أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - الأزمة الفنزولية














المزيد.....

الأزمة الفنزولية


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر فنزويلا بأزمة مستمرة منذ عدة أشهر، فهي تعيش تجاذباً حاداً بين قطبين سياسيين واجتماعيين متمايزين، هما معارضة، تجمع ما بين البرجوازية المسيطرة على وسائل الإنتاج وبعض وسائل الإعلام المستقلة وبعض عناصر الطبقة الوسطى التي تضررت مصالحها نتيجة الإصلاحات التي قام بها الرئيس الراحل لفنزويلا "هوغو تشافيز" من جهة. والمدافعين عن إرث "تشافيز" في الجيش والجماهير الفقيرة في الجهة المقابلة. هذا من حيث الشكل، أما من حيث المضمون فهي تشكل عودة قوية للولايات المتحدة الأميركية في محاولة لترتيب الأوضاع السياسية والاقتصادية في المنطقة التي تعتبرها "حديقتها الخلفية".
ما آلت إليه الأمور في فنزويلا الناهضة لم يأت بكبسة زر بل جاء نتيجة عمليات تراكمية دشنتها كوبا بقيادة "فيديل كاسترو" الذي صمد في وجه الإعصار الأمريكي عشرات السنين تخللتها عمليات كان من أبرزها عملية "خليج الخنازير" التي انتهت بفشل ذريع لواشنطن.
لتكتمل مع مجيء "هوغو تشافيز" إلى سدة الرئاسة الفنزولية حاملاً جملةً من الأطروحات والمبادئ والآراء تماهى معها الشارع الفنزولي ودعمها وكان سنده الوحيد في التصدي لمحاولة الانقلاب التي تعرض لها وأعاده إلى الحكم معززاً مكرماً. وجدد الثقة في مشروعه الرامي على تأسيس الجمهورية الثانية التي ستضع بلاده على الخارطة السياسية الدولية كدولة محبة للسلام وتسعى إلى تحقيق العدل وترفض الهيمنة الإمبريالية وتستطيع عقد التحالفات العادلة مع الأخريين دون المساس بكرامتها أو التفريط بسيادتها.
ولم يقتصر شافيز في "ثورته البولفارية"، نسبةً إلى سيمون بولفار محرر أميركا الجنوبية من الاستعمار الإسباني في القرن التاسع عشر، على الشأن الداخلي، فقد أعلن عن سياسة خارجية تقوم على التحالف مع كوبا وغيرها من الأنظمة ذات التوجه اليساري في أميركا الجنوبية، وتحاول التنسيق المستمر بين أعضاء أوبك، كما لا تتحاشى نقد السياسات الأميركية، الأمر الذي لم يرق لواشنطن.
فالسياسة التي اعتمدها أمريكا اللاتينية والتي تقوم على اعتبار أن الأمن القومي لدول القارة جزء لا يتجزأ والاتفاق على التكامل فيما بينهم بحيث يدعم القوي الضعيف ويقف الغنى مع الفقير ويتم التخطيطي لتحقيق تنمية مستدامة تحفظ كرامة شعوب أمريكا اللاتينية وتصون أمنها وتمنع الطامعين من استغلال ثرواتها والهيمنة عليها، لم ترق لواشنطن لأنها رأت أن بلابلها أصبحت ممنوعة من التغريد في حدائق أميركا اللاتينية.
اتسمت إصلاحات "شافيز" الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بكونها تجمع بين صفتين متناقضتين، فهي مقبولة جداً ومرفوضة جداً. فأنصار شافيز، وأغلبهم من الجيش والفقراء والطبقات المسحوقة من المجتمع الفنزويلي، يرغبون في الإصلاحات ويدافعون عنها في حين ترفضها المعارضة وعلى رأسها أرباب العمل والإعلام المستقل والنقابات وتسعى إلى محاربتها بكل الوسائل. فالإصلاحات الشافيزية إذن هي جوهر الأزمة الفنزويلية، ومستقبلها مرهون بتغلب أحد الطرفين على الآخر، طرف تكمن قوته في الجيش والجماهير وطرف آخر تكمن قوته في المال والإعلام.
