هل كان سلمان الفارسي رافدينيا من العراق ؟

جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 18:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل كان سلمان الفارسي رافدينيا من العراق ؟

أثارت انتباهي معلومة وانأ أقراء كتاب الدكتور كامل النجار
" قراءة نقدية للإسلام " وهو يورد هذا المقطع ""
ويذهب القرآن إلى ابعد من هذا ويقول في الآية 69 من نفس السورة: " ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون". وبما ان اليهود والنصاري يؤمنون بالله واليوم الاخر، فان من عمل منهم صالحاً فلا خوف عليه ولا حاجة به لان يكون مسلماً. ولكن كيف يعللون ان الصابئين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فالصابئون اصلهم من فارس وكانوا يعبدون الاصنام. وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية انها نزلت في أصحاب سلمان الفرسي. ولما كان سلمان من المقربين الى الرسول، جلس اليه يوماً وأخبره عن الصابئين وانهم كانوا يؤمنون بمحمد قبل ان يُبعث. فقال له الرسول انهم من اهل النار، وحز هذا في نفس سلمان الفارسي وحزن لهم، فأنزل الله هذه ألآية وقال إن الصابئين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وليس هناك في تاريخ فارس ولا فيما وُجد من حفريات شئ يدل على ان الصابئين كانوا أهل دين منزل أو انهم كانوا مؤمنين بمحمد قبل أن يُبعث. فإذاً الصابئون أُضيفوا الى قائمة الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، إرضاءاً لسلمان الفارسي لانه حزن لهم لما أخبره الرسول انهم من أهل النار."""

وفي هذا المقطع يورد المؤرخ ابن كثير بان ديانة سلمان الفارسي هي الصابئية وان نسبها هذا المؤرخ لأبناء فارس .

لكن أكثر المصادر التاريخية تقول بان معتنقي هذا الديانة كانوا من سكنه بلاد الرافدين وكما يأتي :-

ويورد ابن النديم في ديانة الصابئة بأنها من أقدم الديانات الموجودة وتعود إلى بقايا البابليين وما عرفوه عن علم الفلك والنجوم والكواكب .

تقول المصادر التاريخية في شخصية سلمان الفارس بأنة هذا الرجل كان على سعة هائلة بمختلف علوم زمانه وبالتعبير الحديث ذا ثقافة عالية ومعرفة كبيرة بعلم اللاهوت .
وتضيف بأنة كان كثير الترحال باحثا عن الحقيقة جاب أكثر المناطق وتعرف على الكثير من القساوسة ورجال الدين في زمانه من مختلف الملل والنحل .

ولو قرئنا ابسط كتب التاريخ لوجدنا إن ارض الرافدين أو ميسوبوتاميا كانت تحتوي على أديان وملل متعددة وبقايا أقوام توارثوا مختلف الأديان لكل الأقوام التي سكنت هذه الأرض .
أخذت أكثر الديانات وحتى السماوية منها قصص الخلق وأسماء الإلهة من الأقوام السومرية وماثلاهم ويورد فراس السواح ذلك بالتفصيل في كتابة "مغامرة العقل الأولى" .
بمقارنة قصة الخلق بدئا بالسومريين إلى الكلدانيين حتى التوراة التي اقتبست ذلك بالتفصيل .

وتضيف كتب التاريخ بان ارض الرافدين كانت مملوءة بالمئات من الأديرة المسيحية كما يوردها جعفر الخليلي في موسوعته .

وإذا أخذنا الشطر الثاني المتعلق بالديانة الصابئية تتفق أكثر المصادر التاريخية بان معتنقي هذه الديانة سكنوا ارض الرافدين وبالمقارنة مع نوع العبادات المعروفة في ذلك الزمان .

يقول سليم مطر في "الذات الجريحة " إن بعض سكان الرافدين ادعوا النسب الفارسي من اجل أغاضة الفاتحين العرب الذين استغلوا الفلاحين وفرضوا عليهم الجزية .... ويكمل في موضع آخر بان الفرس اقتبسوا كثيرا من الديانات العراقية وان تأثير الديانات العراقية كان هو المؤثر في ديانات فارس وليس العكس .
ويورد سليم مطر عن دراسة في مجلة الثقافة الجديدة لسنان بن ثابت عن الصابئة بان لغتهم الأصلية هي الآرامية التي كانت لغة سكان بلاد الرافدين وان ماني مؤسس المانوية اعتنق ديانتهم فترة من الوقت .
ويذهب سليم مطر إلى أن بان الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان أفتى بالزواج منهم واعتبرهم موحدين .

وفي تفصيل دراسة الديانة الصابئية يقول عزيز سباهي في كتابة " أصول الصابئة المندائيين " أن الأدب الصابئي ينقسم إلى ست مجاميع أولا نصوص سرية للكهنة تكون بشكل لفائف تدعى ديوان والثانية كراريس تشرح أداء الطقوس بينما تضم الثالثة الأناشيد والتراتيل التي تتلى عند طقوس التعميد وتسمى " نيناني " و تتكلم الرابعة عن قصة خلق الكون والصراع مابين قوى الخير والشر ومنها كتاب "كنز ربا " الشهير وكتاب "دراشة ديهيا " أي كتاب يحيى .
وتضم الخامسة معرفة الفلك والبروج بينما تحتوي السادسة على الطلاسم والأدعية .

والذي يقرئ هذه الفصول فأنة لا يجد فيها اختلافات كثيرة بل هي متشابه إلى حد بعيد مع تقسيم كتاب التوراة لو أضفنا إليها فصل الأدعية والأناشيد .
يقول الرفيق النمري في كتابة "الرسالات السماوية" أن اليهود كتبوا التوراة بعد تحيرهم من السبي البابلي وعودتهم إلى بلادهم وأنها نسخت من بلاد الرافدين قصة الخلق واقتبست قصة أبرام السومري وأخته ساراي وحورتها إلى النبي إبراهيم وزوجته سارة بعد ذلك .

ويذكر الباحث عبد الرزاق الحسني في كتابة "الصابئة قديما وحديثا " بان هذه الديانة من أقدم الديانات الموجودة وهي عبادة الكواكب والنجوم وان الصابئة عرفوا الله والملائكة .... ويقول في الصفحة 24 ونحن نعرف من تاريخ الصابئة الحاليين الذين هم اقرب إلى الصابئة الأقدمين أنهم يعيشون على ضفاف الأنهر دجلة والفرات .
ويعطي تصنيفا للديانة الصابئية ومراحلها وان طورها الأول احتوى على عبادة قوى الطبيعة والكواكب والنجوم بينما تحول طورها الثاني إلى عبادة الأصنام وتجسيد تلك الكواكب إلى أشكال أرضية حتى دخلت مرحلة الكتب والأسفار في مرحلتها الثالثة .

ومن كل ما ذكر يمكن أن نستنتج بان هذه الديانة ومعتنقيها كانوا من سكان بلاد الرافدين .
إضافة إلى ذلك فان اسم "سلمان" نفسه يعود إلى الأسماء الآرامية وليس الفارسية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم

#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات