أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ميشيل نجيب - فضيحة مستشار علمى














المزيد.....

فضيحة مستشار علمى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 00:25
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الأرتجالية هى أكبر آفة مصاب بها الكثيرين وخاصة الذين يمثلون النخبة العلمية والثقافية والدينية، والأمثلة كثيرة على تلك الأرتجالية كثيرة والتى كان لها آثار سلبية على الواقع المصرى الذى يزداد سوءاً، فما أسهل إصدار الأحكام على القرارات السياسية أو المشاريع الأقتصادية أو على الأبحاث والمخترعات العلمية، دون الحاجة إلى وجود ثقافة أو معرفة فى المجال الذى تنقده أو تصدر فيه الأحكام، وهذا كله يغفر للمواطنين الذين نسبة الأمية بينهم أكثر من خمسين فى المائة مضافاً إليهم أيضاً نسبة كبيرة من المتعلمين أى حاملى الشهادات الجامعية والدبلومات المتوسطة، لكن الذى لا أغفره أنا شخصياً ويشاركنى ذلك غيرى الكثيرين ما صدر من تصريحات المستشار العلمى المؤقت عصام حجى لرئيس الجمهورية المؤقت، تلك التصريحات التى صدرت بطريقة تعبر عن أرتجالية مرفوضة من رجل أنار العلم عقله وكان يجب أن يكون خير مثال لباقى شباب الوطن فى أن يكون تعليقه وتصريحاته بالأسلوب العلمى وليس بأسلوب شاهد ما شافش حاجة!!!


مهما يكن من أخطاء أرتكبتها الهيئة العسكرية صاحبة الأختراع ولم تخطر عصام حجى بما يتم فى أروقة معاملها العلمية، وكان من الواجب عليها إشراكه فيما توصلت إليه من أختراع والتنسيق معه فى الطريقة المثلى للإعلان عن هذا الإختراع والتسويق الناجح له فى المجالات العلمية والعالمية، وكيفية عرضه بطريقة حضارية على أبناء مصر فى الداخل والخارج من العلماء وتقديمه للعالم بأسلوب علمى يرتقى لقيمة الأختراع، أقول ذلك وقد يكون الدكتور عصام حجى معه كل الحق فى الشعور بأن الدولة والمؤسسة العسكرية أستبعدوه عن عمل هو أساساً من جوهر إختصاصاته العلمية كمستشار علمى لرئيس الجمهورية، لكن أن يلجأ للتصريحات ومواقع التواصل الإجتماعى ليعبر عن غضبه وليس رأيه، فهذا يعتبر فى حد ذاته فضيحة كبرى تهز مكانته العلمية وتعبر عن سطحية تعليقاته الفورية التى لا تخدم إلا كبريائه الشخصى وتناسى مركزه العلمى والأسلوب الذى يجب السير فيه للتحقق من حقيقة هذا الأختراع الذى يخدم التقدم المصرى وأبناء مصر كلها.

عندما نرجع إلى تعليقات الدكتور عصام حجى الذى وصف إختراع جهاز التشخيص وجهاز العلاج لمرضى فيروس السى والأيدز بالفضيحة العلمية لمصر، هذا التصريح يستحق المراجعة لأنه من مسئول حكومى ومنصبه لا يتركه يصدر التعليقات تضر بصورة الوطن وتضعه موضع سخرية الإعلام المصرى خاصة الذى وقع فى مصيدة الجهلاء، أقول ذلك لأنى لست فى جانب تصديق أو تكذيب أختراع القوات المسلحة لهذا الجهاز، وإنما كمصرى يحترم أجهزته الوطنية عليه أنتظار المتابعة المحلية والدولية لقدرات هذا الجهاز على التشخيص والعلاج أم لا، حتى نستطيع الحكم على الأختراع المصرى دون تشويه وجه مصر بهذه الصورة القبيحة، فليس من حق كل إنسان التشكيك فى عمل ما إلا بعد أن يخرج إلى العلن وبعد أنتهاء التجارب العلمية اللازمة وبعد إعلان الجهات العلمية المختصة صحة أو زيف هذا الأختراع.

الطريقة الوحيدة لكل مصرى سواء كان مسئولاً فى الدولة أو مواطناً عادياً هو تشجيع الإبداع المصرى والباحثين، وإعطائهم الفرصة لخروج أعمالهم إلى النور إن كانت تستحق الخروج وفيها خير البشرية، ويجب أن تتغير النظرة السلبية لكل إنجاز مصرى بهذا الحجم لو ثبت بالفعل ذلك وعدم تثبيط الهمم والعقول المصرية، فالمنطق الوحيد بعد إعلان القوات المسلحة فى مؤتمرها الصحفى عن ذلك الإنجاز، هو الأنتظار نعم الأنتظار حتى تنتهى الأختبارات والتجارب الواجب إجراءها فى مثل تلك الإنجازات والأختراعات سواء كانت كذلك أو لم تكن، لكن المنطق العلمى يحتم علينا الأنتظار حتى تأتى لحظة كشف الحقيقة عن طبيعة هذا العمل هل هو فعلاً أختراع حقيقى أم فرقعة إعلامية بتزييف عمل أختراعات لا أساس لها من الصحة، وفى حالة زيف الأختراع فإن الدولة عليها تقديم المسئولين عن هذا التلاعب العلمى بعقول المصريين إلى المحاكمة.

إن كل من قام بالسخرية والأستخفاف بهذا الإختراع دون التحقق من فشله أو نجاحه، يطعن بسخريته وأستهزاءه هذا وعدم تصديقهم بعقول أبناء مصر والتشكيك المستمر الأرتجالى فى قدرات وكفاءات مصر، والآن بعد التصريحات الفضحية للمستشار وبعد المهاترات الإعلامية التى أساءت لأشخاص المشاركين فيها المتسرعين فى أحكامهم، على الجميع الأرتفاع إلى مستوى المسئولية والإحساس بروح الوطنية لأن مصر هى وطن الجميع الذى يجب أن يرتفع أسمها عالياً فى عالم التقدم والحضارة الإنسانية.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاريع الموت والنهضة القتالية
- مسئولية الإنغلاق الدينى
- خداع الصباحى وترشيح السيسى
- إدارة أوباما إلى الجحيم
- التمرد خارج السرب
- نفاق النخبة المنهارة
- حرب القنابل الدموية
- هروب الشباب من الدستور
- أنصار الوهم
- قطر والعيال كبرت
- حروب الأستنزاف
- شرعية الإنقلاب الشعبى
- الخيانة العظمى
- رجوع مرسى وفلسطين
- تبرك زعماء العالم بمانديلا
- كوميديا الدستور الخمسينى
- تظاهروا والدفع نقداً
- أستشهاد القرارات الحاسمة
- الإعلام فى قفص الأتهام
- الإسلام السياسى والتكفير


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ميشيل نجيب - فضيحة مستشار علمى