أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2














المزيد.....

ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 09:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أمرٌ صعب أن تكون من أتباع الطائفة الشيعية في اليمن..فالفكرة التي ستعتنقها هي فكرة ستكون مكروهة من أي فردٍ حصل على الحد الأدنى من الثقافة..ففكرة التبعية تصطدم و بقوة مع فكرة حرية الفكر و التعبير و التي سيؤمن بها أي مثقفٍ حقيقي..و النظام الشيعي كفكرة "سياسية" يقوم بشكلٍ عام على الطاعة العمياء و نفي و نبذ و تصفية أية أصواتٍ تفسد "هارموني" الخضوع.

بالنسبة للتيار الشيعي بشكلٍ عام في اليمن من الملاحظ أنه فعلياً لم يكن مضطهد بمعنى الاضطهاد..فالمذهب الزيدي مذهب مسالم و معروف و مُتقبل جداً في اليمن لأنه كان و ما زال من وقائع و مسلمات التقسيم المذهبي في اليمن..لكن التيار الاثني عشري هو ما بات مشكلةٌ نتصارع حولها إما مؤيدين أو كارهين.

في عام 2004 م بدأ الصدام الحوثي مع الحكومة اليمنية..حجة الحوثيين حينها لذلك الصدام أن الحكومة اليمنية تمارس قمعاً مذهبي تجاه المذهب الاثني عشري في مقابل السماح بالتمدد الفكري للمذهب السلفي على حساب أغلب المذاهب و حتى على حساب المذهب الشافعي الأكثر تسامحاً و عقلانية و انتشاراً في اليمن..و لقد كانت تلك الحجة صادقةً حينها.

ذلك الصدام تحول بشكلٍ مفاجئ من حربٍ واحدة إلى ستة حروب..ستة حروب بدأتها الجماعة بألفي مقاتل و ختمتها بأكثر من 100 ألف مقاتل..تلك الزيادة لم تأتي من فراغ و لكن أتت بناءاً على معرفةٍ عميقة بنفسية الشعب اليمني الملتوية..تلك النفسية التي لديها استعداد تام للعب دور الجندي المرتزق لمن يدفع أكثر..بالطبع هناك من يقاتل من أجل إيمانه بفكرته المذهبية و لكن الأغلبية أشك أنهم كذلك و الأسباب هي التالية.

السبب الأول أنه من الصعب عليَّ أن أقتنع بأن الشعب الذي حصل على المركز الأول عالمياً في معدل الفساد هو شعب يكترث حقاً بكراهية الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل أو حتى بنصرة الإسلام..فكل هذه الشعارات هي فقط لتجعل كل فردٍ منهم يشعر بطريقةٍ أفضل تجاه نفسه و بأنه يخوض حرباً مقدسة و ذات معنى..أغلب أفراد الشعب اليمني يهجرون المساجد طوال العام و يتزاحمون عليها في شهرٍ واحدٍ منه..الشعب اليمني في كل إحصائية ترصد الفساد الأخلاقي أو المالي أو حتى السياسي تراه يتصدر أو يزاحم بكل قوة المتصدر في تلك القوائم..فمن أين أتى ذلك الإخلاص الديني على حين غرة!!.

السبب الثاني و لعله الأساسي هو الكراهية التي تشعر بها نسبةٌ كبيرة من اليمنيين تجاه أسرة آل الأحمر..تلك الكراهية المبررة جداً لأسبابٍ كثيرة لا مجال لطرحها هنا و معروفةٌ تقريباً للجميع..و لعل أكبر مهزلةٍ حدثت هي الإجماع الشبه شعبي بين الملحدين و السنة المعتدلين و اللا دينيين و حتى غير الشيعة على السعادة و تداول مقطع الفيديو الذي بُث وقت تفجير منزل آل الأحمر بشكلٍ يعكس فرحةً هستيرية..و سعادة نسبة كبيرة من اليمنيين بعبارة "باي باي حسونة" تُلخص الفكرة بشكلٍ أفضل.