وبين هذين الطرفين، أطلقت واشنطن وحوشها الكاسرة كي تزرع الإرهاب والموت وتؤلب الرأي العام في فنزويلا ضد حكومة الرئيس "مادورو" بهدف رسم صورة لبلدٍ تسوده الفوضى، وتشويه سمعة الحكومة من خلال وسائل الإعلام العالمية المنقادة، وتعزيز الاضطرابات المدنية، وحتى إثارة حرب أهلية، وفي نهاية المطاف، تهيئة الظروف لتدخل دولي وحتى القيام باحتلال. مستحضرة بذلك تجاربها السابقة في ليبيا وتونس وسورية محاولةً أن تتجاوز نقاط الضعف والتركيز على عوامل القوة في تجاربها السابقة.
واعتمدت من أجل ذلك عدة إجراءات:
الحرب النقدية: وقد بدأت هذه الحرب بازدياد الطلب على العملة على نحو مفاجئ وعلى نطاق واسع، والتلاعب بقيمة الدولار في السوق السوداء، والحصول على الدولارات بأسعار تفضيلية من الحكومة بموجب أسباب زائفة. ولكن الحكومة اتخذت الإجراءات الكفيلة بإحباط ذلك .
افتعال ندرة السلع: وقد بدأ تسديد ضربة مزدوجة، مؤلفة من المغالاة الفاحشة في أسعار السلع، والندرة المصطنعة في المواد الغذائية، مع بدء الناس التسوق استعداداً لأعياد الميلاد. حيث شرع التجار الأثرياء في اكتناز السلع الأساسية، بوضعها داخل مستودعات خفيّة أو تهريبها إلى كولومبيا خلال عملية تهريب دقيقة التنظيم .
الهجوم على شركة النفط الفنزويلية (بي دي في إس إيه): حيث دأبت الصحافة العالمية على الزعم، بأن هذه الشركة، تعاني الفشل لأنها تستخدم أرباحها في البرامج الاجتماعية بدلاً من إعادة استثمارها، وأن البلاد تستنزف بترولها، ولكن هذه الشركة، ما تزال من بين أرقى 5 شركات نفط في العالم، وفق مجلة "بتروليوم انتلغنس ويكلي" ذات الكلمة النافذة.
إن الأزمة الفنزويلية مرشحة للاستمرار ما دامت أطراف النزاع غير قادرة على حسم المعركة لصالحها، حيث يمتلك كل طرف عناصر قوة ويعاني من بعض نقاط الضعف، وإذا كان الجيش العنصر الأقوى في المعادلة الداخلية لا يزال في صف الرئيس "مادورو" فإن الولايات المتحدة بقدراتها الضخمة تقف وراء المعارضة، ولفنزويلا أهمية خاصة في الاقتصاد الأميركي حيث يشكل النفط الفنزويلي الغنيمة الكبرى لواشنطن لما له من أهمية على الصعيد العالمي من حيث حجم الإنتاج وكمية الاحتياط.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقعة الشطرنج الأوكرانية
- حكومة المائة يوم في لبنان
- الصراع في جنوب السودان
- الصراع على أوكرانيا
- جنيف 2 في مرآة الصحافة العالمية
- قراءة حول مؤتمر جنيف 2
- مصر ... نحو إقرار خارطة طريق ترسم مستقبل البلاد
- المعركة الأخيرة لأردوغان
- تركيا ... الفساد يَهُزّ عرش أردوغان
- تونس ... اليسار إلى الأمام
- سقوط -النموذج التركي- داخلياً
- سقوط مخطط «بيغن – برافر» ... إلى حين!
- الأزمة التونسية إلى أين؟
- أسباب فشل -النموذج التركي- في البلاد العربية
- معارك آل سعود الكبرى
- ما هو مصير الإخوان المسلمين بعد سقوط حكم المرشد في مصر؟
- دوافع التدخّل... أسباب النجاح وعوامل الضعف السياسة الروسية ف ...
- سقوط النموذج التركي
- السعودية إلى أين؟
- إعادة رسم حدود الشرق الأوسط من جديد


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - الأزمة الفنزولية