أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد مضيه - المرأة والدبمقراطية والثقافة















المزيد.....

المرأة والدبمقراطية والثقافة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 10:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة والديمقراطية والثقافة
عقد بمدينة رام الله مؤتمر يساريات بدعوة من اتحاد المراة الديمقراطي الفلسطيني ومركز فؤاد نصار لأبحاث التنمية.استمع المؤتمر في جلسة الافتتاح عن طريق الفيديو إلى كلمات المناضلات في الحركات النسائية الديمقراطية العربية ، بهيجة حسين وكريمة حفناوي من مصر ورجاء بن سلامة من تونس، ونأمل في تشكيل كونفيدرالية للنساء الديمقراطيات العربيات وللهيئات النوعية الأخرى كذلك.
تحدث في جلسة الافتتاح أيضا عفاف غطاشة رئيسة التنظيم النسائي لحزب الشعب الفلسطيني وبسام الصالحي امين عام حزب الشعب الفلسطيني .
ونيابة عن مركز فؤاد نصار لأبحاث التنمية القيت الكلمة التالية:

احييكم باسم مركز أبحاث التنمية الحامل اسم فؤاد نصار، القائد الشيوعي والمناضل الثوري البارز، وانقل لكم تحيات الهيئة الإدارية وعموم أعضاء الهيئة العامة مقرونة بأمنيات النجاح لهذا المؤتمر في توحيد طاقات النساء في المجتمعات العربية كافة ضمن حركة ديمقراطية تفعّل النصف شبه المعطل من طاقاتنا البشرية كي ترفد بالخبرات التنموية وتخصب القدرات العلمية والعملية.
يرتقي دور المرأة ومكانتها في المجتمع في علاقة توافقية مع نهوض الحركة الوطنية الديمقراطية، والتي كافحت وتكافح من اجل التحرر الإنساني كشرط أساس لتحديث الحياة الاجتماعية العربية. فقد ورث المجتمع الفلسطيني وكل المجتمعات العربية نماذج الاقتصاد المتخلف وورثت تخلف قيم العصر الوسيط وعلاقاته الاجتماعية الموسومة بالجور المتمثل بالقهر والتسلط الاستبدادي والعصبيات وتبخيس الإنسان. تميز الماركسيون منذ بداية الحركة الوطنية بإدراك دور الجماهير المنظمة في هيئات أهلية ومنظمات سياسية في تنشيط الحركة الشعبية وتأصيل الطابع الديمقراطي في الحركة الوطنية والمتجسد أساسا في تصفية معالم التخلف، خاصة أنماط الانسحاق والقهر والاستلاب. واوْلت عصبة التحرر الوطني الفلسطينية (1943- 1949) اهتماما متزايدا بالثقافة الديمقراطية في تصفية إرث التخلف بجميع مظاهره وتطوير حركة شعبية ديمقراطية ترفد النضال الوطني التحرري وتصد المؤامرة المكشوفة على الشعب الفلسطيني ووطنه. واستلهم الرفيق فؤاد نصار تجربة العصبة حين بادر وسط ركام النكبة،أواخر العام 1948، فأصدر " المقاومة الشعبية" نشرة دورية موجهة إلى أبناء الشعب وبناته، كي ترفد بالوعي حركة المقاومة الشعبية للمؤامرة الكبرى متعددة الأطراف. ونظرا لشح الموارد استعان بأدوات طباعة ونْسخ جد بدائية لكنها أنجزت مهمة كفاحية تحطمت على صلابتها موجة الإحباط والإرباك، وتجلت فيها عظمة الطاقة الكفاحية للجماهير الشعبية حين تعي واقعها وتتبين طريق الخلاص. حيال الهزيمة والإحباط ، وحيث وجبة الغذاء اليومية لم تكن مضمونة رفع فؤاد نصار ونفر قليل العدد، كبير الطموحات ، من رفاقه الشباب، بالكلمة وبفعل التحدي لواء المقاومة الشعبية.
وتجذرت في الحركة الوطنية الكفاحية في الأردن وفلسطين الطابع الديمقراطي لدور المراة في النضال الوطني التحرري.
وإثر هزيمة حزيران الكارثية عام 1967شرعت العلوم الإنسانية والإبداع الأدبي والفني ترصد عوامل الهزيمة في إرث التخلف وبؤرته استبداد السلطة السياسية والدينية. وحيث تسود ثقافة الجور في خلايا المجتمع يجيّر النصيب الأكبر منه على المرأة والأقليات والفئات المسحوقة من الشعب. والثقافة تتغلغل في أنماط إدارة الاقتصاد والسياسة والتربية؛ فهي محيط بلا شطئان.
كل انماط الاستلاب والقهر تتداخل فيما بينها وتتفاعل. أعطاب الثقافة تغذي إعطاب الاقتصاد والسياسة وتعود بتغذية ارتجاعية على نظام التعليم. وليس بالإمكان اجتراح التحرر لشريحة اجتماعية معزولا عن تحرر المجتمع بأجمعه. توصل المثقف الفلسطيني ، دكتور هشام شرابي ، إلى ما أدركه الماركسيون منذ بدايات النضال التحرري. في المجتمع العربي " نظام التربية يحل روح الخضوع محل روح الإقدام وروح المكر محل روح الشجاعة وروح التراجع محل روح المبادرة"؛ واكتشف المثقف الفلسطيني البارز في النظام التربوي والاجتماعي ما "يثني الطفل عن الثقة بآرائه الخاصة ويشجعه على قبول آراء الآخرين دون تردد أو سؤال. وهذا ما ينمي في نفسه الإذعان للسلطة ولكل ما هو أقوى منه أو أعلى مرتبة وجاها".
انتقل المثقف الفلسطيني من المقدمات إلى كيان التخلف في " المجتمع البطريركي".
وضمن حركة المراجعة النقدية قدم الدكتور مصطفى حجازي ،عالم النفس الاجتماعي من لبنان، مؤلفه "سيكولوجية الإنسان المقهور"، حيث قهر السلطة ينشر الأعطاب في النفسية الاجتماعية والتفكير وفي عملية التربية،حتى لدى حملة الشهادات الجامعية العليا.
الحضور الكريم ،
التسلط السياسي ، وقد افلت من العقاب مضى يعزز مظاهر التخلف وعلى رأسها العصبية الطائفية والسلفية. تساندت أنماط الاستبداد الثلاثة في تبعية مطلقة لليبرالية الجديدة المصدرة إلينا من الأزمة البنيوية للاقتصاد الأميركي؛ وتعززت أيضا ظاهرات التخلف والعجز. وجدت إسرائيل أيديها مطلقة لنهب الأرض الفلسطينية وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس الشرقية.

تفاعلت محنة الشعب الفلسطيني مع محن الجماهير العربية في مختلف أقطارها.
ولكي تتوفر الحصانة المستدامة وممارساتها تعاضدت أنماط الاستبداد الثلاثة، وارتفع منسوب الهدم والتخريب في المجتمعات العربية إلى مستوى الهدر. تجلى الهدر في ثقافة تقدم الولاء على الإنجاز، وتهدر في المجتمع الفكر والوعي والإرادة، واكتسحت المجتمعات العربية أخلاق الكسب غير المشروع.
في عام 2005 رصد الدكتور حجازي ظاهرة الهدر وأدان جريمة رأسمالية العولمة ضد الإنسانية في مسعى هدر وعي الإنسان وتفكيره وإرادته كي تكون لليبرالية الجديدة الكلمة الأخيرة في التاريخ البشري. حلل خبير علم النفس الاجتماعي أدوات الهدر وأساليبه في كتابه " الإنسان المهدور" .
وفي العام 2006 أصدر الخبير التربوي من مصر، الدكتور حامد عمار، كتابه الهام ،" الثقافة والتربية في تحدي العولمة" ، حلل فيه الوظيفة الاجتماعية والسياسية للتربية. يقول هذا المناضل الديمقراطي ان "التربية أداة طبقية"، وهي بذلك كما رصدها الدكتور عمار " موضوع صراع اجتماعي". من جهة طغيان " بنية التخلف بتحيزاته وعلاقاته وتوجهات تفكيره تطوِّع عملية التربية لصالح المحافظة الاجتماعية." وبالمقابل "تقوم التربية بمهمة تعزيز التخلف، وخدمة النظرة السلفية الملتصقة بالماضي والمرتهنة به، وأداتها في هذا الصدد هي التعليم التلقيني". وأسند الخبير التربوي للتربية وظيفة تحدي العولمة اقتصادا وسياسة وثقافة وتقانة علمية. رأى وظيفة الجامعة في إنتاج العلوم والتقاني بدل الاقتصار على التلقين.
واليوم ونحن نشهد تفسخ أنظمة الطغيان التابعة للعولمة في عالمنا العربي تنكشف أمام الأنظار جرائمها في تعهد الفساد وسرقة المال العام وإفقار الجماهير وتجهيلها واستلابها، وتغذية العصبيات الطائفية والسلفية. يتجلى بوضوح أن أزمة الحركة الثورية ثقافية في الأساس والجوهر ، وان الديمقراطية تتشابك في علاقة توافقية مع الثقافة، وان التنمية الثقافية جزء عضوي من العملية الملحة للتنمية الاجتماعية.
عبر عقود من إشاعة الهدر ، خاصة الموجه ضد المراة، وتسليط نظم التبعية تفشت في المجتمعات العربية اختلالات اجتماعية كشفت عنها تقارير التنمية الاجتماعية الصادرة عن الأمم المتحدة ، وإحصائيات نسب تداول الكتاب وإصداراته في العالم لعربي، واختيارات أفضل خمسمائة جامعة لا تتضمن اسم جامعة عربية واحدة ، و ترتيب الدول العربية في أدنى السلم من حيث الاكتشافات والابتكارات، وعدد الأبحاث والدراسات العربية المنشورة في المجلات المتخصصة أو المدخلة في الإنتاج المحلي، ثم التخلف في أبواب مركزية من الحياة الاجتماعية، مثل احترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة في التقارير الدولية، وحالة البطالة بين الشباب خاصة خريجي الجامعات، والهجرة من الأوطان، والاسترخاء في ملهاة ثقافة الملاعب وبرامج التسلية والفنون المنحطة، وأخيرا وليس آخرا معدل الدخل الوطني للفرد الواحد. في كل هذه المؤشرات تدهورت الدول العربية فرادى ومجتمعة إلى المواقع الدنيا في سلم الترتيب العالمي. بالمقابل، وفي هذه الأثناء، برزت إسرائيل متفوقة في المجالات المذكورة، وبهذا المعيار تقارن الدول المؤثرة في السياسات الدولية بين اطرفي الصراع على أرض فلسطين، فتفضل الأكثر تقدما وإنجازا في مجالات العلم والثقافة مبررة لها انتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني.

الحضور الكريم ،

نخلص إلى تأكيد أن التربية أداة هيمنة طبقية، ونوصي قوى التغيير الديمقراطي في فلسطين ان لا تتغافل عما توصل إليه العلماء المختصون . ما زالت قوى التغيير الديمقراطي تتغافل عن التعليم الطبقي المهين للمراة وجميع الفئات المسحوقة في المجتمع، وتغفل في برامجها بند النضال من اجل تعليم ديمقراطي. وعت قوى التقدم في مصر ضرورة التحول في الحال إلى التعليم الجيد.
ونحن في مركز فؤاد نصار لأبحاث التنمية نستمد من التجربة الثورية الغنية والملهمة لحركة التحرر ونستلهم تقدير فؤاد نصار السامي للثقافة والتثقيف في تصعيد النشاط الثوري التقدمي، ونعير أهمية كبرى للثقافة المتولدة عن التعليم الديمقراطي. ونحن نعد لمؤتمر يعقد في القريب العاجل(22و23آذار الجاري) تطرح فيه قضايا التعليم وسيلة لنشر ثقافة الديمقراطية والإبداع والإقدام وإنصاف المرأة.

احييكم ثانية وأتمنى لمؤتمركم السداد والرشاد.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهيونية تعاونت مع النازية -2
- الصهيونية تعاونت مع النازية واضطهاد اليهود يخدم أهدافها
- العقل والضمير ضد تلفيقات الصهيونية
- الجرح النازف ماديا ومعنويا.. انكشاف الخرافة تحت وهج التضامن ...
- شطب القضية الفلسطينية نهائيا
- الأصولية -5
- الأصولية سياسات اليمين- 4
- شارون الصهيوني بلا مواربة
- الأصولية سياسات اليمين- 3
- الأصولية سياسات يمينية -2
- الأصولية سياسات اليمين مهربة في لفافات الدين
- هذه ديمقراطيتكم أيهذا العالم الحر
- حصاد العبث السياسي
- العدالة للشعب الفلسطيني اولا
- مؤتمر من أجل شرق اوسط خال من أسلحة الإبادة الشاملة
- مؤتمر دولي حول مخاطر مفاعل ديمونة النووي
- في يوم التضامن مع شعب فلسطين
- نظام الأبارتهايد إلى الفاشية
- في ذكرى الوعد
- واجهة لاستبداد الحكم تدعمه وتقنع فجوره


المزيد.....




- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعيد مضيه - المرأة والدبمقراطية والثقافة