أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال طعمه - مفكرة كل مسلم!















المزيد.....

مفكرة كل مسلم!


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 14:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت على الطاولة عدة مفكرات(أجندات) ..بلونين البني والأزرق (متأخر توزيعها هذه السنة ربما لما تحتويه!)
كان علينا نحن الموظفين الإختيار .. وتهافت الزملاء لاختيار اللون الأزرق ..ولم يبق لي سوى اللون البني أنا وزميلة أخرى!

أخذتها ودفعني فضولي الى تصفحها ! وحين فتحت أول صفحة عن المعلومات الشخصية..كانت الترويسة تقول: مفكرة كل مسلم!
تصفحت باقي الصفحات لأجد أن الترويسة لكل الصفحات ..مفكرة كل مسلم!
اذن علي أن أرجعها! لكن ماذا عساي أن اقول؟ أنا مسيحية ليست لي اذن هذه المفكرة؟ ولنفرض وجود أديان أخرى في بلدي فأين مفكراتهم؟
لست ضيقة الأفق الى هذا الحد ولست عنصرية وأتقبل الاخر وإيمانه! لكن جعلتني اتأمل واقعنا تلك المفكرة الاسلامية!
ماذا عن غير المسلم هل له مفكره أخرى؟ ولماذا لم تعتني تلك الجهة بإصدارها أم أنها فقط تعترف بالأكثرية؟

عندما عدت الى مكتبي تصفحتها مرة أخرى لأجد مساحة لا بأس فيها مخصصة للأحاديث النبوية الشريفة والتذكير بالساعة المستجابة وغيرها وهذا أمر أخر ليس موضوعي!
لكنه يعني أنها فعلا مخصصة لفئة معينة!



لو كانت الجهة التي أصدرت تلك المفكرة -التي لكل مسلم - جهة دينية أو خيرية دينية مثلا لتقبلنا الأمر من ناحية أن كل مؤسسة تعنى بنشر الفكر الذي تدعو اليه بصورة ما!

أما أن تصدر عن مؤسسة تعليمية عليا تعنى بتقديم تعليم متخصص في مجال ما ،لكل من يرغب فيه من أفراد الشعب،فذاك أمر يستدعي التفكير والوقوف عنده !فما الذي تحاول المؤسسة التعليمية هذه ترويجه؟
هل هو التزامها الديني أم أنه مجرد ترويج؟ أم لم تفكر بالأمر أصلا! لأن ليس هناك قوانين او أعراف تمنع الممارسات التمييزية من هذه النواحي!!
المؤسسة التعليمية يجب أن تقدم رسالتها التي تؤمن بها وليس ما يؤمن به الأشخاص فيها!
على كل قد يقول قائل كل هذا من أجل مفكرة!
نعم من أجل مفكرة وليس فقط المفكرة فهناك العديد من الممارسات التمييزية التي نمارسها في مجتمعاتنا ولانعرف أنها تخلق نوعا من الإقصاء والتمييز ..



فالمذيع في اذاعة رسمية حين يدعو للخير لجميع المسلمين! وكأنه يعتبر وجود الغير كأنه ليس بوجود أو أنه يعتبرنا تحت الوصاية ومشمولين ربما بالمعية كأنه نوع من الإنصهارالإجتماعي !
قد تكون تلك الأمور غير مقصودة بالمجمل لكنها تقودنا الى السؤال عن ما تعودنا عليه من أقوال والفكر الذي نروجه لأطفالنا منذ الولادة وحتى النضوج وليس فقط الأهل بل المدرسة ،الأصحاب، وسائل الإعلام!
كل يشترك في عملية التمييز والإقصاء التي يعتبرها كأنها جزءا من شعائره الدينية !
الحق يقال أن ليس هناك تمييز في القوانين في بلدي من ناحية الأديان ولكن التمييز يكون على مستوى شعبي أو رسمي أحيانا بالأفعال !
مثل تلك المفكرة المذكورة! التي قد يعتبرها البعض سخافة أن نناقش أي بعد اجتماعي لها!


ولكن تلك المفكرة قادتني الى التأمل بما كانت ابنتي تناقشني به أحيانا وهو بالمجمل لماذا لا يوجد أشياء خاصة بالمسيحيين؟ وهي تقصد أشياء عامة مثل ما رأت ذات مرة رسم الهلال في شهر رمضان على زجاجات المشروبات الغازية ..طبعا هي لا تعرف أن تلك الأمور مجرد ترويج لسلعة في وقت ما من السنة ومجرد نوع من الدعاية واظهار الإلتزام الاجتماعي او الديني فقط لفئة الاغلبية!
وتساءلت مالذي يدفع ابنتي الى الرغبة بأن يكون هنالك شيء خاص بها كعضو في عائلة مسيحية! أهي الرغبة الطفولية أم ماتراه من مظاهر حولها تدفعها الى العمل بالمثل! أم أنهما الأثنان معا!
وهي تقول أشياء أخرى هي كلها مشاهداتها الخاصة مما يعني أن الجيل القادم مختلف حقا! وإن نحن استمرينا بتغذيته بفكر الإقصاء والتمييز سوف تؤول الأمور الى أسوأ ولن تستغل قدرات هذا الجيل سوى بإشعال نار التطرف او العنف !


