أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الإضهاد الطويل














المزيد.....

الإضهاد الطويل


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإضهاد الطويل
مروان صباح / الاضطهاد الطويل والرهيب للعربي جعله في القرنين الآخرين نموذج للتجارب ، لكن ، بات يتكشف ذلك الغلاف المطلي من معدن خسيس في ذروة تأقلم الضحية مع جلادها ، ابتداءً ، ممن التحقوا بالجنرال فرانكو ، الذي حرص في وصيته بأن يلتف حول قبره جند من المغاربة دون الأسبان كي يقوموا على حراسته ، مروراً بانضمام عدد كبير من المغاربة بالقتال مع فرنسا ضد الألمان ، حيث ، خاضوا المقاتلين العرب حربين متزامنين ، الأولى ، كما أسلفنا في السطور السابقة ، وأُخرى ، التصدي لما تبقى من كرامة شخصية فرضتها بعض الوقائع التفصيلية من خلال انتزاع الحقوق المسلوبة ، بتواضع محسوب نتيجة ثقافة غربية متأصلة ترى تفوق عرقها على الأعراق الأُخرى ومنها ، إن لم يكن الأهم ، العرق العربي ، وبالرغم من تواجد المقاتلين في ساحات الموت لنصرة فرنسا وبالتالي الرصاص الألمان ، بالتأكيد ، لم يكن ليفرق بين جندي فرنسي من أصول فرنكي ينتمي إلى قبائل جرمانية او فرانكفوني يتأتأ بالغة الفرنسية ، ليس بسبب الإفراط ، بتناول أطعمة ، سببت بتمدد الأوتار الصوتية ، مما اعاقت عنده القدرة بصحيحها ، بل ، لأنه ينتمي إلى جغرافيا وحروف آخرى ، اندمجت هويته المتآكلة مع هوية متصاعدة ذات تأثير طاغي ، شكل نوع من الانتماء الشخصي ، وبعبارة آخرى أقرب للحقيقة ، تحسين ظروف حياتية ، وقد يكون مناسبة لاستعادة الواقعة التى راجت في حينها ضمن حدود معسكر ، كان الجند يصطفون بطابور الطعام حين مُنع من هم من أصول مغربية الحصول على حبات الطماطم اسوةً بزملائهم الفرنسيون ، كصنف ، في وقتها يُعّد من الزراعات المكلفة والمميزة عن باقي الأطعمة ، لكن ، اثارت الواقعة حفيظة من يرتدي البذلة العسكرية عائداً للتو من جبهة المعركة ، لم تتيح النيران الكثيفة دفن رفاق سقطوا دفاعاً عن ذات الغاية ، مما دفع احدهم دون تفكير في لحظة رد اعتبار لكرامته المجروحة منذ زمن ، حيث ، تقاطرت دمعاً نتيجة رصاصة كلامية هذه المرة اصابت كبريائه المحوري ، مما ، استدعى الأمر إلى جلب صندوق الطماطم وطحنها تحت قدمي الممنوع من تناولها ، وكانت فرحت الممنوعين بعد قرار آمرّ القطاع بشمل جنود العرب بحصة الطماطم أكبر من انتصار الحلفاء على النازية .
مناسبات آخرى ومتعددة ذات سمات دراماتيكية وقعت منذ بدايات الحرب العالمية الأولى رسمت حدود جديدة بعد انفكاك الجغرافيا عن آخر تجمع عربي إسلامي ، وليس انتهاءً بالحرب العالمية الثانية ، كان العرب اليد الحاضرة في تمكين الحلفاء في مناطق عدة تولوا تأمينها وآخرى مضطربة قطعوا امدادات عن أعداء الحلفاء ، وليس أخيراً ، بل ، شاركوا في جبهات القتال ، ومنذ صار للحلفاء شأن خصوصاً بعد انتصارهم الحاسم ، ، جاءت خسارة العرب مضاعفة رغم جميع التضحيات التى قدموها ووضعوها في خدمة المشروع الأوسع الداعي إلى إنهاء الاستعمار على سطح الكرة الأرضية ، وعلى العموم لم تكن النوايا الأمريكية ، مفضوحة ، كما هي اليوم من مشاريع استعمارية استكمالية موروثة عن الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس ، وبالرغم ، أن أغلب الظن في تقدير المراقبين ، كان معلوم بأن القادم لن يكون أفضل من المغادر ، لهذا ، يقع اللوم أولاً وأخيراً على عاتق الأمة العربية التى لم تستطع في العصر الحديث إيجاد وطأة قدم بين الأمم التى تشهد انتاجية متواصلة حتى طُبع في حقها شهادات تسجيل لا تقبل نهج العالة ، والملفت للانتباه ، وقد نثقب ثقباً في جدار متصلب لبعض التصورات ، بأن لا بد من استحضار قياس المقارنة وإتاحة الفرصة لمن هو ضالع باصطياد المقارنات كي يتاح التمييز بين الفرد والنظام العربي الذي يقود الدولة القطرية ، الحديثة ، خصوصاً ،عند العودة إلى حادثة الطماطم ، مصحوبة بذلك الاندفاع لمن تطوع في صفوف المقاتلين الفرنسيين ، بالقتال ، بغض النظر عن المفاهيم المتباينة حول التحيز لخندق دون الأخر ، إلا أن ، المشاركة ، دلالة واضحة على الشجاعة التى في أغلب الأحيان تأثيراتها مهما بلغت من مقومات ذات براهين واضحة لما تحمل في طياتها من الخصال الأصيلة ، تبقى عابرة ، غير مقيمة ، تماماً ، لأنها بحاجة إلى حاضنة بالأصل مفقودة لدى العربي ، فكل ما يصدر من تفاصيل سلوكية أصيلة تبقى هي الأخرى ممنوعة من الصرف ، بل ، أشبه بعود الكبريت ، سرعان ما ينطفئ ناره ، كأنه يعود من حيث جاء ، مختبئً من غرابة المكان بعد ما أدى مهمته القصيرة ، وقد يكون أحد المعاني الطويلة من معاناة الشعب الفلسطيني ، العمل المتعاقب لدى الإسرائيلي في شتى مجالات الحياة ، حيث ، ينبثق سؤال اساسي بعيد عن المأساة الملازمة يومياً ، بالطبع ، يحتاج إلى إجابة في الحد الأدنى من حيادي وبحدها الأقصى إلى قراءة طبوغرافية متعافية من اصابات بالبصيرة ، تبحث ، بنيوياً عن حاصل جمع تربويات ، تبدو منزوعة الدسم بقدر ما هي متورطة أيضاً بقراءة عمودية الذي يسهل اصطيادها عند أول شبكة ملقاة في الهواء ، إلا أنها لا تقل أهمية ، رغم تعدادهم الهائل ، فهناك ، في الواقع المحتل ، أعداد تفوق الخيال ، ينفضون ثيابهم من الغبار عند أول غسق بعد عودتهم من ساحات العمل التى تشملّ جميع المرافق الإسرائيلية وعلى وجه الخصوص البيوت كإشارة دالة عن عمق الاختلاط اللغوي والنمطي معاً ، إلا أن ، الفاجعة سببت ، هذا الخجل ، مما ، يدفع المرء التواري خلف ثوب أو ستار ، رغم حقوقيتها ، إلا أن ،عدميتها تعكس حجم الهزيمة التى ألحقت بالمهزوم وعلى ذلك تعجز تلك الأعداد أن تحول منها ، فرد ، إلى أسم قادر على ترك أثر في نفس فرد إسرائيلي يتأثر بالقدر الذي يدفع الأخر بالتغيير الجذري للعقيدة أو الأدلجة .
أنها معادلة الضحية عبر الأزمنة التى تبدو دونها لن يكون تواجد حيّ للجلاد ، وفي هذا الزمن استطاع العربي عن جدارة وبمهارة الشاطر ، ان يحتكر بامتياز دور الضحية مع امتياز مُتّبع يفوق الإستمرئ والتلذذ ، حيث ، يكتم عامداً انينه ليس من باب كظم الغيظ ، بل ، من أجل أن لا يُبقي بصمة تُذكر .
والسلام
كاتب عربي




#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزيج أبومازن
- سُلالة ، أبداً ، لا تنقرض
- قراءة طبوغرافية
- أبومازن والواقعية الفائقة
- أبومازن والواقع العربي
- وصف وظيفي ،،، للمستشار
- رهانات خاطئة ، تولَّد مثيلاتها من العنف
- سلاسل بيضاء
- يعيّش ، حالة فريدة
- حجر الفلاسفة
- اتفاقاً نووياً يطيح بالجامعة العربية
- اخفاق يشبه سلسلة اخفاقات
- الطاقة البديلة
- التعليم المنزوع من التربية
- دولة الطوق
- تأطير المثقف بطاقية أخفاء
- الحقيقة المقلوبة
- نظام تشليحي
- المنعطف الأهم
- الشاهد الوحيد ،،، أُعدم


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الإضهاد الطويل