أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - شكوى















المزيد.....

شكوى


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 1245 - 2005 / 7 / 1 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيدي الغائب
تعبت كثيرا والهم يزداد يوما فيوم، و احد من اولئك الذين يدعون حرصهم على الوطن، واحد من اولئك الذين نراهم على شاشات التلفاز لا يتذكرون مدينتنا النائية الا في موسم الانتخابات، لقد كانوا هنا يا سيدي ، جميعهم كانوا هنا الى ان اعلنوا عن تأجيل موعد الانتخابات، فاطفئوا مواقدهم واخفوا دلات القهوة واغلقوا بوابات دواوينهم وغابوا بعيدا وبقينا وحدنا يا سيدي مع الجوع والغربة والحزن وذكريات لا تسر صديق ابدا، وحدنا يا سيدي والجدار ، وحدنا يا سيدي والحصار، وحدنا يا سيدي وبوابات الاحتلال، وحدنا يا سيدي وحكاياهم عن اللقاءات والحوارات واغانيهم عن الصراع والتحالف وخرائط عن طريق لا تفضي ابدا الى ثدي مرضعة ولا الى مطبخ عائلة ولا الى معدة جائع.

سيدي الغائب
لا شيء في هذا الوطن الآن سوى موتي وجنازتي وحزني هنا وبطرهم وسفرهم وبحثهم هناك، هنا يا سيدي اموت كل يوم الف مرة بعدد دقائق الساعات وثوانيها واجوع الف مرة واصرخ بوجه اطفالي ان يعتادوا الجوع الف مرة واخشى السير في الشارع ليس من جيش الاحتلال ولكن من جياع استخدموهم لحظات ثم قرروا ان كفى دون ان يكلفوا انفسهم عناء ان يشرحوا لهم ما الذي جرى حتى نوقف كل شيء بين ليلة وضحاها ولماذا اذن كان كل ما كان.
سيدي الغائب
كل المعنيين لدينا غائبون وانت غائب فلمن نصرخ بالصوت عسى ان يسمع ،فصائل لا هم لها سوى ادانة السلطة وحزبها واثبات ان السلطة والقائمين عليها على خطأ وان على الشعب ان يختارهم هم بديلا ودون ان يقدموا اثباتا واحدا انهم اهل لهذه الدعوة، فهم واقصد كل احزاب وقوى وفصائل العمل الوطني والاسلامي وجدت نفسها فجأة توافق على وقف لاطلاق النار رفضته مئات المرات ودون ان تكون موافقتها مقنعه ولست هنا ضد وقف اطلاق النار بل اتساءل لماذا اطلقناه ما دمنا كنا سنوقفه ونحن دون ما كنا فيه من الاصل، اسئلة واسئلة تكاد تذهب بالعقل دون اجابات تذكر، المهم ان هؤلاء قلبوا كل الموازين واصبح لا هم لهم سوى استطلاعات الرأي والانتخابات ومواعيدها وعلاقة تلك المواعيد بقدرتهم على تحقيق مكاسب أكثر ورغم ان بعضهم يدرك جيدا ان دكاكينهم لن تجد طريقا للمجلس العتيد مهما تلاعبوا وغيروا وفصلوا في القوانين وسلطة غائبة عن كل احتياجاتنا وامننا واماننا فلا حل لمشكلة البطالة ولا حل لمشكلة الوضع الصحي ولا حل لمشكلة المزارعين والاراضي التي نهبها الجدار او اوقف حالها الحصار ولا حل لمشكلة شبان الانتفاضة وهمومهم ومستقبلهم بعد ان تركناهم يخوضون حربنا خمس سنين عجاف.
سيدي الغائب
لدينا من فصائل العمل السياسي ما ليس لدى فرنسا ولدينا من الادارات ما ليس لدى الولايات المتحدة الامريكية، لدينا من دعاة اليسار ما ليس لدى الاتحاد السوفياتي ايام كان، ولدينا من دعاة الدين ما لم يكن من اصوات عالية أيام الفاروق امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكن يا سيدي ليس لدينا خبزا، عملا، امنا، وليس لدينا شعور بان بالامكان ان نحافظ على بقايا كرامتنا، فبالله عليك يا سيدي كيف يمكننا ان نسعى لحرية وطن ونحن نبحث عن حريتنا عند دعاة الوطن انفسهم، واي وطن هذا الذي سيكون هنا يوما ونحن نفتقد كرامتنا ليس من الاعداء لكن من داخل جنباتنا.

سيدي الغائب
اصدقك القول وانا ارجوك بان لا تغضب لقد كفرت بهم جميعا، فلست موجودا ابدا على صفحات اجندتهم ولم يسمحوا لي بان امرر قلمي الجاف من الجوع فوق اوراقهم عساي ارسم خيطا دقيقا يدل على همومي التي لا تنتهي والتي لايعرفون طريقها ابدا،يختلفون بينهم على توزيع المناصب وعلى عدد مقاعد مجلسهم وعلى رواتب المدراء والسفراء وصلاحيات القائد والقائد وطرق اهمال خشب المحرقة الغض من الشبان، يختلفون على فوضى الفوضى، ويقرأون ويكتبون ويصرخون من بعيد، لكن أحدا منهم لم يقرأ كل هموم الشبان أحدا لم يفكر مثلا بتشكيل فريق من خبراء علم الاجتماع والنفس لدراسة الاثر الذي تتركه مشاركة فتيان صغار في الثورة المسلحة، احد يا سيدي لم يفكر بذلك وببساطه لانه ان فعل فسيكون قد اقر بان هناك خطأ ما، كان ينبغي ان لا نسمح بمشاركة الاطفال الا لاننا تقاعسنا واختبأنا خلف جدران بيوتنا وتركنا اطفالنا يحاربون معركتنا ووضعنا رؤوسنا في الرمال كالنعام، ونأتي اليوم لنتحدث عن فوضى السلاح وانعدام الامن دون ان نتذكر هتافاتنا عن الابطال الاطفال و.... و.... وجميعنا يعرف مسلسل الالقاب الذي اغدقناه على اطفالنا من خلف ابوابنا المغلقه وهم يواجهون جيش الاحتلال عراة على وقع موسيقى اكفنا التي صفقت لهم طويلا طويلا.
خمس سنوات ونحن نتغنى باطفالنا الجبابرة واليوم وفجأة ودون سابق انذار ودون ان ننجز شيء من مطالبنا التي انطلقت انتفاضتهم في سبيلها نقرر ان علينا ان نتوقف، وان على الابطال ان يتوقفوا عن بطولاتهم، حين طلبنا منهم ان يستشهدوا بدلا منا وان يعيشوا مطاردين بدلا منا وان يذهبوا الى غرف التحقيق والمعتقلات بدلا منا وان يتحملوا كل اشكال المعاناة بدلا منا سلمنا لهم القيادة بكل ما فيها وقبلنا ان يقاتلوا وان يحكموا بين الناس وان يمارسوا دور السلطة، واليوم نقول لهم عودا الى غرفكم الرطبة في المخيمات والاحياء الشعبية، عودوا من حيث اتيتم فلقد انتهت الحفلة وآن الاوان للالقاب والمناصب والسيارات والفلل ان تطفوا على السطح، كيف؟؟؟ وباي منطق ننهي البطل الذي صنعناه بايدينا، ولماذا نتوقع منه ان يسلم لنا بكل بساطة، نفس هذه التجربه عشناها بعد الانتفاضة الاولى وفي مرحلة الانتقال من الانتفاضة الى تنفيذ اتفاق اوسلو وايا كانت التحليلات فان المرحلة تلك رافقها ما سمي آنذاك بحلم الدولة والحل القادم وان غزة اريحا خطوة على الطريق ولذا وافق شبان الانتفاضة الاولى على الانتقال من الدور الميداني الى الدور الرسمي في اجهزة السلطة، اليوم الامر مختلف فنحن لم نقدم لهؤلاء شيئا على الاطلاق لا على الصعيد الشخصي ولا على الصعيد الوطني ومع ذلك نطالبهم فجأة بالانصياع لاوامرنا الفوقية ومن نفس البروج العاجية التي صفقت لهم بل وامدتهم بالدعم المادي والمعنوي.
سيدي الغائب
انا مع ضبط الامن وبالمطلق ولكنني مع ان نقرأ حال ابناءنا ونحن نتعامل معهم، مع وقف فوضى السلاح وحالة الانفلات الامني ولكني مع ان نحاسب انفسنا لاننا نحن من قدمنا لذلك بابتعادنا المطلق عن النشاط الميداني لهؤلاء طوال خمس سنوات وصل فيها ابن الستة عشرة ربيعا الى سن العشرين دون ان يعرف قائدا له سوى زميله في الاختباء، او زميله في الاعتقال او الاصابه او الجوع فمن اين يجيء له اليوم اصحاب الاوامر بالتهدئة التي اؤيدها رغم كل شيء ولكني اطالب بالاستفادة من تجاربنا المرة وان لا نعاود تكرار انفسنا مرة اخرى وكأن شيئا لم يكن وكأننا لم نتعلم شيئا من كل تجاربنا، فلا احد يمارس القراءة النقدية لتجاربنا وان فعل البعض فهم ممن لا تأثير لهم، انا اطالب اولئك الذين يصرون على الامساك الابدي بدفة القيادة ان يتعلموا فحص التجربة واستخلاص العبر لا الاكتفاء بخلق الانتصارات والانجازات وشطب الاخفاقات ومظاهر الخلل فذلك لن يجدي نفعا ولن يفيد في شيء اللهم الا في استمرار هؤلاء بالضجيج وبسعادة الاحتلال بغباءنا المتواصل الذي يعود عليه دوما بالانجازات.

سيدي الغائب
نحن بحاجة الى خطة زراعية توفر اقصى درجة من حماية الانتاج الزراعي وزيادة بقعة الارض المستصلحة والمشجرة وايجاد الاسواق والطرق الكفيلة بحماية الانتاج الزراعي والحيواني من منافسة المنتجات الاسرائيلية وحماية الفلاح وتقديم كل اشكال العون والدعم له لزيادة انتاجه وتوفير فرص عمل اكثر وبدل نظام التشغيل الذي يساهم في تكريس نهج الاسترزاق واستسهال الكسب غير المنتج كان الاجدر توجيه ذلك في مشاريع انتاجية مفيدة وحقيقية، وبدل دفع مبالغ زهيدة بدون دراسة وبدون تدقيق نحن بحاجة الى رواتب حقيقية لمنتجين حقيقيين فذلك كان سيسهل حركة النقد في اسواقنا ويفتح آفاق عمل لمن لم يستفيدوا من هذا البرنامج بشكل مباشر، كل ما فعلناه اننا وزعنا مبالغ ضئيلة بشكل عشوائي فذهب الكثير منها لمن يحتاجونها والبعض لم يجد بها سداد رمقه وآخرون ظلوا بعيدين مع جوعهم وضعفهم وانعدام الواسطة لهم.

سيدي الغائب
أي خطة استخدمناها في ترشيد الاستهلاك او في الاستفادة حتى من توزيع المساعدات التي انهالت علينا من كل حدب وصوب، وفي كل طرود المساعدات الغذائية مثلا لا تجد منتجا محليا واحدا فكيف ستصمد مصانع الخليل على سبيل المثال والمساعدات الطبية بدل ان تذهب لشراء الدواء من مصانعنا احضرت الدواء من الخارج لتشكل ضررا كبيرا على صناعة الدواء عندنا، ولم نعطي ادنى اهتمام لصناعة الحجر الفلسطينية في جنين ونابلس وغيرها ولا لصناعة صيد السمك في غزة ولا للصناعات الزراعية ولم نستفيد من حالة التعاطي مع منتجاتنا التراثية لدى ابناء شعبنا في الشتات او لدى الجماهير العربية ولذا لم ننشيء مصنعا واحدا للتطريز والملابس التراثية وعلى العكس من ذلك العديد من المصانع انشأت في انحاء متفرقة من العالم العربي لانتاج الحطة( لباس الرأس) الفلسطينية على سبيل المثال وغيرها من الملابس التراثية الفلسطينية وبدل ذلك استسهلنا انتظار المساعدات من الخارج والتي بدل ان تذهب للتنمية كانت تجد طريقها الى الخزينة الاسرائيلية عبر دورنا الاستهلاكي لمنتجاتهم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى الاكاذيب توحد
- انهم يعرفون ما يريدون
- يعالون على حق...ولكن
- الشرعية المنتقاة
- الوطنية سلاح الديمقراطيين
- الأقصى والنصرة الموسمية
- كفاح اللاعنف
- فلسطين ارض لا تحتمل الحدود
- بين الحقائق فوق الأرض
- قديسات وعاهرين
- في مواجهة الصلف الاسرائيلي
- صواريخ غاندي
- قوة الضعف الواعي
- المرأة والحريات المنقوصة
- خارج الأولويات
- إلى الرئيس محمود عباس
- حكماء لا أمناء
- ايها الديمقراطيون اتحدوا
- الإعـلام وحماية حقوق الانسان
- بصدد أولويات الأعلام الفلسطيني


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - شكوى