أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج1














المزيد.....

ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج1


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 21:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج1

-----------------
(يمكنكم الإطلاع على بقيّة مقالاتي على المدوّنة: http://utopia-666.over-blog.com )
-----------------

لكثرة المقالات التي أقرأها يوميّا، عندما يسمح لي الوقت، ولكثرة مشاغلي وأعمالي، أجد نفسي في كثير من الأحيان عاجزا عن الكتابة. لذلك أسعى ما إستطعت إلى الإحتفاظ بالمقالات التي أراها تستحقّ ردّا أو تصلح كأساس لكتاباتي، ممّا تسبّب في تكدّس أكوام الصّحف والمجلات والكتب، مع مرور الأيّام، في كامل أنحاء غرفتي. لكن هذه الفوضى لا تزعجني في شيء، فهي تمثّل نوعا من الأرشيف، خاصّة أنّي تعوّدت على تدوين ملاحظاتي وبعض الأفكار العابرة على هوامش الصّفحات، لذلك أجد متعة في العودة إلى هذه الأكداس والنّبش فيها بحثا عن كلمات تمثّل مرحلة معيّنة من حياتي أو تقدّم فكرة وليدة لحظتها ما كان لي أن أفكّر فيها لو لم أطّلع على هذا المقال أو ذاك...
عدتُ البارحة إلى أحد أعداد جريدة "الصّريح" التّونسيّة، فوقعتُ على مقال للمغربي "محمّد عصيد" عنوانه "الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا" (28 ديسمبر 2013، ص18)، وكان الفراغ المحيط بالمقال مليئا بالملاحظات والأشكال والسّهام، فأعدتُ قراءته لإعادة ترتيب ما دوّنته أصابعي كهوامش، وسرعان ما طار من عينيّ النّوم ووجدتُ نفسي بصدد تحبير مقال جديد.
يقول أحمد عصيد في مقاله: "إطلعت على حوار نشرته بعض المواقع الإلكترونية أجري مع هاينر بيليفيدت، عالم الدين الكاثوليكي وأستاذ كرسي ألماني لحقوق الإنسان وسياسة حقوق الإنسان في جامعة إرلانغن - نورينبيرغ، والذي كان أيضا مديرا سابقا للمعهد الألماني لحقوق الإنسان. تناول الحوار مظاهر وأسباب ما يُدعى في البلدان الغربيّة «الإسلاموفوبيا»، ورغم وجاهة العديد من الأفكار التي عبّر عنها بيليفيدت، إلا أنّ الحوار لم يبلغ الغاية في تفسير الظاهرة وبيان أسبابها الحقيقية، بل إن العنوان الذي تم إختياره للحوار والذي ركّز على أن الإسلاموفوبيا ليست سوى نظرة عنصرية غربية مقنّعة بالليبرالية، يخفي بشكل كلّي الأسباب المتعلقة بالجالية المسلمة وإختياراتها، وخاصة منها ما يتعلّق بدور التطرّف الديني في إشاعتها، ودور المساجد في تكريس الهوّة العميقة بين المسلمين المهاجرين والمجتمعات المضيّفة."
أردت أن أتوقّف هنا عند مغالطة كبيرة رائجة عند أغلب النّاس، شرقا وغربا، وهي إعتبار أنّ الإسلاموفوبيا نظرة أو تصرّف عنصري. أوّلا، الإسلاموفوبيا لفظ ناتج عن الجمع بين كلمتين: إسلام و"فوبيا" (الخوف). إذن، الإسلاموفوبيا هي الخوف من الإسلام. والإسلام سواء إعتبرناه دينا أو مجرّد إيديولوجيا لا علاقة له بأيّ "عنصر" محدّد، فكيف يكون الخوف من الإسلام نظرة عنصريّة؟ ثمّ عن أيّ عنصر يتحدّثون؟ أليس هناك عرب مسلمون وهنود مسلمون وصينيّون مسلمون وروس مسلمون وأمريكيّون مسلمون وفرنسيّون مسلمون؟ فإذا كانت الإسلاموفوبيا نظرة عنصريّة يجب أن تكون موجّهة لعنصر أو عناصر محدّدة. العنصرية التي وقف في وجهها "مارتن لوثر كينغ" كانت موجّهة لكلّ إنسان أسود البشرة، أي أنّها مرتكزة على سمات ومميّزات خلقيّة تولد مع الإنسان. فهل الإسلام ميزة خلقية؟ هل يولد الإسلام مع الإنسان؟ لكن، لنفرض أنّ الإسلام عنصر. ماهي المميّزات الخلقيّة الفطرية والتي توجد لدى كلّ المسلمين، سواء كانوا مولودين من عائلات مسلمة أم مولودين من عائلات غير مسلمة ولكن إعتنقوا الإسلام في مرحلة من مراحل حياتهم؟ لا شيء. إذن، إعتبار أنّ الإسلاموفوبيا هي نظرة عنصرية فكرة سخيفة وأكذوبة يسعى مروّجوها لكسب تعاطف النّاس وللإستفادة من القوانين التي تمنع العنصريّة والتّمييز على أساس لون البشرة والعرق.
ويواصل عصيد: "يعود الأساس الأوّل لظاهرة الخوف من الإسلام والمسلمين إلى سبب تاريخي هو الحروب الصّليبيّة التي مثّلت لقاء تصادميّا دمويّا بين الإسلام والغرب، لم ينته بنهاية الحروب بل إستمرّ من خلال التمثّلات التي غذّتها الإنتاجات المكتوبة والشّفويّة لقرون طويلة."
هنا، يجب أن نسأل سؤالا بسيطا للتّحقّق من صحّة كلام الكاتب: هل الحروب الصّليبيّة هي المرّة الأولى التي وقع فيها لقاء تصادميّ دمويّ بين الإسلام والغرب؟ التّاريخ يقول: لا. فأوّل اللقاءات التصادميّة الدّموية بين المسلمين والأوروبيّين (الغرب) كانت بسبب الغزوات الإستعماريّة الإسلاميّة المسمّاة، نفاقا وكذبا، بـ"الفتوحات الإسلاميّة". الحروب الصّليبيّة بدأت سنة 1096، والإستعمار الإسلامي بدأ حوالي سنة 632 وكان في فترة خلافتي الرّاشدين والأمويّين وإستهدف مملكة الفرس والإمبراطورية البيزنطية حتّى وصل إلى إسبانيا. فهل كان الإستعمار الإسلامي سلميّا لكي تُغفل ذكره في مقالك، يا أحمد عصيد، وكلّ كتب التّراث الإسلامي مليئة بمذابح ومجازر ومعارك يندى لها الجبين قام بها المسلمون؟ أعرف أنّك تعي جيّدا الأسبقيّة التّاريخيّة التي للإستعمار الإسلامي على الحروب الصّليبيّة، وأعرف جيّدا أنّك أغفلت الحديث عنها عن قصد لكي توهم القارئ بأنّ "الآخر" الغربي هو أوّل المعتدين وهو السّبب في ولادة الإسلاموفوبيا... لكنّ حقائق التّاريخ المدوّنة ستكون دائما بالمرصاد لكلّ منافق وكاذب يحاول طمسها والتّلاعب بها. فإن كنتم قد نجحتم في تحريف التّاريخ قبل الإسلامي وفي تشويه الفترة المسمّاة بـ"الجاهليّة" نظرا لعدم وجود مصادر تاريخيّة، فالنّجاح لن يحالفكم في تشويه وقلب حقائق الفترات اللاّحقة.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- خرافة الإسلام التّونسي الزّيتوني الوسطي: الطاهر بن عاشور أنم ...
- خواطر لمن يعقلون - ج14
- رسالة مفتوحة إلى عبد الجليل التميمي: متى يعتذر العرب المسلمو ...
- خواطر لمن يعقلون - ج13
- خواطر لمن يعقلون - ج12
- خواطر لمن يعقلون - ج11
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج3
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج2
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج1
- كلّ عام وأنت الهوى
- سمفونيّة
- الحاكمون بأمر الشّبح
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الله
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الانسان
- خواطر لمن يعقلون - ج10


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج1