أثر المتغيرات السياسية على المنطقة العربية... القسم الرابع . مع المصادر والمراجع. التي استخدمت في البحث.

عبد السميع ياسين الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تفتيت الوطن العربي هدف صهيوني أمريكي بامتياز:
هذه الرؤية الصهيونية تمت بلورتها لاحقا بامتياز في وثيقة "مجلة كيفونيم" وكشف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي (ديختر) عن أن إسرائيل وعلى خلفية بعدها الجغرافي عن العراق والسودان مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتفويض أوضاعها من الداخل لوجود الفجوات والتغيرات في البنية الاجتماعية والسكانية فيهما.
وأورد (ديختر) بعض المعطيات عن وقائع الدور الإسرائيلي في إشعال الصراع في جنوب السودان إنطلاقا من مرتكزات قد أقيمت في أثيوبيا وفي أوغندا وكينيا والكونغو الديمقراطية (زائير سابقا). وأعترف (ديختر) أن صانعي القرار في إسرائيل كانوا من أوائل المبادرين إلى وضع خطة للتدخل الإسرائيلي في دارفور في 2003م مرجعا الفضل في ذلك لرئيس الوزراء السابق أرييل شارون، وحول نظرته لمستقبل السودان قال (ديختر): هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة مصرة على التدخل المكثف في السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان( ). وقد تم انشاء دولة جنوب السودان في(9 يوليو 2011) بعد ظهور نتائج الاستفتاء.وتسعى كذلك لقيام كيان إقليمدرافور على غرار استقلالإقليم كوسوفو.
وتذهب الوثيقة هذه المرة إلى سوريا فتعتبر أن سوريا لا تختلف اختلافا جوهريا عن لبنان الطائفية باستثناء النظام العسكري القوي الذي يحكمها. وتؤكد الوثيقة أن "تفكك سوريا والعراق في وقت لاحق إلى أقاليم ذات طابع قومي وديني مستقل هو هدف إسرائيل الأسمى في الجبهة الشرقية على المدى القصير. وترسم الوثيقة سيناريو العراق على ضوء ذلك فتقول سوف يصبح بالإمكان تقسيم العراق إلى مقاطعات إقليمية طائفية كما حدث في سوريا في العصر العثماني.
ويعترف (ديختر) في محاضرته حول العراق التي ألقاها منتصف عام 2008 بقوله "ليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف على هذه الساحة بل وأكثر مما خططنا له وأعددنا في هذا الخصوص" هدفنا الإستراتيجي مازال عدم السماح لهذا البلد أن يعود إلى ممارسة دور عربي وإقليمي، لأننا نحن أول المتضررين، سيظل صراعنا على هذه الساحة فاعلا طالما بقيت القوات الأمريكية التي توفر لنا مظلة وفرصة لكي نحبط أية سياقات لعودة العراق إلى سابق قوته ووحدته( ).
ما يجري في لبنان من توظيف سياسي للمحكمة الدولية لا يختلف في مساره عن باقي المسارات، فما يجري من تجاذبات سياسية مدعومة أمريكيا ودول اقليمة اخرى يوحي بوضوح أن أمريكا تريد إحداث فتنة طائفية هدفها إضعاف المقاومة اللبنانية وإلهاءها في حروب داخلية وطائفية وسياسية. ((وهذا مانشاهده في سوريا الآن من تدخل جهات مختلفة في الصراع السوري الذي أصبح صراعا إقليميا بامتياز))... ما يجري في لبنان يندرج في أطر الإستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية وهو تفكيك لبنان إلى كانتونات طائفية ودينية وسياسية مع الحفاظ على زخم الخلافات اللبنانية الداخلية وتأزيمها أكثر فأكثر من خلال الدعم الأمريكي لقوى لبنانية( ) ودعم دول إقلميةإخرىلجهات لبنانية اخرى. أما سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج العربي فالفتن الطائفية تطل برأسها في الجزيرة العربية ودول الخليج العربية صارت... الأمور تأخذ منحنى طائفيا بغيضا... سنة و شيعة... وما جرى في العراق من فرز طائفي كان من وراءه ومن أمامه الاحتلال الأمريكي وأعوانه. وهذا الفرز الهادف خرج من حدود العراق إلى جواره لا بل خرج إلىالإعلامالذي تدير دفته أمريكا... تشعله متى شاءت... وتضبط إيقاعه متى شاءت!!( )
أما ما يجري في اليمن من شبه حرب أهلية ودعم أمريكي للنظام اليمني بزعم محاربة الإرهاب يسير في اتجاه الركب الأمريكي وفي إستراتيجيته وتتسارع خطاها لتفعيل الشرق الأوسط الجديد وملامحه السياسية والإستراتيجية( ). وعلى ذلك نرى أن استغلال أمريكا للاحتجاجات العربية الاجتماعية وكيف دأبت كثير من الدول إلى استغلال هذه القضية محاولة الاستفادة من زخمها و ركوب الموجةواستغلالها بأحكام لتنفيذ هذا المخطط قبل أن تستفيق الشعوب وتطيح بكل المشاريع التي تتبناها هذه الدول الإقليمية والدول الغربية و باقي الدول المستفيدة من هذا المشهد و أخيرا يمكن القول أن التغيرات التي جرت والتي تجرى ممكن أن تتغير في صالح الشعوب وأبنائها ولكن هذا الشئ يحتاج إلى وقت وجهد وتضحيات كبيرةلتصحيح هذا المسار. و انشاء دول وطنية تتنوع في أفكارها خاصة أن هذه الدول تمتلك من المقومات المادية والبشرية الكثير. بالإضافة إلى ذلك مالها من الإرث الحضاري فهنا كانت أقدم الحضارات الإنسانية الأولى وهنا بزغ التاريخ الإنساني. كل ذلك لو استغل بشكله الصحيح. وخاصة أنها تمتلك الكثير من الأراضي الخصبة والمياه العذبة والموارد المعدنية والطاقة و طرق المواصلات تمر عبرها فتكون هذه الخيرات والقدرات مصدر خير ورفاه لأبنائها....................... أنتهى.


