الأوكرانيون يناضلون من أجل مجتمع أفضل ..

إيليا بودرايسكي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 22:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

في كييف خاطر عشرات الألاف من الأوكرانيين بحياتهم لحماية ساحة الميدان من شراسة البوليس. الناشط الاشتراكي إيليا بودرايسكي أحد المشاركين في احتجاجات يناير.. يدافع على أن على اليسار أن يكون قويا وبارزا أكثر، كقوة في الاحتجاجات. و هذا الحوار أجري أصلا للموقع الألماني Marx21 ثم ترجم إلى الانجليزية من قبل red flag "الاسترالية".


- إيليا أنت ناشط في"الحركة الاشتراكية الروسية" وكنت في كييف لمراقبة الاحتجاجات الجارية... ما الهدف من هذه الزيارة ؟

لدينا روابط قوية مع اليسار الأوكراني، وسافرت إلى كييف الأسبوعين الماضيين في أعقاب قوانين مكافحة التظاهر التي اصدرتها الدولة البوليسية الفعلية لأوكرانيا..

- كيف كان رد الحركة الجماهيرية على هذا الإجراء ؟

ساهم هذا في تجدرها، حيث كانت هناك عدة اشتباكات مع الشرطة، حيث اقتحم الشعب البرلمان. وقتل العديد من المتظاهرين. كما أقيمت عدة حواجز على طول الجهات الأربعة المحيطة بالمدينة الحكومية..

- هل حققت الحركة أية انتصارات؟

اضطر يانكوفيتش تحت الضغط للاعتراف بأن القمع لن يسحق الحركة وبدلا من ذلك حاول استمالة الحركة بعرض مناصب داخل النظام عليها.. وقد تم رفض العرض باعتبار احد شروطه وضع حد للاحتجاجات ـــ فإخماد الحركة أمر غير مقبول..

- ماهي انطباعاتك تجاه الحركة؟

الناس كانوا مصرين بشكل لا يصدق، لقد احتلوا الساحة المركزية بكييف لأكثر من شهرين ويتصدون للهجمات البوليسية المتكررة، وقد شيدوا متاريس بعلو أربع أمتار، واحتلوا البنايات الرئيسية، كمقر البلدية والمقر المركزي للنقابة ومعرض الفن.. وبصرف النظر على أن الناس في الساحة نظموا عملية توفير الغداء والكساء، ومركز للمعلومات، ومركز طبي مؤقت. هكذا فالتنظيم الذاتي لمخيم الاحتجاج كان جد مؤثر.

- هل أصاب الخوف المحتجين؟

لا أبدا.. الشعب مسلح بالهراوات والخوذات وإذا رأوا الشرطة، قاموا بضربهم، لذلك لم يعد اثر لأي شرطي في الساحة.. الحكومة تعرف أن لها خياران ــ تأجيج حرب أهلية أو التراجع ..

- ما هي القوى السياسية الفاعلة في الحركة؟

القوى السياسية المنظمة للحركة هي أساسا من اليمين ــ من الحزب المعارض للسوق الحرة إلى أقصى اليمين ــ الإيلترا القومية "قطاع اليمين"..

- ماهو "قطاع اليمين "هذا ؟

إنها ائتلاف من جماعات أقصى اليمين .. بهياكل شبه عسكرية، في صفوفهم مقاتلين ذوي الخبرة من ايلترا مشجعي نادي فريق دينامو كييف لكرة القدم..

- كيف تجاوب المحتجين مع أقصى اليمين ؟

التجاوب كان في معظمه إيجابيا، ليس بسبب أنهم يدعمونها إيديولوجيا، ولكن بسبب أنهم يبدون لهم كالقسم الأكثر قتالية وكفاحية في الحركة، في المقابل هناك البعض ينظرون إليهم كمتطرفين يسلطون ضوءا سلبيا على الحركة.

- "سفوبودا" تعتبر واحدة من اكبر قوى المعارضة ..

إنها أقوى أحزاب أقصى اليمين باكرانيا، فاز ب 10 ٪ من أصوات آخر انتخابات. ويرجع صعودها إلى درجة بروز المشاعر القومية المتطرفة التي زرعها الرئيس السابق فيكتور يوشينكو، خلال فترة ولايته.

- ما معنى ذلك ؟

حسنا.. على سبيل المثال، يوشينكو يؤكد أن الأوكرانيبن الذين قاتلوا في صفوف المنظمات الفاشية الشبه عسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، كانوا في الواقع وطنيبن لأنهم قاتلوا ضد الهيمنة الأجنبية للاتحاد السوفياتي ..

- هل أنت تمزح ؟

إنها الحقيقة، قد تكون مفهومة، إذا فهمنا طبيعة القومية الأوكرانية. ففي أوكرانيا اليوم هناك تقريبا 20 تمثال لستيبان بانديرا Stepan Bandera، الذي كان واحدا من ابرز قادة المنظمة الأوكرانية الشبه عسكرية الفاشية، هذا التأويل اليميني المتطرف للقومية الأوكرانية مكنها من الهيمنة على السياسات السائدة وبهذا السبب نجد أحزاب مثل سفوبودا الآن تحتل مواقع مركزية في الحركة..

- أتريد القول وان الحركة أصبحت فاشية بعد ذلك..؟

اعتقد أن هذا تبسيط للمسألة ..

- إذن ماذا تقصد؟

الفاشية ظهرت بعد الحرب العالمية، استجابة لسحق الحركة العمالية المناضلة والثورية عبر اروبا. ولعبت الفاشية دورا في سحق الحركة العمالية وانقاد الرأسمالية في الوقت الذي عجزت فيه الديمقراطية البرجوازية على ذلك، هذا هو الحال في ألمانيا وايطاليا..

- واليوم؟

اليوم لا وجود لحركة عمالية ثورية ولا حركة فاشية تنوي سحقها، وكذلك ليس هناك أزمة الديمقراطية الليبرالية وغياب الثقة بين الطبقة الرأسمالية والدولة ما سيدفع الرأسمال لوضع ثقته في الفاشية. على الأقل ليس بعد ..

- ما طبيعة الحركة إذن ؟

داخل الحركة، هناك أناس يناضلون من مختلف الفئات المضطهدة في المجتمع، من عمال ومعطلين وفقراء وطلاب. يعارضون الدولة والنخب. .مفهوم الفاشية لا ينطبق عليها لان التركيبة الطبقية لهذه الأحزاب متمايزة إلى حد ما..

- ولكن هناك فاشيون في الميدان ..؟

إيديولوجيا "قطاع اليمين " هي فاشية. وهذه الجماعة تسعى لبسط سيطرتها على الحركة، ومع ذلك، حتى الآن، فإنها لم تنجح لان جوهر الحركة ليس له علاقة بالفاشية في شيئ.

- ما ذا عن هذه الحركة إذن؟

يصعب التحديد. فهذه الحركة هي نتاج لما بعد المجتمع السوفياتي الذي تأصل فيه الوعي الطبقي والاحتجاج بشكل تام. وهذا يعني أن الحركات الاحتجاجية قد تكون غير متجانسة للغاية، ما يجعلها سهلة التحول إيديولوجيا وبسرعة نحو اليسار آو نحو اليمين ..

- كيف تطورت احتجاجات الميدان إلى شكلها الحالي ؟

في هذه اللحظة، لها طابع قومجي معاد للشيوعية. هذا بسبب كون اليمين متموقع، ومنظم، بشكل أفضل للتدخل في الحركة من جهة، ومن جهة أخرى، الدور الكارثي الذي لعبه الحزب الشيوعي..

- الحزب الشيوعي حصل على 13 في المائة من الأصوات في آخر الانتخابات؟

نعم، لكن بعد ذلك، صارت أولويتهم إثبات وجودهم داخل نظام يانكوفيتش. على سبيل المثال لقد صوتوا لقوانين مكافحة التظاهر. فبدون أصواتهم ما كان للقانون أن يمر، للأسف اغلب الأوكرانيين يربطون تيار اليسار بالكامل مع الحزب الشيوعي.

- ما موقف الحزب الشيوعي من الحركة ؟

إنهم ينتقدون الايدولوجيا القومية لكن ليس من منظور أممي، و في نفس الوقت، يعارضون نقد الشوفينية الروسية.. انه لموقف حقير..

- ماذا يعمل اليسار الحقيقي ؟

اليسار كانت له منذ البداية ردود فعل متباينة، ومتناقضة، اتجاه الحركة، بعضهم يصر على أن الحركة تحركها أيادي أجنبية وأنها يمينية ليعبئوا ضد المشاركة فيها.. وآخرون شاركوا فيها ويحاولون دفعها نحو اليسار..

- أهذا تحدي منهم؟

نعم اليمين المتطرف يواجه نشطاء اليسار ، حيث يصادرون منشوراتهم و أعلامهم وأحيانا يضربونهم ..

- لذلك ليس هناك مكان لليسار في الحركة ؟

طبعا، لان اليمين هو المهيمن..

- كنت تريد أن تجادل مع النازيين ؟

ربما مع البعض، لكن الشيء المؤكد أن الأغلبية الواسعة من المحتجين لأول مرة يتحركوا سياسيا، ولم يتخندقوا إيديولوجيا مع أي طرف بعد..

- لكن لماذا النزعة القومية تهيمن على الحركة؟

إنها مرتبطة بالطريقة التي تأسست بها أوكرانيا كأمة مستقلة، خلال انهيار الاتحاد السوفياتي 1991. لهذا فالقومية صارت كمذهب إيديولوجي شعبي، العقلية الأوكرانية تشبه عقلية مستعمرة سابقة.. فاغلب الأوكرانيين يعتقدون أن الحاجة الأكثر أهمية هو ألا تهيمن عليهم أية قوة أجنبية ..

- ولكن أليست الحركة أضخم في غرب أوكرانيا ؟

نعم، حسنا، السياسات الأوكرانية منقسمة بشكل متباين بين شرق البلد وغربه على المستويين الثقافي والاقتصادي، ففي الشرق اغلب الناس يتكلمون الروسية كلغتهم الأولى، حتى فيتالي كليتشكو يتحدث بلغة أوكرانية مع لكنة روسية ثقيلة.

- وماذا عن غرب أوكرانيا؟

اغلبهم يتحدث اللغة الأوكرانية، هذا البلد يعتبر أفقر بلد بأوروبا كلها، لكن في غربه هناك الكثير من الفقراء والعاطلين أكثر من الشرق حيث تتمركز المناطق الصناعية المحيطة بخالكوف دنيبروبيتروفسك "Kharkov and Dnipropetrovsk " ما يدفع الاوكرانيون من الغرب ليهاجروا نحو الشيشان وبولندا وذلك لان الأجور هناك أعلى بكثير مما هي عليه في مناطقهم..

أيضا في الغرب توجد الكنيسة الأوكرانية الارثوذكسية للبطريركية الكييفية. الكنيسة انقسمت 1991 والآن كهنتها يخطبون على المنابر في ساحة الميدان، بينما في الشرق الكنيسة الأوكرانية الارثوذكسية هي الأكثر شيوعا وكهنتها يدافعون بشكل طبيعي عن يانكوفيتش.

- ماذا يعني هذا بالنسبة للحركة؟

في الغرب 99% من الناس يؤيدون المحتجين، فالناس استقلت الحافلات إلى كييف حتى يتمكنوا من العيش في ساحة الميدان والمشاركة في الاحتجاجات، فهم قلقون بشأن سيطرة روسيا عليهم، ويعطون الأولوية لمحاربة يانكوفيتش، الذي يرون فيه عودة أوكرانيا إلى كنف الاستعمار الروسي..

