أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - من أوراق ثورة العشرين.. مقاربات بين احتلالين 2-2














المزيد.....

من أوراق ثورة العشرين.. مقاربات بين احتلالين 2-2


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 1245 - 2005 / 7 / 1 - 13:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل عام تتجدد وهجة ذكرى ثورة العشرين التي مازال بريقها مشعاً في سفر تاريخ العراق الوطني على مدار الخمس والثمانين سنة الماضية، وذلك يعود الى ما أنجزته من تحول في تاريخ العراق الحديث، إذ دفعت البريطانيين إلى إعادة سياستهم تجاه العراق ومستقبله السياسي، وأجد خير إيجاز لتقيمها عبارة الأستاذ عبد الرزاق الحسني التي اختتم بها كتابه الثورة العراقية الكبرى ص456 قائلاً، (إن ثورة العشرين على الرغم من فشلها عسكريا - نظراً للتفوق البريطاني بما يملكه من أسلحة وجيش منظم وتجارب قتالية – إضافة الى عوامل الضعف في الحركات الوطنية، قد نجحت سياسياً لإيقاظها وعي الشعب بمختلف طبقاته وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما دفع الإنكليز الى إعطاء العراق حكماً شبه وطني بعد تامين مصالحهم الرئيسة فيه).
وفي استذكار ثورة العشرين لا بد لنا من الوقوف عند مستجدات معطياتها من الدروس والعبر، للمقاربة مع ما يدور أمام أعيننا اليوم في بلدنا الجريح بظل ظرف الاحتلال الاستثنائي، وافرازاته المريرة التي جعلت حياة العراقيين تحت ظلال الرعب والموت، ولعل هاجسنا من ذلك تفكيك للأوهام المستوطنة في العقول، ورفع لأغشية التظليل عن العيون.
أولاً: على الرغم من اختلاف الباحثين حول تاريخ فتوى المرجع الديني الشيرازي المسماة بـ (الفتوى الدفاعية)، التي أجاز بها الثورة المسلحة، إلا أن الاتفاق يكاد يكون قطعياً بأنه أفتى بها بعد استنفاذ كل الوسائل السلمية، وقد تضمنت فتواه وجوب رعاية السلم والأمن، مثلما أكد قبل إصداره الفتوى في اجتماعه مع قادة الثورة، بأن (المحافظة على النظام والأمن هو أهم من الثورة). وعلى ضوء ذلك تبقى التساؤلات في راهننا الحاضر مشروعة، ترى هل استنفذ البعض ممن خالف إجماع غالبية العراقيين كل الطرق والأساليب السلمية، وهل نزعاته التحررية أن كانت مقاصدها صادقة حافظت على النظام والأمن أم أنعشت أرضية الإرهاب في ربوع دجلة والفرات، إنها مجرد تساؤلات.
ثانياً: ما كان لثورة العشرين أن يكون حضورها بهذا الالق، آخذة هذا الوقع المؤثر لولا كونها نتاج تعاضد كافة مكونات الشعب العراقي، ومن ممهداتها إقامة المظاهرات السياسية في بغداد الداعية لإقامة حكومة وطنية بشكل حفلات للمولد النبوي مقرونة في الآن نفسه بالتعازي الحسينية في جوامع الشيعة وجوامع السنة دون تفريق، وكانت أول حفلة مولود قد أقيمت في أخر ليلة من شهر شعبان المصادف 19 مايس 1920، واستمرت بعدها الاجتماعات الحافلة بالبيانات والخطب الحماسية، تصدرها ابن الحلة محمد مهدي البصير، خطيب الثورة وشاعرها، الذي أطلق عليه لقب ميرابو العراق لشدة تأثيره على الناس، وقد عبرت تلك الفعاليات عن الجذور الاجتماعية الحقيقية للعراقيين في تعايشهم كشركاء بالوطن بعيداً عن الطائفية المقيتة وأدرانها المستوردة التي يحاول البعض هذه الأوقات توظيفها لمأربه الخاصة بالضد من مصلحة الوطن والشعب.
ثالثاً: كان من ابرز التنظيمات المنادية بالاستقلال في العراق والتي لها دور في تهيئة مقدمات ثورة العشرين، جمعية حرس الاستقلال العراقية التكوين قلباً وقالباً، وفرع عراقي لجمعية العهد في سورية، ورغم وجود بوادر تعاون بينهما إلا أن تجربة ثورة العشرين أثبتت أن الحمل مهما كان ثقيلاً لا ينهض به سوى أهله، وقد أشار غسان العطية بكتابه العراق نشأة الدولة (ص399) الى ما يدعم هذا الرأي، بقوله (ومن المفارقات انه لما ابتدأت الانتفاضة الشعبية في العراق خلال شهر حزيران 1920، أخفقت جمعية العهد في سورية في مد يد المساعدة لها أما لضعفها وإما خلاف في السياسة). ومن دون الاسترسال في الحديث عما أوردته المصادر بشأن الاختلاف الذي نشب بين رجال الاستقلال من الحرس و العهديين، فلنا أن نقول في ذلك الاختلاف بأن توجهات أصحاب القضية وأهدافهم قد اختلفت مع توجهات وأهداف قادمة من وراء الحدود وان كان حملتها من العراقيين وما من شائبة على وطنيتهم، وعسى أن يفقه البعض من العراقيين في هذه الأيام هذه الحقيقة باعتبارها حكمة وطنية جاد بها التاريخ.
ما تقدم من مقاربات ليست بحاجة الى تعليق بقدر ما هي بحاجة الى تأمل عميق لمجريات تجربة فعلية، وانتفاضة شعبية امتد لهيبها إلى كل بقاع الوطن، وقدمت لنا خزين من الدروس والإيضاحات عن سبل وكيفية مواجهة الاحتلال الأجنبي، من الممكن الاستفادة منها في التعامل مع معضلة اليوم التي جعلت منا والعراق عرضة لمكر التاريخ، وريشة وسط ريح عاتية نتاج نزوات المهزومين، تديمها مصالح من وراء الحدود.



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أوراق ثورة العشرين.. في مدار مدينة الحلة 1-2
- المثقفف أمام الاختيار بين أحضان السلطة أم الهامشية الايجابية
- فاعلية المثقف العراقي في صياغة الدستور
- نجم عبد خضير.. أحمد أدم في هيبة الموت الموشح برائحة الأرض وا ...
- المبدع موفق محمد متألقاً في سويسرا
- الجمعية الوطنية العراقية أمام مسؤولية تاريخية للارتقاء بالأد ...
- القمم العربية من انشاص الى الجزائر
- خذ معك كتاباً إذا دخلت مدينة الحلة
- عرس الدم
- البذرات الأولى لنهضة المرأة العراقية
- نداء من أدباء ومثقفي بابل عن ما بعد الوحشية في التاريخ العرا ...
- ثورة الإمام الحسين (ع) عطاء فكري متجدد
- انطباعات عن يوم عراقي مشرق
- قائمة (اتحاد الشعب) ضمانة ليسار عراقي معافى
- هواجس أمام أنظار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العر ...
- الرقابة الانتخابية ضرورة لكسب ثقة الناخبين
- النص الكامل لقصيدة فتاوى للإيجار للشاعر المبدع موفق محمد
- همسة علها تجد آذاناً صاغية
- الانتخابات المقبلة جدلٌ بين الإستئثار والآمال الوطنية
- خطوات جدية على طريق إنجاز الانتخابات


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - من أوراق ثورة العشرين.. مقاربات بين احتلالين 2-2