رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 21:37
المحور:
المجتمع المدني
ما يثير الدهشة أن العديد من الشعوب العربية ما زالت تفكر بالطريقة التي اتبعوها في العهد التركي، بالأمس كتب احد الأشخاص على احد المواقع الأدبية بان هناك عامل فلسطيني تم طرده من عمله فقط لأنه لفظ بكلمات باللهجة الفلسطينية، مما أدى إلى كشف هويته لصاحب العمل، الذي لم يتوانى عن طرده، فقط لأنه فلسطيني.
المسألة هنا في غاية الخطورة، ليس لان المطرود فلسطيني، بل لان هذا ينم على طريقة تفكير بائدة ورجعية ومتخلفة في أنا واحد، الأسباب التالية
أولا: ـ عندما يعيش الإنسان في بلد لأكثر من خمسين عاما ثم لا يعطى حقوق المواطنة فهذا كفر مطلق بالإنسانية.
ثانيا: ـ من المفترض أن تكون الدول العربية الحاضنة لأي عربي، بصرف النظر عن جنسيته، لأننا كعرب حاليا، كلنا سنمر من تحت منشار التهجير واللجوء، ولن يستثنى احد، العراق، سوريا، اليمن، السودان، ليبيا، الصومال، مصر ـ التي نرجو من الله أن يحفظها ـ على الطريق، الأردن على كف عفريت، لبنان على شفير الهاوية.
ثالثا: ـ في زمن التكتلات الكبرى من المفترض لن تفرض علينا كعرب التحرر من اتفاقية (سايس بيكو) المشؤومة، وان نبدأ الحديث عن المواطن بصرف النظر عن دينه أو طائفته، حتى نكون على مستوى الأحداث.
رابعا:ـ من يعتقد بان العشيرة، مهما كانت، دولة أم قبيلة، أم حزب، أم دين أو مذهب ـ يمكن أن تحميه مما هو آت يكون واهما، فلا بد من البحث عن الأسباب الموضوعية لما نحن فيه.
ومن هنا نعتقد بان المسألة تكمن في طريقة تفكيرنا، والتي تعتمد على منطق العشيرة أو القبيلة، فنحن في المنطقة العربية نمتاز بهذا النوع من التفكير، فقد استطاعت المنظومة الاقتصادية السياسية الاجتماعية أن تنمي هذا التفكير في مجتمعاتنا، وان تبقينا ضمن الطريقة التي اتبعناها في العهد التركي في التفكير.
أوروبا بعد الحرب الأولى والثانية، وتدمير دول كاملة، وقتل أكثر من خمسين مليون إنسان وتشريد اكبر من هذا العدد، وبعد اقل من عشرين عاما فقط، بدأت تفكر بالتوحد، ونجحت، فها هي اكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، واستطاعت أن تتجاوز كافة الإرث الماضي وما فيه من قتل ودمار وخراب وتشريد.
ونحن العرب ما زلنا نقول "العراقيون دخلوا الكويت ودمروها"
، "والفلسطينيون حاولوا قلب نظام الحكم في الأردن"، "وهم سبب الحرب الأهلية اللبنانية"، "والسوريون هم من احتل لبنان"، وهكذا، فمتى نستطيع التفكير بطريقة سليمة تبعدنا عن الخراب والقتل، ألا يكفي أننا لم نعد نأمن على أولادنا العيش في دول الطوائف؟ ألا يكفي أننا مثل للأجرام والقتل، بطرق ما انزل الله بها من سلطان؟،أيكون الغرب ـ المعادي ـ اقرب علينا من أنفسنا؟ أليس هذا قمة الانحطاط؟
من هنا نحن جميعا في المنطقة العربية بحاجة إلى إعادة الطريقة التي نفكر بها،، لعل وعسى نتقدم إلى الأمام متجاوزين حالة التشنج التي تربينا عليها، نعفو عما مضى ،ونصفح عن بعضنا البعض.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