أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - دور سياسي لفيروس -سي- في مصر!














المزيد.....

دور سياسي لفيروس -سي- في مصر!


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 02:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الضجة المثارة حول اختراع القوات المسلحة المصرية أجهزة لتشخيص وعلاج الفيروسات كالتهاب الكبد الوبائي سي، وانفلونزا الخنازير، والإيدز تبدو مفتعلة. الجانبان اللذان يتصارعان حول جدوى الأجهزة التي أعلنت عنها القوات المسلحة هذا الأسبوع يبدوان مسيّسين وغير قادرين على فصل الأمر عن ولائهم السياسي. المؤيدون للقوات المسلحة وينظمون أشعار الثناء للمؤسسة العسكرية، ويهللون للأجهزة الطبية المعجزية، ويكيلون المديح لمخترعيها وكل من كان وراء خروجها إلى النور. المعارضون للقوات المسلحة من جهة اخرى ينظمون أيضاً الأشعار، ولكنها هنا أشعار هجاء في المؤسسة العسكرية، ووسائل الإعلام "المضللة" والنظام "الانقلابي" الذي يقوده المشير السيسي. ويرفض المعارضون الأجهزة ويصفون الأمر كله بأنه وسيلة رخيصة لتسويق القائد العام للقوات المسلحة في الانتخابات الرئاسية القادمة.

بين المؤيدين والمعارضين يقف فريق يضم الغالبية العظمى من المصريين الذين يتابعون الجدل الدائر من دون أن يعرفوا أين تكون الحقيقة. كعادة المصريين في الإعراب عن رأيهم حيال المسائل المعقدة، لجأ هذا الفريق للسخرية من الأمر ومن طرفي الصراع. وربما للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات ظهرت النكات المصرية التي تسرق الضحكات من أفئدة المهمومين والمطحونين والمعدومين، فكانت للأجهزة فائدة نفسية لم تكن في الحسبان ولم ترد في أذهان مخترعيها.

لا يعرف على وجه التحديد إن كان الإعلان عن الاختراعات تم بتوجيه من القيادة العسكرية. لم يصدر بيان رسمي يؤكد أو ينفي علم المشير عبد الفتاح السيسي بالأمر أو التخطيط له. إلا أن الأعراف تشير إلى أن المسئولين الصغار عادة لا يجروءون على الإقدام على أمور مهمة كهذه من دون علم القيادات. المثير هنا أن مساعد الرئيس المصري للشئون العلمية عصام حجي أبدى اعتراضاً كبيراً على الإعلان على الاختراع، بل وهاجمه بعنف في حوار صحفي مع جريدة الوطن. وصف حجي المؤتمر بأنه فضيحة علمية لمصر. وقال حجي أن "العرض التوضيحي لاختراع الجيش الذي قيل أنه يعالج فيروسات الكبد والإيدز لم يتضمن تفاصيل علمية صحيحة، وأن الرئيس المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي فوجئا به."
رد الفعل الخارجي على الاختراعات جاء في أفضل حالاته متحفظاً. لكن عدداً من المحللين أكدوا على أن الأجهزة لم تخضع لأية اختبارات علمية تؤكد مصداقيتها. وصل الأمر بالبعض للإشارة إلى رفض المكتب الأوروبي للاختراعات قبول الأجهزة حين حاولت مصر الحصول على حقوق براءة الاختراع لأول مرة عام 2010.

لكن الكثيرين من المحللين الغربيين سارعوا للربط بين توقيت التسويق للأجهزة الطبية الثلاث، التي اخترعتها القوات المسلحة وتقدمها على أنها إعجاز طبي خطير سيقلب موازين الطب والأحداث السياسية التي تشهدها مصر. ذكّر البعض المصريين بالمشاريع الزائفة التي كانت أنظمة عبد الناصر والسادات ومبارك ومرسي توهم بها المصريين. قال أصحاب وجهة النظر هذه في تقاريرهم أن الأنظمة السابقة قدمت للمصريين العشرات من المشاريع على أنها نقلات حضارية ستنقل مصر إلى مصاف دول القمة، لكن الأيام أثبتت أنها كلها كانت أوهام لتخدير المصريين. وطالب المحللون الشعب المصري بتوخي الحذر في التعامل مع مثل هذه الاختراعات التي وصفتها بأنها سمة من سمات الأنظمة الدكتاتورية.

ربما كان للاختراع وجه سياسي. هذا أمر يصعب إنكاره أو دحضه. الاجهزة الطبية التي أعلن عنها ليست حديثة، وهي تعود إلى عصر مبارك، ومما لا شك فيه أن ظهورها والإعلان عنها هذه الأيام في مؤتمر صحفي يحضره المشير السيسي، مرشح القوات المسلحة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يثير الكثير من الأسئلة. غير أنه من غير المنطقي على الإطلاق أن يحوّل المصريون الأمر إلى صراع سياسي يتقاتلون عليه. الأيام وحدها كفيلة بأن تكشف ما إذا كانت الأجهزة الطبية اختراعاً طبياً إعجازياً حقيقياً أم لا.

أما عن القول بأن مثل هذا الإعلان يشير إلى السمة الدكتاتورية للنظام الحاكم، فمن المؤكد أنه صحيح أيضاً إلى حد بعيد. غير أنه من المهم التأكيد أيضاً على أنه إن كان المشير السيسي يبغى من الإعلان عن الاختراع توحيد المصريين خلفه، فإن الإعلان عن مشروع اختراع طبي أفضل بكثير من مشاريع أخرى قام بها أو تبناها دكتاتورات مصر السابقين. الإعلان عن اختراع طبي أفضل من الحروب التي تبناها عبد الناصر، وأفضل من مشروع رعاية الإرهابيين الذي قام به السادات، وأفضل من مشروع توشكى الفاشل الذي أنفق فيه مبارك المليارات وأفضل من مشروع تحويل مصر إلى دولة إسلامية ووكر للإرهاب الذي جاء به مرسي. في النهاية دعونا نتفاءل بأن الإعلان عن الاختراعات الطبية، بغض النظر عن مصداقيتها وجودتها، ربما يحمل في طياته نية المشير السيسي، إذا تولى الرئاسة، الاهتمام بصحة المصريين والتركيز على توفير العلاج اللازم لمرضى التهاب الكبد الوبائي الذي يهدد ما يزيد عن نصف سكان مصر.





#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمدين صباحي والبلالية وانتخابات الرئاسة المصرية
- المثقفون والسيسي بين الرفض المنطقي والأيديولوجيات الجوفاء
- ترشيح السيسي: يوم حداد على المجتمع المدني في مصر
- لماذا لا يجب أن نعبأ بغياب الشباب عن الاستفتاء في مصر؟
- مرسي -يتابع- مجازر الأقباط
- عمر البشير وموعد مهم مع العدالة
- محاكمة اليوم الواحد تخذل مباديء ثورة الياسمين
- رفيق حيبيب وتجميل وجه حزب الإخوان
- وهم دولة الإسلاميين المدنية
- أزمة إمبابة بين عجز وفشل المجلس العسكري وإرهاب وكذب السلفيين
- صول-أطفيح وشرع الله ومصر المأسوف عليها
- القوات المسلحة وشرعية الميدان وهيبة الدولة المصرية
- لماذا استبعدت جورجيت قليني من التعديل الوزاري؟
- العمرانية... الشرارة الأولى لثورة شباب مصر
- مذبحة كنيسة القديسين طائفية جذورها داخلية
- آلام مسيحيي العراق في عيد الميلاد
- مأساة العمرانية دليل إدانة للحكومة المصرية
- الجريمة في مصر والضحايا في العراق
- لماذا تنكر الحكومة المصرية مذبحة نجع حمادي الطائفية؟
- نفي المسيحيين في أوطانهم


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - دور سياسي لفيروس -سي- في مصر!