أمل أن لا يفهم أحد أني ضد إضفاء بعض اللمسات التي يكون لها طابع اجتماعي عام لكن بالمقابل عندما نرى ان كل الأمور تتمحور حول الأغلبية فأنه من الطبيعي أن يزداد شعور الإقصاء في مجتمع نريد حقا ان نظل ننتمي اليه!
و للحق يجب أن نذكر أنه في مواسم الأعياد أو بالذات الكريسماس -الذي يحلو فيه للجميع رؤية أشياء حمراء وخضراء على صفحات الإعلانات للمولات الكبيرة والأسواق - هذا نوع ما إضفاء لمسة اجتماعية لفئة الأقلية! غير ذلك لا أظن يوجد شيء حتى كل عام وأنتم بخير على التلفزيون الرسمي لا نسمعها! ولو أنه بالأونه الأخيرة لوحظ وجود بعض النشاطات الداخلية الخاصة بالأعياد المسيحية والتي يرعاها مسؤولين كبار من الدولة! مثل إضاءة شجرة عيد الميلاد !


عندما كنت صغيرة لم تكن هناك تلك الحدة التمييزية إن صح التعبير فالمناهج أقل توجها نحو اقحام الدين في كل شيء! ومعظم المعلمات مثلا لم يكن محجبات وكذلك معظم الفتيات ليس أني ضد الحجاب بشكل خاص ولكن أراه بات يمثل في أيامنا هذه علامة تمييزية فقبل فترة قصيرة ذهبت مع عائلتي وأقاربي في رحلة وكانت هنالك عائلات اخرى سبقتنا الى المكان ونحن سائرين سمعنا ملحوظة من إحدى الفتيات الواقفات فقد علقت بأننا جميعنا مسيحيين! الفكرة ليست بالتعليق نفسه- ولو أنه ليس له داع او حتى لماذا الإستغراب وكأننا قادمون من كوكب أخر! – الفكرة كيف عرفت تلك الفتاة ولم ترى صلبانا ولم تسمع أحدنا يتلو الصلوات؟! ولماذا أصبحت لدى ابنتي الأصغر سنا فكرة أن المحجبة فقط هي المسلمة؟
المظاهر الدينية كثيرة وأصبحت تكون صورا وأفكار لدى صغارنا أخاف أن يمتد الامر الى أكثر من ذلك المثال البسيط!
المظاهر الدينية تفرض نفسها كتمييز واضح بين أفراد المجتمع!



قد يفكر البعض ممن يدافع عن القيم الدينية أننا نحن ضد الدين ولسنا كذلك نحن ضد نشر ثقافة التمييز على أساس الدين او غيره وقد يدافع البعض بأن هذه الامور بسيطة !
بسيطة لننظر الى دول أخرى!
دول متقدمة ونقارن! ولو أنه ليس عدلا أن نقارن تجاربنا مع دول قطعت أشواطا كبيرة في النهج العلماني! ونحن مازلنا نكفر هذا النهج!
مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية - ولو ان رئيس الدولة يضيء شجرة الميلاد كنوع من التقليد- إلا أنه مثلا غير مسموح وجود شجرة ميلاد مزينة في ساحة مدرسة !
في الأونه الأخيرة حتى صار البعض( والجهات الرسمية) يقول هابي هوليدايز أي عطل سعيدة بدلا من ميري كريسماس !
طبعا هذا برأيي ايضا مثال متطرف! فقول عيد ميلاد مجيد لا يعني أنك تميز الأخرين الذين لا يحتفلون بالعيد على أساس ديني ولا يعني حتى أنك مؤمن بما يمثله ذلك العيد إنما هو تقليد!
لكن ذلك المشهد يستدعي انتباهنا الى درجة الحساسية التي تراعيها القوانين والأعراف في تلك الدول!



أنا لا أدعو الى مثل هذه الدرجة من المراعاة والتطرف الزائد عن حده في ذلك بنظري أيضا ولكن عند رؤية تلك المشاهد هناك في بلاد علمانية او قريبة من العلمانية نحتار في المشاهد التي نراها في
بلادنا كيف أنها تمييزية بشكل كامل ولا نراها كذلك بل نراها كحق للأغلبية!
ونمرر الفكرة هذه عبر الأجيال ليصبح لكأنه هم المستقبل بالنسبة لهم هو وضع علامات فارقة بينهم وبين غيرهم!
اتجاه عام لدى المؤسسات والأفراد بعدم اقحام الدين في كل صغيرة وكبيرة هذا ما يجب أن يكون!
فبرأيي أن تلك المظاهر قد أبعدت الناس حقا عن روح الدين!
إن كنا نقول ان الدين معاملة! فليكن تعاملنا الإنساني اذن هو الحاضر في المشهد وليس تلك المظاهر!







#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رثاء إنسان ..أم رثاء صور!
- جرائم الشرف كمرآة للمجتمع!
- خربشات قلب ..لرفيق الدرب
- اغتيال الحرية!
- زي السحر
- تأملات الوداع
- الفالنتاين
- من هذه الحياة (4).. ذاك الثوب الأبيض
- الكتابة بين الحقيقة والخيال
- بعضا من الورود!
- لحظة انتحار
- العداد
- مشاعر أم
- اضواء ...على وضع المرأة
- اضواء.. على تحرر المرأة
- من هذه الحياة(3)اوهام رجل..
- ترهات فيسبوكية
- من هذه الحياة(2).. وجاء الموعد
- نحن والسر الفيروزي!!
- قميص أسود


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال طعمه - مفكرة كل مسلم!