بالمناسبة حتى شعار الصرخة الذي يكرره الحوثيون كثيراً للترويج لأفكارٍ لا يؤمنون بها حقاً هو في الأساس يعكس فكرةً إقصائية و عنصرية..لن أتحدث عن علاقتنا مع الولايات المتحدة و لا عن إسرائيل و لكني أتحدث عن اليهود..فأن تقوم فكرة مذهبك على فكرة كراهية اليهود فهذا بحد ذاته بداية الفشل الإنساني لمذهبك..فكيف تطالب بالحرية العقَّدية لنفسك و أنت من أساسيات مذهبك قمع الآخرين مذهبياً بل و لعنهم بسبب دينٍ ولدوا عليه!!.

الحوثيين -كقيادةٍ فقط و ليس كمقاتلين- أذكياء شئنا أم أبينا..أخلاقيين؟؟..أبداً و لكن في حضور الذكاء يمارس أغلب أفراد الشعب اليمني تطبيق نظريتين عبقريتين الأولى نظرية البراغماتية للتخلص من آل الأحمر و الأخرى نظرية إلقاء المسؤولية الأخلاقية على الآخرين للشعور بذنبٍ أقل تجاه الخطيئة..و هنا الخطيئة هي سلسلةٌ طويلة من الجرائم تجاه الآخرين..و أعتقد أن نسبةً كبيرة من التجاهل الشعبي للجرائم الإنسانية و حتى القانونية التي يقوم بها أتباع ذلك المذهب تعود إلى أن هناك هدف أصبح أهم من تلك الأمور الهامشية و لأن الضحية في الطرف الآخر من الفئات المكروهةِ جداً لدى أغلب اليمنيين "آل الأحمر- السلفيين - اليهود - المهمشين".

أن تكون شيعياً في اليمن فهذا يعني أنك ستمارس أحد أمرين و لعل الثالث يغيب عن ذهني لأني لم أقابله..الأول أن تمارس خداع النفس بوهم أنك مقاتلٌ أسطوري تنتصر لآل البيت..متجاهلاً لحقيقة أن الرسول قد توفي و الأموات مثله و من بعده لا يحتاجون لنصرتك أو لنصرة سواك..فلن يضرهم شتيمة لن يطلقها أي مسلمٍ حقيقي و لو كان من مذهبٍ مخالفٍ لك و لن يضرهم حبٌ أو تقدير لن يحصلوا عليه من أتباع المذاهب الأخرى بذات الكيفية..و لو كانت نصرتهم هي هدفك فلقد كان بإمكانك أن تنصرهم بكلمةٍ تكتبها و مصدرها علمٌ ما و لكن لأن أغلبية المقاتلين الحوثيين هم من أنصاف المتعلمين فخيار الكلمة ليس بالخيار المتاح و لن أقول المطروح بالنسبة لهم.

و الأمر الثاني الذي ستمارسه هو أنك ستعتقد حقاً أن كراهية أسرة آل الأحمر و التي امتلأت بها قلوب أغلب اليمنيين هي مبررٌ كافي لبيع نفسك لطرف ضد الآخر..و أنك بمجرد أن تمارس الإبادة الجماعية تجاههم و تجاه اليهود و تجاه المهمشين و تجاه السلفيين و تنتهي من تلك المهمة اللا إنسانية ستفكر أن الوقت قد حان لاستراحة محاربٍ طويلةٍ نسبياً..و لكنك لن تشعر بالراحة لأنك فقدت أهم ما يميزك كإنسان و هو حرية الاختيار.

و لكن و بعيداً عن كل هذه الدموية التي يُغرق بها أتباع المذهب الشيعي في اليمن أنفسهم كما يفعلون بمن هم حولهم..يظل خيارهم هذا أقل صعوبة و بمراحل عديدة من خيار أن تكون مِثلي في اليمن..لهذا للحديث بقية.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 1
- طفلة زنا للبيع
- يمن جديد!!
- رغبةٌ و اشتهاء و بينهما نحن
- الأرباب الصِغار
- طفل البسكويت و طفل العامود
- إغتصاب هدى
- صور
- مَدِّد يا هادي و لا تُبالي
- شجرة بمنزلة نبيَّ
- رداد يمتهن النساء*
- الجمهور عايز كده
- و جُعلتَ لي مسجداً
- النوم على صدر الحُسين
- فتاة لليلة واحدة
- لهو رباني -قصة-
- الشهر الذي اُنزل فيه النفاق
- شيخ الخصيان – 5
- شيخ الخصيان - 4
- شيخ الخصيان – 3


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - ملحد..شيعي..مِثلي بنكهة يمنية - 2