أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مفيد بدر عبدالله - الرقم الابيض وايامه السود














المزيد.....

الرقم الابيض وايامه السود


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 18:39
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل اكثر من عام نشرت لي أحدى الصحف البصرية مقالا بعنوان" سهرة لا تنسى" ، تحدثت فيه عن معاناتي وانا اروم الحصول على وثيقة رسمية من أحدى الدوائر الحكومية ، وعن الزخم الكبير للمراجعين مما اضطرني الذهاب في أحدى المراجعات منتصف الليل على امل حجز موقع متقدم في طابور اليوم التالي ، كما وجهت فيه انتقادا لاذعا للروتين المعقد والمهين في تلك الدائرة التي لم أذكرها بالاسم ، وتطلب انجاز معاملتي البسيطة عشرة ايام فيما تستحصل نفس الوثيقة في بلدان أخرى بنصف ساعة او اقل ، لكني اليوم وانا اراجع دائرة أخرى ( المرور) لاستبدال لوحات مركبتي أتجول بين اروقتها واروقة جمارك المنطقة الجنوبية على مدى ثلاث اشهر ولم أحصل على الرقم الابيض احسست بان الايام العشرة التي كنت اتحدث عنها في مقالي السابق نزهة بسيطة أذا ما قارنتها بالوقت الذي يمضي هدرا في اروقة المرور والجمارك ولو اني كنت قد ذكرت الدائرة السابقة في مقالي لاعتذرت لهم علنا فالأيام العشر لا تعادل تأجيلا واحدا من التأجيلات المتكررة ، ولتتضح الصورة للقاري سأذكر بعض المواقف و الاحصائيات وارجو منه عدم التشكيك بالارقام لأنها دقيقة جدا، عشرة ايام تأجيل لتصل المعاملة بالبريد من المشروع الوطني الكائن في منطقة الكزيزة بالبصرة الى جمارك المنطقة الجنوبية منطقة الداكير بنفس المحافظة ، وشهر او اكثر لتعود الى المشروع الوطني في الكزيزة ، اما عن الحركة في الدائرتين من بداية الشروع بالمعاملة لنهايتها فيمر المراجع ا بعشرات الطوابير والتي يتطلب بعضها ساعات ليصل الشباك من اجل ختم أو توقيع ان لم يكتشف بان الشباك لا علاقة له بمعاملته فيركض مسرعا لنهاية طابور آخر بعدما يتعرف عليه ، ومن تفاصيلها الطلب من صاحب المركبة احضار الحائز او صاحب الوكالة العامة وهي معاناة اخرى تضاف لمعاناته ،بعضهم يكشف بانه متوفي او مرتحل عن منطقته وبالتالي يبدأ رحلة البحث أو يطرق باب للقضاء لحسم قضية وهذا يضيف جهدا آخر ويتطلب وقت غير قليل، وهنا تحضرني عبارة مضحكة مبكية قالها لي احدهم " كنت مطمئنا كون الحائز جاري وقبل حضوره بيومين توفي وتركني في حيرة من امري ، حتى اني بكيت عليه اكثر من ذويه في مجلس العزاء وخارجه " .
ونحن نتحدث عن معاناة المراجعين لا يعني باننا لا ندرك اهمية الرقم الابيض " الالماني" لما يتمتع به من ميزات وخصائص امنية ولا نطالب بان تكون الاجراءات ضحلة وهزيلة سهلة الاختراق من المزورين والارهابين الذين ينفذون اعمالهم الاجرامية والارهابية بسيارات لا يستدل منها على الفاعلين وانما ندعو الى اختزال الحلقات الزائدة في الروتين ، فما معنى ان تمنحك الدائرة رقما وتطالبك بتدقيقه في حاسوب السرقات والغرامات ، لماذا لا تدقق الدائرة الارقام قبل منحها للمراجعين بدلا من منحهم الارقام ومطالبتهم بتدقيقها؟ ، ولماذا لا يجتمع المختصون بالفحص كممثلين عن دوائرهم في موقع واحد لاجراء الفحوص الثلاث للسيارة بدلا عن المواقع الثلاث وما تتطلبه تلك الفحوص من وتأجيلات ؟ ثم ما الحكمة من تمكين صاحب الوكالة الخاصة تسجيل المركبة باسمه بموافقة صاحب الوكالة العامة فيما لا يتمكن الاخير من تسجيل المركبة باسمه؟ وهل يعقل ونحن في الالفية الثالثة وما يشهده العالم من ثورة تكنلوجية هائلة ان ينتظر مراجع شهر او اكثر عودة القرص الخاص بدفعه لرسوم الجمارك ؟ هذه اسئلة واسئلة اخرى تخالج عقول المراجعين وتجري على السنتهم على الدوام ، في تقديري بان اختصار المعاملة وتشذيبها من الحلقات غير المهمة مع المحافظة على دقتها سيفوت الفرصة على المتربصين من ضعاف النفوس والاهم بانها ستعالج الزخم الهائل المتراكم لسيارات الأرقام السوداء لتلقي بسوادها وتلبس حلتها الجديدة البيضاء .
اما اذا بقى الحال على ما هو عليه فكل ما ارجوه من ادارة المرور ان تمهلنا وقتا اطول للننجز معاملاتنا في الشتاء القادم فصيف البصرة لا يطاق وسنشكرهم كثيرا لانهم سيوفرون لنا مبلغ قناني المياه المعبئة التي نشربها في الطوابير والتي قال احد المراجعين بانها كلفته أربعين الفا لكني اشك بدقة رقمه وأعتقد بان الرقم الحقيقي اكبر بكثير.



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماؤنا مالح كدمعنا
- بصرتنا لا تزرع الشوك
- فؤاد المهندس
- من البصرة الى اسطنبول
- السراق وبائع الملح
- لم يقطفوا سوى الثمار الجوفاء
- الواحد أكبر من الاربعة
- أحذروا.. الديناصور يبتلع البصرة
- خارج أسوار الحياة
- الكهرباء تدخل موسوعة غينس
- ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز
- لصوص الليل والنهار
- لنتعلم من الصبور
- جسر المقام نهاية حلم
- سهرة لا تنسى
- ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة
- مراعيهم ومزابلنا
- من يمسح دمعة البصريين
- انقذونا من ملائكة الرحمة
- مهندس في الصباح حمال في المساء


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مفيد بدر عبدالله - الرقم الابيض وايامه السود