- هل تعتقد أن هذا القلق لا أساس له؟

ليس بالضرورة. فالدولة الروسية تحاول باستمرار كي تجعل أوكرانيا تابعة لها، فعلى سبيل المثال، إغلاق تدفق الغاز الطبيعي في فصل الشتاء، حقيقة، لن تستطيع لوم الأوكرانيين على عدم ثقتهم في فلاديمير بوتين..

- وبالتالي هل البديل للحركة هو الاتحاد الاروبي؟

الحركة ركزت وبشكل خاص ضد حكومة يانكوفيتش ومسألة الاتحاد الأوربي ثانوية لمطلبها الأساسي. ومن الطبيعي أن يبدو كبديل ممكن التحقيق مقابل التوجه الروسي. إضافة لهذا، فالكثير من الاكرانيين يتوهمون أن قربهم للاتحاد الاوربي سيجلب لهم الرخاء والحرية والديمقراطية التي يشاهدونها في بعض دول أعضاء بالاتحاد الأوربي.

- من هذا الذي يجادل من أجل إلحاق أوكرانيا بالاتحاد الأوربي؟

بعض الاوليغارشيين الذين لهم سيطرة على بعض الأحزاب المعارضة، هؤلاء يقدمون الوعود بأنه سيكون مناسبا بالنسبة للأعمال، لكن في المفاوضات لا حديث عن الإنسان العادي ولا القضايا التي يريدون تحقيقها ولا محاربة الفساد السياسي ولا الإصلاحات السياسية والاجتماعية. بل كان السماح لمصالح الاتحاد الأوروبي ولوج السوق الأوكرانية فوق كل شيء..

- هل التحالف مع الاتحاد الأوربي قادر أن يخفف من الازمة الاقتصادية لأوكرانيا ؟

مصير جيراننا بأوربا الشرقية يوضح ذلك. خد نموذج رومانيا وبلغاريا، فالدخل في هذه البلدان لم يرتفع وفي المقابل الأسعار ارتفعت، وهناك شباب متزايد يهاجر بحثا عن الشغل في أوربا الغربية حيث يعملون بأجور منخفضة ويُستخدمون للضغط على أجور السكان الذين يعملون هناك من قبل. إن الإثارة من دخول الاتحاد الأوربي لم تدم إلا قليلا في هذه البلدان، لسبب أن كل دول الاتحاد الأوربي وإن يفترض أن تكون مساوية، فبعضها يتباين مع الأخريات..

- وبعد، لماذا لدى الأوكرانيين مثل هذه الأوهام القوية بصدد الاتحاد الأوربي؟

الشرارة التي أشعلت فتيل الاحتجاجات أن يانكوفيتش قرر أن لا يوقع اتفاقية مع الاتحاد الأوربي في آخر لحظة، نوفمبر من السنة الماضية. وحتى ذلك الحين كانت هناك حملة ليس فقط من قبل المعارضة ولكن من قبل الحكومة كذلك من اجل آن تنظم أوكرانيا للاتحاد الأوربي..

- كيف لاتفاقية غير موقعة أن تقود لمثل هذه الحركة الجماهيرية؟

لم يُعِد ليانكوفيتش أية دعاية لتغير استراتيجيته، فبين عشية وضحاها تغير موقف الحكومة رأسا على عقب من قولهم أن الطريق الوحيد لانقاد أوكرانيا مما عليه هو توقيع الاتفاقية، إلى موقف مغاير مفاده أن الاتحاد الأوربي يتعارض بشكل عميق مع المصالح الوطنية لامتنا الحبيبة.

- كارثة حقيقية...

.... لقد كان حاسما لاندلاع الاحتجاجات العفوية. الكل يعتقد أن يانكوفيتش يقود أوكرانيا في اتجاه الاتحاد الأوربي وفجأة بوتين يشهر بطاقة ائتمانه وقدم عرض عرضا لا يمكن رفضه...

- ... واستخدمت أحزاب المعارضة هذا بذكاء ...

لكون الاولغرشيين الذين يسيطرون على هذه الأحزاب.. وقفوا لكسب المزيد من المكاسب....

- هل كل الأوكرانيين الشرقيين يقفون بجانب يانوكوفيتش؟

حتى في الشرق إذا كان الأمر يتعلق بالتصويت للاتحاد مع روسيا فالأغلبية ستصوت ضد ذلك، فهم كذلك لا ثقة لديهم في الحكومة الروسية، ومع ذلك لا زال له مؤيدين في الشرق.

- وهل بقيت حكومته مستقرة بعد ذلك؟

لا، ما سيضعف يانكوفيتش بصرف النظر عن الحركة الجماهيرية في الغرب هو نظام الاوليغرشيا نفسه، فبعض رعاة حزب يانكوفيتش يطالبونه بالاستقالة وحالا... ووفقا لمسح أنجز أخيرا فكليتشكو في حالة الانتخابات سيحصل على الأغلبية الساحقة من الأصوات ضد يانكوفيتش لمنصب الرئاسة، وهذا يعني أساسا أن العديد من أوكرانيي الشرق الناطقين بالروسية سيصوتون لكليتشكو.

- هل يمكن اعتبار كليتشكو نجما من نجوم الحركة؟

ما تخفيه وسائل الإعلام في الغالب هو أن الحركة منتقدة أساسا وبشكل حاد للسياسيين وشخصيات قيادية أخرى، ويعتبر كليتشكوا واحدا من القلة الذين يتعرضون بشكل اقل لأصوات الاستهجان في ساحة الميدان عندما يتحدث.. ولكن هذا لا يجعله بالتأكيد نجما للحركة.

- من أين جاءت الانتقادات للسياسيين المعارضين الآخرين ؟

الكثير من المعارضين السياسيين، على سبيل المثال، المعتقلة جوليا تيموشينكو، سبق أن اثبت أنها فاسدة. كليتشكو، ليس بعد، ومع ذلك، فهو يعتمد على نفس رجال الأعمال الذين يعتمد عليهم السياسيين الآخرين ..

- تتحدث مرارا وتكرارا عن " الاوليغارشة"، ما الذي يجعلها مختلفة جدا، مقارنة بالقول أصحاب الملايين في مكان آخر؟

اوليغرشي ليس له تأثير كبير على الاقتصاد والمجتمع فحسب بل أيضا سيطرة مباشرة على حزب آو أحزاب سياسية، من هنا، فالاولغرشي يمكن أن ينقل تأثيره الرأسمالي إلى سلطة سياسية مباشرة.

- أية أحزاب تسيطر عليها الاوليغارشية؟

كل أحزاب البرلمان تمول بشكل كبير من طرف الاوليغارشيين. حتى سفوبودا Svoboda " لن تكون قادرة على التأثير بدون هؤلاء الاوليغارشيين..

- ماذا يمكن أن نقول عن وسائل الإعلام تجاه هذه المسألة ؟

الاوليغارشيين يملكون كل المحطات الإذاعية والتلفزية الكبيرة وموادها مأثرة بشكل مباشر. هكذا فكل السياسيين من سفوبودا تم استدعائهم للمشاركة في العروض والبرامج الحوارية رغم أن الحزب لم يحقق ألا 0.8 في المائة من الأصوات، في نفس الوقت، لا يصدق أن لا يتم استدعاء مناضلا واحدا من اليسار للحديث في الإعلام...

- إلى أي مدى نفذ الصراع الدائر في أوكرانيا للأطراف المختلفة للطبقة الحاكمة ؟

النخبة تحاول دائما استغلال الحركة الجماهيرية من اجل مصالحها. في شرق أوربا إن نحن انتظرنا حركة خالية من تأثيرات الرأسمال وتقودها الطبقة العاملة بشكل شامل، علينا أن ننتظر للأبد. لتكون عندنا مثل تلك الحركة نحتاج لمجتمع مختلف في الشكل لما هو قائم الآن ..

- هل على هذا الشكل، يمكن ان تكون طبيعة حركة في "مجتمع متباين " ؟

بالضبط، أية حركة مقاومة تعكس تناقضات المجتمع الذي تناضل فيه، لدينا قومية قوية وأوليغارشيين نافدين للغاية من جهة، ومن جهة اخرى، تقاليد التنظيم الذاتي والوعي الطبقي غائبة، فأي نوع من أشكال المقاومة نتوقع أن تنشأ من هذه الشروط ؟

- هل من منظور للعمل ؟

نعم، هناك، لكن أولا علينا مناقشة اليسار: كيف يمكن أن نعمل في ظل هذه الظروف؟ هل علينا أن ندين هذه الحركات، لكوننا يصعب علينا العمل داخلها ؟ أم علينا أن نجلس ببيوتنا لان التظاهرات في ساحة الميدان تسمح برفع العلم الوطني ليرفرف في كل مكان و يرددون النشيد الوطني..

- ما الذي تقترحه ليعمله اليسار؟

بخطاب صريح، إذا أعلنت في ساحة الميدان انك ماركسي، ستكون عرضة للضرب المبرح، لكن برنامج وطابع الحركة في طور التقدم والى حد كبير، الشعب شارك في الصراع للتغيير السياسي وهم منفتحون تجاه السياس ..

- ما الذي استخلصته من هذا المؤشر؟

حتى شهر ديسمبر الكثير من الناس كانت لهم ثقة في كليتشكو في ذاك الوقت، و لا احد استطاع تخيل أن المعارك ستستمر الى حدود الان..

- في نظرك أين يمكن لليسار أن يعمل من اجل البناء ؟

أغلبية الناس في الميدان يرغبون في التنظيم، ينشدون الديمقراطية المباشرة لا المفاوضات وراء الأبواب المغلقة. تلك هي الأفكار التي يواجه الناس من اجلها البوليس. إلى درجة سقوط بعض رفاقهم في السلاح بعد توالي الأيام.. وهذا هو المكان الذي يتوجب على اليسار أن يحمل إليه أفكاره..

- كيف يمكن لليسار في كييف أن يعمل بشكل أفضل ؟

علينا أن نتعلم الانخراط أكثر في الوضع الملموس، الشعارات يجب أن ترتبط بمكان وجود الناس، أيضا إنه من اللا مسؤولية لبعض أطراف اليسار مقاطعة مثل هذه المناسبات..

- تقول اللامسؤولية؟

نعم فعندما نبقى بعيدا، نترك الجماهير لليمين الذي نبغضه بشدة. و إذا لم نذهب حيث يتواجد اليمين المتطرف، فلا احد سيشكرنا على ذلك، من غير اليمين المتطرف نفسه...

- من الناحية العملية، هل هذا ممكن ؟

بالطبع. هذا معناه أنني مضطر لترك علمي الأحمر...المحبوب في البيت لكونه غير مرحب به، فالعلم الأحمر...حقيقة بدون شعبية هناك وهذا مرتبط بممارسات الحزب الشيوعي، علينا أن نعي هذه الحقيقة ونتعامل معها بحكمة..

- هل ممكن للحركة تحقيق الانتصار؟

حسب ما تقصده بالانتصار. الحركة قد تستطيع الإطاحة بيانكوفيتش. فآجلا أم عاجلا سيفقد سيطرته. لكن الكثير من المتظاهرين يرغبون في تغيير المجتمع والنظام السياسي. وهذا لن يتحقق بهذه الحركة.

- إذن هل كل هذه الأشياء بلا طائل؟

لا إطلاقا. الكثير سيصاب بالخيبة، لكن سيكسبون التجارب والخبرات التي يستطيعون البناء عليها مستقبلا. البعض سيعلم أيضا أن الصراع الاجتماعي ضروري لتحسين وضعهم..، فإذا تم التوصل لهذا في هذه اللحظة القصيرة فذاك هو الفوز الأكبر ..

إيليا بودرايسكي

نشر لأول مرة ب Marx 21

النص الاصلي بالانجليزية هنا

تعريب جريدة المناضل-ة

#إيليا_بودرايسكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات