد المرأة بإمكانها الاستفادة منها لتحسين وضعها الاجتماعي ،الاقتصادي والثقافي ولتصبح مسؤولة عن اعالة نفسها اولا وعن الآخرين ان تطلب الامر ، وعدم الاعتماد على الغير في تلبية احتياجاتها المادية.

الخاتمة :
لا اجد الكثير من الكلام لقوله بحق هذه المرأة فأعمالها ابلغ من الكلام وهي نموذج لنساء اخريات ان توفرت لهن الفرصة لأثبتن كفاءتهن أيضا ولكن لي رجاء بتقديم المساعدة لها بالحصول على العمل وحسب استحقاقها الدراسي وأيضا لكل امرأة تقرر الاعتماد على نفسها ..

ملاحظة للاخوة الاعزاء في الموقع اعتز بالنشر بموقعكم والموضوع ادناه نشر في مجلة زهرة نيسان ليفجأني نزول الموضوع في موقع بحزاني دون علمي مما يحرمني نشره في الحوار اتمنى ان ينضم لصفحتي وينشر في موقعكم المميز جدا تحياتي



#سناء_طباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواء .... بين الادب والسياسة
- حوار مع المناضل الشيوعي ابو عمشة....الاسرة ... والسياسي
- الادب النسائي الايزيدي
- امرأة ..... من طراز خاص
- امي ... اقدم لك اعتذاري
- حوار مع .....ام عزباء
- من يدفع ثمن الحروب ....... الاخوة المشرفين ارسلت الموضوع من ...
- فتاة عذراء ... وقطعة قماش بيضاء
- طفلي بالتبني ... هكذا تقول امي
- ما بين الليل والفجر
- ام لا تملك ثمن رغيف خبز لااطفالها
- حوار مع فتيات شرقيات يعشن في المجتمع الغربي
- امهات بلا اطفال
- حوار مع ثلاث ناجيات من الانتحار
- عصفور في قفص
- امي لا تتركيني بيد الغرباء
- لا احد يشعر بهن
- ارامل في سن العشرين
- ضياء نجمة
- أمهات مفجوعات بقتل بناتهن تحت مسمى (غسل العار):


المزيد.....




- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سناء طباني - امراة...... في زمن صعب