المصادر والمراجع:::




المصادر والمراجع.






( ) تشارلز نيللي، ترجمة فاضل طباخ، الديمقراطية، المنظمة العربية للترجمة توزيع مركز دراسات الوحدة العربية، ، بيروت 2010،
( ) شكري الهزّيل/ موقع إلكتروني/ أمريكا ماضية في تفكيك وتفتيت الوطن العربي 25/9/2010.
( ) صباح ياسين، العرب والإعلام الفضائي، سلسلة كتاب المستقبل، 34 مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة العربية، بيروت، 2004،
( ) صلاح الدين الشامي، الكتب الجغرافية، دراسات في الجغرافية السياسية، الناشر المعارف بالإسكندرية، الطبعة الثالثة، 1982،
( ) عادل عبد السلام، مجلة الفكر السياسي / عدد 27/ فريق 2006.
( ) عزيز قزاز، المستقبل العربي (382) 2010
( ) كوني مولاي، الإعلام السياسي، مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا قضايا استراتيجية، 2004،

( ) محمد عابد الجابري، المسألة الثقافية في الوطن العربي، قضايا الفكر العربي، سلسلة الثقافة القومية، مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت، 2006، ص 172، 173.
( ) محمد علي حوات، العرب والعولمة، شجون الحاضر وغموض المستقبل، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى، القاهرة، 2002،
( ) ممدوح محمود مصطفى منصور الصراع الأمريكي السوفيتي في الشرق الأوسط مكتبة مدبولي، 1995،
( ) موقع إلكتروني البديل/موقع إخباري مستقل يهتم بقضايا موريتانيا والوطن العربي بالدرجة الأولى - 28 شباط 2011، نقلا عن جريدة الشمس.
( ) نبيل خليفة، سلسلة الفكر السياسي رؤية جديدة للحرب العراقية الفارسية، علمية بالجغرافية السياسية، الطبعة الأولى، بيروت1983، ص18-19.
( ) هاني الرضا، رامز محمد عمار، الرأي العام والإعلام والدعاية، المؤسسة الجامعية، للدراسات والنشر والتوزيع، 1998، ص 91.
1(1) صفوح خير، سوريا دراسة في الجغرافيا السياسية/ منشورات وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية. دمشق 2003 ص 14-15.
(1 موقع إلكتروني البديل/موقع إخباري مستقل يهتم بقضايا موريتانيا والوطن العربي بالدرجة الأولى - 28 شباط 2011،نقلا عن جريدة الشمس .

#عبد_السميع_ياسين_الهيتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات